كيف تساعد أنظمة الري الذكي المزارعين على مواجهة أزمة المناخ؟

 

 

 

 

 

 

“فيما سبق كان من الممكن أن يستمر الري من المساء حتى طلوع الفجر، حاليًّا لا يستغرق ري 50 فدانًا كاملة أكثر من ساعتين”.. هكذا يصف محمود تكروني -المزارع ومنسق مشروع “بناء مرونة الأغذية في صعيد مصر” في قرية النجاجرة بأسوان- التحول الذي حدث منذ عامين في قريتهم، عندما بدأت عشرات الأفدنة تُروى بالتنقيط والطاقة الشمسية بدلًا من الطرق التقليدية.

ويضيف لـ”للعلم”: “لم نوفر فقط في المياه والطاقة، بل في الجهد المبذول كذلك، فليس هناك حاجة إلى مراقبة عملية الري للتأكد من أن الأرض سُقيت بالكامل، فبمجرد ضبط نظام التشغيل تعمل الماكينة وحدها، وتتوقف فور انتهاء مهمتها دون إهدار نقطة مياه واحدة”.

تُعد هذه التقنية المتطورة إحدى تقنيات “الري الذكي”، الذي يحظى باهتمام عالمي باعتباره وسيلةً ذكيةً للتكيُّف مع التغيرات المناخية، عبر خفض الطلب المرتفع على الموارد المائية وتقليل الآثار البيئية الضارة لعملية الري.

وتستعد مصر لإطلاق مبادرة دولية لتنفيذ أعمال تكيف مع تغير المناخ في قطاع المياه خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP27)، المنتظر عقدها في مدينة شرم الشيخ، من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل، ضمن فعاليات جناح المياه المستمر لمدة 10 أيام، كما يُناقش موضوع “الري الذكي” وكيفية استخدام التكنولوجيا لرفع الإنتاجية ومواجهة ندرة المياه، تحت إشراف وزارة الموارد المائية والري، وفق إيمان سيد، رئيس قطاع التخطيط بالوزارة.

وقالت إيمان سيد لـ”للعلم” :”الإعلان عن تفاصيل المبادرة سيتم خلال اليوم الأول لجناح المياه، وهي مبادرة مصرية بالتنسيق مع منظمة الأرصاد العالمية، تتضمن عدة إجراءات استباقية للتكيُّف مع التغيُّرات المناخية في قطاع المياه والري، بما يضمن تقليل الفاقد من المياه وتعزيز التعاون بين الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

وخصصت الحكومة المصرية يومًا للمياه خلال قمة شرم الشيخ (14 نوفمبر)، بالإضافة إلى جناح المياه؛ لمناقشة قضايا المياه وتغيُّر المناخ.

 

الري الذكي وتقنياته

وفق ورقة بحثية نُشرت في يونيو الماضي في مجلة “هندسة الري والصرف”، فإن الري الذكي هو نظام مطبق لترشيد استهلاك المياه وزيادة غلة المحاصيل، يسمح بتحكم عالي الدقة في عمليات الري وفقًا لبيانات متاحة عبر محطات الأرصاد الجوية وأجهزة الاستشعار عن بُعد التي ترصد العوامل المناخية كالأمطار والرياح والصقيع ومعدلات رطوبة التربة وغيرها.

في السنوات الثلاث الأخيرة، انتشرت بعض هذه التقنيات انتشارًا محدودًا على المستوى المحلي، مثل إطلاق تطبيقات للري الذكي ومنها “إروي” و”الإنذار المناخي المبكر”، والري بالطاقة الشمسية وتصنيع عدد محدود من الأجهزة اليدوية لقياس رطوبة التربة، وهي مشاريع تُنفذ بالتعاون، إما مع وزارة الزراعة أو مع وزارة الري، وتدعمها جهات دولية مختلفة.

وتحظى أنظمة الري الذكي المتقدمة الآن بانتشار واسع على الصعيد العالمي، إذ بلغ حجم سوق أنظمة الري الذكي 938.6 مليون دولار أمريكي عام 2020، مع توقعات بزيادة الرقم إلى 2.6 مليار دولار (ما يعادل نحو 50 مليار جنيه مصري) بحلول عام 2027، وفق تقرير لشركة ريبورت لينكر، صدر في أبريل 2021.

ويستهلك الري 70% من المياه العذبة عالميًّا وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في الوقت الذي يفتقر فيه حوالي 2.2 مليار شخص إلى مياه الشرب الآمنة، وفق الأمم المتحدة.

 

وأطلقت وزارة الري تطبيق “إروي” المجاني للري الذكي قبل نحو عامين بدعم من الفاو، ويعمل على إمداد المزارعين بمعلومات تخص الكمية المناسبة من المياه لري كل محصول، كما يمدهم بنصائح للري تستند إلى مؤشرات الطقس من درجات الحرارة والرياح والأمطار.

كما شاركت الوزارة بالتعاون مع جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة في تصنيع جهاز يدوي لقياس رطوبة التربة وآخر لإرسال هذه القياسات إلى هواتف المزارعين عبر رسائل قصيرة، وقالت إيمان سيد: “إن الوزارة وفرت 200 جهاز يدوي لقياس رطوبة التربة حتى الآن للمزارعين، وعملت مدارس حقلية في محافظة المنيا على تجربته، ما أسفر عن توفير كميات كبيرة كانت تهدر في الري الخطأ، وتعمل الوزارة على تصنيع أعداد أكبر من الأجهزة وتوفيرها للمزارعين بتكلفة تصل إلى ألف جنيه”.

قال أيمن فريد أبو حديد -وزير الزراعة الأسبق- في تصريح لـ”للعلم”: إن استخدام الذكاء الصناعي في الري مهمٌّ جدًّا؛ لأنه يوفر منظومةً متكاملةً للري الآلي باستخدام كاميرات المراقبة وحساسات التربة والبرامج الحاسوبية، وهذه المنظومة قادرة أن توفر في المياه، وتقلل من استخدام أعداد كبيرة من البشر دون فاعلية، وتحدد سبب أي مشكلة يتعرض لها الزرع فور ظهورها، والطريقة الصحيحة للتعامل معها بدلًا من الاعتماد على أسلوب التخمين الذي ربما لا يكون صحيحًا، وبالتالي لا نقدم للنبات ما يحتاجه، ومن هنا تحدث خسائر الإنتاجية”.

وأشار إلى أن مصر والمغرب من أوائل الدول العربية التي بدأت في استخدام بعض هذه التقنيات، مثل الري الآلي باستخدام الطاقة الشمسية، الذي يوفر في الكهرباء كذلك.

وذكرت الورقة البحثية المنشورة بمجلة “هندسة الري والصرف” أن أنظمة الري الذكي جذبت الاهتمام عالميًّا؛ لأنها ضرورية لضمان الأمن المائي والغذائي في جميع أنحاء العالم، إذ تعمل على الاستخدام الرشيد للمياه في الحقول الزراعية وزيادة غلة المحاصيل، وبالتالي ينخفض الطلب المرتفع على الموارد المائية وتقل الآثار البيئية الضارة للري من خلال تقييم محتوى رطوبة التربة أو مؤشر الإجهاد المائي للمحصول وغيرها من العوامل.

وأفادت أن أجهزة استشعار رطوبة التربة وفرت 20 إلى 92% من المياه، في حين وفرت أجهزة التحكم في التبخر من 20 إلى 71% من المياه، وكذلك وفرت أجهزة استشعار المطر من 7 إلى 50% من المياه مع الحفاظ على نمو المحاصيل وجودتها، وفق تحليلات نتائج عددٍ من الدراسات البارزة التي قيَّمت تقنيات الري الذكي في مناطقَ جغرافيةٍ مختلفة.

وتعمل الأنواع المتطورة من هذه الأجهزة بشكل آلي، وفق جداول للري، دون حاجةٍ إلى تدخُّل المزارع، وتُوقِف الري فورًا عند الوصول إلى مستوى معين من الرطوبة في التربة، محدد مسبقًا، أو عند استشعار المطر؛ حتى لا يستمر الري دون ضرورة، أو لدى تشغيل أنظمة طارئة للري خارج الجدول اليومي تحمي النبات في حالة استشعار ظروف مناخية سيئة.

وتتفاوت أسعار خدمات الري الذكي بشكل كبير عالميًّا، وفقًا لجودة التصنيع ومستوى الخدمة، إذ يمكن شراء أحد أجهزة الاستشعار أو وحدات التحكم عن بُعد عبر منصات التجارة الإلكترونية بأسعار تبدأ من خمسين دولارًا للجهاز الواحد (ما يقرب من ألف جنيه مصري).

في حين قال جوهان فيندت، الشريك المؤسس لشركة IRRIOT لخدمات الري الذكي، ردًّا على رسالة بريدية لـ”للعلم”: إن تزويد مزرعة صغيرة بخدمات الري الذكي المتقدمة يتكلف ما بين ألفين إلى 3 آلاف يورو، في حين تتراوح التكلفة للمزارع الكبيرة ما بين 5 آلاف إلى 15 ألف يورو (ما يعادل 40 ألفًا و300 ألف جنيه مصري لأقل وأعلى سعر للخدمة).

وأكد أن “المردود الذي يحصل عليه المزارعون من الاستثمار في هذه التقنيات هو توفير المياه والطاقة وزيادة غلة المحاصيل”.

نجحت تقنيات الري الذكي في الملاعب الرياضية لمدينة إبسويتش في المملكة المتحدة في توفير أكثر من 20 ألف دولار (ما يعادل نحو 384 ألف جنيه مصري) من تكاليف المياه خلال 6 أشهر (من ديسمبر 2007 حتى مايو 2008)، إذ وفرت المراقبة الآلية لرطوبة التربة وإيقاف التشغيل في حالة هطول المطر من كمية المياه المستخدمة، بالإضافة إلى توفير نفقات العمالة، من خلال اتباع النظام الآلي في الري، وفق دراسة حالة أجرتها شركة MAIT للصناعات.

وتتصدر الولايات المتحدة سوق أنظمة الري الذكية عالميًّا عام 2020، بتقديرات وصلت إلى 277.8 مليون دولار أمريكي (ما يعادل قرابة 5.3 مليارات جنيه مصري)، ومن الأسواق الجغرافية الأخرى الجديرة بالملاحظة أسواق الصين واليابان وكندا وألمانيا، مع توقعات بقفزات في النمو بنسب 15.2% و14.1٪ و13.6٪ و11.6٪ حتى عام 2027، وفق تقرير شركة ريبورت لينكر، في حين لا تزال تجارب غالبية الدول العربية والأفريقية محدودةً في هذا المجال.

 

المتاح والمأمول

قبل أن يخرج المزارع محمد موسى (47 عامًا) من بيته في قرية البعيرات بالأقصر، يفتح تطبيق “الإنذار المناخي المبكر” للري الذكي على هاتفه، يقول لـ”للعلم” :”عندي أربعة أفدنة، أزرع حاليًّا نصفهم قصب سكر والنصف الثاني ذرة رفيعة، وأستخدم التطبيق منذ عامين، أُحدد في البداية أين توجد أرضي ونوع المحصول، وقبل أن أسقي يزودني التطبيق بكمية المياه المناسبة، وإن كانت هناك رياح شديدة يحذرني من الري لتجنب الرقاد والخسارة في الغلة”.

حصل “موسى” على التطبيق مجانًا من مشروع “بناء مرونة الأمن الغذائي بصعيد مصر”، وهو مشروع بدأ عام 2013 بتمويل من صندوق الأقلمة المناخية وبرنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع وزارة الزراعة المصرية، لبناء الصمود والقدرة على المقاومة في مواجهة التغيرات المناخية، ويستهدف محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان.

كلما توافرت بيانات دقيقة تحسنت كفاءة الري.. يقول مجدي عبد الحميد -رئيس قسم النبات بالمركز القومي للبحوث- في تصريحات لـ”للعلم”، مضيفًا أن تحديد الاحتياج الفعلي الدقيق للنبات من المياه في كل طورٍ من أطوار نموه مع مراعاة تأثره بالعوامل الجوية ليس بالأمر البسيط.

 

ويوضح: “يتطلب الاستعانة بأكثر من تقنية من تقنيات الري الذكي في الوقت نفسه، لقياس مختلِف المؤشرات، مثل مستوى الرطوبة ونسبة التبخر والملوحة ودرجة الحرارة وغيرها، كما يتطلب وجود محطة أرصاد جوية على مسافة قريبة من المزرعة لا تتجاوز 50 كيلومترًا للحصول على بيانات دقيقة”.

واستطرد: “هناك عوامل كثيرة يجب أن توضع في الاعتبار بعد الحصول على هذه البيانات، فعلى سبيل المثال، لكل نبات احتياج معين من الرطوبة، يختلف باختلاف نوع التربة، سواء كانت طينية أو رملية أو طميية”.

وأشار إلى أن تطبيقات الري المستخدمة في مصر تعطي مؤشرات عامة، ولا يمكن الاعتماد عليها بنسبة مئة في المئة، قائلًا: “إنها تفتقر إلى البيانات الدقيقة المستندة إلى قياسات أجهزة الاستشعار عن بُعد، والتي تتجاوز إمكانيات المزارع البسيط”.

وقال محمد الحمدي -مسؤول الفاو للأراضي والمياه في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا- في حوار مع “للعلم”: “لم يعد بالإمكان الاعتماد على الطرق التقليدية في الري في ظل أزمة المناخ”، مضيفًا :”نحتاج إلى الابتكار من أجل التكيُّف واستمرار الزراعة بطرق مستدامة، وهذا ما يمكن أن توفره تقنيات الري الذكي”.

وأشار إلى أن الري الذكي يمنح النبات القدر المضبوط من المياه دون زيادة أو نقصان، موضحًا أن ارتفاع درجة الحرارة يتطلب -على سبيل المثال- الري لعدد مرات أكثر، ما يقلل من الخسائر في الغلة.

ومن المتوقع أن يؤدي تغيُّر المناخ إلى خفض إنتاجية المحاصيل الزراعية بنسبة 15 في المئة على مستوى العالم بحلول عام 2050، وفق الفاو.

وقال “الحمدي”: إن إمكانيات المزارع البسيط قد لا تسمح بالاعتماد بشكل كبير على تقنيات الري الذكي المتطورة في الوقت الحالي، لكننا نقدم له المتاح من خلال تطبيقات الري المجانية وبعض الأجهزة اليدوية التي تعطيه مؤشرات عامة ومفيدة عن احتياج النبات إلى المياه في أطوار النمو المختلفة وبعض مؤشرات الطقس، على أمل أن تتاح التقنيات المتطورة وأجهزة الري الآلي في المستقبل القريب بتكلفةٍ مناسبة، تسمح بانتشارها بشكل أوسع بين عموم المزارعين.

“الظروف المناخية تغيرت، وعلينا كمزارعين أن نطور أدواتنا كذلك؛ لأننا لا نملك سوى أرضنا، هي مصدر رزقنا الوحيد”، يختتم المزارع ومنسق مشروع “بناء مرونة الأمن الغذائي بصعيد مصر” محمود التكروني، حديثه لـ”للعلم” بهذه الكلمات، لافتًا إلى أن هناك نحو 50 مزارعًا في أسوان، حتى الآن، يستفيدون بشكل مباشر من تطبيقات الري الذكي وبعض تقنيات الزراعة الذكية مناخيًّا التي يقدمها المشروع بشكل مجاني، ويؤكد: “نقوم بدورنا بنشر الوعي بين عدد أكبر من المزارعين من خلال الحديث أو نشرات التوعية”.

عن أميركان سيانتافيك


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رزان المبارك تدعو إلى تكامل إجراءات مواجهة تغير المناخ

شاركت رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ ضمن فريق رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، في عدة فعاليات مناخية مهمة خلال أسبوع المناخ في مدينة نيويورك الأسبوع الماضي.

وفي إطار دورها كرائدة للأمم المتحدة للمناخ في مؤتمر الأطراف COP28، تدعم رزان المبارك اتخاذ إجراءات مناخية طموحة في الاقتصاد الحقيقي بالتوازي مع العمل المشترك متعدد الأطراف، وتركز أولوياتها الرئيسة على تعزيز الترابط بين المناخ والطبيعة، وتسريع وتيرة تدفق التمويل وتوفيره لدعم حماية الطبيعة والشعوب الأصلية، وضمان إشراك الفئات المهمشة وهذه الشعوب في الدبلوماسية المناخية، وإعلاء أصواتها في عملية صنع القرارات المناخية ضمن منظومة عمل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

تمويل مشاريع الطبيعة

وفي 23 سبتمبر (أيلول) الجاري قدمت رزان المبارك تقريراً بعنوان "توسيع نطاق تمويل مشروعات حماية الطبيعة في الوقت الحاضر: الفرص المتاحة للمستثمرين في البرازيل وخارجها"، يوضح جدوى الاستثمارات في الحلول القائمة على الطبيعة؛ حيث يذكر التقرير أن البرازيل هي أكبر سوق حاليًا للاستثمارات والفرص القائمة على الطبيعة بقيمة تبلغ نحو 21 مليار دولارأمريكي، وأكثر من على مستوى العالم.
وأكدت رزان المبارك أن من أبرز نتائج COP28 التركيز على أهمية الحلول القائمة على الطبيعة بصفتها إحدى الوسائل اللازمة لتحقيق الحياد المناخي، مشيرة إلى دعوة معظم الدول في العام الماضي في دبي إلى وقف إزالة الغابات ووضع 160 حكومة خارطة طريق لإدماج حماية الطبيعة والأنظمة الغذائية في جهود معالجة تغير المناخ، مع التشديد على ضرورة توفير التمويل اللازم لذلك من القطاعَين الحكومي والخاص.
ولفتت إلى ضرورة توسيع نطاق تمويل المشروعات المرتبطة بالطبيعة، بمضاعفة الاستثمار في الحلول القائمة على الطبيعة لمواجهة تغير المناخ بحلول عام 2030 وزيادته ثلاث مرات بحلول عام 2050، مؤكدة أهمية زيادة حصة تمويل الاستثمارات في مشروعات حماية الطبيعة للدول النامية.

تحالف لدعم الحياد المناخي

وبالشراكة مع الدكتور عفيف سيف اليافعي، الرئيس التنفيذي لشركة "ترانسكو" التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، ترأست رزان المبارك في 24 سبتمبر اجتماعًا مع ممثلين عن عدد من الشركات العالمية الرائدة في قطاع المرافق العامة المنضمة إلى تحالف شركات المرافق لدعم الحياد المناخي "UNEZA" الذي تم إطلاقه خلال COP28 تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ومكتب رواد الأمم المتحدة للمناخ.
ويطمح أعضاء التحالف إلى زيادة استثماراتهم في الطاقة المتجددة بمقدار 2.6 مرة بحلول عام 2030، وأعلن أعضاؤه الـ 39 في نيويورك عن نيتهم المشتركة لاستثمار أكثر من 116 مليار دولار سنويًا في توليد الطاقة النظيفة وتطوير البنية التحتية لشبكات الكهرباء على مستوى العالم في السنوات القادمة.
وتعليقاً على ذلك، قالت رزان المبارك "مع تقدمنا نحو تحقيق أهداف الحياد المناخي، يبرهن تحالف شركات المرافق لدعم الحياد المناخي على أهمية تضافر الجهود لإنجاز مستهدفات 2030 من الحلول المناخية، وتنفيذ بنود اتفاق الإمارات التاريخي المتعلقة بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول 2030، وتعكس هذه الالتزامات التي تم الإعلان عنها حجم وطموح مساعينا المشتركة".

انضمام الإمارات للجنة المحيطات

وفي اليوم التالي، حضرت رزان المبارك اجتماع قادة اللجنة العليا لاقتصاد المحيطات المستدام "لجنة المحيطات"، حيث أعلنت رسميًا قرار دولة الإمارات بالانضمام إلى المبادرة، وقالت إن لجنة المحيطات هي مبادرة عالمية فريدة من نوعها، تعمل على حشد القيادة السياسية وتعزيز العمل المشترك بين العديد من الأطراف المعنية نحو تحقيق اقتصاد مستدام للمحيطات، ويتطلب تحقيقها نجاحاً ملموساً تنسيق الجهود في كافة الأطر الرئيسة العالمية مثلهدف حماية ما لا يقل عن 30% من الموائل البرية والبحرية بحلول عام 2030 الذي حدده الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، وأهداف التنمية المستدامة، وهدف 1.5 درجة مئوية الذي حدده اتفاق باريس.
وأضافت أن هذا التعاون سيفتح آفاقًا لتحقيق مصالح مشتركة مهمة للتنوع البيولوجي، والمرونة المناخية، والازدهار الاقتصادي على المدى البعيد.

تمويل أسرع وأدق

وفي 26 سبتمبر (أيلول)، شاركت رزان المبارك في استضافة في جلسة نقاشية بعنوان "من COP28 إلى COP30.. ضمان استفادة الشعوب الأصلية من التمويل المناخي"، في مقر البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بالتعاون مع نيجار أرباداراي، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP29.
وضمت الفعالية المغلقة أبرز الحكومات المانحة وعدداً من ممثلي مؤسسات التمويل ومجتمعات الشعوب الأصلية لمناقشة آليات تقديم التمويل بشكل أسرع وأكثر دقة.
وجاءت أهمية الفعالية نظراً إلى أن التمويل البالغة قيمته 1.7 مليار دولار المخصص لهذا المجال والذي تعهدت به الدول في مؤتمر COP26 في غلاسكو تنتهي مدته بحلول مؤتمر COP30.
وأكدت رزان المبارك ضرورة تعزيز وصول التمويل المناخي إلى الشعوب الأصلية بشكل مباشر، ودعم جهودهم للحصول على مخصصات تمويلية جديدة خلال COP30، موضحة أن الشعوب الأصلية مسؤولة عن إدارة وحماية ربع مساحة اليابسة وتتصدر جهود مواجهة تغيرات المناخ؛ مما يستوجب أن تكون الطبيعة والشعوب الأصلية في صدارة التزامات وتعهدات التمويل الجديدة.
وشددت على ضرورة الاستمرار في المطالبة بتعزيز ارتباط الشعوب الأصلية بمصادر ومؤسسات التمويل الحالية والمستقبلية المكلفة بتوفير الدعم المالي لمجتمعاتهم، لافتةً إلى أنها ستكثف جهودها لتعزيز هذه المحادثات والشراكات الاستراتيجية حتى مؤتمر COP29، الذي يشكل محطة مهمة في مسار العمل المطلوب لتحقيق تقدم ملموس في هذه الأجندة.

خطاب النوايا

كما حضرت في 27 سبتمبر مراسم توقيع خطاب النوايا بين دولة الإمارات وغانا، في إطار شراكة بقيمة 30 مليون دولار لدعم التنمية المجتمعية المستدامة والحلول المناخية القائمة على الطبيعة عبر ستة مجالات استثمارية حددها الخطاب منها إعادة التشجير، وممرات التنوع البيولوجي، والزراعة البيئية.
ووقّع على الخطاب كلٌ من الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، وزيرة التغير المناخي والبيئة وصموئيل أبو جينابور، وزير الأراضي والموارد الطبيعية في غانا، بحضور رزان المبارك، التي تتولى مسؤولية تمثيل دولة الإمارات في قيادة شراكة قادة الغابات والمناخ، و عبدالله بالعلاء مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة.

إجراءات حفظ الطبيعة

وفي ختام مشاركتها في أسبوع المناخ في نيويورك، شاركت رزان المبارك في استضافة حلقة نقاشية رفيعة المستوى مع ماريا سوزان امحمد غونزاليس، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في كولومبيا ورئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي لعام 2024 "COP16".
وجمعت الجلسة عدداً من رواد العمل المناخي من الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية، بهدف تعزيز جهود وضع الطبيعة في صميم العمل المناخي، بناءً على ما تحقق في COP28 واستعداداً لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي "COP16" الذي ينعقد بمدينة كالي في كولومبيا الشهر المقبل.
كما شهدت الجلسة إطلاق أمانة لمنصة تنسيق جهود حفظ الطبيعة ومواجهة تغير المناخ، دعماً للبيان المشترك الصادر عن COP28، بشأن حماية المناخ والطبيعة والبشر، بالتنسيق مع صندوق المناخ الأخضر.
وفي هذا الإطار أكدت المبارك أهمية إدراج إجراءات حفظ الطبيعة ضمن النسخة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً، انطلاقاً من الدور المحوري الذي تقوم به هذه الإجراءات في جهود التخفيف من تداعيات تغيّـر المناخ والتكيّـف معها.

مقالات مشابهة

  • مشروع "الحديقة الذكية" في بطولة الدلتا الروبوت.. يوفر المياه ويواكب رؤية مصر 2030
  • «الأرز الجديد».. سلاح مصر في مواجهة ندرة المياه وتحقيق الأمن الغذائي
  • «الزراعة»: بدء مشروع تحسين استخدام المياه وإدارة التربة في مطروح
  • وزير الري يتابع الاستعدادات لإطلاق الحملة القومية للحفاظ على المياه «على القد»
  • على القد قريباً.. تفاصيل حملة الري القومية للحفاظ على المياه بمشاركة 6 وزارات
  • تفاصيل إطلاق وزارة الري حملة "على القد" للحفاظ على المياه
  • الري تستعد لإطلاق حملة "على القد" للحفاظ على المياه
  • رزان المبارك تدعو إلى تكامل إجراءات مواجهة تغير المناخ
  • الجمعية العامة للشركة القابضة للري والصرف تعقد احتماعها برأسة وزير الري
  • وزير الري يتابع ترتيبات عقد أسبوع القاهرة السابع للمياه وأسبوع المياه الأفريقي