اليوم.. الحكم في إعادة محاكمة متهم بـ أنصار بيت المقدس
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
تصدر الدائرة الأولى إرهاب، المنعقدة بمجمع محاكم بدر، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، اليوم الثلاثاء، لحكم في محاكمة متهم بالقضية المعروفة بـ"أنصار بيت المقدس".
ووجّهت نيابة أمن الدولة العليا للمتهم وباقى المتهمين بالدعوى والذين حكم عليهم فى وقت سابق العديد من الاتهامات منها الاتفاق والمساعدة والاشتراك فى أحداث العنف التى شهدتها البلاد، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، وأبرزها قتل اللواء محمد السعيد مساعد وزير الداخلية، والمقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطنى، والنقيب محمد أبوشقرة، والهجوم على كنيسة الوراق، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية فى سبتمبر 2013، وتفجير مديريتى أمن الدقهلية ديسمبر 2013 والقاهرة يناير 2014.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدائرة الأولى إرهاب المستشار محمد السعيد الشربيني
إقرأ أيضاً:
جماعة أنصار السنة المحمدية: التحولات السياسية والعلاقات المتغيرة مع الأنظمة
تُعَدُّ جماعةُ أنصارِ السنةِ المحمديةِ إحدى أبرزِ الحركاتِ السلفيةِ في السودان، حيثُ لعبتْ دورا محوريّا في المجالَيْنِ الدعويِّ والاجتماعيِّ، بداية من الأوساطِ العُمّاليةِ، ثم امتدَّ تأثيرُها إلى الطلّابِ في المدارسِ الثانويةِ والجامعاتِ. وعلى الرغمِ من أنَّ نشاطَها السياسيَّ كان محدودا في البدايةِ، فإنَّ مسيرتَها شهدتْ تحوُّلاتٍ جوهرية، خاصَّة بعد انضمامِ أعدادٍ كبيرةٍ من خرِّيجي الجامعاتِ، إلى جانبِ المبتعثينَ لدراسةِ العلومِ الشرعيةِ في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، التي كانتِ الداعمَ الرئيسيَّ لهذا التيّارِ لعقودٍ.
علاقة الجماعة بالأحزاب والتحالفات السياسية
قبلَ الاستقلالِ، وبالذاتِ بعد نشأةِ الأحزابِ السودانيةِ، كانتْ عضويةُ الجماعةِ موزَّعة بين الأحزابِ اليمينيةِ، وخاصَّة حزبِ الأمةِ والحزبِ الوطنيِّ الاتحاديِّ. وبعدَ الاستقلالِ، شاركتِ الجماعةُ في "التحالفِ الإسلاميِّ من أجلِ الدستورِ"، كما كانتْ لها عضويةٌ في "الجبهةِ الإسلاميةِ للدستورِ" عامَيْ 1956 و1958، إلَّا أنَّه انفضَّ بعد عامِ 1958 بسببِ الخلافاتِ الداخليةِ.
بعدَ ثورةِ تشرين الأول/ أكتوبرَ 1964، تشكَّلَ تحالفُ "جبهةِ الميثاقِ"، حيثُ سعى المرحومُ الشيخُ الدكتورُ سعيدُ رمضانَ البوطي لرأبِ الصدعِ، ممَّا أدَّى إلى تشكيلِ "جبهةِ الميثاقِ الإسلاميِّ" عامَ 1964، وكانتْ جماعةُ أنصارِ السنةِ المحمديةِ أحدَ مكوِّناتِها بالإضافة للطريقة التجانية (الصوفية).
تمَّ حلُّ "جبهةِ الميثاقِ" بالبيانِ الأولِ لثورةِ مايو (أيار) 1969، وعادتِ الجماعةُ إلى نشاطِها الدعويِّ، حيثُ عاشتْ حالة من الشدِّ والجذبِ خلالَ عهدِ مايو، الذي بدأ يساريّا وانتهى صوفيّا.
الجماعة في عهد الديمقراطية الثالثة وما بعد مايو
بعدَ سقوطِ نظامِ مايو عامَ 1985، قامَ تحالفُ الإسلاميينِ باسمِ "الجبهةِ الإسلاميةِ القوميةِ"، إلَّا أنَّ الجماعةَ لم تُشاركْ في أيِّ كيانٍ سياسيٍّ حزبيٍّ، بل اقتصرَ دورُها على ترشيحِ بعضِ أعضائِها كمستقلِّين، مثلَ الدكتورِ يوناس بول في دائرةِ الخرطومِ، بالإضافةِ إلى توجيهِ أعضائِها للتصويتِ لمن تراهُ الأصلحَ في الدوائرِ الجغرافيةِ ودوائرِ الخرِّيجينَ.
كما اقتصرتْ مشاركتُها خلالَ فترةِ الديمقراطيةِ على التواصلِ المباشرِ مع رئيسِ الوزراءِ وتقديمِ النصحِ، إلى جانبِ تبنِّي بعضِ المشروعاتِ القوميةِ، مثل:
* مشروعِ دعمِ القواتِ المسلحةِ.
* مشروعِ دعمِ أسرِ الشهداءِ.
* مشروعِ المقاومةِ الشعبيةِ (الذي تأخَّرَ السيدُ الصادقُ المهدي في تبنِّيهِ، فاختطفَهُ جهويا برمةُ ناصر).
* مشروعِ دعمِ جرحى العملياتِ (الذي تطوَّرَ ليصبحَ مشروعَ الأطرافِ الصناعيةِ).
الجماعة في عهد الإنقاذ والموقف من حرب الخليج
عندَ قيامِ "الإنقاذِ"، كانتْ جماعةُ أنصارِ السنةِ من أوائلِ المؤيِّدينَ والداعينَ لدعمِها، ولكنْ ما إنْ برزتِ الحركةُ الإسلاميةُ إلى السطحِ، حتى بدأَتْ علاقةُ الجماعةِ بالفتورِ، خاصَّة بعدَ موقفِ الحكومةِ من حربِ الخليجِ عامَ 1991، حيثُ أيدَّتِ الحكومةُ العراقَ، بينما أيدَّتِ الجماعةُ التحالفَ ضدَّهُ، باعتبارِ أنَّ السعوديةَ والكويتَ كانا يمثِّلانِ الحليفَ الأساسيَّ لها.
تفاقمَ الخلافُ بينَ الحكومةِ والجماعةِ بعدَ التضييقِ عليها بسببِ موقفِها السابقِ، ووصلَ إلى ذروتِهِ بعدَ "حادثةِ مسجدِ الحارةِ الأولى"، حيثُ قامتْ مجموعةُ المتطرِّفِ الخليفيِّ بالاعتداءِ على المصلِّينَ، وهو ما اعتبرتْهُ الجماعةُ نتيجة لتواطؤِ الحكومةِ، ممَّا أدَّى إلى تصعيدِ التوتُّرِ، وصولا إلى المواجهاتِ والاعتقالاتِ.
التقارب مع حكومة الإنقاذ والمشاركة السياسية
تدخَّلَ الرئيسُ عمرُ البشيرِ بنفسِهِ للتصالحِ مع الجماعةِ، ونجحَ في ذلك، حيثُ طلبَ منهم المشاركةَ في الحكومةِ، لكنَّ الشيخَ الهديةَ -رحمهُ اللهُ- رفضَ مشاركةَ الجماعةِ كتنظيمٍ، وسمحَ بمشاركةِ الأفرادِ فقط، باعتبارِ أنَّ الجماعةَ دعويةٌ وليستْ سياسية.
كانتْ أوَّلُ مشاركةٍ فرديةٍ للجماعةِ بتولي الأستاذِ عبدِ اللهِ التهامي، الأمينِ العامِّ للجماعةِ آنذاك، منصبَ المحافظِ، ثمَّ تلاهُ الأستاذُ إسماعيلُ عثمانَ الماحي، الرئيسُ الحاليُّ للجماعةِ. لاحقا، توسَّعَتِ المشاركةُ بتولِّي الأستاذِ محمدِ أبو زيدِ مصطفى منصبَ وزيرِ دولةٍ، وأدَّى ذلك إلى تشكيلِ "اللجنةِ السياسيةِ" داخلَ الجماعةِ.
الانشقاق والموقف من الثورة السودانية
لكنَّ اللجنةَ السياسيةَ بالغتْ في التفاعلِ مع الشأنِ السياسيِّ، ممَّا لم يكنْ مقبولا لدى الكثيرِ من شبابِ الجماعةِ، وأدَّى إلى "المفاصلةِ" (الانشقاقِ) عامَ 2005 بقيادةِ الشيخِ أبو زيدِ محمدِ حمزة، الذي أسَّسَ "أنصارَ السنةِ الإصلاحَ".
استمرَّتِ اللجنةُ السياسيةُ بقيادةِ محمدِ أبو زيدٍ في نشاطِها، لكنَّها افتقرتْ إلى الهيكلةِ واللوائحِ المنظِّمةِ، ممَّا جعلَ مسيرتَها السياسيةَ مرتبكة، وانتهى بها المطافُ إلى توقيعِ نائبِ رئيسِها، الأستاذِ الخيرِ النورِ، على "الاتفاقِ الإطاريِّ"، وهو ما كادَ يؤدِّي إلى انقسامٍ جديدٍ داخلَ (أنصار السنة المركز العام)، لولا تدخُّلُ القيادةِ واحتواءُ الأزمةِ.
الموقف من الأزمة الراهنة
مع اندلاعِ الحربِ في السودانِ في 15 نيسان/ أبريلَ 2023، أعلنتِ الجماعةُ دعمَها الصريحَ للقواتِ المسلحةِ السودانيةِ ضدَّ قواتِ الدعمِ السريعِ، معتبرة أنَّ المصلحةَ الوطنيةَ تتجاوزُ الحساباتِ السياسيةَ الضيِّقةَ. وكانَ جناحُ "أنصارِ السنةِ الإصلاحِ" أكثرَ وضوحا في هذا الدعمِ، حيثُ لم تكنْ لهُ ارتباطاتٌ خارجيةٌ.
شخصيات بارزة في الجماعة
برزَ خلالَ هذه المرحلةِ عددٌ من الشخصياتِ المهمَّةِ داخلَ الجماعةِ، مثلَ:
* د. محمد الأمين إسماعيل والشيخ حسن الهواري (في المجالِ الدعويِّ).
* الأستاذ ياسر محمد الحسن (في المجالِ السياسيِّ والتوعويِّ).
* محمد عوض فقير ود. أحمد بابكر (في الجانبِ الإنسانيِّ والإغاثيِّ).
خاتمة
شهدتْ جماعةُ أنصارِ السنةِ تحوُّلاتٍ كبرى، من تحالفِها معَ الإخوانِ المسلمينِ، إلى تباعدِها عن نظامِ الإنقاذِ، وصولا إلى دعمِها للجيشِ ضدَّ قواتِ الدعمِ السريعِ. يبقى التساؤلُ مطروحا: هل ستظلُّ جماعةٌ دعويةٌ، أمْ ستتحوَّلُ إلى قوةٍ سياسيةٍ أكثرَ تنظيما؟
[email protected]