ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول : أبنائي صغار، وأريد أن أشجعهم على أداء الصلاة، ليقوموا بإمامتنا في الصلاة بعد ذلك؛ فنرجوا منكم إفادتنا في هذا الأمر.

الصلاة بالبنطلون الضيق حرام في هذه الحالة.. تعرف على اختلاف الفقهاء عبادة تجبر الخلل في الصلاة ولا تعوض الفوائت.. أمين الأفتاء يكشف عنها إمامة الصغير

وأجابت دار الإفتاء على السؤال، بأنه قد حثَّ الشرع الشريف الآباء والأمهات على حسن تربية الأولاد، وتَنْشِئَتِهِم تنشئةً قائمةً على الأخلاق الفاضلة، وعلى أداء العبادات وفعل الخيرات، وتعليمهم أمور دينهم وتدريبهم عليها، وغَرْس أمور الدين في نفوسهم لتصير جزءًا من حياتهم؛ فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ، أَوْ أَحَدُكُمْ وَلَدَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ كُلَّ يَوْمٍ بِنِصْفِ صَاعٍ» رواه الإمام أحمد في "المسند"، والترمذي في "السنن"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والحاكم في "المستدرك".

وذكرت أن مِن أهم هذه الأمور التي أمر الشرع الشريف الوالدين بتعليمها للأبناء: الصلاة؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا عَرَفَ الْغُلَامُ يَمِينَهُ مِنْ شِمَالِهِ فَمُرُوهُ بِالصَّلَاةِ» رواه ابن وهب في "جامعه"، وابن أبي شيبة في "مصنفه"، وأبو داود والبيهقي في "السنن"، وابن قانع في "معجم الصحابة"، والطبراني في "المعجم الصغير".

تعليم الأطفال الصلاة

واستشهدت بقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» رواه الإمام أحمد في "المسند"، وأبو داود والدارقطني والبيهقي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك".

قال الإمام الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (9/ 550، ط. مكتبة دار السلام): [«مُرُوا أَوْلَادَكمْ» وجوبًا «بِالصَّلَاةِ» المفروضة «وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ»؛ لأنها سنٌّ يُدرِك فيها الصبيّ فيتمرّن على الطاعة، «وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا» على تركها، أو على فعلها إذا امتنعوا منه «وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ»؛ لأنها سِنٌّ إنْ تَركها فيها ثَقُلَ عليه فِعلُها مِن بَعدها، فضربه لأنه يتسبب إلى ترك ما يجب عليه، والأمر للأولياء.. قال الطيبي: جَمَعَ بين الأمر بالصلاة والتفريق بينهم في المضاجع في الطفولية؛ تأديبًا، ومحافظةً لأمر الله تعالى كله، وتعليمًا لهم] اهـ.

وأوضحت، أن من وسائل ترغيب الصغار في أداء الصلاة وتشجيعهم على الالتزام بها: تعليمهم أمرَ الإمامة في الصلاة وشروطَها، لا سيما إذا كانوا ممَّن يهتمّون بحفظ القرآن الكريم، ومن أجل هذا المعنى استحسن بعض الصحابة تقديم الصبيان لإمامتهم في الصلاة، خاصة في النوافل؛ كقيام شهر رمضان وغيره.

فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كُنَّا نَأْخُذُ الصِّبْيَانَ مِنَ الْكُتَّابِ لِيَقُومُوا بِنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَنَعْمَلُ لَهُمُ الْقَلِيَّةَ والخِشْكِنَانْج» رواه البيهقي في "السنن الكبرى" و"فضائل الأوقات". والقَلِيَّة: هي ما يُقلَى مِن الطعام. والخِشْكِنَانْج: خُبزٌ يُعمَل مِن دقيق القمح ويُعجَن بزيت السمسم.

وعن عمرو بن سلمة رضي الله عنهما أنه قال: قَالَ أَبِي: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَقًّا، فَقَالَ: «إذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكمْ، وَلْيَؤُمَّكمْ أَكثَرُكمْ قُرْآنًا»، قَالَ: فَنَظَرُوا، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنِّي قُرْآنًا، فَقَدَّمُونِي وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ" رواه البخاري في "صحيحه".

وفي روايةٍ قال: «فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إِلَّا كُنْتُ إِمَامَهُمْ وَأُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا» رواه الإمام أحمد والطيالسي في "المسند"، وأبو داود والبيهقي في "السنن".

وعَنِ الْحَسَنِ البصري رضي الله عنه أنه قَالَ: «لَا بَأْسَ أَنْ يَؤُمَّ الْغُلَامُ قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ» رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه".

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء فی الصلاة رضی الله ى الله الله ع

إقرأ أيضاً:

هل يجوز قضاء قيام الليل والوتر في النهار؟.. أمين الفتوى يوضح

في إجابة شافية عن تساؤلات العديد من المسلمين حول أداء صلاة قيام الليل والوتر بعد فوات وقتها، أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن أداء قيام الليل والوتر في النهار جائز شرعًا ولا حرج فيه، مستندًا إلى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأكد الشيخ عويضة أن المسلم إذا اعتاد على أداء قيام الليل والوتر لكنه لم يتمكن من ذلك في وقته لظروف ما، فيمكنه قضاء هذه الصلوات لاحقًا. واستدل بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقضي ورد الليل إذا فاته، حيث صلاها في النهار بعد الفجر.

هل الالتفات يمينا ويسارا في الصلاة يبطلها؟.. الإفتاء تصحح اعتقادا خاطئاهل يجوز ترديد آيات قرآنية في السجود؟.. دار الإفتاء تجيب

كيفية قضاء قيام الليل والوتر
وأشار الشيخ إلى أنه يمكن أداء قيام الليل بأي عدد ركعات، مع إمكانية تحويل صلاة الوتر إلى ركعات زوجية إذا اقتضى الأمر.

 وأوضح أن عدد ركعات الوتر يتراوح بين 1 و11 ركعة حسب استطاعة الشخص.

حكم الجمع بين المغرب والعشاء


وعن الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في غير حالة السفر، بيّن الشيخ عويضة أن الجمع جائز في حالات الضرورة، كأن يكون الشخص مريضًا أو في ظروف عمل شاقة تمنعه من أداء الصلاة في وقتها المحدد. وأكد أنه يشترط أن تكون النية للجمع موجودة منذ وقت دخول صلاة المغرب، ويمكن أداء الجمع تقديمًا أو تأخيرًا وفقًا للحاجة.


اختتم أمين الفتوى حديثه بالتأكيد على أهمية أداء الصلوات في أوقاتها المحددة كالأصل الشرعي، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل الصلاة وسيلة للتواصل الدائم بين العبد وربه، وهو ما يعكس الحكمة الإلهية من فرضها.

مقالات مشابهة

  • بدأت ليلة الجمعة.. دار الإفتاء تنصح بهذا الذكر لاستجابة الدعاء
  • أمين الفتوى يوضح حكم قراءة سورة الناس في الركعة الأولى من الصلاة
  • هل قول الله أكبر عند الرفع من الركوع خطأ يستوجب سجود السهو؟
  • على جمعة: لا يجوز التفريط في المال العام أو التعدي عليه
  • هل من أحدث بين التسليمتين بطلت صلاته؟.. أمين الإفتاء يحسم الجدل
  • حكم قضائى لا يجوز الاستئناف عليه.. بالقانون
  • صلاة الاستخارة لاتخاذ القرارات المصيرية.. اعرف كيفيتها والدعاء المخصص لها
  • هل يجوز قضاء قيام الليل والوتر في النهار؟.. أمين الفتوى يوضح
  • حكم الإقامة للصلاة بصيغة الأذان.. دار الإفتاء تجيب
  • هل حديث أفضل الأعمال الصلاة على وقتها يدل على وجوبها أول الوقت؟