يحدث في كل عام وفي التوقيت نفسه، إثارة الجدال نفسه والسجال عينه. حيال الاحتفاء بذكرى مولد خاتم الرسل والانبياء، محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والسؤال: لماذا كل هذا الجدال في ذاته أصلا، حد إباحة القتال؟!!!.
المتابع لهذا الجدال، يلحظ بغضاء متوارية خلف عباءة «محاربة البدع في الدين»!. لكن دعونا نتفق أولا على أن المحتفى به رسول الجميع، وأن حبه وذويه من القربى هو مما أوجب الله على جميع المسلمين له والمؤمنين به.
بعد هذا الاتفاق- المفروغ منه أصلا دون سجال أو فصال- دعونا نتساءل الآن: أين هي المشكلة بالضبط، وما هو داعي الإشكال في الاحتفاء برسول الله الخاتم. في ذكرى مولده، وذكرى مبعثه، وذكرى هجرته، وذكرى وفاته؟!!.
يأتي الجواب دائما من المبغضين، أن «الصحابة والخلفاء الراشدين لم يحتفوا بذكرى مولد الرسول»!. وهذا ليس حجة، إذ لا ينبغي أن يكون مبررا لتسويغ بغض الاحتفاء وحظره، ولا أن يكون شاهدا تاريخيا على هذا البغض!.
فعليا، أن لا يحيي الصحابة والخلفاء ذكرى مولد الرسول، فهو أمر يرجع إليهم وقد يكون دليلا على مدى حبهم لرسول الله ومدى حزنهم لفراقه، إنما ليس دليلا عن حظر الاحتفاء ولا يلغي آيات نزلت في حب الرسول وذويه من القربى.
ليس هذا فحسب، وبجانب نصوص القرآن الكريم، الصريحة في حتمية ووجوب حب الرسول وذويه من القربى؛ هناك الآيات الالهية الاحتفائية الكونية بمولد رسول الله الخاتم، والمتفق عليها في جميع كتب السيرة النبوية والتاريخ.
وبعد هذا، دعونا الآن نتساءل أيضا: ما معنى أو قيمة إحجام أو إغفال الصحابة والخلفاء عن إحياء ذكرى مولد الرسول الكريم؟!. إنه أمر يخصهم ولا يتعداهم هذا إلى الحجر على حب العالمين، لمَن بُعث إليهم رحمة ونورا وهدى.
ثم لماذا هذا الازدواج والكيل بمكيالين. لماذا يتجاهل المبغضون، احتفاء الصحابة والخلفاء أنفسهم، بذكرى وتاريخ هجرة الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعله مبتدأ لتقويم أمته الزمني ورأسا للسنة الهجرية؟!!!.
معلوم أن هذا الاحتفاء بذكرى وتاريخ هجرة الرسول الكريم، مستحدث من جانب الصحابة والخلفاء، ولم يقل به صاحب المناسبة. فهل كان هذا الاستحداث احتفاء من الصحابة والخلفاء بذكرى هجرتهم هم لا هجرة الرسول؟!!.
ولماذا الازدواج أيضا والكيل بمكيالين، حيال الاحتفاء الرسمي والشعبي، سنويا، بذكرى مولد الرسول عيسى (المسيح) عليه السلام، واعتماده دون غضاضة في عموم البلاد العربية والإسلامية، رأسا للسنة الميلادية (الكريسماس)؟!!.
يقول بعض المبغضين لإحياء ذكرى المولد النبوي، أنهم «يبغضون توظيف المناسبة لأغراض سياسية من جانب المحتفين»!. والسؤال: إن كان هذا منهم، لماذا لا تحتفون أنتم بالذكرى ما دمتم لا تبغضون صاحبها ولستم مغرضين؟!!.
الخلاصة، لا يحتاج الاحتفاء بخاتم الانبياء والرسل، المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، يوم ولد ويوم بعث ويوم هاجر ويوم قُبض، إذنا من أي بشر، صحابة أو خلفاء أو حكاماً أو أمراء أو علماء وفقهاء ومشايخ دين.
لا حاجة إلى إذن أحد، ولا إلى بجاحة أي أحد مبغض أو مناهض أو مشنع للاحتفاء والفرح بذكرى رسول الله والإحياء لسيرته ومسيرته ورسالته.. لا حاجة إطلاقا، لأن حب الرسول فريضة من الله وفطرة واجبة في المؤمنين حقا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ناقد فني : الشرنقة عمل متميز وسط مولد المسلسلات الرمضانية
أشاد الناقد محمود عبد الشكور عبر صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك بمسلسل الشرنقة من بطولة أحمد داود .
وقال محمود عبد الشكور : وسط مولد المسلسلات الرمضانية، لم يأخذ الكثيرون بالهم من هذا المسلسل المتميز.
حلقات " الشرنقة " تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج محمود عبد التواب عمل محكم الصنع، يقدم دراسة جيدة لموضوعه، ولشخصية بطله، وصراعه النفسي، ويدير صراعا مستمرا داخل وخارج الشخصية، بأداء ممتاز لأبطاله وخصوصا أحمد داود، وصبري فواز، ومريم الخشت.
وتابع محمود عبد الشكور : الحكاية ليست فقط عن غسيل الأموال، والتحايل على الضرائب، ولا أنواع المخدرات الجديدة، ولكنها أيضا وبالأساس عن الخروج من الجلد، عن الطموح بالثراء السريع وغير المشروع، عن شياطين الذات، وفوضى العالم، إذا وضعت الضمائر في ثلاجة.
لابد من إشادة خاصة بالمخرج محمود عبد التواب، هذا مخرج جيد جدا، يبدو متمكنا تماما من إدارة عناصر عمله الفنية والتقنية، وقادرا على خلق جو عام وإيقاع مشوق مناسب لموضوعه، والحقيقة أن رمضان هذا العام شهد حضورا مميزا لجيل شاب من مخرجي الدراما، مميزين وقادرين على إثبات وجودهم بما يضمن الاستمرار، ومحمود عبد التواب مخرج "الشرنقة" وحسام علي مخرج "النص"، وشادي عبد السلام مخرج "ولاد الشمس" على رأس القائمة .. حاجة تفرح والله.