21 سبتمبر.. ثورة أزعجت الشيطان الأكبر فاستنفر “قرنه”
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
الثورة التي أسقطت مشاريع الهيمنة وأفشلت مخططات التقسيم والتفكيك أبوظبي والرياض.. استمرار صناعة التجويع والفوضى في المحافظات المحتلة الثورة التي خلَّصت الوطن من مشروع الأقلمة وأسقطت مجرمي التكفير والتفخيخ الجيش واللجان يتصدرون معركة الاستقلال والتحرر ويفشلون مخططات التقسيم والهيمنة
يحتفل اليمنيون هذه الأيام بحلول الذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر، التي تتزامن مع دخول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا عامه التاسع.
تسع سنوات على ثورة أحرار اليمن ضد الوصاية الخارجية والهيمنة، تسع سنوات على ثورة أفشلت مخططات التقسيم ومشاريع التفكيك والتفتيت.
اليوم يحتفي الشعب اليمني بتحرر القرار السياسي اليمني من التبعية السعودية، تسع سنوات من ثورة شعب عظيم انتفض ضد مافيا الفساد التي كانت تتحكم بكل مفاصل الدولة، وتنهب الثروات وتزرع الثأرات.
في 21 سبتمبر 2014م، خرج شرفاء الشعب اليمني ينشدون الحرية والحياة الكريمة، في ثورة أزعجت الشيطان الأكبر(أمريكا)، وأرعبت مملكة آل سعود (قرن الشيطان).. لتشتعل المؤامرات وتوظف الإمكانيات للتآمر على شعب اليمن العظيم.
الثورة/ محمد شرف
المؤامرات والخطط الناعمة
بدأت قوى العدوان في التنفيذ العملي لمشروعها على الأرض اليمنية، فنجحت في اختراق ثورة 11 فبراير 2011م وتحويلها إلى ازمة بين طرفي الحكم، وكلاهما من حلفائها، وكانت المبادرة الخليجية هي الحل لإنهاء” أزمة الحليفين” وإعادة تقسيم السلطة بينهما، فكانت مبادرة ملغومة بامتياز أنتجها النظام السعودي.
فقد كانت قوى العدوان ترى أن عملياتها السياسية التي أطلقتها، ستضمن لها تفتيت البلاد بتوافق اليمنيين بل من خلال شرعنة ذلك في الدستور، ما يضمن لها السيطرة على مقدرات وثروات وجغرافية اليمن دون أي خسائر.
قدمت مؤسسات الملياردير الأمريكي المتصهين” جورج سورس” الدعم اللوجستي لرعاية مؤتمر الحوار الوطني، ورسمت خريطة اليمن الاتحادي والأقاليم في السفارة الأمريكية بصنعاء، وتكفل مشروع الدستور بتوفير الشرعية والقانونية لأي نزاعات مناطقية أو قبلية، حيث جرى صياغة مشروع الدستور وكأن اليمن أرض لشعوب وأقوام متعددة.
فالمادة السادسة من مشروع الدستور (سيئ الصيت)، أعطت الحق لأي” محافظة أو إقليم” بتقرير مصيره السياسي” وفقا لوثيقة العهد الدولية التي صادقت عليها اليمن” كما نصت المادة الثانية على ضرورة اهتمام الدولة بـ ” اللغتين، السقطرية والمهرية” في مسعى لتكريس وعي بأن أبناء المهرة وسقطرى شعوب مختلفة لا تنتمي إلى اليمن وهذا يفسر ما يمارسونه حالياً من غزو واحتلال لهما.
الأمر لا يقتصر على خطورة تلك المادتين، فهناك الكثير من المواد التي تضمنها مشروع الدستور ووثيقة الضمانات في مخرجات الحوار.
لقد أظهرت جماعة أنصار الله إرادة حاسمة في رفض مشروع الأقاليم الستة، المشروع الذي خرج من عباءة القائمين على كتابة مسودة الدستور الجديد (سيئ الصيت)، حيث رفض مكون جماعة انصار الله في لجنة كتابة الدستور توقيع المسودة النهائية للدستور التي تنص على تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، بعد ارتكاب الفار هادي مخالفات وتجاوزات جسيمة استهلها بتعيين نفسه رئيساً للهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني لتمرير الدستور وفقا لهواه ولرغبات النظام السعودي الذي أنتج المبادرة الخليجية، فانسحب ممثلو أنصار الله من الهيئة الوطنية للإشراف والرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار التي شكَّلها الفار هادي في 24 من أبريل 2014م احتجاجاً على التجاوزات والمخالفات الساعية لتمرير مسودة الدستور.
واعتبر ممثلو أنصار الله في بيان صادر عنهم – حينها- أن الهيئة تسعى لتمرير مخالفات وتجاوزات واضحة في عملية انقلاب صريحة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي أكد على تصحيح الاختلالات في تشكيل وإنشاء الهيئة الوطنية بما يعيد لها الدور الحقيقي المنوط بها وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبما يمكنها من القيام بمهامها بصورة سليمة.
ومن نقاط التجاوزات والمخالفات في أعمال الهيئة إقدامها على استلام مسودة الدستور قبل جاهزيتها، وتجاوزها مرجعيات العملية السياسية، حيث نصت على الستة الأقاليم في مخالفة صارخة لوثيقة السلم والشراكة وتحديداً بندها العاشر الذي نص على: أن “تعمل الهيئة الوطنية عبر الإشراف على لجنة صياغة الدستورّ- ضمن قضايا أخرى- على معالجة قضية شكل الدولة بطريقة تلتزم بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل” هذا بالإضافة إلى بعض الاختلالات الأخرى.
فقد حاول أحمد عوض بن مبارك كأمين عام لمؤتمر الحوار أن يذهب إلى هادي للتوقيع على الرؤية النهائية لمخرجات مؤتمر الحوار قبل التوافق عليها ومحاولة فرض واقع يمني لا يلبي طموحات أبناء اليمن ولا أهداف ثورة فبراير، حينها تحرك الشعب اليمني بقيادة أنصار الله وعملوا على إجهاض تلك المؤامرة التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا ووحدة.
حيث تصاعد الحراك الشعبي الرافض لسياسات حكومة باسندوة وفشلها في إدارة البلاد وانتشار الفساد واختلال الوضع الأمني واغتيال كثير من الكوادر القيادية مدنية وعسكرية وعجزها عن الوفاء ببرنامجها وتعهداتها، ما أدى إلى تزايد الأزمة الاقتصادية وفرض جرع اقتصادية قاتلة وغير مدروسة، الأمر الذي أدى إلى احتشاد الجماهير في العاصمة صنعاء ومداخلها، مطالبين بإلغاء الجرعة وإقالة الحكومة ومحاسبة الفاسدين.
قدمت حكومة باسندوة استقالتها، لتشهد البلاد حوارا بين المكونات السياسية، أفضى إلى التوقيع على اتفاق السلم والشراكة وتشكيل حكومة خالد بحاح لإدارة الدولة، على أن تستمر القوى السياسية في الحوار حول القضايا المختلف بشأنها ومنها شكل الدولة ودستورها ونظام الحكم.
أدركت القوى الخارجية المعادية للثورة وأدواتها في الداخل أن مشاريعها وخططها ستفشل في حال وصول أبناء اليمن إلى اتفاق وطني جامع شامل، فبادرت تلك القوى إلى افتعال الأزمات ومحاولة تعطيل الحوار الذي أوشك على الاستكمال برعاية ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر، وبادرت حكومة بحاح إلى تقديم استقالتها وقدم هادي استقالته كمؤامرة لإرباك المشهد السياسي لإيجاد واقع فوضوي في الساحة اليمنية ينهي اتفاق السِّلم والشراكة الذي أتت به ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر والموقع من كل الأطراف السياسية.
ثم بدأت دول الاستكبار العالمي وأدواتها في المنطقة وفي مقدمتها النظام السعودي بفرض عزلة سياسية على اليمن من خلال سحب السفارات من صنعاء ونقلها إلى عدن لتكتمل الصورة بتقديم هادي استقالته وهروبه وبعض أعضاء الحكومة المستقيلة إلى عدن وإعلان عدن عاصمة مؤقتة لليمن.
عندما أيقنت دول العدوان فشل مخططاتها في تفكيك اليمن بعد محاولاتها المستميتة من خلال البوابة السياسية، عمدت إلى تنفيذ سلسلة من أعمال الاغتيالات والتفجيرات التي استهدفت قيادات جماعة أنصار الله والسلم الأهلي والاجتماعي، لم تسلم منها حتى المساجد.
العدوان يُعلن الحرب لفرض التقسيم بالقوة
عندما فشل تحالف العدوان في فرض التقسيم عبر وسائله الناعمة، أعلن عدوانه على اليمن، فجر الخميس 26 مارس 2015م، وكان الهدف هو تنفيذ مخطط قوى العدوان في فرض مشروع تقسيم اليمن بالقوة بعد أن فشلت محاولاته المستميتة في تمريره من خلال عملائه من مرتزقة الداخل.
على مدى سنوات العدوان، عمل التحالف السعودي- الإماراتي على تشكيل قوات عسكرية بمسميات وتفرعات مناطقية، وأخرى سياسية خارجة عن سلطة الفار هادي، وبحسب تقرير صادر عن لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، فقد عملت دول العدوان على تأسيس دويلات داخل الدولة اليمنية.
سياسيا؛ أنشأت أبو ظبي ما يُسمى (المجلس الانتقالي الجنوبي) بنزعة انفصالية بحتة، أما عسكريا؛ فأوجدت قوات الحزام الأمني بعدن والنخبة الحضرمية في حضرموت والنخبة الشبوانية في شبو والنخبة المهرية في المهرة والنخبة السقطرية في سقطرى وقوات المقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية، ودعمت كتائب أبو العباس في تعز وسعت لإنشاء حزام أمنى هناك.
فقد بلغ المخطط السعودي – الإماراتي في اليمن ذروته؛ حيث تحولت مؤشرات المخطط إلى إنشاء كيانات مسلحة ذات عقيدة انفصالية، تضمن نجاح مخططات دول العدوان في مشاريع تقسيمية تخدم المصالح الصهيوأمريكية العليا، تتقاسم فيه الإمارات والسعودية الغنائم عبر وكلاء لهما على الأرض.
قامت السعودية والإمارات بعمليات تسليح وتجنيد واسعة في المحافظات الجنوبية، قاتلوا جميعهم ضد قوات الجيش واللجان الشعبية، ووصلت إلى الحدود “الشطرية” مع الشمال وتوقفت هناك دون تحرك.
كما أنشأت أبو ظبي ميليشيات محلية تصل إلى أكثر من 150 ألف مقاتل، إضافة إلى هيئات متعددة، تُطالب بالانفصال عن الشمال، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس في 2017م، بدعم من الإمارات والذي تنضوي تحته ميليشيات شبه عسكرية، أبرزها الحزام الأمني بعدن الذي يصل عدد قواته إلى نحو 30 ألف جندي في عدن وحدها.
كما توجد قوات تابعة للإمارات مناظرة للحزام الأمني بنفس التسمية في “الضالع ولحج وأبين” وبمسميات أخرى مثل النخبة في “شبوة وحضرموت”، بالإضافة إلى محاولاتها إنشاء قوات تابعة لدول العدوان في الساحل الغربي ومحاولة فصل المخا عن مدينة تعز.
وشكَّل سقوط مدينة عدن، بأيدي الميليشيات المحسوبة على أبو ظبي، حلقة من مخطط سعودي ـ إماراتي يؤسّس لجولات من الاقتتال الأهلي، ويستهدف إعادة البلاد إلى ما قبل 1990م (قبل الدخول في الوحدة).
وشهدت مدينتا عدن ولحج من خلال ميليشيات «الحزام الأمني» الموالية للإمارات، عمليات تهجير وترحيل واسعة للسكان من المحافظات الشمالية، وهو ما اعتبره مراقبون أساليب تعكس رغبة أطراف سياسية وقوى إقليمية في تعميق الفجوة المجتمعية بين أبناء الجنوب والشمال وتمرير مشاريعها الصغيرة في تمزيق اليمن الموحد، كما لم يسلم المسافرون في الضالع ومارب وعدن من الانتهاكات والجرائم الجسيمة من قبل مليشيات الرياض وأبو ظبي.
ثورة 21 سبتمبر.. إحباط مشاريع الهيمنة
كانت اليمن عبارة عن حديقة خلفية لبعض الدول الإقليمية التي توفر هي الأخرى الأرضية المناسبة للتدخلات الأمريكية في الشؤون اليمنية.
فالأنظمة التي تعاقبت بعد 26 سبتمبر 1962 م، كانت مجرد تابع وملحق لقوى إقليمية.
جاءت ثورات ما يسمى بالربيع العربي في العام 2011م بعد ست حروب شنها نظام علي صالح وعلي محسن الأحمر على النهضة الثقافية والفكرية التي دشنها السيد حسين بدر الدين الحوثي منطلقا من محافظة صعدة..
ست حروب بدأت عسكريا في العام 2004م وانتهت في العام 2009م مني خلالها النظام بهزائم منكرة.. في هذا التوقيت أي في العام 2011م بداية ثورة الشباب السلمية بصنعاء كان أنصار الله وطبيعة الأحداث التي شهدتها صعدة قد كسروا حاجز التعتيم المضروب على أنصار الله بشكل نسبي بالإضافة إلى وصول كافة اليمنيين إلى قناعة مفادها فساد النظام وسوء إدارته للبلاد..
ووفقا لورقة (مخاضات ثورة 21 سبتمبر وأبرز مكاسبها)، قدمها الكاتب حميد رزق في ندوة معهد الدراسات الدولية ببيروت؛ فقد وفرت ثورة فبراير 2011م فرصة لأنصار الله للولوج إلى ساحة جديدة من ساحات النضال، أنها ساحة النضال السلمي التي كانت محرمة ومجرمة عليهم بفعل العدوان العسكري.. فاختلط أنصار الله بمختلف قطاعات المجتمع وتياراته وتم التعريف أكثر بحقيقة المشروع الفكري والثقافي لأنصار الله الذين كانوا النموذج الأبرز لمظلومية الشعب اليمني بأسره الذي بدأ في رحلة التعرف والتوحد مع مشروع أنصار الله باعتبارهم نواة الثورة الحقيقية ورافعتها بعد فشل الرهان على الأحزاب السياسية التي حصنت الرئيس السابق وعادت لتقاسم السلطة معه من جديد تحت مظلة المبادرة الخليجية.
وإزاء تنامي المد الثوري الحقيقي خارج سيطرة الإخوان، بدأت الدول الإقليمية تقلق وذهبت نحو إقرار المبادرة الخليجية التي هدفت في حقيقتها إلى ملء الفراغ الذي خلفه انقسام النظام على نفسه خوفا من نفاذ الثورة الشعبية الحقيقية من شرخ الانقسام الحاصل في جسد السلطة المرتهنة بطرفيها.. وكان هدف المبادرة الخليجية تسليم الإخوان المسلمين السلطة في اليمن بشكل تدريجي بالتوازي مع الحفاظ على نظام صالح ومنحه الحصانة كخط رجعة في حال لم ينجحوا في تحقيق الأهداف المرسومة.
وبالنسبة لواشنطن فإن ما كشفته الأحداث في اليمن خاصة بعد 11 فبراير (ثورة الشباب 2011م) يؤكد أن الأمريكان لم يعودوا مقتنعين بالوصاية والتدخلات التي كانوا يمارسونها في عهد نظام صالح.. والذي اتضح لاحقا أن الأمريكان كانوا يبحثون عن حضور عسكري وأمني وسياسي في اليمن أقوى من ذي قبل، وهذا لا يتأتى من دون مفهوم الفوضى الخلاقة التي وفرها لهم صراع النظام المنقسم على نفسه فصار السفير الأمريكي هو الحاكم الحقيقي في صنعاء وطائرات أمريكا تجوب سماء اليمن طولا وعرضا تقتل من تشاء متى تشاء بمزاعم ملاحقة القاعدة وشرعت في إنشاء قواعد عسكرية في بعض المحافظات الجنوبية، كما حولت منطقة شيراتون التي تتواجد فيها السفارة الأمريكية بصنعاء، حولت هذه المنطقة إلى ما يشبه القاعدة العسكرية واستقدمت المزيد من جنود المارينز بمزاعم حماية السفارة .
في ظل نظام المبادرة الخليجية وحكومة الوفاق أو ما يسمى بسلطة التقاسم والمحاصصة والتي استمرت زهاء ثلاثة أعوام (تشكلت في نهاية 2011م واستمرت حتى 21 من سبتمبر 2014م)، تدهورت كل مجالات الحياة في اليمن وبدت الأمور كأنها (تركبت بهذه الطريقة) من اجل الذهاب نحو الأسوأ وليس العكس وبدت اليمن وكأنها تتجه نحو السيناريو الليبي أو الصومالي.
الاغتيالات كانت تطال في ظل حكومة المبادرة الخليجية بشكل شبه يومي الكفاءات والشخصيات الوطنية لاسيما في المجال العسكري والأمني.
زيادة الأسعار وتراجع مستوى الحياة المعيشية للغالبية من المواطنين والعودة إلى سياسة إقرار الجرع السعرية المفروضة من قبل البنك الدولي بنسب مرتفعة وجائرة بل وقاتلة للقطاعات الفقيرة ومتوسطة الدخل يترافق ذلك مع اختلاق وافتعال المزيد من الأزمات المعيشية والاقتصادية والخدماتية، مثل غياب وضرب الكهرباء وإعدام أو إخفاء المشتقات النفطية، في سياق سياسة عقابية مدروسة هدفها كسر إرادة الرفض للفساد والتي تمثلت في المسيرات الثورية السلمية التي استمرت في عدد من المحافظات منذ العام 2011م حتى انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م.
في ظل حكومة المحاصصة والمبادرة الخليجية تزايد حجم الفساد الذي أصبح مؤسسيا يلتهم كل مقدرات البلد.
تقاسم المناصب بدءا بالوظائف الكبيرة، نزولا إلى المستوى الأدنى بين الشركاء الفاسدين وتغييب الشعب وهمومه بشكل كامل.
توسع تنظيم القاعدة حتى أصبح يسيطر على بعض المحافظات وكان العجز الحكومي أو التظاهر بالعجز هو سيد الموقف.
فتح السيادة اليمنية لكل أشكال التدخلات الخارجية حتى أصبح اليمني غريبا في وطنه مقابل الحرية التامة لأجهزة المخابرات العابرة للحدود لتعمل وترتكب في اليمن بحق المواطنين اليمنيين ما تشاء ومتى تشاء.
وختاما تم برعاية قوى النفوذ وحكومة المبادرة الخليجية الالتفاف على مؤتمر الحوار الوطني وتجميد المقررات التي نصت على إقامة حكومة شراكة وطنية ومعالجة قضيتي الجنوب وصعدة.
لماذا ثورة 21 سبتمبر؟!!
لم تكن ثورة 21 سبتمبر 2014م وليدة اللحظة أو خلطا للأوراق السياسية أو انقلابا على نظام قائم لغرض الاستحواذ على السلطة وإلغاء للآخر.. بل جاءت كضرورة فرضتها كثير من العوامل والأحداث التي عصفت بالبلد، وجعلته مرتهنا للخارج بقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولم يعد يملك من أمره شيئا.. وتحولت اليمن إلى ساحة صراع لتصفية حسابات إقليمية ودولية، دفع اليمنيون ثمنها غاليا حتى اليوم، كما أصبحت مأوى ومرتعا خصبا للتنظيمات الإرهابية التي تمولها وترعاها الدول التي تدعي أنها تكافح الإرهاب، ناهيك عن الأخطاء والمؤامرات التي حرفت مسارات ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر طوال العقود الخمسة الماضية.. ونتيجة لكل ذلك كان لابد من ثورة تصحيحية تعيد للإنسان اليمني حريته المفقودة وكرامته المسلوبة.. فجاءت ثورة 21 سبتمبر، التي لم يشأ أعداؤها في الداخل والخارج نجاحها فواجهوها بعدوان غاشم لوأدها، دمروا من خلاله على مدى ثمان سنوات كل مقومات الحياة، واحتلوا الجزء الجنوبي من البلاد، وحولوه إلى سجون لتعذيب المواطنين وحاضنة للتنظيمات الإرهابية.
فالوقائع التي أدت إلى قيام ثورة 21 سبتمبر، أشار إليها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في أكثر من خطاب له، التي أوضح فيها الكثير من الحقائق عن الثورة والمخاضات التي سبقتها، وكشف فيها أباطيل وادعاءات تحالف العدوان، وقوى العمالة والارتهان.
ففي خطابه في الذكرى الأولى للثورة، سرد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الكثير من العوامل والأسباب التي أدت إلى قيام الثورة.
وقال” إن هذه الثورة الشعبية، لم تأت من فراغ، بل هي تحرك مشروع استحقاقي مسؤول وواعٍ وهي ضرورة فرضتها تلك الأوضاع الكارثية التي عانى ويعاني منها الشعب اليمني، وهي نتاج لمعاناة حقيقية لكل أبناء هذا الشعب وهي نتاج للإحساس بالظلم ونتاج للشعور بالمسؤولية، للسعي نحو التغيير، فكان هذا التحرك الشعبي الواسع، من حيث طبيعة الاستهداف والتركيز الخارجي على هذا البلد والذي كشفه بوضوح تام العدوان في نهاية المطاف وأدواته في الداخل التي كانت نافذة وكانت مسيطرة وكانت متحكمة بمقدرات هذا البلد.
وأكد قائد الثورة أن هذا المستوى من النفوذ والتحكم والطغيان والاستبداد الذي عانى منه شعبنا العزيز، استدعى بالفعل ثورة شعبية واسعة وتحركاً جاداً وقوياً وصابراً بمستوى ذلكم التحرك الذي قام به شعبنا العزيز في ثورته الشعبية وتوجه بذلك الانتصار في يوم الحادي والعشرين من سبتمبر.
ونتيجة لكل ذلك كان لا بد من ثورة شعبية تصحيحية لمواجهة كل تلك المؤامرات والمخططات الخطيرة على البلد والشعب المظلوم والمغلوب على أمره، فمثل يوم الحادي والعشرين -كما قال قائد الثورة- خطوة قوية إلى الأمام وانتصاراً مهماً للشعب لفرض التغيير المنشود.
هي الثورة التي خلَصت هذا الوطن من مشروع الأقلمة والتمزيق، هي الثورة التي أسقطت مجرمي التكفير والتفخيخ، هي الثورة التي أعادت الهوية الوطنية بعد أن كان المتحكم الرئيسي بالقرار اليمني والحاكم الفعلي هو السفير الأمريكي، هي الثورة التي صححت مسار ثورة ١١ فبراير التي أراد حزب الإصلاح استغلالها من أجل تحقيق مكاسب على حساب جميع أبناء الوطن، هي الثورة التي قامت ضد التدخل الخليجي من خلال المبادرة الخليجية التي شكلت حكومة الظلم والفساد (حكومة الوفاق) حيث تم تسليم الوطن للوصاية الأمريكية والخليجية وبعد تقسيم السلطة سُلِّم الوطن لأيادي عبدربه العميلة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: الأمريكي فشل في عدوانه على اليمن ولم يستطيع التأثير على عملياتنا العسكرية في البحر
الثورة نت/..
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الأمريكي فشل بشكل تام في عدوانه على اليمن ولم يستطع التأثير على العمليات العسكرية اليمنية في البحر ولا حماية السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها.
وقال السيد القائد في كلمة له مساء اليوم بمناسبة جمعة رجب وآخر تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية، “الأمريكي فشل في منع عملياتنا ولم يتمكن من ردعنا ولا من التأثير على مستوى موقفنا وفشل أيضًا في منعنا من عمليات الإسناد بالقصف إلى عمق فلسطين المحتلة”.
وأضاف “العدوان الأمريكي على بلدنا كان في إطار مرحلتين، المرحلة الأولى وهي لا تزال مستمرة في إطار التحالف الذي شاركت فيه أنظمة إقليمية وقوى أخرى معها، وعدوان آخر في سياق الإسناد للعدو الإسرائيلي، والأمريكي اتجه مع البريطاني في المسارين معاً”.
وتابع “إلى جانب العدوان، مارس الأمريكي على بلدنا ضغوطا سياسية واقتصادية وفي الملف الإنساني والحرب الإعلامية الشرسة لكنه فشل، وحقق بلدنا انتصارًا عظيمًا في مواجهة الأمريكي وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى”، مؤكدًا أن الشعب اليمني تصدى لعدوان التحالف الذي أشرف عليه وفي إطار عدوانه علينا في إسناده للعدو الإسرائيلي.
ودعا قائد الثورة أبناء الشعب العزيز إلى الخروج المليوني الحاشد والعظيم والمشرف يوم الغد في جمعة رجب بعد عام كامل من العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن حضور اليمنيين الواسع في الساحات يقدم رسالة قوية، لذلك الاستمرار مهم جدًا.
وأردف قائلًا “الخروج يوم الغد يأتي في مرحلة تتصاعد فيها المعركة بيننا وبين العدو الإسرائيلي، ويأتي لتجديد الميثاق والعهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مواصلة المسير والثبات على الموقف في إطار التوجه الإيماني الصادق، وتأكيدًا على أن الشعب اليمني لن يترك الراية ولن يخلي الساحات ولن يتراجع عن مواقفه الإيماني، ومستعد لمواجهة التحديات وتقديم التضحيات في سبيل الله”.
وأكد الخروج المليوني يوم غد مهم جدًا لتقديم رسالة الوفاء لرسول الله والثبات وفق أمر الله والاستمرار في حمل راية الآباء والأجداد في نصرة الإسلام، معبرًا عن الأمل في أن يكون الخروج يوم الغد حاشداً في كل الساحات في المحافظات والمديريات، وحسب الترتيبات المعتمدة، لتحدي الأمريكي والإسرائيلي وكل من يتورط معهما.
وبين السيد القائد أن المعركة حاليًا متصاعدة بين اليمن والعدو الإسرائيلي ولذلك تتطلب المزيد من الجهد والحضور الشعبي والتفاعل المعبر عن الثبات والصمود، موضحًا أنه بعد الحملات العسكرية والإعلامية والضغوط السياسية والاقتصادية الأعداء يقيسون موقف اليمن وثباته وصموده.
ولفت إلى أن الحضور الشعبي كان مشرفا بفضل الله الأسبوع الماضي في 731 ساحة في صنعاء والمحافظات، وهناك استمرارية عظيمة ومشرفة في الخروج الشعبي وهو شرف كبير، والوقفات والمظاهرات هي جزء من موقف متكامل جهادا في سبيل الله.
وأضاف “نجدُ ثمرة موقفنا فيما نحن فيه من عزة إيمانية، وهي نعمة كبيرة ونحن نرى الآخرين في حالةٍ شنيعة وفظيعة من الذلة والهوان، ونرى ثمرة موقفنا عزةً إيمانية ونصراً إلهياً وقوة في مواجهة التحديات مهما كانت باعتمادنا على الله سبحانه وتعالى”.
ونوه بالوقفات القبلية التي خرجت هذا الأسبوع بسلاحها وأعلنت موقفها الصريح والواضح والقوي والثابت، مؤكدًا أن القبائل اليمنية لها الرصيد العظيم على مدى التاريخ في ثباتها وشجاعتها ونخوتها وشهامتها وفي تصديها للغزاة والطامعين.
وتوجه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أبناء الشعب اليمني المسلم العزيز بالتهاني والتبريكات بمناسبة قدوم جمعة رجب، معتبرًا جمعة رجب من المناسبات المباركة للشعب اليمني وفي ذات الوقت محطة تاريخية خالدة وصفحة مشرقة وضاءة من تاريخه، وكذا محطة تاريخية وعظيمة ومهمة جدا فيها الكثير من الدروس والعبر.
وتابع “نستحضر في مناسبة جمعة رجب الثناء الكبير من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله على أهل اليمن المرتبط بدورهم المتميز”.
وأردف قائلًا “بدأ عدوان الأمريكي علينا قبل عام في أول جمعة بشهر رجب، التي تُعد مناسبة مباركة ومهمة لشعبنا العزيز ومن المحطات التاريخية الخالدة التي التحق فيها أبناء اليمن بالإسلام”، مؤكدًا أن الأمريكي يبرهن باختياره لتوقيت عدوانه على طبيعة المعركة التي يخوضها ضد بلدنا، يعادي بلدنا وشعبنا العزيز لانتمائه الإيماني.
ووصف التعبير في الحديث النبوي الشريف “الإيمان يمان” بالبليغ والعميق جداً وله دلالة مهمة للغاية، مبينًا أن ميزة الموقف اليمني هو أن منطلقه إيماني بكل ما تعنيه الكلمة ليس من أجل أحد هنا أو هناك، مضيفًا “عندما نأتي إلى الدور المتميز لليمنيين في صدر الإسلام وامتداده في شعبنا حتى قيام الساعة نجد المسألة مهمة جداً ومشرفة بشكل عظيم جداً”.
وقال “منطلقنا هو إيماني ونحن نعتبر العدو الإسرائيلي عدوا لنا ولكل أمتنا، وميزة الموقف الإيماني هو أن الانطلاقة فيه جادة وليس مجرد موقف تكتيكي، ولهذا عجز الأعداء عن إجبارنا على التراجع”.
ولفت قائد الثورة إلى “أن الأعداء استخدموا الضغوط السياسية والاقتصادية ولم ينجحوا، وما استخدمه الأعداء من وسائل لإقناعنا أو محاولة إغرائنا للتأثير على موقفنا فشلوا فيه، مؤكدًا أن منطلقنا بعيد عن حسابات أو مصالح سياسية وهو موقف ثابت لا يمكن التراجع عنه أبداً”.
ومضى بالقول “ثقتنا بالله وتوكلنا عليه وإيماننا بوعوده بالنصر جعلنا نتجه كل هذا التوجه بجرأة كبيرة جدا، مع استعدادنا التام للتضحية في سبيل الله تعالى، وموقفنا ارتبط بالاستجابة لله والتوكل عليه والوعي في نفس الوقت بأهمية الموقف”، مؤكدًا أن الموقف اليمني له أهمية في أن يكون شعباً يحسب الأعداء له ألف حساب.
وعدّ مستوى التخاذل الكبير خطيرًا جدا على الأمة الإسلامية ومعيبًا وعارًا بكل ما تعنيه الكلمة ويمثل إشكالية في واقعها وانتمائها ووعيها بمصالحها، مؤكدًا أن تخاذل البلدان وسكوتها وخنوعها لا يفرض لها الاحترام والهيبة والمناعة والحماية بل يجرئ الطامعين عليها ويزيدهم طمعا وجرأة.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن نصرة اليمن لغزة رسميًا وشعبيًا هو اتجاه في الموقف الصحيح مرضاة لله واستجابة له، مضيفًا “لمسنا بشكل واضح معونة الله تعالى وتأييده الكبير وتيسيره العظيم ورعايته الواسعة، وهذا شيء واضح في فشل الأعداء”.
كما أكد “أن العدوان الأمريكي على بلدنا ساهم بالفعل في تطوير قدراتنا العسكرية لأننا في معركة بهذا المستوى مع التقنيات والإمكانات الأمريكية، والمعركة التي يخوضها اليمن مع الأمريكي هي بالمستوى الذي يدفعنا بالضرورة لتطوير قدراتنا العسكرية، وهذا ما تم بعون الله سبحانه وتعالى”.
ومضى بالقول “من النادر جدا أن يمتلك بلد بمستوى قدراتنا العسكرية بما فيها الصواريخ الفرط صوتية والمجنحة والطائرات المسيرة، وقدراتنا وصلت إلى مستوى من التقدم الذي تواجه الأمريكي بكل إمكاناته وتقنياته المتطورة”.
وأفاد “بأن الإسرائيلي بكل ما بحوزته يواجه صعوبة كبيرة جداً في التصدي لقدراتنا العسكرية، ويفشل في كثير من الحالات، وهذا مهم جدًا”، مؤكدًا أن التعبئة الإيمانية والحالة المعنوية تترسخ وتتجذر في الشعب اليمني وتوارثها عبر الأجيال، وهي في هذا الجيل حاضرة بمستوى عالٍ جدًا.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أنه بإمكان أي شخص أن يستطلع التاريخ ليرى في هذه المرحلة أن اليمن متألق ومتقدم فعلاً بشكل كبير على مراحل تاريخية واسعة، موضحًا أن تجذير القيم والمبادئ الإيمانية نعمة كبيرة جداً وتطوير القدرات العسكرية في التدريب والتأهيل والتجنيد والحالة الشعبية نعمة كبيرة أيضًا.
واستطرد “ليسمع كل الناس، نحن تلقينا في البداية رسائل التهديد والوعيد من قبل الأمريكي مثل بقية البلدان في المنطقة، والكثير من دول المنطقة خافت التهديدات الأمريكية والتزمت بألا يكون لها موقف ضد العدو الإسرائيلي، والبعض التزم بالتواطؤ مع العدو”.
واستدرك قائلًا “وضعنا مقارنة بين الوعيد الأمريكي ووعيد الله في القرآن الكريم ضد من يتخاذلون عن نصرة الشعب الفلسطيني، وأيهما أكبر خطورة علينا؟ عذاب الله تعالى أو ما يأتينا من الأمريكي والإسرائيلي؟”.. مؤكدًا أن تهديدات العدو ونحن في إطار الموقف لا يشكل خطورة علينا مثلما هو الحال في إطار الخنوع والاستسلام.
وأوضح السيد القائد أن الجهاد في سبيل الله اليوم ضد العدو الإسرائيلي هو في أهم المراحل التاريخية، وقال “واجهنا التهديدات الأمريكية بمنطلقنا الإيماني وثقتنا بالله ورأينا أن وعيد الله هو الأحق والأولى بأن نخشاه ونرجو وعده ونتوكل عليه، وموقفنا الجهادي يأتي استجابةً لله وثقةً به وندرك أن الخطر والخزي هو في التخاذل والتفريط عن أداء المسؤولية”.
وأضاف البعض يتصورون أنهم أذكياء وسياسيون وعباقرة وسيدركون العواقب السيئة لخياراتهم الخاطئة وقراراتهم التي لم يعتمدوا فيها على معيار القرآن الكريم، الذي هو معيار الحق والعدالة ومعيار الأخلاق والقيم وهو المعيار الإنساني”.
وتابع “نشعر بمعية الله ونشعر أننا أقوياء بذلك، ونحن لا نتحرك من مشاعر الغرور والعجب بإمكاناتنا وبكثرتنا، ولكننا نعتز بعزة الإيمان، ونلمس رعاية الله العظيمة وتأييده الكبير، ويهمنا النجاح في هذا الامتحان الذي تمر فيه أمتنا ليميز الله الخبيث من الطيب، وعلينا أن ندرك معاً أن الأطماع الأمريكية والإسرائيلية كبيرة وحقيقية وقد زادت أكثر من ذي قبل”.
وبين أن واقع الأمة يشجع الأمريكي على الأطماع وأتى ترامب في إطار هذا التوجه الأمريكي الذي عليه السياسة الأمريكية، مشيرًا إلى أن ترامب يتحدث بكل وقاحة عن طمعه في السيطرة على قناة بنما ورغبته في ضم كندا لتكون الولاية الـ51 في أمريكا فما بالك بأمتنا!!.
واعتبر قائد الثورة توجه الأمريكي والإسرائيلي للسيطرة على المنطقة جزءًا من مشروعهم الصهيوني والإستراتيجية التي يعتمدون عليها في سياساتهم.
وتحدث عن الإسناد اليمني للشعب الفلسطيني ومجاهديه، مؤكدًا أن هذا الإسناد متكامل في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
وأوضح أن عمليات هذا الأسبوع كانت كثيرة منها بالقصف الصاروخي إلى “يافا” المحتلة ومطار بن غوريون وقاعدة نيفاتيم الجوية ومحطة كهرباء جنوب القدس، كما استهدفت مناطق أخرى بالطائرات المسيرة وعملية شرق البحر العربي ضد سفينة اخترقت الحظر على العدو الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ هذا الأسبوع عملية كبيرة ومهمة وقوية بالاستهداف للمرة الثانية لحاملة الطائرات الأمريكية ترومان بـ11 صاروخًا مجنحاً وطائرة مسيرة.
وأفاد السيد القائد بأن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” كان بالتزامن مع ترتيبات لشن عملية عدوانية واسعة على بلدنا تشمل عدداً من المحافظات، ما أفشل المخطط الأمريكي في استهداف بلدنا وهروب ترومان ومعها قطع بحرية إلى أقصى شمال البحر الأحمر.
ولفت إلى أن من عمليات هذا الأسبوع إسقاط طائرتي إم كيو9 في البيضاء ومارب، وهذه الطائرات غالية الثمن يعتمد عليها الأمريكي في الاستطلاع والعدوان، مؤكدًا أن العمليات التي ينفذها بلدنا ضد العدو الإسرائيلي تأتي في مرحلة كان يحلم العدو فيها بالاستفراد بالشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
وقال “العدو الإسرائيلي فوجئ بتكثيف العمليات المساندة للشعب الفلسطيني من اليمن، وهي عمليات لها تأثير وفاعلية كبيرة، ويعترف بتأثير عملياتنا ويقول إنها جعلت “ملايين الإسرائيليين” يقفزون من أسرتهم إلى الملاجئ كل ليلة وهذه مشكلة حقيقية، وتصريحات الصهاينة شواهد واعترافات على فاعلية السلاح والدور اليمني”.
وأضاف “العدو الصهيوني يصف اليمن بالعدو المعقد للغاية، وهذا شيء إيجابي جداً بالنسبة لنا يعني أن اليمن رسميا وشعبيا بلد متماسك وقوي وثابت وصامد وجاد، ونجاح اليمن يأتي باعتماده على الله وثقته به بتوكله عليه، ويسعدنا كثيراً أن تكون هذه نظرة العدو إلينا”.
وتابع “يسعدنا كثيراً أن تكون نظرة العدو إلينا كعدو معقد للغاية، لأن نظرته إلى كثير من أمتنا وأنظمتها هي نظرة استهانة يسهل سحقهم وخداعهم، والعدو فوجئ بهذا المستوى الذي عليه شعبنا وبلدنا رسميا وشعبيا من قوة الموقف والثبات والصمود والجرأة والشجاعة”.
وأشار قائد الثورة إلى “أن العدو الصهيوني يعترف بأن عدوانه على بلدنا لن يردعنا ولن ينهي حرب الاستنزاف، وهناك اعترافات إسرائيلية بأن العدوان على بلدنا الخميس الماضي لن يجدي شيئا ولن يمثل عامل ردع وضغط لإيقاف مساندتنا لغزة”.
ومضى بالقول “نحن لا نتأثر بالضربات الصهيونية على موقفنا ولا شيء يمنعنا من مواصلة القتال ضد العدو الإسرائيلي”، مؤكدًا “أننا نعيش مع الشعب الفلسطيني الآلام والأحزان والكثير من أبناء شعبنا يُترجمون هذا الحزن إلى موقف عملي لنصرة الشعب الفلسطيني”.
واستطرد “العدو الإسرائيلي يدرك أنه مهما اعتدى ومعه الأمريكي والبريطاني ولو انضم إليه من انضم فلن يؤثر على الموقف اليمني، ولن يدفع أبناء شعبنا للتراجع عن موقفهم الإيماني المبدئي والإنساني والأخلاقي المهم والمشرف، بالرغم من أن بعض الصهاينة يدركون أن عدوانهم على شعبنا وبلدنا لن يمثل أي عامل ردع أبدًا”.
وشدد على أنه من المهم للشعب اليمني أن يكون مسلحًا في هذا الزمن الذي تستباح فيه الشعوب المستضعفة والمظلومة، مضيفًا “ليس هناك ما يمكن أن تراهن عليه شعوب أمتنا ولا أي شعب مستضعف في العالم إلا أن يكون لديه القوة والمنعة والأخذ بأسباب القوة ومن نعمة الله على شعبنا أن يكون قوياً يمتلك السلاح لأن إسرائيل تسعى لتجريد أبناء أمتنا منه”.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “من نعمة الله على شعبنا أن يكون مجتمعاً مقاتلاً بالفطرة حتى من لم يحصل بعد على دورات قتالية يستطيعون أن يقاتلوا”، داعياً الجميع إلى الاهتمام بالدورات التدريبية على القتال والحرب.
وأضاف “ما بعد تجريد أمتنا من السلاح يتجه الأعداء لقتل الأطفال والنساء والكبار في جرائم إبادة جماعية”، مؤكدًا أن العدو يريد هو أن يكون بحوزته كل أنواع السلاح من أصغر السلاح إلى السلاح النووي في مقابل تجريد الأمة من أي سلاح تدافع به عن نفسها.
وتطرق، إلى الحملات الدعائية التي تستهدف أي شعب مسلح بما في ذلك الشعب اليمني، وتجعل مسألة امتلاكه للسلاح سلبية كبيرة وأنه غير متحضر، موضحًا أن امتلاك المواطنين الأمريكيين للسلاح حق مثبت في الدستور وليس فقط في القوانين.
ولفت إلى أن أمريكا تسعى دائماً لأن تمتلك أقوى السلاح وأن تكون متفوقة عسكرياً، فيما يسعى الإسرائيلي ليكون متفوقاً في المنطقة عسكرياً لممارسة القتل والجبروت والظلم والطغيان وإبادة الشعوب واحتلال أوطانها ونهب ثرواتها.
وتابع “نحن في حرب مفتوحة مع العدو الإسرائيلي، نستهدفه ونضربه واستهدفناه بالعدد الكبير جدًا من الصواريخ والطائرات المسيرة”، موضحًا أن العدوان الإسرائيلي على بلدنا عصر الخميس الماضي استهدف بـ22 غارة عددًا من المنشآت المدنية ونتج عنه ارتقاء سبعة شهداء وإصابة 37 آخرين.
وجددّ السيد القائد التأكيد على “أن عملياتنا مستمرة وبشكل مكثف لاستهداف العدو الإسرائيلي إسنادا للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، ولا يمكن أبداً أن نتفرج على ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في قطاع”.
وأردف قائلًا “إذا استساغ البعض أن يسكتوا فذلك نقص في إيمانهم وإنسانيتهم ونقص كبير حتى في شجاعتهم وإدراكهم للعواقب الخطيرة لسكوتهم، ونحن مستمرون في أداء دورنا من منطلق إيماني في إسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه ولن يؤثر علينا العدوان الإسرائيلي”.
ومضى بالقول “لن نتراجع إثر العدوان الإسرائيلي عن موقفنا المبدئي الإيماني الإنساني الأخلاقي ولن يؤثر حتى على مستوى هذا الموقف، ونتجه بأعلى مستوى ونسعى لما هو أكبر كما كررت هذا كثيراً، ولسنا كبعض الشعوب التي تنتظر حتى يضربها العدو الإسرائيلي ثم لا تجرؤ أن ترد عليه ولا حتى بكلمة قوية أو موقف قوي أو فعل حقيقي”.
ولفت إلى أن “توجهنا عملي ونعرف كيف نتعامل على أساس من وعينا وبصيرتنا وانتمائنا الإيماني وفهمنا للعدو الإسرائيلي”.
وقال “اكتمل عام على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا الذي جاء لإسناد كيان العدو الصهيوني في العدوان على غزة”، مبينًا أن عمليات القصف الجوي والبحري على اليمن بلغ 931 غارة وقصفا بحريا، سقط على إثرها 106 شهداء و314 جريحًا”.
وأوضح قائد الثورة أن الأمريكي حاول توريط الآخرين ضد بلدنا لكن الكثير من البلدان كانت أكثر انتباها من التورط وكان هذا لمصلحتهم لأنه موقف غير مبرر، مشيرًا إلى أن الهدف الأمريكي الوحيد من العدوان على بلدنا هو الاسناد للعدو الإسرائيلي لأنه يريد أن يستفرد العدو بالشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
وتناول بعضًا من الأنشطة المميزة في هذا الأسبوع ومنها الاجتماع للعلماء والخطباء في صنعاء وخرج ببيان مهم له علاقة بشهر رجب وترسيخ الهوية الإيمانية، التي هي مسؤولية نتوارثها عبر الأجيال.
وأشاد بالدور المتميز لعلماء اليمن، مضيفًا “عندما نقارن دور علماء الدين في اليمن وفي بقية البلدان نجد هذا الدور فعلاً في نفس الاتجاه العظيم لشعبنا العزيز، وموقف شعبنا تميز بعلمائه ونخبه وجماهيره وكذلك بقبائله”.
وكان قائد الثورة استهل كلمته باستعراض جرائم العدو الإسرائيلي الذي يواصل إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى 15 شهراً، ومن أبرز جرائمه في هذا الأسبوع إحراق وتدمير مستشفى كمال عدوان وإنهاء الخدمة الطبية فيه بشكل كامل.
وعدّ إحراق العدو الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان بكل جرأة، وقاحة وجريمة مكشوفة، ويرتكب كيان العدو الجرائم في قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم، إلى جانب القتل الجماعي يواصل العدو الإسرائيلي التجويع كوسيلة من وسائل الإبادة.
واستعرض معاناة النازحين في قطاع غزة التي تفاقمت مع شدة البرد والأمطار في خيم النزوح المهترئة، وكثير منها في مناطق مصبات السيول أو تجمعاتها، ويتعمد أن يعلن المناطق الآمنة في المناطق المتضررة من السيول والقريبة من البحر.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن معاناة النازحين والشح الشديد شمل حتى في عدم توفر الملابس والوسائل اللازمة للتدفئة والتي أدت إلى وفاة العديد من الأطفال من شدة البرد ومنهم مواليد، بما فيها معاناة الأسرى والمختطفين الفلسطينيين التي باتت كبيرة جداً جراء التعذيب والإهمال الطبي والمضايقات وكل أشكال الظلم.
وأشار إلى أن العدو يستمر في فرض التهجير القسري وإفراغ شمال قطاع غزة من الأهالي، فضلًا عن تدنيس كيان العدو لباحات المسجد الأقصى وممارسة الطقوس الخرافية والمسيئة، ويترافق معها إطلاق التهديدات للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية.
وعبر عن الأسف لاستمرار الحملة الأمنية التي تنفذها السلطة الفلسطينية مع الاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية، وأن تتورط السلطة الفلسطينية في سفك الدم الفلسطيني وفي تحويل المعركة في الضفة إلى قتال بين أبناء شعبها.
وقال “المأساة التي تعاني منها أمتنا بشكل عام حين يتجه البعض من أبنائها ليكونوا مقاتلين في صف العدو الإسرائيلي ولخدمته، وكان الأولى بالسلطة الفلسطينية تحرك جهازها الأمني لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة ولو من هجمات قطعان المغتصبين”.
وتساءل :ما الذي يفيد السلطة الفلسطينية بعملياتها إلا خدمة العدو الإسرائيلي؟، وآمال السلطة الفلسطينية في الوصول للسلام مع العدو الإسرائيلي عبر المفاوضات سراب ووهم كبير ويفترض بالسلطة الفلسطينية مع كل ما قد مضى ومع ما هو حاصل أن تكون قد استوعبت الدرس وفهمت العدو الإسرائيلي بشكل صحيح”.
وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي لن يسمح بقيام دولة فلسطينية وقد قرر هذا بوضوح في الكنيست ويتحدث كبار المجرمين في الكيان الصهيوني عن ذلك، لافتًا إلى أن خطوات العدو العملية تشهد على حقيقة توجهاته في الاستمرار في توسيع دائرة الاغتصاب والمصادرة للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأضاف “العدو الإسرائيلي لأكثر من سبعة عقود من الزمن منذ إعلان النبتة الشيطانية اليهودية الصهيونية المحتلة لأرض فلسطين العربية الغدة السرطانية المسماة “إسرائيل” والجرائم ترتكب بشتى أنواعها”، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لأكثر من قرن من الزمان يعاني من الاحتلال لأرضه والمصادرة لحريته واستقلاله.
كما تساءل “إذا كان الرهان على مجلس الأمن من أجل القضية الفلسطينية فكم قد عقد من مئات الاجتماعات دون أي ثمرة ولا جدوى؟، وخلال العدوان على غزة أكثر من 50 اجتماعاً في مجلس الأمن دون أي نتيجة، والأمريكي له الدور الأساس في إفشال أي قرار”.
ولفت إلى أن الأمريكي استخدم الفيتو خلال فترة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأربع مرات، ولم ينصف العرب والفلسطينيين في الصراع مع العدو الإسرائيلي في كل المراحل التاريخية، مشيرًا إلى أنه من المؤسف أن تصنف دول عربية المقاومة الفلسطينية بالإرهاب لكنها لم تصنف العدو الإسرائيلي رغم الإجرام الذي لا مثيل له.
وبين قائد الثورة أن القصف الصاروخي من غزة له دلائل مهمة جداً وشاهد واضح على فشل العدو الإسرائيلي ويمثل إنجاز حقيقيا للمجاهدين في القطاع، وهناك عمليات مؤثرة ومهمة لبقية الفصائل المجاهدة في غزة.
وتطرق إلى المظاهرات التي خرجت في باكستان والمغرب وموريتانيا وتركيا والأردن دعما للشعبين الفلسطيني واليمني، وهناك مظاهرات في بلدان غير إسلامية بالرغم من القمع ومع ذلك ليس هناك إصغاء واحترام للصوت الإنساني الذي يتضامن مع الشعب الفلسطيني، وعلى مدى 15 شهرا ليس هناك من قبل الأنظمة الغربية إصغاء للصوت الإنساني.
وأعاد التذكير بالدور المميز للشهيد الحاج قاسم سليماني في نصرة الشعب الفلسطيني ودعم المجاهدين في فلسطين، مؤكدًا أن الأمريكي استهدف الحاج قاسم سليماني لأنه رأى فيه أنه يمثل عائقاً أمام نجاح الكثير من مؤامراته التي تستهدف شعوب المنطقة.
وتابع “يحسب للشهيدين العزيزين الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس دورهما المميز والعظيم في مواجهة المؤامرات الإسرائيلية والأمريكية”،
وأردف قائلًا “منذ تأسيس بعض الحركات الإسلامية المجاهدة في قطاع غزة وفي فلسطين كان هناك تعاون كبير في إطار الدور المشرف للجمهورية الإسلامية في إيران في نصرة الشعب الفلسطيني”، مبينًا أن بعض من يتخاذل ويفرط أو يتواطأ مع الأعداء ويتبنى منطقهم، يريد أن يقدم نفسه أنه هو الذي يمثل الموقف الإسلامي والعربي”.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الجمهورية الإسلامية في إيران لها موقف عدائي شديد من العدو الإسرائيلي لأنها جزء من هذه الأمة التي يعاديها ويستهدفها العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن ما تتعرض له الجمهورية الإسلامية هو لإسهامها الكبير في نصرة القضية الفلسطينية ودعم المجاهدين في فلسطين وما تقوم به من مساندة جبهات الإسناد.
وأردف قائلًا “ما يجمعنا بالجمهورية الإسلامية في إيران هو توجهها الإيماني، المناصر للشعب الفلسطيني وهذا موقف يفترض به أن يجمع كل الأمة، ومن واجب المسلمين جميعاً أن يجتمعوا على دعم قضية عادلة تعنيهم جميعا هي القضية الفلسطينية”.
وعرّج على مسؤولية الحكومة والشعب العراقي .. مضيفًا “لا يزال هناك مسؤولية على الحكومة العراقية وعلى الشعب العراقي في أن يكون له موقف قوي تجاه الجريمة الأمريكية بالاستهداف لهما على أرض العراق والانتهاك بذلك لسيادة العراق”.
واستعرض إساءات الصهاينة للأمين العام للأمم المتحدة .. وقال “عندما تصدر إدانة من الأمم المتحدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يسخر منها كبار المجرمين الصهاينة اليهود، ويسيئون ويهددون الأمين العام للأمم المتحدة ويقتلون العاملين التابعين للأمم المتحدة في قطاع غزة دون أي مبالاة”.