يمانيون../
أحيا مجلس النواب اليوم، ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

وفي الفعالية الاحتفالية، ثمن عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، اهتمام رئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي وهيئة رئاسة المجلس وأمانته العامة بإقامة هذه الفعالية.. معبرا عن سعادته بمشاركة السلطة التشريعية في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف.

وأشار إلى عظمة وأهمية الاحتفاء بالمولد النبوي في مجالس النواب والشورى والوزراء وكل مؤسسات الدولة، والذي يعبر عن الهوية الايمانية الصحيحة للشعب اليمني.. وقال ” إن مجلس النواب يستمد قوانينه وتشريعاته من سنة النبي الكريم، ولا بد من وجود تشريعات رادعة لكل من يسيء إلى الرسل والأنبياء”.

وشدد على أهمية قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع كل البلدان التي أساءت للرسول الكريم، عبر الرسومات الكاريكاتورية وغير ذلك من الإساءات التي تتطلب وضع حد لها.. مؤكدا أن المسؤولية كبيرة على عاتق الجميع وتتطلب توحيد الجهود للحفاظ على إرادة الشعب اليمني.

وعبر محمد الحوثي في الفعالية التي حضرها رئيسا مجلسي الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور، والشورى محمد حسين العيدروس، وعدد من أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى وعلماء اليمن، عن الشكر للعلماء الأجلاء على ما قدموه من موجهات عامة بهدف رفع الهمم لدى عامة الناس، وكذا ربط الأمة بتاريخها وتعاليم نبيها.

وأشار إلى أهمية الاحتفاء بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء مبشرا ونذيرا ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.. لافتا إلى أن تنظيم مثل هذه الفعاليات بمجلس النواب ستواجه بالأقاويل والأكاذيب المغرضة من قبل من لا يروق لهم الاحتفاء بمولد رسول الله.

وأضاف” نقول لأولئك الناعقين أن مجلس النواب يستمد قوانينه من سنة خاتم الأنبياء والمرسلين فكيف لا يحتفي بنبيه العظيم ويستمد قوانينه من سنته الصحيحة وينصر رسوله”.. مؤكدا ان الشعب اليمني ينظر إلى رسول الله بقدسية واحترام، ومجلس النواب يعبر عن إدارة الشعب اليمني، لذلك فإن احتفال مجالس النواب والشورى والوزراء بهذه المناسبة يعبر عن إرادة الشعب.

وأفاد عضو السياسي الأعلى بأن هناك الكثير من الأشياء التي تتطلب من الجميع توحيد الجهود والتعاون بما يلبي تطلعات وآمال الشعب اليمني وينسجم مع موجهات قائد الثورة ومنها ما يتعلق بإحياء فعاليات التعظيم لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. لافتا إلى خطاب قائد الثورة الذي تطرق فيه إلى أنه لم يبق أي حرمة في الدول الغربية لما له صلة بأنبياء الله ورسله الأمر الذي يتطلب اتخاذ مواقف حازمة وتحرك في كل الاتجاهات لنصرة القيم والمبادئ.

وأوضح أن الموقف الرسمي لمعظم الدول العربية والإسلامية لم يرق إلى الحد الأدنى من الموقف المطلوب في قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية.. مؤكدا على أهمية أن يكون هناك موقف صارم وحازم من هذه الإساءات المتكررة لرسول الله والمقدسات.

وتطرق إلى ضرورة إصدار قانون جديد يجرم ويحرم الإساءة إلى الأنبياء والرسل حسب الإجراءات الدستورية، باعتباره من أهم القوانين التي تتطلب التحرك، لكي يكون اليمن قدوة للمجتمع والأمة الإسلامية.

ونوه محمد علي الحوثي بقرارات مجلس الوزراء بشأن المقاطعة الاقتصادية للدول المنتهكة والمسيئة للنبي الكريم ردا على انتهاكها للمقدسات الإسلامية.. مثمنا موقف مجلس النواب ومخاطبته للاتحادات والبرلمانات الإقليمية والدولية حول الانتهاكات والإساءات المتكررة للرسول الكريم والمقدسات الإسلامية وحرق المصحف الشريف، والتي حث فيها رئيس مجلس النواب في الجمهورية اليمنية تلك البرلمانات والاتحادات على اتخاذ مواقف واصدار تشريعات تجرم الإساءة للمعتقدات والمقدسات والأديان واتخاذ التدابير والإجراءات الكفيلة بمنع تكرار الإساءة للرسول الأعظم وللأديان.

وشدد على ضرورة اتخاذ مواقف جادة وحازمة تجاه كل من يتطاول على الرسول الكريم ومطالبة تلك الدول بالكف عن إساءاتها واستنكار تلك التصرفات العدائية ومحاسبة مرتكبيها.. مشيدا بالبيانات والمخاطبات التي وجهها رئيس مجلس النواب بهذا الخصوص ومنها مطالبة البرلمانات العربية والاقليمية والدولية بتجريم تلك الإساءات والمقدسات واعتبارها انتهاك وتجاوز للقوانين والأعراف الدولية والقيم والمبادئ الانسانية والاخلاقية.

من جهته أكد رئيس الوزراء أنه في الوقت الذي يحتفي الشعب اليمني ومعه عدد من الدول الإسلامية بمولد خير الخلق، هناك شعوب أخرى تحتفي برموزها الدينية وبقادتها.

وأوضح أن المسلمين جميعاً واليمنيين على وجه الخصوص أولى بالاحتفاء بهذه المناسبة الدينية ببعدها الروحي والقيمي والإنساني.

وقال الدكتور بن حبتور “نحتفي اليوم بهذه المناسبة تحت قبة البرلمان الذي يمثل كل الشعب اليمني الذي يحتفي بهذه المناسبة بود وحب وكبرياء وفخر واعتزاز بالنبي الكريم، باستثناء المناطق الواقعة تحت الاحتلال التي يُمنع أهلها من إبراز مظاهر الاحتفاء برسول الله”.

وأضاف “نحتفي بهذه المناسبة وفي إحدى أيدينا القرآن الكريم وفي اليد الأخرى السلاح الذي ندافع به عن أنفسنا ووطننا، وسنظل مدافعين عنه بكل ما أُوتينا من قوة سيما والنفوس المريضة والحاقدة لن تتغير وستبقى دوما في حالة تربص مستمر بالوطن وأهله”.

وعبر رئيس الوزراء عن الشكر لأصحاب الفضيلة العلماء الذين تحدثوا خلال هذه الفعالية وغيرها من الفعاليات المماثلة، مؤكداً أن العلماء في المجالين الديني والعلمي عندما يتم رفعهم إلى مصاف عال، ترتقي الأمة بسلوكها وبإنجازاتها وبعطاءاتها ومساهمتها الإيجابية في خدمة الإنسانية.

واعتبر العلماء رموز الأمم ومن ينيرون المصابيح لتسير الشعوب على هدى هذا الضياء الذي تحتاج إليه الشعوب والأوطان في كل زمان ومكان.

من جانبه ألقى نائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول زابية كلمة ترحيبية باسم رئيس مجلس النواب وهيئة رئاسة وأعضاء المجلس، أشار فيها إلى ما تمثله هذه المناسبة العظيمة من قيمة ومحبة للرسول الأعظم في قلب كل مسلم.

وأوضح أن المجلس يتشرف سنويا بإحياء ذكرى مولد سيد البشرية ورسولها تحت قبة البرلمان لاستلهام الدروس والعبر منها، في ظل توجه حكام العرب إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني.. لافتا إلى أن أبناء اليمن هم أنصار الرسول الكريم منذ بدء الرسالة المحمدية.

وأكد أن الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، يأتي في وقت يتجه فيه بعض حكام العرب إلى التطبيع والخنوع للصهيونية والماسونية وتقديم الولاء لهم، فيما يتشرف الشعب اليمني بولائه لله ورسوله.

وذكر هشول أن اليمنيين يتوارثون الاحتفاء بذكرى مولد الرسول الكريم كونهم أنصاره وأحفاد الأوس والخزرج.. مبينا أن إحياء هذه المناسبة يأتي في الوقت الذي يتعمد الغرب الإساءة للرسول الكريم والمقدسات.

وتطرق إلى موجهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بشأن التمسك بالقيم والمبادئ والهوية الإيمانية.

ودعا نائب رئيس مجلس النواب، الجميع إلى التفاعل والحضور والتحشيد للفعالية الكبرى في الثاني عشر من ربيع الأول والتي ستغيظ الأعداء.. مشيرا إلى أن بعض الدول بدأت تحذوا حذو اليمن في إحياء ذكرى مولد النبي الكريم.

وأكد على أهمية ترسيخ قيم التراحم والتكافل والترابط والاقتداء برسول الله من خلال إصلاح ذات البين واستلهام الدروس والعبر من سيرته، وتنفيذ موجهات قائد الثورة حتى يتحقق النصر على أعداء اليمن.. داعيا إلى تعزيز الاصطفاف والتلاحم والتصدي لمخططات العدوان الذي يراهن على شق وحدة الصف الوطني.

بدوره أشار مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى أهمية الاحتفال بذكرى مولد النبي الأعظم محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله، من أجل ترسيخ الهوية الإيمانية، والرد على الشبهات التي تشكك في أهمية وعظمة الاحتفاء بمولده الشريف.

وقال” نحتفل به لنتذكر مكارم الأخلاق وعلينا تجسيد مواقف وأقوال الرسول وأفعاله في حياتنا اليومية”.. داعيا إلى وحدة الصف والالتفاف حول منهج المصطفى ووحدة وجمع كلمة الأمة.

كما دعا مفتي الديار اليمنية الجميع إلى الحضور الحاشد في الفعالية الكبرى التي ستقام في الثاني عشر من ربيع الأول تتويجا للفعاليات التي تشهدها المحافظات اليمنية بهذه المناسبة.

فيما استعرض العلامة علوي سهل بن عقيل، دلالات إحياء هذه المناسبة في استلهام الدروس والعِبر من سيرة رسول الله ومواقفه، وما جاء به من خير للبشرية ونور أضاء به الحياة، وأصلح الأفعال والسلوكيات.

تخللت الفعالية التي حضرها عدد من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية وموظفي وكوادر مجلس النواب، قصيدة للشاعر عبدالسلام المتميز، وفقرات معبرة عن المناسبة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: رئیس مجلس النواب بهذه المناسبة الشعب الیمنی هذه المناسبة قائد الثورة ذکرى مولد رسول الله صلى الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

خطبتي الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

المناطق_واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي جوهر الصيام وفحواه، ولُبه ومغزاه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم: لقد شرع الله تعالى الصيام ليجدِّدَ المسلم شِيَمَه التعبدية المحمودة، ويعاود انبعاثته في الخير المعهودة، فَيَتَرَقَّى في درجات الإيمان، وينعم بصفات أهل البِرِّ والإحسان، حيث لم يَقِف الشارعُ الحكيمُ عند مظاهر الصوم وصوره، بل عمد إلى سُمُو الروح ورقي النفس وحفظها وتزكية الجوارح، والصعود بها من الدرك المادي إلى آفاق السُّمُو والعلو الإيماني، لذا اختص الله عز وجل هذه العبادة دون سائر العبادات، كما في الصحيحين: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي به”.

أخبار قد تهمك محاريب المسجد النبوي لمسات معمارية إسلامية ميزتها النقوش والزخارف البديعة 14 مارس 2025 - 11:09 صباحًا بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.. مركز عمليات أمن المسجد الحرام يسهّل رحلة الإيمان 14 مارس 2025 - 12:27 صباحًا

وأوضح أن هذه الأيام المباركة فرصة سانحة لمراجعة النفس وإصلاح العمل، ونبذ الخلافات والفُرقة، وتحكيم لغة العقل والحوار، والتعاون على البر والتقوى؛ بما يحمله هذا الشهر الكريم من دروسٍ عظيمة في التسابق في الخيرات والأعمال الصالحة، قال تعالى:﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾، قال الإمام ابن القيم: “وكان هديه عليه الصلاة والسلام فيه أكمل هدي، وأعظمه تحصيلًا للمقصود، وأسهله على النفوس، وكان من هديه، في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخصه بالعبادات ما لا يخص غيره”.

وخاطب الدكتور السديس الصائمين القائمين الباذلين: قائلًا ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، وكان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، “وكَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ” (متفق عليه)، فأكْثِروا من البذل والجود في الشَّهر المحمود، ألا فجودوا أيها الكرماء النبلاء، مما أفاض الله عليكم، وابسطوا بالنوال والعطاء الأيادي، لِتُبَدِّدُوا بذلك هموم المَدِينين، وعوَزَ المحتاجين، وخصاصة المكروبين، والإفراج عن المساجين الذين ينتظرون عطاءكم، ويتلهفون إلى بذلكم وإحسانكم: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال :” ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفًا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفًا” ، والناس بين موفق مرحوم، وممسك محروم ، فاجعلوا أيديكم ممدودة بالخير لنفع الغير وليكن عملكم الخيري تحت مظلة مأمونة، وجهات موثوقة، وما مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ، ومنصة إحسان للعمل الخيري، إلا نماذج مُشْرِقة لمواقف هذه البلاد المباركة، وحِرْصِ ولاة أمرها على دعم الأعمال الإغاثية والإنسانية، وهنا يشاد بالحملة الوطنية للعمل الخيري عبر منصة إحسان، والدعم السخي من ولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ ، وهو يجسد اهتمام هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها في دعم العمل الخيري وتعزيزه، مما يُوجِب التأييد والمساندة، في أداء رسالتهما الدينية والتعليمية، والاجتماعية والإغاثية، والصحية والخيرية والإنسانية العالمية والحضارية. كما أن ذلك يَحُدُّ من ظاهرة التسول التي يتأذى منها السائل والمسئول، فهي ظاهرة السُّوء، بَادِيَة الأذَى، بريد الجريمة، وتُنَافِي العمل والسَّعْيَ الدؤوب، كما أنها تخالف الأنظمة المرعية، والآداب العامة، والسلوك الحضاري، وتُشَجع على الكسل والبطالة، وتشوه جماليات القيم في المجتمعات.

ونوه فضيلته أن ِنعْمَة العِبَادة والزُّلْفَى، إخراج الزكاة المفروضة والصَّدَقة، في هذه الأيام المباركات: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾، ويَا حَبَّذَا الإكثار مِن العطاء والنَّفَقَات، والعناية بالأوقاف والوصايا والمحافظ الوقفية في الأعمال الخيرية، لِتَمَيُّزها بالاستدامة والحوكمة، والشفافية والموثوقية، والاهتمام بما يحقق المصالح العامة؛ كالمشافي ومراكز علاج الكُلَى، وشق الطرق، وجود الإسكان، وحفر الآبار، وسقي الماء، ونشر العلم الذي ينتفع به؛ في التوحيد، ودعم حلقات القرآن، وتوريث المصاحف، وكتب السُّنة والأحكام، والصدقات الجارية، مما يحقق النفع العام، ومجالات التنمية، وأن يكون التُّجَّار والموسرين ورجال الأعمال قُدوة في ذلك ، وقد يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل أحيانًا؛ للاقتداء والائتساء، مما يعظم أجره ويدوم أثره. ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾.

ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام إلى الإكثار من صالح الأعمال ورجاء القبول خلال هذه الأيام المباركة وأعقبوها شُكْر المنان الموصول؛ فبالرضا تفوزوا، وللنعمى تحوزوا فرمضان شهر النشاط والجِدِّ والعمل، شهر الانتصارات وتحقيق الإنجازات، ففي رمضان من العام الثاني الهجري انتصر المسلمون في أُولَى غزواتهم الكبرى، غزوة بدر، ثم تتابعت انتصارات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وكان كثيرٌ منها في هذا الشهر المبارك.

وحث فضيلته باستدراك مافات من الأعمال الجلائل والقِيَام والاعتكاف والابْتِهال والدعاء. فلا تزال الفُرْصَة سَانِحَة، والتّجَارة رَابِحَة، لِمَنْ بَدَّدَ أيَّام رَمضان وَفرَّقَهَا، وسلك بِنفسه طرائق التّفريط فَأَوْبَقَهَا.

كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله.

وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن كمال الإنسان وعلو درجته لا يكون إلا بعبادة الله تعالى والإحسان إلى خلقه وأن صرف الشرور هو بأداء حق الله عليه ونفعه للعباد وأن مايلحقه من شر ومكروه هو بقدر ما ترك من عبادة الله وبقدر ما قصر في نفع الخلق قال تعالى (( وَٱلْمُؤْمِنُونَ ولمؤمنات بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ ۚ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ۚ أولئك سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )).

وأشار إلى أن الزكاة هي نفع مخصوص ومفروض على من تجب عليهم لمن تجب لهم قال جل من قائل (( كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ )).
وأوضح فضيلته أن من محاسن الإسلام أن جعل الزكاة ركنًا من أركان الإسلام تؤدى على وجه مخصوص ولطائفة مخصوصة من المسلمين لسد حاجتهم وهي جالبة للمودة والبركة مبعدة للحقد والغل مطهرة للقلب من البخل والشح وهي من أخطر ما تصاب به القلوب ففي الحديث ( اتَّقُوا الظُّلمَ ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ ، واتَّقُوا الشُّحَّ ؛ فإنَّ الشُّحَّ أهلكَ مَن كانَ قبلَكُم ، حملَهُم على أنْ سَفكُوا دِمائَهم ، واستَحَلُّوا مَحارِمَهم ).

وبين الحذيفي أن الزكاة تنفي عن المجتمع وحر الصدور وغلها والحقد وتشيع المودة والرحمة والتسامح بين الناس والتكافل، فالزكاة أوجبها الله على الأغنياء لترد على الفقراء فهي حق لله تعالى أمر أن تصرف للفقراء ولم يترك تحديد مقدارها لأحد ففي الحديث عن أبي هريرة (ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالإِبِلُ قالَ: ولا صاحِبُ إبِلٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها -ومِنْ حَقِّها حَلَبُها يَومَ وِرْدِها- إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ أوْفَرَ ما كانَتْ، لا يَفْقِدُ مِنْها فَصِيلًا واحِدًا، تَطَؤُهُ بأَخْفافِها وتَعَضُّهُ بأَفْواهِها، كُلَّما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْراها، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قِيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْبَقَرُ والْغَنَمُ؟ قالَ: ولا صاحِبُ بَقَرٍ ولا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ، لا يَفْقِدُ مِنْها شيئًا، ليْسَ فيها عَقْصاءُ، ولا جَلْحاءُ، ولا عَضْباءُ، تَنْطَحُهُ بقُرُونِها وتَطَؤُهُ بأَظْلافِها، كُلَّما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْراها، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْخَيْلُ قالَ: الخَيْلُ ثَلاثَةٌ: هي لِرَجُلٍ وِزْرٌ، وهي لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وهي لِرَجُلٍ أجْرٌ؛ فأمَّا الَّتي هي له وِزْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها رِياءً وفَخْرًا ونِواءً علَى أهْلِ الإسْلامِ، فَهي له وِزْرٌ، وأَمَّا الَّتي هي له سِتْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها في سَبيلِ اللهِ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللهِ في ظُهُورِها ولا رِقابِها، فَهي له سِتْرٌ، وأَمَّا الَّتي هي له أجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها في سَبيلِ اللهِ لأَهْلِ الإسْلامِ في مَرْجٍ ورَوْضَةٍ، فَما أكَلَتْ مِن ذلكَ المَرْجِ أوِ الرَّوْضَةِ مِن شَيءٍ، إلَّا كُتِبَ له عَدَد ما أكَلَتْ حَسَناتٌ، وكُتِبَ له عَدَدَ أرْواثِها وأَبْوالِها حَسَناتٌ، ولا تَقْطَعُ طِوَلَها فاسْتَنَّتْ شَرَفًا أوْ شَرَفَيْنِ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ آثارِها وأَرْواثِها حَسَناتٍ، ولا مَرَّ بها صاحِبُها علَى نَهْرٍ، فَشَرِبَتْ منه ولا يُرِيدُ أنْ يَسْقِيَها؛ إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ ما شَرِبَتْ حَسَناتٍ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْحُمُرُ؟ قالَ: ما أُنْزِلَ عَلَيَّ في الحُمُرِ شَيءٌ، إلَّا هذِه الآيَةُ.

وفي الخطبة الثانية أوضح الحذيفي أن الإخلاص في العبادة والمداومة أوضح على الدعاء ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الدعاء هو العبادة).

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالحث على إعطاء القرآن حقه من التلاوة والإكثار من النوافل والإحسان إلى الناس.

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يحذر من مغبة استمرار العدو الأمريكي البريطاني في استهداف الشعب اليمني ومقدراته
  • مجلس النواب يحذر من تمادي العدو الأمريكي البريطاني في استهداف الشعب اليمني
  • مجلس النواب يحذر من تمادي العدو الأمريكي البريطاني في استهداف الشعب اليمني ومقدراته
  • أفراد جمعية الكشافة السعودية ينجزون 26400 ساعة تطوعية في خدمة زائري المسجد النبوي الشريف
  • بحضور الأحزاب والكيانات السياسية.. الجيل الديمقراطي ينظم سحوره السنوي
  • من هو وزير التعليم اليمني الذي توفى في مصر؟
  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • خطبتي الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • مرور المدينة المنورة يؤمن كافة الطرق المؤدية من وإلى المسجد النبوي الشريف
  • الملك يهنئ البابا فرانسيس بمناسبة ذكرى اعتلائه الكرسي البابوي لحاضرة الفاتيكان