تحذيرات من استمرار الاستقطابات في السودان
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أسماء الحسيني (الخرطوم)
أخبار ذات صلة احتدام المعارك في الخرطوم الإمارات: دعم المساعي الدبلوماسية لإنهاء أزمة السودانحذر سياسيون ومحللون سودانيون من خطورة استمرار الأزمة والاستقطابات والتجاذبات الحالية وانعكاساتها على وحدة البلاد، مؤكدين ضرورة التزام طرفي الأزمة بالوقف الفوري لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لإغاثة ملايين المدنيين المحاصرين بسبب الأزمة، والجلوس إلى مائدة تفاوض لحل أسباب الأزمة.
وقال صلاح جلال، القيادي بحزب الأمة القومي: «إن الأزمة التي تدخل شهرها السادس في السودان، تشكل تهديداً جدياً وخطراً وجودياً، ولا تحتمل المزايدة بين القوى المتنافسة على السلطة والثروة».
وأكد جلال في تصريح لـ «الاتحاد» أن استعادة الاستقرار والسلام في السودان، تحتاج إلى الشجاعة وتقديم تنازلات مؤلمة من أجل حقن الدماء والخروج من المأزق الحالي، وهو ما يستلزم إقرار وقف دائم للعدائيات، مراقب دولياً، مع الاتفاق على ترتيبات أمنية، وتشكيل جيش وطني قومي ومهني موحد، والاتفاق على آلية ذات كفاءة مهنية تضمن تدفق الإغاثات العاجلة لكل أنحاء السودان، والانفتاح على عملية سياسية شاملة ذات مصداقية تحقق التوافق والتراضي الوطني بتقديم كل أطراف العملية السياسية التنازلات الضرورية للتوحد والالتقاء، ثم تشكيل حكومة وطنية مدنية كمخرج للعملية ذات قاعدة شعبية كافية، وقبول إقليمي ودولي تعيد التعاون وإنعاش الاقتصاد الوطني، وتستعيد الأمن والاستقرار والسلام والتحول الديمقراطي، وإعادة الإعمار.
ومن جانبه، قال ماهر أبو الجوخ، القيادي بقوى الحرية والتغيير: «إن تلويح طرفي الأزمة بالإعلان عن حكومة في مناطق سيطرتهما قد يكون مناورة تكتيكية، لكننا نرى أنها بالغة الخطورة، وقد تؤدي إلى تفتيت وحدة البلاد».
وأكد أبو الجوخ في تصريح لـ«الاتحاد» رفض قوى الحرية والتغيير لأي تلويح بإمكانية تشكيل حكومتين متوازيتين، لأن ذلك يقود لتعقيد الأزمة ومزيد من التصعيد للحرب، وقد حذرنا الطرفين والأطراف الدولية والإقليمية من خطورة مثل هذه الخطوات أو مجرد التفكير فيها أو الإعلان عنها.
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني فايز الشيخ السليك: «إنه لا حل للأزمة في السودان إلا بالتعاطي الجاد مع مبادرات وقف الأزمة، والدعوة إلى حوار يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية تقود المرحلة الانتقالية وتهيئ لانتخابات». وأضاف السليك في تصريح لـ«الاتحاد» أن السودان يحتاج إلى جهود وطنية ومساندة خارجية للخروج من الأزمة وإعادة الإعمار، محذراً من أن استمرار الأزمة في السودان قد يكون له تأثيرات كارثية على كل دول الجوار، ما يوجب العمل من أجل تنسيق المبادرات المطروحة وتوحيدها في مسار واحد، وإطلاق عملية سياسية شاملة، معرباً عن أمله أن تكون الأزمة ونتائجها الكارثية فرصة لإعادة النظر في كل أوضاع السودان.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع فی السودان
إقرأ أيضاً:
أزمة الجوع تتفاقم بدولة الجنوب مع استمرار تدفق الفارين من الحرب في السودان
كشف تقرير أممي جديد عن بيانات مثيرة للقلق تفيد بأن 57 في المائة من السكان في جنوب السودان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف لعام 2025 مع فرار العائدين من الحرب في السودان، ومواجهة الأطفال الصغار بعضا من أعلى مستويات الجوع وسوء التغذية.
التغيير ــ وكالات
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان إن أحدث تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي صدر اليوم الاثنين، أظهر أن أكثر من 85 في المائة من العائدين الفارين من السودان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف القادم، بدءا من أبريل.
ووفقا للتصنيف الجديد، سيشكل هؤلاء ما يقرب من نصف أولئك الذين يواجهون جوعا كارثيا، حيث يكافحون لإعادة بناء حياتهم وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة وفيضانات شديدة وإعطاء الأولوية للموارد حيث تتجاوز الاحتياجات التمويل.
ميشاك مالو، الممثل القُطري لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في جنوب السودان قال إن ظهور الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتبطة بها كمحرك رئيسي لانعدام الأمن الغذائي يرسل رسالة قوية مفادها أن “الوقت قد حان لزيادة استثماراتنا بشكل جماعي في دعم مواطني جنوب السودان لإنتاج طعامهم بأنفسهم”.
وأضاف أن هذا لن يقلل من ميزانية الغذاء المنزلية فحسب، بل سيخلق أيضا مزيدا من فرص العمل في قطاع الزراعة ويزيد من دخول الأسر حتى تتمكن من البحث عن أنظمة غذائية أكثر صحة.
استمرار المعاناةوقال برنامج الأغذية العالمي إنه في حين من المتوقع أن يعاني العائدون الفارون من الحرب في السودان من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي، فإن العديد من المجتمعات في جميع أنحاء جنوب السودان ستستمر في المعاناة مع استمرار الأزمة الاقتصادية والفيضانات الشديدة ونوبات الجفاف المطولة والصراع في تعطيل المكاسب التي تحققت.
ماري إلين ماكغروارتي، المديرة القطرية وممثلة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان شددت على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للجوع، مضيفة أن “المجتمعات تحتاج إلى السلام والاستقرار، وتحتاج إلى فرص لبناء أو إعادة بناء سبل العيش ومساعدتها على تحمل الصدمات المستقبلية”.
سوء التغذية يهدد مزيدا من الأطفال
وأظهر التصنيف الجديد كذلك أن ما يقرب من 2.1 مليون طفل معرضون لخطر سوء التغذية، حيث يعود الأطفال إلى مراكز التغذية عدة مرات على مدار العام مع استمرار المعاناة من ضعف الوصول إلى مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي.
وأوضح أن المرض يعد عاملا رئيسيا يساهم في سوء التغذية لدى الأطفال، وأن ما يقرب من نصف جميع الأطفال المدرجين في البيانات التي تم جمعها كانوا مرضى في الأسبوعين السابقين.
وقالت حميدة لاسيكو، ممثلة اليونيسف في جنوب السودان إن المنظمة تشعر بقلق عميق من أن عدد الأطفال والأمهات المعرضين لخطر سوء التغذية سيستمر في الارتفاع ما لم يتم تكثيف الجهود لمنع سوء التغذية من خلال معالجة أسبابه الجذرية، إلى جانب توفير الدعم الغذائي الفوري لعلاج سوء التغذية بين الأطفال الأكثر عرضة للوفاة.
الوسومالجوع الحرب الفارين برنامج الأغذية العالمي جنوب السودان