علي يوسف السعد يكتب: سياحة فضائية
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
في قلبِ كلِّ واحدٍ فينا، طفل ما زال يحاول تحقيق حلمه لزيارة الفضاء، ونحن في الإمارات أصبح هذا الحلم الآن أقرب وأقرب مع تجاربنا الفضائية التي يتحدث عنها الجميع، وها هو سلطان النيادي يعود ويجعل حلم السفر إلى الفضاء قريب المنال عند هذا الجيل، وفي مقالي هذا سأتكلم عن رحلة إلى مدينة ارتبطت بالفضاء، وهي هيوستن الأميركية، فحين زيارتها، ستشعُر وكأنّ حُلمك أصبح على مَقرُبة منك حتى لتكاد تلمسُه يداك، والسبب هو وجود مركز لندن بي جونسون المختص بالشؤون الفضائية والتابع لوكالة ناسا الأميركية، بالإضافة لذلك، فإنّ اسمها كان أول كلمة نُطقت عند هبوط رواد الفضاء على سطح القمر.
تقع مدينة هيوستن في ولاية تكساس، وهي أكبر المدن فيها، ورابع أكبر المدن الأميركية، يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1836م، وسميت بهذا الاسم نسبة للجنرال سام هيوستن الذي كان قائداً عسكرياً في حرب استقلال ولاية تكساس عام 1836م، حيث اختارها الجنرال سام لتكون عاصمة ولاية تكساس.
تُعتبر هيوستن من المراكز الاقتصادية والثقافية المهمة في الولايات الأميركية المتحدة، وأحد أشهر الأماكن الشعبية الموجودة في ولاية تكساس، ويبلغ تعداد السكان فيها حوالي 2 مليون ونصف مليون نسمة، وحينَ تزور هيوستن، تشعر كما لو أنك تزور إحدى المدن العربية، لكثرة العرب التي تقدم المأكولات العربية الشعبية هناك.
من وجهة نظري كسائح، يمكنني القول بأن مدينة هيوستن مدينة مميزة بتصاميم مبانيها الرائعة وحدائقها الجميلة، ولكن لا يسعُني القول بأنها مدينة سياحية، إلا أنّها مَقصِد مميز لمُحبِّي مغامرات الفضاء، حيثُ إنّها الموطن الأساسي لمركز المراقبة لندن بي جونسون التابع لوكالة ناسا الفضائية، والذي كان مركز الأبحاث الوحيد الذي استقبل الرسائل التي أرسلها رواد كبسولة الفضاء أبوللو 13 عام 1970.
يُعتبر مركز هيوستن لأبحاث الفضاء معلم الجذب الرئيسي في المدينة، وهو مجمع ضخم يضم أكثر من 400 قطعة فضائية، بالإضافة إلى العديد من المعروضات الدائمة والمتغيرة، كالعروض التي تتعلق ببرامج الرحلات الفضائية الأميركية، كما يوفر المركز للزوار فرصة النظر خلف الكواليس لرؤية مركز جونسون للفضاء التابع لناسا، حيث تتم مراقبة الفضاء وتدريب رواد الفضاء، كما يحتوي المركز على نسخة طبق الأصل من أول محطة فضائية أميركية وصخرة من القمر.
يُقدّر عدد زوار مركز هيوستن لأبحاث الفضاء التابع لوكالة ناسا الأميركية بمليون شخص سنوياً، ومن الأنشطة التي يمكنك القيام بها عند زيارته، المشاركة في تجارب علمية، واختبارات جاذبية، والتعرف على طبيعة عمل رواد الفضاء والمأكولات التي يأكلونها في الفضاء، وبعض التدريبات التي يقومون بها للتأقلم مع انعدام الجاذبية.
وقبل مغادرة مدينة هيوستن، لا تنسى تجربة أطباقها الشهيرة، حيث تشتهر بمأكولاتها الشهية التي تتنوّع ما بين الأطباق الجنوبية التقليدية إلى الأطباق الآسيوية والمكسيكية وأميركا اللاتينية، وغيرها من الأطباق العالمية الأخرى التي ستجعلك تشعر عند تذوقها وكأنك سافرت إلى أكثر من بلد دون قطع أي مسافةّ تُذكر.
في نهاية جولتي في مدينة هيوستن، حفظتُ في جُعبتي الكثير من الذكريات الرائعة، وغادرتُ عائداً إلى موطني أحلُم بالفضاء، فما أجملَ الأحلام، وهي أحلام أصبحت قريبة للواقع، فلا مستحيل في بلادنا. أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: هل سمعت عن «السياحة الذرية»؟ علي يوسف السعد يكتب: سياحة من نوع غريب
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد ولایة تکساس
إقرأ أيضاً:
مركبة فضائية تلتقط صورا مذهلة لسطح عطارد
التقطت مركبة “بيبي كولومبو” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية صورا مذهلة عن كثب أثناء مرورها الأخير بالقرب من سطح كوكب عطارد الذي يكتوي بأشعة الشمس.
وأفادت وكالة الفضاء الأوروبية يوم الخميس 9 يناير أن المسبار الفضائي الأوروبي الياباني “بيبي كولومبو” (BepiColombo،) أجرى تحليقه السادس فوق عطارد يوم الأربعاء، حيث مر على بعد 295 كيلومترا من سطح الكوكب المظلم البارد.
وبعد سبع دقائق، حلقت المركبة الفضائية مباشرة فوق القطب الشمالي لعطارد، والتقطت فوهات بروكوفييف وكاندينسكي وتولكين وغورديمر، التي تلقي حوافها بظلالها الدائمة على قيعانها.
ووفقا لوكالة الفضاء الأوروبية، فإن هذه الميزة تجعل هذه الفوهات غير المضاءة من أبرد الأماكن في النظام الشمسي، على الرغم من وقوعها على الكوكب الأقرب إلى الشمس.
وفي تلك الظلال، يعتقد أن هناك طبقة من الجليد، تحافظ على أدلة قد تساعدنا في فهم ماضي عطارد وربما مستقبله.
كما رصد المسبار سهول عطارد البركانية الشاسعة، التي تسمى “بورياليس بلانيتيا”، والتي تشكلت من ثوران الحمم البركانية السائلة قبل 3.7 مليار سنة مضت وهي مضاءة بنجمنا.
وتظهر الصورة التي التقطها المسبار الفضائي فوهة مندلسون، التي تحيط بها “بورياليس بلانيتيا”، بالإضافة إلى “حوض كالوريس” الذي يعد أحد أفضل الهياكل الصدمية المحفوظة على عطارد وأحد أكبرها في النظام الشمسي
كما تظهر الصورة فوهات أخرى مغطاة بالحمم البركانية الناتجة عن الانفجارات البركانية التي حدثت على الكوكب. وبالقرب من الحافة العليا لكوكب عطارد، يمكن رؤية المنطقة المعروفة باسم “فوهة ناثاير” التي ما تزال تحتفظ بعلامات أكبر انفجار بركاني معروف على عطارد، من خلال فوهة قطرها نحو 40 كم في مركزها.
وقال جي راينت جونز، عالم المشروع في وكالة الفضاء الأوروبية، خلال المؤتمر الصحفي السنوي للوكالة في 9 يناير: “في الأسابيع المقبلة، سيعمل فريق بيبي كولومبو جاهدين على فك رموز العديد من أسرار عطارد باستخدام البيانات التي تم جمعها من هذا المرور”. ومع إتمامها لمجموعة من المناورات المساعدة للجاذبية، ستدخل المهمة مرحلتها التالية استعدادا لجمع البيانات في عام 2027.
وأوضح جونز: “قد تبدأ المرحلة الرئيسية لمهمة بيبي كولومبو بعد عامين من الآن، لكن مرورها ست مرات بالقرب من عطارد قد وفر لنا معلومات جديدة لا تقدر بثمن عن هذا الكوكب الذي لم يتم استكشافه كثيرا”.
ويشار إلى أن عطارد أكبر من قمرنا، ويدور على مسافة قريبة جدا من الشمس، تقدر بنحو 58 مليون كم (36 مليون ميل) في المتوسط. ويتمثل غلافه الجوي في طبقة رقيقة من الغاز تتجدد باستمرار مع اصطدام النيازك والبلازما بسطحه، وهو معرض للإشعاع ومتآكل بفعل الرياح الشمسية.
وفي الظهيرة، قد تصل درجات الحرارة إلى 430 درجة مئوية (أكثر من 800 درجة فهرنهايت). ومن دون غلاف جوي ملحوظ لانتقال واحتجاز الحرارة، يمكن أن تصل درجات الحرارة في الشقوق المخفية وبرودة ما قبل الفجر إلى 180 درجة مئوية تحت الصفر.
ولا توجد معلومات حول ما يخفيه الكوكب تحت السطح، مثل الآليات المسؤولة عن الحقل المغناطيسي الغامض. ووفرة الكربون التي ربما تأخذ شكل طبقة سميكة من الماس، ونوع النشاط الذي قد يكون سببا في انكماش الكوكب تدريجيا بمرور الوقت.
المصدر: سبيس