صحيفة الاتحاد:
2024-10-03@13:14:41 GMT

علي يوسف السعد يكتب: سياحة فضائية

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

في قلبِ كلِّ واحدٍ فينا، طفل ما زال يحاول تحقيق حلمه لزيارة الفضاء، ونحن في الإمارات أصبح هذا الحلم الآن أقرب وأقرب مع تجاربنا الفضائية التي يتحدث عنها الجميع، وها هو سلطان النيادي يعود ويجعل حلم السفر إلى الفضاء قريب المنال عند هذا الجيل، وفي مقالي هذا سأتكلم عن رحلة إلى مدينة ارتبطت بالفضاء، وهي هيوستن الأميركية، فحين زيارتها، ستشعُر وكأنّ حُلمك أصبح على مَقرُبة منك حتى لتكاد تلمسُه يداك، والسبب هو وجود مركز لندن بي جونسون المختص بالشؤون الفضائية والتابع لوكالة ناسا الأميركية، بالإضافة لذلك، فإنّ اسمها كان أول كلمة نُطقت عند هبوط رواد الفضاء على سطح القمر.


تقع مدينة هيوستن في ولاية تكساس، وهي أكبر المدن فيها، ورابع أكبر المدن الأميركية، يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1836م، وسميت بهذا الاسم نسبة للجنرال سام هيوستن الذي كان قائداً عسكرياً في حرب استقلال ولاية تكساس عام 1836م، حيث اختارها الجنرال سام لتكون عاصمة ولاية تكساس.
تُعتبر هيوستن من المراكز الاقتصادية والثقافية المهمة في الولايات الأميركية المتحدة، وأحد أشهر الأماكن الشعبية الموجودة في ولاية تكساس، ويبلغ تعداد السكان فيها حوالي 2 مليون ونصف مليون نسمة، وحينَ تزور هيوستن، تشعر كما لو أنك تزور إحدى المدن العربية، لكثرة العرب التي تقدم المأكولات العربية الشعبية هناك.
من وجهة نظري كسائح، يمكنني القول بأن مدينة هيوستن مدينة مميزة بتصاميم مبانيها الرائعة وحدائقها الجميلة، ولكن لا يسعُني القول بأنها مدينة سياحية، إلا أنّها مَقصِد مميز لمُحبِّي مغامرات الفضاء، حيثُ إنّها الموطن الأساسي لمركز المراقبة لندن بي جونسون التابع لوكالة ناسا الفضائية، والذي كان مركز الأبحاث الوحيد الذي استقبل الرسائل التي أرسلها رواد كبسولة الفضاء أبوللو 13 عام 1970.
يُعتبر مركز هيوستن لأبحاث الفضاء معلم الجذب الرئيسي في المدينة، وهو مجمع ضخم يضم أكثر من 400 قطعة فضائية، بالإضافة إلى العديد من المعروضات الدائمة والمتغيرة، كالعروض التي تتعلق ببرامج الرحلات الفضائية الأميركية، كما يوفر المركز للزوار فرصة النظر خلف الكواليس لرؤية مركز جونسون للفضاء التابع لناسا، حيث تتم مراقبة الفضاء وتدريب رواد الفضاء، كما يحتوي المركز على نسخة طبق الأصل من أول محطة فضائية أميركية وصخرة من القمر. 
يُقدّر عدد زوار مركز هيوستن لأبحاث الفضاء التابع لوكالة ناسا الأميركية بمليون شخص سنوياً، ومن الأنشطة التي يمكنك القيام بها عند زيارته، المشاركة في تجارب علمية، واختبارات جاذبية، والتعرف على طبيعة عمل رواد الفضاء والمأكولات التي يأكلونها في الفضاء، وبعض التدريبات التي يقومون بها للتأقلم مع انعدام الجاذبية.
وقبل مغادرة مدينة هيوستن، لا تنسى تجربة أطباقها الشهيرة، حيث تشتهر بمأكولاتها الشهية التي تتنوّع ما بين الأطباق الجنوبية التقليدية إلى الأطباق الآسيوية والمكسيكية وأميركا اللاتينية، وغيرها من الأطباق العالمية الأخرى التي ستجعلك تشعر عند تذوقها وكأنك سافرت إلى أكثر من بلد دون قطع أي مسافةّ تُذكر. 
في نهاية جولتي في مدينة هيوستن، حفظتُ في جُعبتي الكثير من الذكريات الرائعة، وغادرتُ عائداً إلى موطني أحلُم بالفضاء، فما أجملَ الأحلام، وهي أحلام أصبحت قريبة للواقع، فلا مستحيل في بلادنا.

أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: هل سمعت عن «السياحة الذرية»؟ علي يوسف السعد يكتب: سياحة من نوع غريب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: علي يوسف السعد ولایة تکساس

إقرأ أيضاً:

رأي.. بشار جرار يكتب لـCNN عن تداعيات اغتيال نصرالله

هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأمريكية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

على وقع "العملية البرية المحدودة" في جنوب لبنان، تجاوزت الأحداث أهمية هذا السؤال. مسألة من أتى دوره في بنك الأهداف الإسرائيلي، ما عادت مفصلية، منذ سقط الردع والهيبة إثر الضربة المزدوجة -بفارق سبع ساعات- الأولى في بيروت والثانية في طهران. لم يبدأ الأمر بفؤاد شكر فقد سبقه بسنوات عماد مغنية، وقبل إسماعيل هنية كان قاسم سليماني. بصرف النظر عن صفات المستهدفين وثقلهم تنظيميا، وبغض البصر عن تسمية الاستهداف تصفية أم اغتيالا، ما تحقق هو خلخلة أساسات الهيكل الذي أقامه الخميني ومن بعده خامنئي بمليارات الدولارات من مال المواطنين الإيرانيين و"الخُمس" الذي يجمعونه من أتباعهم، لتأسيس جيوش رديفة سماها ما يطلق على نفسه محور المقاومة والممانعة "مصدات إشغال" دفاعا عن نظام ولاية الفقيه في طهران، حتى وإن زعم أن طريقه إلى القدس تمر بقرى ومدن أربع دول عربية!

السؤال الأولى بالإجابة هو الفارق الزمني بين تصفيات ما قبل السابع من أكتوبر وبعده؟ هل كان القرار مقتصرا على اختيار الأهداف أم توقيت تنفيذها، فالاختراق قديم وكبير، عميق وشامل. لا يمكن تفسير تلك التصفيات -على اختلاف أماكنها وأهدافها ومسميات تنظيماتها- إلا بالاختراق الأمني وهو الاعتقاد السائد، لكن الأمر قد يعني أيضا أن الهيكل كله من أساسه وزعاماته كانت أداة لمرحلة عنوانها، معركة الوقت. ريثما تتم محاسبة فصيل أو قيادة، وبينما تتوالى سرديات ما قبل يوم الحسم وبعده، ثمة عمل دؤوب عاقل -أبعد ما يكون عن الانفعالية والاعتباطية- يتعامل مع ثلاثة عوامل: الأرض وما عليها (السكان والبنى التحتية)، الأرض والمياه وما تحتها (نفط وغاز) والمناخين الإقليمي والدولي.

بماذا اختلف نصرالله عن سلفه عباس الموسوي؟ أو هنية عمن سبقوه في تأسيس وتمثيل حماس خاصة أحمد ياسين وخالد مشعل؟  العقيدة السياسية والانتماءات الإقليمية والتحالفات الدولية هي هي؟ قرار التصفية إذن مرتبط بمواقيت ومراحل وحقب. ذلك تخطيط استراتيجي يعدّ بالعقود لا السنوات. تخطيط يتحكم بزمام المبادرة فيه من يملك أدوات تشكيل، تعديل أو تغيير النظام العالمي. كل من مسّ بذلك، تعرض للتصفية إن تعذر البديل وهو التنحي الطوعي أو التنحية القسرية.

صحيح أن "الطوفان" بدأ من غزة في السابع من أكتوبر الماضي، إلا أن "التسونامي" الحالي والذي سبق الذكرى السنوية الأولى لـ "طوفان الأقصى-السيوف الحديدية" لن يهدأ حتى يحقق أهدافه "الوجودية" وهي كلمة اتفق عليها الأعداء والأعدقاء "العدو الصديق" (فْرِنِمي). هذه ليست مجرد جولة تصفية حسابات أو تعديل سلوك عبر تغيير قواعد الاشتباك. ما يجري هو فض للاشتباك عبر مسار تفاوضي فردي أو جماعي. وإلا فهي الحرب حتى النصر. قد تصل الأمور ذروتها قبل الخامس من نوفمبر، أو بعيد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث يتحدد "مسار" دولي وليس أمريكيا فقط يضغط الجميع -نظما وتنظيمات- إلى حلول وسط تجنب الإقليم والعالم حربا كبرى أو عالمية، بحيث تتحول الحرب من مواجهة إسرائيلية مع إيران ووكلائها إلى حرب إسقاط أو سقوط التنظيمات على غرار ما بدأ من بغداد عام 2003.

ما اختلف خامنئي عن الخميني، فالأولوية هي لبقاء نظام الملالي وولاية الفقيه في طهران، حتى ولو اضطر لتقديم الأكباش تباعا للمحرقة. ما يجري في لبنان لن يقف في الجنوب والشرق وسيشمل على الأرجح كل التنظيمات والبنى التحتية المعادية لإسرائيل، كما جرى في سيناريو غزة الذي شمل أهدافا في الضفة ضمن عمليات محدودة زمانيا ومكانيا. كل ذلك، إفساحا لمزيد من الوقت حتى تستكمل إيران انسحابها من سوريا (قد تسميه إعادة تموضع) وأمريكا من العراق في إطار رضوخ إيران لما طلبه الرئيس السابق -والأرجح المقبل- دونالد جيه ترامب وهو الكف عن "سلوكها الخبيث". حتى مسألة السلاح النووي لها سردياتها المعدة منذ سنوات ما قبل "الصبر الاستراتيجي"، حيث إن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران يرى في أسلحة الدمار الشامل "حرمة شرعية". وكما أصبح "الشيطان الأكبر" "إخوتنا الأمريكيين" بلسان مسعود بزشكيان فإنه ليس صعبا على خبراء "تشخيص مصلحة النظام" النجاة بإيران نظاما وبلادا، حيث لا حاجة بعد لتلك "المصدات" ولربما يشمل ثمن "التعاون" جائزة ترضي المرشد عبر خلافة ابنه مجتبى. للإسم دلالات ثقافية تعني الشخص الذي تم اختياره أو اصطفاؤه..

كل ما تقدم يصير حبرًا على الورق كما يقال، إن صدقت صيحات "الثارات" وثبتت رؤى الرايات السود والحمر!! غير ذلك، فإن تصفية نصرالله -بصرف النظر إن كانت قرارا وجهدا إسرائيليا خالصا أو تضمن دعما وإسنادا من داخل الإقليم أو خارجه- قد تكون فيها نجاة لبنان الذي أراده بشير جميّل ورفيق الحريري وجميع من عملوا على استرداد الدولة اللبنانية من الارتهان وتحرير "سويسرا الشرق" من الاختطاف.

ما بعد نصرالله، فرصة لن تتكرر لتحقيق "رؤية الدولتين" وتلك رؤية تم إنضاجها لنحو عام وانتقالها إلى مرحلة الحديث عن "مسار" لتحقيق دولة فلسطينية منزوعة السلاح لها حدود فيها نظم حماية مشتركة أكثر تعقيدا من "محور فيلاديلفي" وما كان شريطا أو حزاما أمنيا بين لبنان وإسرائيل والجدار الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية الذي لم يتغير برحيل آرائيل شارون وكل الحكومات التي أدانت الجدار أو تحفظت عليه.

ما بعد نصرالله والتقارب التركي السوري غير المسبوق، إما إعادة تأهيل عربي فدولي للنظام في سوريا أو هجوم سلام يقوده بشار الأسد عبر سوتشي مثلا أو وسيط عربي قوي قادر على إقناع ترامب بأن "سلام الشجعان" ما زالا متاحا. في نهاية المطاف وكما قال جواد ظريف مستشار بزشكيان ومهندس مفاوضات الملف النووي من الجانب الإيراني، "من غير المعقول أو المقبول أن يكون الإيرانيون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين".

ما بعد هنية ونصرالله ومن قد يأتي بعدهما، بداية نهاية ما عُرف بالإسلام العسكري، حتى السياسي صار مرفوضا أوروبيا وأمريكيا رغم طفرات هنا وهناك يسيء "الإخوان المسلمين" قراءتها كما جرى في مصر، حيث كانت البداية والنهاية.

بشار جرارباحث متخصص في قضايا محاربة الإرهاب وتعزيز حوار الأديانإسرائيلإيرانسوريالبنانإسماعيل هنيةحسن نصراللهرأيعلي خامنئينشر الثلاثاء، 01 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • مهمة فضائية أوروبية تهدف لإحداث كسوف كلي للشمس كل شهر!
  • غرفة السياحة: 250 شركة سياحة تنهي إجراءات تنظيم رحلات العمرة حتى الآن
  • سياحة داخل نفس سودانية
  • وزيرة البيئة: «مشروع «الملاذ الآمن للحياة البرية» يقدم سياحة مختلفة بالفيوم
  • سياحة اليوم الواحد.. ميناء غرب بورسعيد يستقبل 3600 سائح على متن سفينة هولندية
  • وكيل «صحة كفر الشيخ»: بدء فحص المدارس للوقاية ضد البلهارسيا
  • رأي.. بشار جرار يكتب لـCNN عن تداعيات اغتيال نصرالله
  • تأجيل محاكمة عامل بشركة سياحة لاتهامه بالاتجار في النقد الأجنبي
  • سياحة المهرجانات فرصة قوية للترويج للمقاصد المصرية
  • محافظ أسوان يكلف رئيس سياحة المشاتى بحضور الملتقى الأول للسياحة