أبوالغيط: السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق بتقويض حل الدولتين
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الحل الوحيد الذي يقبله المجتمع الدولي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي يقبله الفلسطينيون لتحقيق تحررهم من الاحتلال هو الوقوف على مفترق الطرق الأخير يتعرض هذا الحل لهجوم إسرائيلي واسع النطاق يهدف إلى تقويض حتمي لأي فرصة تمكنه من رؤية النور في المستقبل.
وأضاف أبو الغيط خلال كلمته اليوم في الاجتماع الوزاري في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور نحو خمسين وزيراً للخارجية من مختلف أنحاء العالم، وذلك استجابة لجهود تنشيط عملية السلام التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، أنه يشرفه تمثيل الجامعة العربية في هذا الاجتماع لدعم هذا الحل والمساعدة في إعادة إدراجه في جدول الأعمال الدولي، مشيرا إلى أن الجامعة العربية كانت الراعي لمبادرة السلام العربية منذ انطلاقتها عام 2002.
وأوضح أبو الغيط أن اجتماع اليوم ما هو إلا تجسيد لإيماننا بأن السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط، وفي العالم بأسره، لن يتحقق أبداً من خلال تقويض حل الدولتين، ولكن من خلال السعي لتنفيذه، وفي الحقيقة، فإن بقاء حل الدولتين لن يكون ممكناً إلا إذا كان مبنياً على مفاهيم مبادرة السلام العربية.
وأشار إلى أن واقع الاحتلال الإسرائيلي مستهجن ومخجل، فمنذ العام الماضي، تدهورت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تدهوراً كبيراً، كما استمر انتشار المستوطنات بلا هوادة، ولا يتخذ أي عقاب أمام العنف الذي يمارسه المستوطنون، مشيرا إلى أنه مع الأسف، أصبحت الاقتحامات والاعتقالات وهدم المنازل ومصادرة الأراضي أمراً شائعاً.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية الحالية حذفت عملياً حل الدولتين من جدول أعمالها، بل والأسوأ من ذلك، أن بعض أعضائها يقوضون عمداً أي إمكانية لتنفيذ حل الدولتين في المستقبل، سواء من خلال التوسع الاستيطاني أو من خلال خطة مستمرة ليبقى واقع الفصل العنصري" سارياً على أرض الواقع، مما جعل الفلسطينيين يعيشون على أرضهم مثل مواطنين من الدرجة الثانية.
وأشار إلى أن المحاولات العديدة الرامية إلى إقناع الطرفين بالوصول إلى حل تفاوضي بات بالفشل، وتحول تحقيق السلام إلى مجرد الحفاظ على عملية السلام.
وشدد على أن التسلسل الذي وضعته مبادرة السلام العربية واضح تماماً؛ إنهاء الاحتلال والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وتمهيد الطريق أمام إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة على حدود عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، وحينها فقط قد يؤدي التطبيع الكامل للعلاقات إلى السلام الشامل والرخاء الإقليمي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الأمين العام لجامعة الدول العربية الأمين العام لجامعة الدول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المملكة العربية السعودية حل الدولتین إلى أن
إقرأ أيضاً:
2024.. العام الذي أعاد تشكيل خريطة الشرق الأوسط
رأى إميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أنه إذا كان المزيج الضخم من الحلقات المأساوية والمذهلة والاستراتيجية التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 سيستغرق وقتاً ليستقر، فإن ما حصل سيترك بلا شك آثاراً بعيدة المدى.
أظهرت الإدارة الجديدة في دمشق ضبط نفس وبعض الحكمة
وفي مقال له بصحيفة فايننشال تايمز، أشار حكيم إلى أن المجتمعات المشرقية المتنوعة والهشة تمر بتحولات تاريخية جذرية. لكنه يرى أن هذه المجتمعات، في ظل هذا المسار، من المستبعد أن تجد دعماً خارجياً كبيراً بالنظر إلى التردد المحلي والإرهاق العالمي. ويصاحب إعادة ترتيب المنطقة عنف كبير ومنافسة متجددة.معاناة الفلسطينيين
يختبر الفلسطينيون في غزة من معاناة غير مسبوقة على أيدي الجيش الإسرائيلي، ويرى حكيم أن الرهان الدموي الفاشل لحماس، مع عجز شركائها عن إنقاذ الوضع، يشكل تذكيراً واضحاً بأن المسار الوحيد لتحقيق الدولة الفلسطينية هو تدويل القضية والتوصل إلى حل متفاوض عليه.
وبرز التحالف الذي نظمته السعودية ودول عربية وأوروبية أخرى لدعم حل الدولتين كأكثر الوسائل ترجيحاً لتحقيق هذا الهدف.
How 2024 reordered the Middle East https://t.co/KV3fyeIVVu pic.twitter.com/NDwyn9yaS7
— Mtro. Sergio J. González Muñoz (@ElConsultor2) December 22, 2024ويتعين على الفلسطينيين أن يقتنعوا بأن هذا الحل أكثر من مجرد رقصة دبلوماسية رمزية، بل يتعين عليهم أيضاً أن يظهروا ملكيتهم للمسار من خلال إصلاح طال انتظاره للسلطة الفلسطينية، ومع ذلك، تظل مثل هذه التطلعات عُرضة للتعنت الإسرائيلي والغضب المحتمل من جانب دونالد ترامب.
العقلية الخطيرة لإسرائيلوأتاح الدعم غير المشروط الذي تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لها تجاهل الحاجة إلى تحقيق سلام عادل يضمن الأمن للجميع.
لكن هذه العقلية التي ترتكز على الأمن فقط لها عواقب عكسية؛ فهي مكلفة، وتعزز الاعتماد على الولايات المتحدة، وتنفر الشركاء الحاليين والمحتملين في المنطقة الذين يخشون توسع الصراع ليشمل إيران أو منشآتها النووية.
لكن لهذه العقلية القائمة على الأمن وحسب عواقب عكسية. فهي مكلفة وتزيد من الاعتماد على الولايات المتحدة وتنفّر الشركاء الحاليين والمحتملين في الجوار والذين يخشون أن توسع إسرائيل الصراع من خلال ضرب القيادة الإيرانية والمنشآت النووية. كما أن خسائر السمعة بنتيجة حرب غزة هائلة، وتلوح في الأفق مسؤوليات قانونية.
ويبدو أن سلطة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأتباعه المتطرفين أصبحت مضمونة في وقت تتزايد الانقسامات الداخلية حول طبيعة الدولة الإسرائيلية.
قوتان متعارضتانأما اللبنانيون، فيواجهون دينامية معاكسة. إذ يتعين على حزب الله الاعتراف بانهيار استراتيجيته العسكرية وروايته الأيديولوجية، إلى جانب تراجع صدقيته. في ظل هذه الظروف، يبدو إحياء روح القتال التي يتبناها حزب الله مهمة صعبة، خاصة في ضوء الجراح العميقة التي أصيب بها، وخسارته المفاجئة لسوريا، وأوضاع أنصاره المتدهورة.
والعديد من اللبنانيين يرون فرصة لإصلاح دولتهم، لكنهم يدركون أيضاً خطر استفزاز حزب الله الجريح، ما قد يؤدي إلى صراع داخلي.
How 2024 reordered the Middle East https://t.co/OwLrFZSzBJ
— FT World News (@ftworldnews) December 22, 2024 المفارقة السورية وفي سوريا، تذوق السوريون طعم الحرية لأول مرة بعد عقود من القمع. ويرى حكيم أن انهيار نظام الأسد حدث دون مشاهد عنف طائفي جماعي مخيفة، بينما أظهرت الإدارة الجديدة في دمشق ضبط نفس وحكمة نسبية.ويتطلب تأمين السلام في سوريا جهوداً ضخمة من الكرم والتفاني في إدارة الحكم الشامل، في ظل وجود مفسدين داخليين وخارجيين. ويبدو أن السوريين كشفوا عيوب السياسة الواقعية، رغم أنهم الآن بحاجة إلى حسن نية أجنبية.
ولتحقيق مصالحة عربية كردية، يتطلب الأمر اعتدالاً تركياً ودبلوماسية أمريكية، مع احتمال أن تسهم الوساطة الروسية في طمأنة المجتمع العلوي.
حذار الرضا عن النفس
ختاماً، أكد حكيم أن إيران خسرت الكثير نتيجة الأحداث الأخيرة. فبينما كانت تسعى لتعزيز نفوذها في دول منهارة ومجتمعات منقسمة، وجدت نفسها منخرطة في حروب أضعفتها.
في المقابل، استغلت تركيا هذا الوضع لتتفوق على إيران في الساحة الجيوسياسية المركزية للمنطقة، وهي سوريا.
ورغم هذه التحولات التاريخية، لم يشهد العالم أزمة هجرة ضخمة، أو حرباً مطولة بين دول، أو هجوماً إرهابياً كبيراً خارج المنطقة، أو تأثيراً مستداماً على أسعار النفط والتجارة العالمية. لكن حكيم يحذر من أن هذا الشعور بالرضا عن النفس قد يكون مقدمة لمفاجآت غير مرغوب فيها.