بغداد اليوم- متابعة

أظهرت الأسابيع الماضية تبايناً واضحاً في حجم الإنفاق على حملات الدعاية الانتخابية لمرشحي انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها في 18 ديسمبر/كانون الأول، وسط حالة جدل بين متتبعي المشهد، تجلت بإطلاق هيئة النزاهة حملة لمراقبة مظاهر الدعاية لدى مرشحي أحزاب كبيرة.

الحملة التي أُعلن عنها في بغداد الأسبوع الماضي تحت عنوان "من أين لك هذا؟"، جاءت للتأكد من عدم تورط مرشحي الانتخابات بقضايا الفساد المالي والكسب غير المشروع في الحملات الإعلامية التي بدأت بشكل مبكر باستخدام المنح والمساعدات المالية من قبل بعض المرشحين، وتخللها بناء شقق سكنية وتعبيد شوارع وإصلاح محولات الكهرباء بأموالٍ مجهولة المصدر.

وقال رئيس الهيئة القاضي حيدر حنون في مؤتمر صحافي، الخميس الماضي (14 أيلول 2023): "نطلق حملة (من أين لك هذا؟) للإبلاغ عن التضخم والكسب غير المشروع لدى مرشحي الانتخابات المحلية هم وأزواجهم وأولادهم وكل من يشترك معهم"، مؤكدا أن "هذه الحملة تأتي للكشف عن الذمة المالية للموظفين والمسؤولين التي بحاجة إلى التحقيق".

وأضاف حنون أن اجتماعا عقد مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لإلزام رؤساء الأحزاب بتقديم كشف الذمة المالية"، مبينا أن "المفوضية استجابت لمطلب هيئة النزاهة وخاطبت الأحزاب بهدف إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وبعيدة عن المال السياسي".

مرشحو الأحزاب أقدموا على الترويج

ولاحظ مراقبون خلال الأسابيع الماضية، أن مرشحين في أحزاب معروفة ونافذة أقدموا على الترويج بحملات إعلامية واسعة. 

ورافقت بعض المرشحين عجلات مصفحة وحمايات، ناهيك عن إصدارهم توجيهات بشأن معالجات خدمية، فيما ذهب آخرون إلى تقديم مساعدات مالية للفقراء والمحتاجين.


في المقابل، يشكو مرشحون من قلة التمويل وعدم قدرتهم على مواجهة مرشحي الأحزاب الكبيرة، مثل نور عبيد، مرشحة عن حزب مدني في العاصمة بغداد.

وقالت عبيد في تصريح صحفي، إن "هناك صعوبة في مواجهة مرشحي أحزاب السلطة والفصائل المسلحة بسبب التمويل"، داعية السلطات العراقية إلى التحقيق بمصادر تمويل المرشحين، ووضع سقوف مالية واضحة لحملات الدعاية الانتخابية.

من جهته، قال رئيس حراك "البيت العراقي" محيي الأنصاري في تصريح صحفي، إن "قرار هيئة النزاهة، كغيره من الإجراءات الورقية وليس أكثر من ذلك"، معتبراً أن حملة (من أين لك هذا؟)، تواجهها "استفهامات"، أبرزها إمكانية تطبيقها على الجميع دون انتقائية.

وأضاف الأنصاري: "الأحزاب الكبيرة التي تمتلك أجنحة اقتصادية ومسلحة، تخالف قانون الأحزاب العراقية، لأنها لا تخضع بأي شكل من الأشكال للمتابعة والمساءلة، كما اعتاد النظام الحالي على استثناء أصحاب النفوذ والسلطة".

واعتبر أن هدف مثل هذه الإجراءات، "إقصاء المنافسين وتحويل القوانين لمعول يهدم كل محاولة ديمقراطية يشترط فيها تكافؤ الفرص وعدم استخدام المال السياسي وموارد الدولة لترجيح كفة على أخرى".

وأعلنت مفوضية الانتخابات في وقت سابق عن مشاركة 50 تحالفاً انتخابياً في الانتخابات المحلية، 33 منها هي تحالفات جديدة، في أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013.

وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولها صلاحيات الإقالة والتعيين وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي.

"حرمان أحزاب من المشاركة في الانتخابات"

وأعلنت مفوضية الانتخابات حرمان 108 أحزاب من المشاركة بأي عملية انتخابية ومنها الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري، مشيرة إلى أن القرار جاء بسبب مخالفات مالية وإدارية.

وقال مدير عام دائرة شؤون الأحزاب في المفوضية هيمان تحسين في تصريح للصحيفة الرسمية، اليوم الاثنين (18 أيلول 2023)، أن "القرار جاء بسبب مخالفات كبيرة لقانون الأحزاب السياسية، ومنها عدم وجود مقرات حقيقية، وعدم قيامها بعقد مؤتمراتها التأسيسية كل عامين أو أربعة حسب النظام الداخلي"، دون أن يذكر أسماء تلك الأحزاب المستبعدة، إلا أن نائبا في البرلمان العراقي أكد لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "القرار لا يشمل أيا من الأحزاب المتنفذة الكبيرة، بل شمل أحزاب حديثة النشأة أغلبها مدنية".

وأشار الى أن "تلك الأحزاب تحاول الآن اللجوء الى القضاء لنقض القرار الذي عدته استهدافا سياسيا"، مضيفا أنه "يعزز حظوظ الأحزاب الكبيرة المتنفذة في الانتخابات المقبلة".

وكانت قوى سياسية عدة أعلنت أخيرا، عدم المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، وذلك لما اعتبروه "تضامناً مع مطالب الشعب العراقي، باعتبار المجالس حلقة زائدة وبابا من أبواب الفساد"، مشككة بإمكانية ضمان نزاهة وشفافية التنافس بين القوى.

إلى ذلك قالت المفوضية إن نحو 70 حزبا وتحالفا سياسيا وأكثر من 6 آلاف مرشح سيشاركون في الانتخابات المحلية. وقالت عضو الفريق الإعلامي في المفوضية نبراس أبو سودة، إن "عدد الأحزاب والتحالفات التي ستشارك في انتخابات مجالس المحافظات يبلغ 29 حزبا و39 تحالفا سياسيا".

وأضافت، في تصريح صحافي، الأحد، أن "عدد المرشحين الكلي زاد عن 6 آلاف مرشح".

وفي الانتخابات الأخيرة التي أجريت في العام 2013، تصدّرت القوائم التابعة لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي النتائج، وقبل ذلك أُجريت انتخابات مجالس المحافظات في عام 2009 فقط.

المصدر: بغداد اليوم + العربي الجديد


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: انتخابات مجالس المحافظات الانتخابات المحلیة فی الانتخابات فی تصریح

إقرأ أيضاً:

6 تواريخ مهمة قبل تسلّم دونالد ترامب السلطة

واشنطن- تشهد الولايات المتحدة فترة حرجة تمتد 11 أسبوعا تبدأ فور انتهاء الانتخابات الرئاسية، وتنتهي بتسلم الرئيس الجديد منصبه. وتهدف هذه الفترة إلى ضمان انتقال سلس وسلمي للسلطة من إدارة إلى أخرى.

ومن المقرر أن يكون يوم التنصيب في 20 من يناير/كانون الثاني 2025، غير أن هناك خطوات يتعين القيام بها قبل أن يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب اليمين الدستورية.

ورغم أن النتائج المعلنة في ليلة الانتخابات تسمح عادة بتحديد الفائز، فإنها ليست نتائج رسمية. ووفقا للجنة الفدرالية الانتخابية في الولايات المتحدة، لا يزال يتعين فحص هذه النتائج والتصديق عليها حتى تكون نهائية. "مسؤولو الانتخابات فقط هم الذين يقدمون نتائج الانتخابات الرسمية"، كما تقول اللجنة.

وفيما يأتي تواريخ الخطوات الرئيسية القادمة وصولا إلى يوم تنصيب الرئيس الجديد:

View this post on Instagram

A post shared by الجزيرة (@aljazeera)

 

أولا- توثيق نتائج الانتخابات في كل ولاية

يتم نشر النتائج غير الرسمية بعد إغلاق صناديق الاقتراع ليلة الانتخابات، ويستمر إصدارها حتى يتم فرز جميع بطاقات الاقتراع، وتبقى النتائج غير رسمية حتى يتم اعتمادها.

وخلال عمليات الاقتراع، يقوم مسؤولو الانتخابات بالتوفيق بين عدد بطاقات الاقتراع بالبريد والاقتراع المبكر واقتراع يوم الانتخابات مع عدد الناخبين. والغرض من ذلك هو التأكد من احتساب كل صوت صحيح في النتائج النهائية.

عمليات تدقيق ما بعد الانتخابات مطلوبة في معظم الولايات للتحقق من أن المعدات المستخدمة تحسب الأصوات بشكل صحيح، ويختلف توقيت وطريقة عمليات التدقيق هذه بين الولايات.

وأخيرا، يصدر مسؤولو الانتخابات بيانا مكتوبا يشهد على أن النتائج صحيحة ودقيقة.

ثانيا- 11 ديسمبر/كانون الأول: اليوم الأخير للولايات لحل النزاعات القانونية بشأن الانتخابات

يجب على الولايات أن تصدّق على نتائج الانتخابات قبل 6 أيام على الأقل من اجتماع الهيئة الانتخابية، وهذا يعني أن أي طعن في المحكمة بنتائج انتخابات الولايات يجب تسويته بحلول 11 ديسمبر/كانون الأول 2024.

وإذا شهدت الولايات على نتائج الانتخابات بحلول هذا الموعد النهائي، فيجب على الكونغرس قبول النتائج باعتبارها صحيحة.

 

ثالثا- 17 ديسمبر/كانون الأول: إدلاء أعضاء المجمع الانتخابي "الهيئة الانتخابية" بأصواتهم

يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في ولاياتهم للإدلاء بأصواتهم لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس في يوم (الاثنين الثاني) بعد يوم (الأربعاء الثاني) من ديسمبر/كانون الأول 2024.

وفي كل ولاية -باستثناء ولايتي نبراسكا ومين- يصوّت الناخبون على أساس أن "الفائز يأخذ كل الأصوات"، وهذا يعني أن أي مرشح يفوز في السباق الرئاسي للولاية يتلقى جميع الأصوات الانتخابية للولاية.

ويرسل الناخبون شهادات تصويتهم إلى مختلف المسؤولين، بمن فيهم كامالا هاريس نائبة الرئيس، التي تشغل منصب رئيس مجلس الشيوخ.

رابعا- 25 ديسمبر/كانون الأول: رئيس مجلس الشيوخ يتلقى نتائج شهادات موثقة بنتائج الانتخابات

يجب تسلم الأصوات الانتخابية من قبل أمين المحفوظات، كولين جيه شوغان ورئيس مجلس الشيوخ الذي تشغله حاليا كامالا هاريس، بحلول 25 ديسمبر/كانون الأول 2024، وفقا للأرشيف الوطني.

خامسا- السادس من يناير/كانون الثاني: الكونغرس يعدّ الأصوات الانتخابية

في الثالث من يناير/كانون الثاني 2025، سيؤدي أعضاء الكونغرس المنتخبون حديثا اليمين الدستورية. ثم تأتي الخطوة الأخيرة من الانتخابات، حيث يجتمع أعضاء الكونغرس لفرز الأصوات الانتخابية.

وبعد الجهود المبذولة لإلغاء انتخابات 2020، أدخل قانون إصلاح العد الانتخابي أيضا سلسلة من الإصلاحات على هذه الجلسة المشتركة، مثل توضيح دور نائب الرئيس (رئيس مجلس الشيوخ) في الإشراف على هذا العد، ورفع عتبة الاعتراضات على القوائم الانتخابية للولاية إلى 5 من كل مجلس.

ويعقد مجلسا النواب والشيوخ جلسة مشتركة يوم السادس من يناير/كانون الثاني 2025 لفرز أصوات المجمع الانتخابي، وتترأس كامالا هاريس العملية كونها رئيسة مجلس الشيوخ وتُعلن النتائج.

ويصبح المرشح الذي يحصل على ما لا يقل عن 270 صوتا من أصل 538 صوتا انتخابيا هو الرئيس المقبل، ثم تعلن عن الأشخاص الذين تم انتخابهم رئيسا ونائبا لرئيس الولايات المتحدة.

سادسا- 20 يناير/كانون الثاني: يوم تنصيب الرئيس الجديد

يؤدي دونالد ترامب الرئيس المنتخب وجي دي فانس نائب الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، ليصبحا رسميا رئيس ونائب رئيس الولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني 2025، في تمام الساعة 12:00 ظهرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:00 بتوقيت غرينتش).

مقالات مشابهة

  • المهنة الأسهل.. إدمان أسود يقف وراء 50% من مشكلات العراق الأمنية- عاجل
  • زهيو: الاستحقاق البلدي يحرج الطبقة السياسية ويؤكد إمكانية إجراء انتخابات وطنية
  • حقيقة تهديدات انتخابات البارالمبية
  • ماذا بقي من المعارضة في تونس بعد إعادة انتخاب قيس سعيد؟
  • النائبة هند رشاد: انتخابات الاتحادات الطلابية فرصة حقيقية لتطوير مهارات الطلاب
  • أرقام تقزمية
  • المفوضية العليا: الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية مرهون باستكمال التدقيق
  • الغرياني: المفوضية متحالفة مع «حفتر» وقانون انتخابات البلديات فاسد
  • مستشار المفوضية: عملية التدقيق في استمارات نتائج الانتخابات البلدية لم تستكمل بعد
  • 6 تواريخ مهمة قبل تسلّم دونالد ترامب السلطة