الوطن:
2025-07-10@23:59:16 GMT

راوية حسين تكتب: الشعر والنثر

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

راوية حسين تكتب: الشعر والنثر

«عندما لا تجد أحداً يسمعك؛ اكتب فالورقة كفيلة بأن تنصت لقلمك».. تلك كانت نصيحة «ويليام شكسبير» ربما تأخذنا هذه النصيحة للبحث فى هذا التساؤل الذى بحث فيه العديد من الكتاب والمبدعين، وتعددت إجاباته وتشعبت حتى جمعتها الكاتبة «ميريديث ماران» من خلال لقاءات صحفية فى كتابها «لماذا نكتب؟»، ولعلنا نجد فيه عبارات لمختلف الكُتاب، كل منها يأخذنا للمزيد من الإبحار فى عالم القلم وما يكتب، فهل القلم يخترق حصون النفس فيحطم قيودها؟ وهل الكلمة اعتراف مستتر؟ أم هى مواجهة للضمير؟ أم تراها مجرد هروب من واقع لا مفر منه؟ ويحدثنا «فرانز كافكا» عن الكتابة فيقول عنها: «هى تكليف لم يكلفنى به أحد»، ربما يعرف الكثير من أصحاب الأقلام أن القلم صديق وفىّ لا يكذب ولا ينافق، حتى إنه أحياناً يبدو كعدو يفضح المستور أو يغلفه! وقد يساورنا استفهام عن دور الخيال فى حضرة الواقع؟ ولأن للكتابة صوراً كثيرة بين الإبداع وتسجيل العلوم والعمل المهنى؛ فكان لا بد أن نختص بسؤالنا الكتابة الإبداعية بكل صورها.

فى الواقع قد لا نجد إجابة واحدة جامعة تفسر سبباً محدداً أو وحيداً للكتابة، لأن لكل كاتب أسبابه الخاصة به، ليس هذا فقط، وإنما لكل مكتوب حالة تسببت فى كتابته، ولكى نستطيع الإلمام بغالبية هذه الأحوال وترجمتها النفسية؛ فلابد أن نتعرف على من يكتب؟ ونقرأ ماذا كتب؟ وكيف تأثرنا بما قرأناه؟ ثم نبحث فى لماذا كتب؟

قد نجد الإجابة عند سن القلم وفى ثبات اليد أو رعشتها، فنحن نكتب عندما نريد أن تسمعنا كل الخلائق دون أن نتكلم، عندما نرغب فى الصراخ الصامت، وهنا تكون الأحبار دموعاً تتألم، نحن نكتب عندما لا تسع الأرض أفراحنا، أحلامنا، مخاوفنا، ذكرياتنا، أوهامنا وأحزاننا، فما كتاباتنا إلا رسائل نرسلها لأنفسنا ثم للعالم، لنعبر بها عما يجول بخواطرنا وتنبض به قلوبنا وتسافر إليه عقولنا، فهى بين مشاعر حقيقية ذاتية أو تفاعلية «مع الغير» وبين خيال يحمل أحلاماً أو مخاوف مع الأوهام، ولعل هذا ما يجسده الشعر والنثر والخواطر، ولدينا أيضاً ما بين أحداث الواقع، والتأثر بالعالم المحيط وبين خيال من العالم الافتراضى بكل ما يحمله من قيم ومبادئ أو ما ينبذه من تدنٍ وانحلال فتبحر بهم القصة ومعها الرواية للسرد والعرض البديع لكل صورة وما تحمله نفس الكاتب من قبول لها أو رفض يجسده فى الأحداث والنتائج وما تحمله من رسائل للتأسى والاقتداء أو الانتباه والاعتبار، ولا ننسى المجال الصحفى بتجسيده للأحداث والعرض القصصى والمقال الذى يحمل الجمع بين الرأى والسرد والعرض.

بقى سؤال يفرض وجوده وهو: هل يستطيع أى شخص غير موهوب أو مبدع أو متمرس أن يكتب؟ أياً كانت الإجابة فإنى أجد الكتابة بكل صورها هى: «أداة تخبرنا دوماً أننا ما زلنا أحياء وما زالت الحياة تداعب فينا الإحساس».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشعر النثر الإحساس الكتابة

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: قوافل المصريين !!

 

 

أمس تحدثت في عمودي عن مصر والمصريين وحينما بدأت الكتابة كانت النية متجهة للحديث عن تلك الظاهرة التي تميز بها المصريون دون غيرهم، وهي الإستنفار أمام الأحداث الكبيرة، والتجمع كرجل واحد وكإمرأه واحدة دون تفرقه في عقيدة أو رتبة إجتماعية أو ثقافة، الجميع يتوحد حينما يصيب بلدنا مصابًا أو مصيبة !!

والتاريخ يقول ذلك ففي هجوم فيضان النيل على الوادى قبل إنشاء السد العالي، كان المصريون يتجمعون لصد الفيضان في الوادي، وكان سكان المناطق العالية يستضيفون سكان جوار النهر حتي إنكماش الفيضان  وفي الحروب، شاهدنا ورصدنا ذلك في العصر الحديث في حرب أكتوبر حينما وقف شعب مصر كله خلف قواته المسلحة، لم تسجل حادثة سرقة أو مشاجرة واحدة طيلة أيام الحرب!

وفي حرب 1967، إستضاف المصريون أهل مدن قناة السويس، وشاركوهم مصابهم، وفي حرب 1956، كنت طفلًا، ووجدت في بيتي أسرة من بورسعيد بأطفالها إستضفناها في منزلنا ومنازل أقاربنا وكل المصريون هبوا للمساعدة وأمام الحوادث الناتجة من الطبيعة في الزلازل وفي السيول، ولعل المشهد الأخير الذي


دعاني للكتابة، هذا التجمع الرائع في ميدان النافورة في المقطم بناءًا علي دعوة من برنامج القاهرة اليوم تجمع مصريون من كل الإتجاهات ومن كل الطبقات ومن كل مشارب المجتمع من (رجل وإمرأه) من البسطاء إلي كبار رجال الأعمال والصناعة، لكي يكونوا قوافل للخير محملة بكل إحتياجات المنكوبين من أحداث السيول، وكان المشهد مهيب، وكانت الروح عالية، وحينما سمعت عمرو أديب متباهيًا بالمصريين وكأن شيء غريب حدث، توقفت، ورأيت أن أكتب بأن هذا هو العادي والطبيعي في شعب مصر الشعب الذي لا يضاهيه أحد من شعوب العالم نحن فقط نحتاج للمبادرات لكي نتجمع كلنا حول الخير.

ولعل بإسلوب ( أشمعني ) تحركت كل المدن وكل البلاد في طول مصر وعرضها وتحرك المتبرعون  للتنظيم والنقل والمساعدة والتوصيل، لكي يكون هناك أكبر قافلة في تاريخ مصر المعاصر تنقل، حب المصريين وكرمهم، وعطائهم لأخوانهم المنكوبين، هكذا هي مصر، وهكذا هي بلادنا، لا تخيب أبدًا أمام الكوارث سواء كانت طبيعية أو من فعل الإنسان، لقد نسي الشعب أن هناك ماتش هام للفريق القومي، وتحركوا للمساهمة في المساعدة لمصري منكوب علي بعد مئات الكيلومترات، هذا هو شعبي، شعب مصر المحترم علي طول تاريخه   !!

                                               أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد 
   [email protected]

مقالات مشابهة

  • إسراء بدر تكتب مصر واجهت الإرهاب.. وملحمة البرث شاهد لا يُنسى
  • حكم بحبس أنشيلوتي لمدة عام
  • عمرو يوسف يشوق الجمهور بالبرومو التشويقي الرسمي لفيلم "درويش".. والعرض قريبًا
  • توقيع مذكرة تفاهم بين مكتبة الإسكندرية والمتحف الكوري لنظم الكتابة
  • توقفي فورًا عن إهمال تمشيط شعرك.. شاهدي ماذا يحدث عندما تتجاهلين هذه العادة البسيطة
  • د. منال إمام تكتب: حروب الجيل الرابع والخامس.. خطر خفي يُهدّد المجتمع من الداخل
  • د.حماد عبدالله يكتب: قوافل المصريين !!
  • تعرفة جديدة لقص الشعر والحلاقة تدخل حيّز التنفيذ في هذه المدينة التركية
  • الموافقة على تعديلات قانون الرياضة تكتب نجاح لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب
  • هند عصام تكتب: الملك أمنمحات الثاني