دائما ما أعتبر نفسى من الجيل المحظوظ الذى تربى على قراءة الجرائد الورقية يومياً، التى كان يشتريها الوالد، رحمة الله عليه، حتى بداية الألفية الجديدة، وكانت جريدته المفضلة هى «أخبار اليوم» التى كان مواظباً على شرائها يومياً، ولكن يوم الجمعة كان مميزاً؛ فقد كان موعد جريدة «الأهرام»، وكنت أنا المُكلف بإحضارها أسبوعياً، فى وقت كانت فيه الجرائد اليومية أربعاً فقط، وهى: «الأخبار والأهرام والجمهورية والمساء»، كل هذا أدى إلى نشوء علاقة قوية بينى وبين الصحف وما تحتويه من مقالات لكبار الكتاب فى الثمانيات والتسعينات منذ أيام الطفولة واستمرت لعدة مراحل متقدمة من العمر.
أتذكر أنى بدأت الكتابة مبكراً، فقد كنت من المتميزين جداً فى كتابة مواضيع التعبير فى المرحلة الابتدائية، وتطورت الأمور وامتد معى حب الكتابة إلى المرحلة الإعدادية والتى سطرت بها مجموعة من القصص القصيرة، وما زلت أحتفظ بها إلى الآن، وساعدنى فى ذلك المخزون الكبير من الكتابات التى كنت أتابعها يومياً على صفحات الجرائد، ولكن لم أكن أتخيل أن أبدأ يوماً فى كتابة المقالات، ولم أكن أحلم بنشرها.
مع دخول الصحافة الإلكترونية فى بداية الألفية وظهور الكتابة الرقمية التى لعبت دوراً كبيراً فى سهولة التواصل بين القارئ والكاتب، وتبادل التعليقات، وخلقت أسرع الطرق التى أوصلت الكاتب إلى مختلف شرائح وأطياف الجمهور، بل منحت الكاتب حقوقه الكاملة فى ممارسة البوح والفضفضة والهتاف، وتفريغ الشحنات والطاقات المحبوسة.
مع تراكم الخبرات وتتابع الأحداث ومع إتاحة الفرصة للكتابة بدأت فى الكتابة مرة أخرى عما يدور حولى من مواقف أوافق عليها وأشيد بها أو أعارضها وأنتقدها ولكنى وجدت نفسى لا أستطيع السكوت مرة أخرى، فأصبحت كتابة المقال بالنسبة لى هى المتنفس الذى أستطيع من خلاله أن أعبر عن رأيى وأسجل موقفى نحو قضية ما، فالكتابة أتاحت لى مساحة أستطيع من خلالها توضيح وتأريخ حقائق لمواقف حالية ستكون مرجعاً للأجيال القادمة، وأهم دافع بالنسبة لى والذى يحثنى دوماً على الكتابة هو أنها وسيلة مهمة جداً لتوصيل المعلومة الصحيحة للقارئ وتشكيل وعيه نحو القضايا المهمة بحيث يصبح درعاً حامياً له ضد كل الأخبار الكاذبة والشائعات التى يتم تداولها عبر «السوشيال ميديا» والمواقع الصفراء.
ببساطة: أنا أكتب لأننى أريد أن أتكلم وأقول ما بداخلى، وأسجل مواقف وأحكى تاريخاً لأجيال قادمة، منعاً لتزييف وقائع حدثت وأنا شاهد عليها، وأحمى عقول أجيال حالية من أية محاولات لتشويه الحقائق وترويج الأكاذيب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكتابة المواقع الإلكترونية
إقرأ أيضاً:
«الأمن السيبراني»: 411 ألف ملف خبيث يطلقها المجرمون السيبرانيون يومياً
أبوظبي - عماد الدين خليل
أفاد مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، بأن المجرمين السيبرانيين يطلقون أكثر من 411 ألف ملف خبيث يومياً، فيما يواجه 19% من الأطفال في دولة الإمارات تهديدات رقمية، مثل إصابة أجهزتهم بالبرمجيات الخبيثة.
وأكد المجلس ضرورة حماية الأطفال من هذه المخاطر الرقمية عبر إنشاء حسابات آمنة، وتفعيل إعدادات الخصوصية، واستخدام التطبيقات الموثوقة مثل «Kaspersky Safe Kids»، كما قدم المجلس 6 نصائح ضرورية لحماية الأطفال على الإنترنت وتأمين مستقبلهم الرقمي.
وأوضح أن تلك النصائح هي: «الحرص على تحميل البرامج من المنصات الموثوقة فقط، وتجنب تحميل الملفات ذات الأسماء المضللة أو المشبوهة، والحرص على التحقق من سلامة الروابط والأزرار قبل النقر عليها، والالتزام باستخدام المصادر القانونية والآمنة للتحميل، والحرص على قراءة الشروط والأحكام بعناية قبل تحميل أي ملفات، والقيام بتثبيت برامج مكافحة الفيروسات الموثوقة وتحديثها باستمرار لحظر التهديدات».
وكشف المجلس مؤخراً أن طفلاً من بين كل 3 أطفال في دولة الإمارات يتعرض للتواصل معه من قبل أشخاص غرباء عبر الإنترنت، محدداً 3 خطوات أمنية أساسية لحماية الأطفال عبر الإنترنت.
وأكد أن حماية البيئة الرقمية للأطفال أمر بالغ الأهمية في عالمنا اليوم، إذ تعد حماية أطفالك أولوية من خلال تطبيق ضوابط الخصوصية، وإدارة وقت استخدام الشاشة بفاعلية، والمشاركة الدائمة في متابعة أنشطتهم عبر الإنترنت، موضحاً أن تلك الخطوات الأمنية الأساسية لحماية الأطفال عبر الإنترنت توفر قاعدة متينة لحماية الأجهزة والبيانات، تشمل «أولاً: تعزيز ضوابط الخصوصية من خلال تقييد أذونات التطبيقات وحظر جهات الاتصال غير المعروفة والمشبوهة، وثانياً: التحكم في وقت الشاشة والمحتوى من خلال تحديد وقت استخدام الشاشة اليومي، وحظر المواقع الضارة والمحتوى غير المناسب، وثالثاً: المشاركة في الحفاظ على أمان الطفل عبر الإنترنت، من خلال مراجعة نشاط الطفل عبر الإنترنت بشكل منتظم، وتعليم الأطفال كيفية التعرف إلى الأشخاص الغرباء وتجنب الروابط غير الآمنة».
وحذر «الأمن السيبراني» أيضاً من مخاطر عمليات الاحتيال باستخدام تقنية «التزييف العميق – Deep Fake» المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تستهدف الأطفال، موضحاً أن «التزييف العميق» هو أن يقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء مقاطع فيديو شديدة الواقعية يصعب التمييز بينها وبين المحتوى الحقيقي، موضحاً أن تلك التقنية تستهدف الأطفال لأنهم أكثر ثقة بطبيعتهم، وقد يصعب عليهم اكتشاف عمليات الخداع عبر الإنترنت، ما يجعلهم أهدافاً سهلة.
وأضاف أن المجرمين السيبرانيين يمكنهم من خلال تلك العمليات سرقة المعلومات الشخصية والوصول إلى حسابات العائلة، وارتكاب جرائم الاحتيال أو الابتزاز، محدداً عدة علامات يجب الانتباه إليها وتعليم الأطفال كيفية التعرف إلى التزييف العميق والفيديوهات المزيفة.