متابعة بتجــرد: وضع الفيلم الروائي القصير “زهرة الصحراء” لمخرجه أسامة بن حسين، التجارب النووية الفرنسية بصحراء الجزائر، في قلب عمله السينمائي الجديد الذي عرض يوم السبت، في سينماتيك الجزائر ، والذي تمّ إنتاجه في إطار برنامج ستينية الاستقلال.

وبحضور وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، تابع جمهور العاصمة العرض الشرفي الأول للروائي القصير (26 دقيقة) “زهرة الصحراء”، لمخرجه وكاتب السيناريو أسامة بن حسين.

تناول الفيلم في إطار تخليد الذاكرة الوطنية والاحتفاء بستينية الاستقلال، التجارب النووية الفرنسية في منطقة رقان جنوب الجزائر ونواحيها، وما تعرّضت له من جرائم متتالية بدءاً من فبراير 1960، من دون الاكتراث بمصير الشعب الجزائري الذي كان يعيش في تلك المنطقة العامرة بالسكان.

من خلال القصة الإنسانية التي رواها الفيلم، يؤكد المخرج أن تاريخ 13 فبراير 1960، هو تاريخ تنفيذ أول تجربة نووية بتفجير قنبلة أطلقت عليها فرنسا “اليربوع الأزرق”، على مستوى موقع رقان، هناك قصص كثيرة مؤلمة لجزائريين في الصحراء كانوا ضحايا 17 تجربة نووية أخرى جوية وتحت الأرض، خلال الفترة الممتدة بين فبراير 1960 وفبراير 1967، في منطقة رقان وفي تجاويف الهقار.

وعلى خلفية قصّة إنسانية مؤثرة، بنى المخرج فيلمه القصير، ليترجم معاني الحياة والأمل الذي كان يساور الجزائريين في تلك المنطقة من جنوب الجزائر، وكيف استطاعت فرنسا الاستعمارية أن تخطّط بسرية تامة، لسلسلة من التجارب النووية التي ستكون عواقبها وخيمة على الإنسان والبيئة لسنين طويلة.

 تنطلق الحكاية مع “أسامة”، طفل مفعم بالنشاط والحيوية يركض بين أزقة مدينة قديمة جدرانها من طوب وجريد، يشاكس ويلعب مع كلبته التي يستأنس بها في يومياتها الطويلة، وهو يترقّب عودة والده من السفر أو رسالة تخفّف عنه عناء الانتظار.

ويبادل الصبي والده رسائل مكتوبة، وستعجل عودته حتى يتخلص من سطوة جدّه الكتوم والصارم الذي لا يغفر له زلة.

وسرعان ما تسارعت خطوات الصبي بين أرجاء المكان، ومعها المشاهد واللقطات بثبات ودقّة مدير التصوير محمد سعدي، الذي ضبط إيقاعها ضمن إطار مضبوط يليق بديكور صحراوي غير متكلف، لكنه أصيل، منح جمالية وقيمة للصورة سواء كانت المشاهد داخلية أو خارجية.

وضمن هذا الديكور، تقاطع مصير شخصيات متناقضة في المزاج والأفكار ومتعارضة في المصالح أيضاً، كما هو الحال مع عبد الحليم زربيع في دور الجد، الذي يتحمّل مسؤولية تربية الحفيد.

في تصاعد لأحداث الفيلم، يكتشف “أسامة” أن والده استشهد في إحدى المعارك، وأن جدّه ووالدته كتما السر خوفاً من أن يشيع الخبر في المنطقة وتنتقم القوات الاستعمارية من العائلة، وتتحوّل صدمة الطفل إلى زوبعة أفكار ترجمتها نظرات الممثل الموهوب محمد بن شرقي، الذي يقرر عشية الانفجار أن يخرج للبحث عن كلبته الضائعة.

في الجهة الأخرى يتم تكبيل الأسير مع غيره من المجاهدين على أعمدة ليكونوا جزءاً من التجربة النووية التي خطط لها المستعمر.

وبين ألم المخاض وصرخة الولادة، يسود بياض موجع وصمت بحدوث كارثة إنسانية سيمتد أثرها إلى يومنا هذا.

يذكر أن الفيلم تم تصويره في منطقة تيميمون بأحد القصور القديمة، خلال شهر يونيو المنصرم، وقد استطاع الفريق التقني أن يجسّد الظروف الاجتماعية والمناخية لتلك الفترة، بالاعتماد على فترات تصوير محدّدة في الزمن للحصول على نتيجة فنية مقبولة.

main 2023-09-18 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: التجارب النوویة

إقرأ أيضاً:

بوكرومة: “اتصالات الجزائر ليست مالكاً لاتحاد خنشلة، ولم نتفاوض مع المدرب حجار”

عقد رئيس مجلس إدارة نادي إتحاد خنشلة، وليد بوكرومة، اليوم الأربعاء، ندوة صحفية، لتوضيح العديد من الأمور المتعلقة بفريقه في الفترة الحالية.

وصرّح وليد بوكرومة، لوسائل الإعلام، خلال الندوة التي عقدها بمقر النادي: “تم فسخ عقد المدرب السابق، حاتم الميساوي، بالتراضي، ونحن بصدد التفاوض مع عدة مدربين”.

وأضاف المتحدث: “على الأنصار الصبر، لأننا نعمل على تفادي أخطاء الموسم الماضي بإقالة أربعة مدربين. وسنعيّن مدرباً جديداً للفريق بعد مباراة شباب قسنطينة”.

كما أكد رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد خنشلة، وليد بوكرومة، أن المدرب الجديد للفريق سيكون أجنبيا. و لم يتم بتاتا التفاوض مع المدرب، شريف حجار، لتولي قيادة العارضة الفنية لفريقه.

وأوضح: “شركة اتصالات الجزائر لحد الآن هي ممول للنادي، وليست مالكا للأسهم، والدعم الذي كنا نتلقاه من شركة كوسيكدار أكثر بكثير من اتصالات الجزائر”.

كما أشار بوكرومة، في حديثه، إلى أن فريقه لا يواجه أي أزمات مادية حاليا. فهو بصدد إجتياز مرحلة انتقالية فقط، تحضيراً لتكون شركة “اتصالات الجزائر” مالكاً جديدا للنادي.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • الوكالة الفرنسية للتنمية تعلن استثمار 900 مليون يورو في الصحراء المغربية و السفير لوكورتييه يزور العيون والداخلة
  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • “وزارة التربية الوطنية”.. توضح خطوات استخراج استدعاء مسابقة مشرف تربية في الجزائر 2024
  • بوكرومة: “اتصالات الجزائر ليست مالكاً لاتحاد خنشلة، ولم نتفاوض مع المدرب حجار”
  • ما بعد “قازان”: ما الذي يحتاجه “بريكس” ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟
  • بعد فوز ترامب وقبل مغادرة بايدن، ما الذي تعنيه مرحلة “البطة العرجاء”؟
  • عامر منسول: “اللاعب الجزائري لا يصل إلى التنافسية الكاملة”
  • لتعزيز المسطحات الخضراء.. 500 ألف شجرة و3 ملايين زهرة في مبادرة “شرقيتنا خضراء”
  • الجيش الذي “لا يقهر” يستنجد بالمرتزقة
  • “الرقابة النووية” وشرطة دبي تستضيفان الاجتماع الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دبي