الوطن:
2025-02-02@16:04:41 GMT

شهاب خالد يكتب: حياة أخرى

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

شهاب خالد يكتب: حياة أخرى

أى سبيل إلى نفسى غير الكتابة ومناجاة الأقلام؟ وأى مشغلة للفراغ أجمل من قضاء الوحدة بالكتابة، أو بالجلوس مع الكُتّاب أو بالجلوس بين صفحات كتاب، نحن نكتب لأننا نحتاج إلى الكتابة لكى نُفرغ المكنون فى صدورنا، نكتب لأننا لا نجد من يحتضننا غير الورق، نحن نكتب ما نعجز عن وصفه، نكتب لنفصح عن الأحزان التى تسكن فى دواخلنا، نكتب لأننا مُغرمون بالقلم، كما الليل قد أغرم بالنهار، نكتب لأننا نعشق القلم كما الظلمة قد عشقت الفجر.

مثلما قال «عباس محمود العقاد» عن الكُتب، فإن الأقلام كذلك مثل البشر منها الوقور ومنها الكئيب، والظريف، والجميل الرائع، والثورى، والساذج الصادق، والكاذب، والخائن، والوضيع، والورق يتسع لكل هذه الأقلام. الورق هو الصدر الرحب لكل هذه الأقلام، الورق هو الباب الذى لا يغلق فى وجه أى قلم، الورق هو الشىء الوحيد الذى يستطيع أن يتحمل كل هذه الآلام والأوجاع التى تسكن فى دواخلنا ولا نستطيع أن نبوح بها.

القلم هو ذلك الكائن الذى بإمكانه أن يجمع الآلاف بل الملايين ويحركهم كيفما يشاء، القلم له سحر فهو يشرح ويعبر ويحلل، ويربط الأحداث بشكل خرافى مبهر، القلم له سلطة يستطيع أن يتكلم ويحكى ويقُص دون أن يُوقفه أحد، الله عز وجل أول ما خلق، خلقَ القلم، الله سبحانه وتعالى كرّم القلم، وجعل له سورة كاملة فى النص الخالد اسمُها سورة «القلم» فالقلم يكتب وينسخ، ويخط كل ما بداخل الإنسان، وما يدور فى الحياة، فالقلم هو الذى يخط حسناتنا وسيئاتنا.

نكتب لنخرج من عالمنا المعتاد إلى عوالم أخرى لم نسمع عنها من قبل، نكتب لكى نتقابل ونتحاكى مع الكُتَّاب الكبار الذين رحلوا ولم نرهم، نتحاكى مع (العقاد) نتحاكى مع (الرافعى) نتحاكى مع (محفوظ)نتحاكى مع (الحكيم) ليس وجهاً لوجه، بل قلماً لقلم.

أما أنا فلماذا أكتب؟ هل أكتب لكى أحظى بوجود اسمى بين الكُتَّاب؟ أم لتبقى سيرتى بعد مماتى؟ أكتب كى لا أكون كالذى يمر على الدنيا كعابر سبيل، ويعيش حيناً من الدهر ولا يعرفه أحد. أصبحت أكتب لأنى بالكتابة أصير سيدهم، أكتب لأنى خُلقت من رحم الكتابة، أكتب حتى يكون لدى حياة أخرى، أكتب لأن القلم استدعى أشياء لا بد لها أن تُكتب قبل أن تندثر فى سجل المهملات، أكتب لنفسى، أكتب للاستمتاع الذاتى، أكتب لأنى من خلال الكتابات أستطيع أن أعبر عما أعجز عن وصفه، أكتب لكى أقتل الوحدة التى لازمتنى، أكتب من أجل البقاء لكلماتى، أخيراً أدركت أنى أكتب لأنى أريد أن أكتب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكتابة عباس محمود العقاد

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: ثقافة الأمة فى حوزة (أقدامها) !!

 

رغم أننا بعد ثورة 30 يونيو 2013 وخطة الدولة الإستراتيجية فى القضاء على العشوائيات إلا أن أفة العشوائيات أصابت مجتمع المحروسة ومازالت تنحر في جسد الأمة دون رحمة ودون أمل في مواجهتها أو مقاومتها ولا أقصد بعشوائياتنا في الأحياء خارج المخطط العمراني للمدن مثل " الدويقة ومنشية ناصر وبولاق الدكرور والمغربلين واليكنية وسوق السلاح والداودية " وكلها أسماء لأحياء في القاهرة عشوائية من الدرجة الأولى ولست قاصدًا منطقة المقابر التي يعيش فيها فوق الأربعة ملايين مصري ولكن العشوائيات رحلت إلى الإدارة والنظم التي ننتهجها في حياتنا من مرور ومرافق وطرق وتموين ومواصلات... إلخ..

واستمرت هذه العشوائيات في النمو منذ ستينيات القرن الماضي حتى اليوم والمصيبة الأكبر ما يضر الأمة  أن العشوائية إنتقلت من "القدم إلى الركبة" إلى الجسد ووصلت إلى رأس الأمة والمقصود بالرأس هنا التعليم الجامعي وما بعده في مراحل الدراسات العليا والبحث العلمي أصبحت سمة العشوائية في كل ما تتناوله رأس الأمة من بحوث علمية غير ذي قيمة أو ذي فائدة على المجتمع وترجع خطورة إنتقال هذه السمة إلى هذا الجزء من جسد الأمة إلى

 

المثل القائل بأن " السمكة تفسد من رأسها " والخوف كل الخوف بأن ما يتم وما نأمل فيه من إصلاح سياسي وإقتصادي يقابله إستهتار إجتماعي شديد الضراوة والشراسة وتزداد سمة العشوائية ترسيخًا في وجدان هذه الأمة، مما يجعلني استصرخ الناس والقادة والمسئولين عن ثقافة هذه الأمة بأن العشوائيات ستكون سببًا في إنهيارنا ماذا لو أغلقنا كل الأبواب المزايدة على مصالح ضيقة وخلافات حزبية، ووهم ديني متعصب أعمى في المجتمع، وواجهنا جميعًا، إدارة وشعبًا ما وصلنا إليه من هذا المرض العضال وهو "العشوائية في مصر" وما السبيل إلى الإستشفاء حتى ولو كان ذلك بتدخل جراحي، وإن استدعى الأمر استجلاب أطباء غير مصريين لإنقاذ جسد الأمة من الإنهيار إذا كنا قد فقدنا الثقة في أطباء وعقلاء هذا الوطن، وهذا من قبيل التعجب حينما نستجلب لاعبين أجانب لتقوية الفرق الرياضية المصرية ونستجلب مدربين أجانب بغية الوصول إلى كأس أمم أو كأس عالم فما بالنا ونحن نتحدث عن مستقبل وطن وعن عشوائيات في حياتنا وسلوك خاطئ في الشارع المصري ولا يوجد بارقة أمل حيث القانون في أجازة، وسيظل كذلك ما دام ثقافة الأمة في حوزة " أقدامنا " وليست في رؤوسنا !!

أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]

مقالات مشابهة

  • تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدراتنا اللغوية والفكرية
  • خالد ميري يكتب: في مواجهة النكبة الأخيرة
  • خالد الاعيسر يكتب: زيارة البرهان إلى ام روابة
  • د.حماد عبدالله يكتب: ثقافة الأمة فى حوزة (أقدامها) !!
  • الترجي التونسي يعلن التعاقد مع لاعبين جديدين.. تفاصيل
  • جناح موهوب.. الترجي الرياضي التونسي يعلن تعاقده مع شهاب الجبالي
  • الكاتب وليد علاء الدين: نكتب الأدب لنعبّر عن ذواتنا وليس لإرضاء الآخرين
  • "أسف مكنتش قد الاكتئاب".. العثور على جثة شهاب ممرض سوهاج بالنيل
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • ترامب: مصر والأردن ستوافقان على استقبال الفلسطينيين من غزة لأننا نساعدهما