مما لا شك فيه أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين قد أتاحت لجيلنا من الشباب فرصاً عدة، سواء من خلال التمكين الذى ظهر جلياً فى تمكين الشباب المصرى فى كل مؤسسات الدولة المصرية والتى راهنت على هؤلاء الشباب وصدَّقت حلمهم، ووثقت فى قدراتهم، أو من خلال الممارسة العملية التى شملت واحتوت كل الأيديولوجيات الفكرية والسياسية رغم اختلافها إلا أنها كانت وما زالت سبباً رئيسياً وقوياً فى نجاح التجربة، والتى ساهمت بشكل كبير فى تنمية قدراتنا وصقل مهاراتنا لنقدم نموذجاً سياسياً متفرداً يمارس العمل السياسى باحترافية مطلقة هدفها الأول والأخير إعلاء مصلحة الوطن.
كان من أبرز تلك التجارب هو حث التنسيقية لأعضائها على كتابة المقالات فى كل المجالات وبمختلف الأيديولوجيات وذلك بإطلاق منصة وموقع إلكترونى ترعاه التنسيقية، بل وأتاحت الفرصة لكل من يرغب من الكُتاب والصحفيين والشخصيات العامة لنشر مقالاتهم بالموقع ذاته.
كان من المهم الوقوف على تلك التجربة وتقييمها بشكل مُجرَّد بل وقياس نتائجها وعوائدها، والتى بكل ثقة نستطيع أن نقول إنها ساهمت بشكل كبير فى صقل المهارات الكتابية واللغوية وخصوصاً لأعضاء التنسيقية، مما يؤكد أن شبابنا يحمل الكثير والكثير ولكنه يحتاج للفرصة ولمن يؤمن بقدراته ويتبناها.
لمَ العجب ونحن منذ بداية العام الجديد 2023، شهدنا احتفال التنسيقية بنجاح المرحلة الأولى من مبادرة (ابنى أديباً) التى شهدت توجيه رسائل تشجيع من فريق المبادرة للأطفال بهدف تنمية مواهبهم وقدراتهم، مما يؤكد ويرسخ أن التنسيقية تسير وفق خطة متوازية ومتوازنة تستهدف رفع الوعى الثقافى لكل فئات المجتمع بداية من مبادرات للأطفال وحتى إطلاق منصة وإنشاء موقع إلكترونى للشباب ترعاه التنسيقية ويكون لسان حال هؤلاء الشباب ومنصتهم للتعبير عن آرائهم وصقل قدراتهم.
أرى أنه يمكن تناول هذه التجربة المتفردة فى كتابة المقالات من ثلاث زوايا:
أولاً: إتاحة الفرصة لعرض الأفكار والأيديولوجيات والآراء فى العديد من القضايا بكل تجرُد وحرية، ودون أى قيود ونشرها فى صورة مقالات بمنصة إعلامية تستوعب أفكار وآراء الجميع باختلافاتهم.
ثانياً: تنمية المهارات اللغوية وصقلها وتعظيم القدرة على صياغة الأفكار والآراء بشكل احترافى مما يسهم فى تحسين الأداء بالإضافة إلى الاستفادة من تلك الرؤى والأفكار على كل المستويات.
ثالثاً: توثيق الممارسة السياسية وأرشفتها للعودة لها لتقييمها وتطويرها والبناء عليها لما تنعم به من تفرد وتميز، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال مساهمة التنسيقية فى إثراء الحياة السياسية وما زلنا ننتظر منها الكثير.
من هنا نستطيع القول إن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين هى حقاً قاعدة إطلاق وإعداد لقيادات المستقبل بشكل احترافى وأكثر وعياً ومواكب لتغيرات العصر، فدعونا ننتظر بأمل وتفاؤل ميلاد قيادات وأدباء ومثقفين للمستقبل، ولمَ لا فالقادم أجمل وأبهى بإذن الله.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تنسيقية شباب الأحزاب مجلس النواب السياسيون الحماية الاجتماعية
إقرأ أيضاً:
برادة: التعليم الأولي ركيزة أساسية وسوف يعمم بحلول 2028... ومليون طفل مستفيد و900 ألف منهم في ثلاث جمعيات كبرى
أكد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن التعليم الأولي يشكل محطة أساسية لضمان النجاح الدراسي للأطفال، مبرزاً أن الوزارة تولي أهمية خاصة لتطويره وتعزيز جودته.
وأوضح الوزير، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، أن عدد الأطفال المستفيدين من التعليم الأولي بلغ نحو مليون طفل، 900 ألف منهم يتابعون دراستهم داخل ثلاث جمعيات وطنية، فيما تتولى 240 جمعية جهوية تأطير 10 في المائة من المتعلمين.
وأشار برادة إلى أن الوزارة اعتمدت هذا العام إدراج أسماء الأطفال المتمدرسين في برنامج “مسار” لأول مرة، مما أتاح رصداً مسبقاً ودقيقاً لعدد التلاميذ قبل ولوجهم التعليم الابتدائي، وهو ما ساهم في بلوغ نسبة تعميم وصلت إلى 80 في المائة على المستوى الوطني.
وأعلن الوزير أن الوزارة ستطلق دراسة بشراكة مع جامعة محمد السادس من أجل تقييم أثر التعليم الأولي على الأطفال، جمعية بجمعية، مما سيمكن من ضبط جودة التعليم ووضع خريطة دقيقة بنسب التعميم حسب كل جماعة ترابية، لافتاً إلى أن بعض الجماعات وصلت إلى 90 في المائة، بينما لم تتجاوز أخرى 60 في المائة، مع هدف تعميم التعليم الأولي بشكل كامل في أفق سنة 2028.
وفي ما يتعلق بالاستدامة، أوضح برادة أن الوزارة تعتزم مراجعة الشراكات المبرمة مع الجمعيات لضمان استمرارية التعليم الأولي وتجويد خدماته، مبرزاً أن نموذج الشراكة المغربي أصبح مرجعاً قارياً، حيث أبدت وفود من مصر والعراق اهتماماً خاصاً به.
كما أشار إلى أن عدد المربيات بلغ 60 ألف مربية خضعن لتكوين يمتد لـ950 ساعة، مبرزا أنهن حققن نتائج إيجابية بفضل سنوات من الخبرة، مشدداً على أنهن تم إدماجهن داخل مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية، مع توقيع عقود عمل غير محددة المدة (CDI)، مؤكداً أن الوزارة تعمل حالياً على إيجاد حلول لتحسين وضعهن المادي.