بين الإعلام التقليدي والرقمي وثورة الذكاء الصناعي وسطوة السياسة ورأس المالنقاشات ذات طابع عالمي تثيرها أعمال اليوم الثاني لملتقى “مستقبل الإعلام والاتصال”
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
صراحة نيوز- أثارت جلسات اليوم الثاني لملتقى مستقبل الإعلام والاتصال الذي ينظمه مركز حماية وحرية الصحفيين في فندق الرويال عمان جدلاً واسعاً في محاورها وخلواتها الجانبية لقضايا تشهد اهتماما عالمياً فيما يتعلق بالإعلام والذكاء الصناعي وسطوة السياسة والوصول إلى المعلومات.
ناقشت أولى جلسات اليوم الإثنين مسألة الإعلاميين المحترفين والمؤثرين على السوشيال ميديا بين تبادل الأدوار والصراع على الجمهور، حيث اجتمعت آراء المتحدثين في الجلسة على سطوة السوشيال ميديا أمام الإعلام التقليدي، أشار خلالها مدير الأخبار لقناة رؤيا سعد حتر إلى تراجع كبير للإعلام التقليدي وهيمنة وسطوة كبيرة للإعلام الرقمي مما أوجد المواطن الرقمي، لافتاً أن الحكومات المتعاقبة التي سنت قوانين قيدت الحريات بحجة اغتيال الشخصية أدت بالنتيجة إلى الإجهاز على الإعلام التقليدي، وأن هذه القوانين كانت حجة لتهديم الإعلام التقليدي وبالتالي هذا الإعلام لم يعد مؤثراً.
أضاف حتر “نحن بحاجة إلى جيل جديد من الإعلاميين الرقميين الذين يستطيعون مواكبة موجة الذكاء الصناعي، وعلى الجيل الجديد تعلم الأدوات التقليدية بأدوات مختلفة”، لافتا إلى أن قطاع الإعلام التقليدي خسر كثيرا بموجة السوشيال ميديا وسيخسر أكثر.
المخرج والمذيع الأردني أحمد السرور عبر عن اعتقاده أن صاحب المحتوى السريع والمتكرر يكون لديه متابعين كثر مما يدعو المعلنين للجوء إليه، مشيراً أن الإعلام أصبح في منطقة معومة بين الحصول على الدخل المادي وبين المهنية.
وأشارت الناشطة على منصات التواصل الاجتماعي زينة حمارنة إلى وجود مزاحمة لدى الجمهور لصناع المحتوى، وأن الكثير من الصحفيين في العالم أصبحوا يفضلون إيصال معلوماتهم عبر السوشيال ميديا.
ووجد مدير السوشيال ميديا في قناة K 24 هاذان سعيد أن المؤثرين لديهم رد عاطفي في حين أن الصحفي المحترف ليس لديه مثل هذه العاطفة، داعياً المؤسسات والمنظمات إلى شرح خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي للجيل القديم حيث أن الجيل الجديد لديه معرفة تامة بهذه الخوارزميات ومطلع عليها.
التوظيف السياسي وصناعة اتجاهات الرأي العام
وقال المدير التنفيذي والمؤسس لشركة مكانة 360 عبد الرحمن الحسامي في جلسة تحت عنوان “الاتصال في العصر الرقمي .. التوظيف السياسي .. وصناعة اتجاهات الرأي العام” ان مواقع التواصل الإجتماعي ساهمت بشكل كبير بالتأثير في الرأي العام.
وأضاف أن الحكومات والمسؤولون يستفيدون ويستثمرون مواقع التواصل في إيصال المحتوى الذي يريدونه للرأي العام، لافتا إلى ان هؤلاء جميعا يقومون بتجميع ما يتم نشره من محتوى وحوارات على منصات التواصل، ومن ثم تحليلها بشكل دقيق، ومن ثم الخروج بتوصيات لصاحب القرار وصانع السياسات الإعلامية، حيث وبناء على هذه التحليلات يتم بناء الأجندات السياسية .
وأكد على ضرورة الإهتمام بالتركيز على توجيه المحتوى، لكل فئة مستهدفة، وان لا يكون المحتوى موجها للجميع بشكل عام .
الحسامي أشار إلى انه تم تجميع وتحليل 300 مليون حوار ومحتوى في الأردن خلال الـ 9 أشهر الماضية، لافتا إلى انه يوجد تقييدات ومحددات، وأن نسبة تقييد النشر تصل لنحو 10%.
نهاية الصحافة المكتوبة أم مقدمات لبدايات جديدة بأشكال مبتكرة؟!
وقدم رئيس تحرير الغد الزميل مكرم الطراونة في جلسة بعنوان “الصحافة المكتوبة انتهت أم هي مقدمات لبدايات جديدة” رؤية مشروطة لاستدراك خطر اندثار الصحافة المكتوبة، ووصفة للمسؤوليات المطلوبة من الدولة الأردنية ووسائل الاعلام والصحفيين للخروج من عنق الاندثار.
وقال الطراونة إن التحديات عديدة لكن ابرزها “التحدي المالي والمتمثل في أن الاعلان انحصر حاليا في الاعلان الحكومي والقضائي،فإذا انتهى هذا الاعلان انتهت الصحف، ما يستوجب البحث عن موارد مالية جديدة”.
وحول مسؤولية وسائل الاعلام والصحفيين، شدد الطراونة على ضرورة أن “تكون بدأت في إعادة النظر في محتواها والابتعاد عن التغطية الخبرية والذها نحو التعمق في المحتوى الذي يفسر ويحلل ويشرح ماوراء الاحداث، وهذا لا تقدمه ولا تفكر به المنصات التفاعلية”.
في موازة ذلك، لم يغفل الطراونة الاشارة إلى البيئة السياسية والتشريعية على وتأثيرها على المحتوى الاعلامي “فتدفق المعلومات يعاني من تراجع في ظل تشريعات مقيدة لكن يمكن الحركة فيها لكن تبقى مؤثرة سلبا على الاعلام، فضلا عن هوس يسيطر على المسؤول الحكومي في النشر على المواقع الاخبارية، وجميعها أسباب تؤثر على سقف الحرية”.
تأمين المعلومات الصحيحة لن يسمح بنشر الاخبار الكاذبة
وأكد أسعد ذبيان المدير التنفيذي لمبادرة غربال / لبنان في جلسة بعنوان “الإفصاح عن المعلومات في مواجهة الأخبار الكاذبة” على انه لو قامت الحكومات بتأمين المعلومات الصحيحة بشكل كامل، فلن يكون هناك فراغا يسمح بنشر الاخبار الكاذبة.
وتحدث معن البياري رئيس قسم الرأي في العربي الجديد قائلا أن الأخبار الكاذبة شأن اشخاص يعملون في الاعلام، مشيرا إلى ان واحدة من جوائز نوبل تم منحها لشخصية تعمل في مواجهة الاخبار الكاذبة وهذا يعني ان الاخبار الكاذبة تؤثر على السلام والاستقرار فأصبح الكذب سلوكا .
النوباني: قصتي تجربة يرويها نجوم الإعلام والفن ومنصات التواصل الإجتماعي
وفي جلسة خاصة لإحدى التجارب العملية مع السوشيال ميديا عبر الفنان الأردني زهير النوباني عن خشيته من تراجع منظومة الأخلاق وما يستقطب الجمهور من مواضيع غرائزية، لافتا إلى ان أجهزة الإعلام العربية مسؤولة عن مراقبة المحتوى.
قيادات إعلامية متشائمة لمستقبل الإعلام التقليدي
وفي الجلسة الختامية لأعمال اليوم الثاني من الملتقى ناقش قادة إعلاميون من الأردن وفلسطين وسلطنة عمان وإقليم كردستان العراق مسألة الإعلام ومساحات الفضاء العام ومقارباتها بين الشرق والغرب، تحدث خلالها من الأردن وزير الدولة الأسبق لشؤون الإعلام صخر دودين قائلا أن سبب المتغيرات والمقاربات بين الشرق والغرب يعود إلى التباين والتفاوت في الوضع الاجتماعي والديني بيننا وبين الغرب واختلاف المعرفة المتوفرة في الجانب الإعلامي .
وأضاف “لا يمكننا محاسبة الإعلامي والصحفي دون الوصول للمعلومة الصحيحة، فالغرب لديه حرية التعبير، لأن الحرية حق من الحقوق، ولا يمكننا أن نقارن بين الشرق والغرب بموضوع حرية التعبير، لأن لدينا تقييدا بهوامش الحرية بسبب الرقابة الذاتية”.
من جهتها أشارت مسؤولة التدريب وضبط الجودة في جامعة بير زيت في فلسطين نِبال الثوابتة إلى وجود مجموعة فضائيات ووكالات أنباء ومؤثرين في الأراضي الفلسطينية في الوقت الذي تتحكم فيه السلطات الإسرائيلية بمصدر الإنترنت الوحيد في فلسطين ويتحكم بمنظومته، مضيفة أن الإحتلال يمتلك وحدة عسكرية تسمى (8200) لمراقبة الصحفيين والمؤثرين والفضائيات، وتقوم بتحليل كل ما يتم بثه أو كتابته ونشره .
وأكدت الثوابته على وجود 65 ألف محتوى تحريضي ضد فلسطين والفلسطينيين، وأن ما يحدث في فلسطين، هو إبادة رقمية وليس تعتيم إعلامي .
وفي معرض إجابته عن سؤال حول هل نحن ذاهبون أو مقبلون على انتهاء الصحافة المهنية، أجاب نقيب الصحفيين في كردستان العراق آزاد الشيخ يونس بالقول أن “انتهاء الصحافة تعني انتهاء المسؤولية الوطنية والسلم المجتمعي، وانتهاء المسؤولية الأخلاقية”، مشيراً إلى بوادر لانتهاء الصحافة المهنية منها عدم تنظيم السوشيال ميديا.
من جانبه لفت نقيب الصحفيين في سلطنة عُمان محمد العريمي إلى وجود أزمة عدم ثقة بين النقابات في العالم العربي وبين الغرب .
وأضاف العريني أن ما نسمعه عن ديمقراطية الغرب كلام غير لائق، وأقرب حادثة دولية على ذلك ما حصل بين روسيا وأوكرانيا، حيث لم ينقل الأعلام ما يحدث بطريقة صحيحة حسب قوله .
يذكر أن أعمال الملتقى الذي ينظمه مركز حماية وحرية الصحفيين تتوزع فعالياته على ثلاثة أيام ويشارك فيه عدد من المشاركين والمتحدثين العرب والأجانب.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة الإعلام التقلیدی الاخبار الکاذبة السوشیال میدیا الصحفیین فی لافتا إلى فی جلسة إلى ان
إقرأ أيضاً:
إطلاق خطة المحتوى المحلي في القطاع الصناعي "تصنيع".. و3 برامج تتضمن 31 مبادرة للارتقاء بالمنظومة
◄ 70 % ارتفاعًا بمدخلات الإنتاج الوطنية في القطاع الصناعي
◄ 4.3 مليارات ريال قيمة الصادرات السلعية غير النفطية بنهاية أغسطس
◄ إطلاق "تعمير" لدعم استخدام المنتج العُماني في قطاع الإنشاءات
◄ تدشين "إتقان" لتأهيل الشباب العُماني وتزويدهم بمهارات سوق العمل
◄ توقيع عدد من الاتفاقيات مع مجموعة من المطورين العقاريين
الرؤية- سارة العبرية
أطلقت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، الأحد، خطة المحتوى المحلي في القطاع الصناعي "تصنيع"، تحت رعاية معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد، وبحضور معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ومعالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان، وبمشاركة عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين بالقطاعين العام والخاص.
وتهدف الخطة إلى تعزيز الاعتماد على المنتجات المحلية، وزيادة نسبة المُكوِّن المحلي في الصناعات الوطنية، ودعم الشركات العُمانية الصغيرة والمتوسطة، ورفع كفاءة سلاسل التوريد المحلية. وتسعى الخطة كذلك إلى تعزيز تنافسية القطاع الصناعي العُماني، وتشجيع الاستثمار في الصناعات التحويلية ذات القيمة المحلية المضافة، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة في رؤية "عُمان 2040" الرامية إلى التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الواردات.
الموارد المحلية
وقال سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة -خلال كلمته في الاحتفال-، "تعمل خطة المحتوى المحلي في القطاع الصناعي على تعزيز الاستفادة من الموارد المحلية ودعم الصناعات الوطنية، بما يسهم في ترسيخ دور القطاع الصناعي كمحرك أساسي لتحقيق التنمية الشاملة". وأضاف سعادته أن خطة المحتوى المحلي تسعى لتحقيق عدة أهداف؛ منها: زيادة القيمة المحلية المضافة في القطاع الصناعي، والتركيز على تعزيز فرص التوظيف وتطوير المهارات الوطنية، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من النمو والتوسع. وتابع أن الوزراة تطمح من خلال هذه الخطة إلى خلق بيئة مشجعة على الابتكار، بحيث تتمكن الكوادر العُمانية من أداء دور قيادي في تطوير منتجات وخدمات صناعية تنافسية على المستوى العالمي، علاوة على تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهةٍ مُفضَّلة للاستثمار المحلي والدولي؛ بما يدعم بناء اقتصاد قوي ومستدام للأجيال القادمة. وأكد مسن أن ارتفاع مدخلات الإنتاج الوطنية في القطاع الصناعي إلى 70%، يعكسُ الاهتمام الحكومي بتعزيز عناصر المحتوى المحلي؛ حيث ساعدت جهود الوزارة وبقية الجهات الحكومية والقطاع الخاص على رفع مساهمة عناصر المحتوى المحلي في القطاع الصناعي.
3 برامج رئيسية للخطة
وتتضمن خطة "تصنيع" 3 برامج رئيسة، تتمثل في: برنامج تعزيز عناصر المحتوى المحلي في القطاع الصناعي، مع 11 مبادرة رئيسية تهتم بالاستفادة من الموارد الوطنية العُمانية والذي يعمل على تطبيق القيمة المحلية المضافة على منشآت القطاع الصناعي؛ بهدف تعزيز عناصر المحتوى المحلي بالشراكة مع الجهات المعنية، ويسعى إلى غرس ثقافة المحتوى المحلي لدى الصناعيين والمنشآت الصناعية وصولًا إلى الاستفادة من مشتريات القطاع كأداة من أدوات تعزيز عناصر المحتوى المحلي.
أما البرنامج الثاني، فهو "برنامج تمكين المصنعين والموردين" ويحتوي على 9 مبادرات رئيسية. ويعد البرنامج نافذة مهمة لإيجاد الممكنات اللازمة لتحفيز القطاع الصناعي على النمو من خلال توفير الحوافز اللازمة، ويعمل البرنامج على توفير الحوافز والممكنات مثل التمويل والتدريب والتوظيف للقطاع بهدف تعزيز عناصر المحتوى المحلي وزيادة الاستثمار في القطاع، كما يقوم البرنامج على إيجاد منهجية لتطبيق "الحوافز الذكية" للدفع باتجاه تعزيز عناصر المحتوى المحلي.
وثالث البرامج هو "برنامج تمكين المنتج العُماني" والذي يتضمن 11 مبادرة رئيسية لتعزيز مكانة المنتج الوطني في الأسواق والمشتريات. ويعمل البرنامج على إيجاد المبادرات والسياسات والتشريعات اللازمة لتمكين المنتج العُماني في السوق المحلي ومشتريات القطاع الصناعي والمشتريات الحكومية والخاصة، وسيركز البرنامج بشكل أساسي على تمكين المنتج الوطني في قطاع البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية بالإضافة إلى منح الأفضلية للمنتج الوطني في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتتضمن هذه البرامج مجموعة من المبادرات الهادفة إلى دعم الصناعات المحلية وتعزيز قدراتها التنافسية على المستويين المحلي والدولي.
"صنع في عُمان"
وشهد الحفل إطلاق حملة "صنع في عُمان" للترويج للمنتجات العُمانية وتحفيز المستهلكين على شراء هذه المنتجات، ومن أجل تعزيز الاقتصاد المحلي وتحفيز الصناعات الوطنية. وتُركِّز الحملة على تسليط الضوء على جودة وابتكار المنتجات العُمانية، إضافة إلى دورها في تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم الاقتصاد الوطني.
وأوضح مسن أن الوزارة تسعى من خلال هذه الحملة إلى إيجاد حركة وطنية تُعزِّز من روح الفخر بالمنتجات العُمانية وتساهم في بناء مجتمع يعي أهمية دعم الاقتصاد الوطني، مؤكدًا أهمية الوحدة والتعاون بين جميع الأطراف المعنية من القطاعين العام والخاص لتعزيز هذا الجهد الوطني.
كما أطلقت الوزارة برنامج "تعمير" للمشروعات الكبرى بالتعاون مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، والذي يهدف إلى تعزيز المنتجات الوطنية في المشاريع الكبرى، ومنها مشروع مدينة السلطان هيثم وغيرها من المشاريع الاستراتيجية. ويعد البرنامج جزءًا من الجهود المستمرة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، ويدعم رؤية "عُمان 2040" لتحقيق أهداف "الاستراتيجية الصناعية". وسيركز برنامج "تعمير" على دعم استخدام المنتجات المحلية في المشاريع الإنشائية، مثل الحديد، الأسمنت، والمواد الأساسية الأخرى، مما يساهم في زيادة الطلب على هذه المنتجات الوطنية في المشروعات الكبرى.
وجرى خلال أطلاق البرنامج توقيع اتفاقيات مع عدد من المطورين العقاريين الرئيسيين لضمان التزامهم بتفضيل المواد الإنشائية العُمانية في جميع مراحل البناء، لتلبية الطلب المحلي المتزايد بمنتجات عُمانية، مما يسهم في تعزيز الإنفاق المحلي داخل الأسواق العُمانية وتحفيز الاقتصاد الوطني والمساهمة في تطوير القدرات الإنتاجية للصناعات المحلية، وخلق فرص عمل جديدة، مما يدعم جهود سلطنة عُمان لتطوير وتنمية القطاع الصناعي، وسيعمل البرنامج على قياس نسب الإنجاز للمستهدفات من خلال مجموعة من المؤشرات الأساسية لضمان تحقيق الأهداف المحددة.
برنامج "إتقان"
وأطلقت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار برنامج "إتقان" لتأهيل الشباب العُماني وتزويدهم بالمهارات والذي يعتبر كجزء من أهداف الاستراتيجية الصناعية 2040، التي تسعى إلى تطوير الكوادر العُمانية وتأهيلها لقيادة القطاع الصناعي وتعزيز دورها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
ويعمل البرنامج على توفير فرص تدريب عملي للشباب العُماني في منشآت القطاع الصناعي بالتعاون مع مؤسسات التعليم العالي والمصانع العُمانية، وذلك لتأهيلهم وفقًا لأحدث المعايير ومتطلبات سوق العمل وسيساهم هذا البرنامج في تعزيز قدرات الشباب العُماني ورفع جاهزيتهم للعمل في القطاع الصناعي، مما يساهم في تحقيق مستهدفات التوطين وزيادة المحتوى المحلي في القطاع الصناعي.
وفي إطار الجهود المستمرة لتعزيز المحتوى المحلي وزيادة التوطين في القطاع الصناعي سيتضمن البرنامج ثلاثة مسارات مختلفة: 1) الباحثين عن عمل، وهو مسار مخصص لتأهيل الباحثين عن عمل وتزويدهم بالمهارات اللازمة للعمل في القطاع الصناعي، الذي يعتبر من القطاعات الحيوية للاقتصاد الوطني. يتضمن هذا المسار برامج تدريبية متنوعة تغطي الجوانب الفنية والإدارية، بالإضافة إلى برامج تدريبية متقدمة بالتعاون مع شركات القطاع الصناعي وسيسهم هذا المسار في تعزيز فرص التوظيف، ورفع جودة كوادر الشباب العُماني. 2) ترقية العاملين في القطاع الصناعي، وهو مسار لدعم وتطوير المهارات للعاملين في القطاع الصناعي. يهدف إلى تحسين الإنتاجية وتوسيع المعارف والمهارات التخصصية للعاملين، مما يساعدهم على تحقيق تطور مهني، وترقية في مناصبهم الوظيفية. 3) تدريب طلاب التعليم العالي، ويهدف هذا المسار إلى تمكين الطلاب من اكتساب المهارات العملية والخبرة الميدانية التي تؤهلهم للاندماج في سوق العمل الصناعي، مما يسهم في بناء كوادر وطنية قادرة على النهوض بالقطاع الصناعي. يأتي هذا المسار بالشراكة مع مجموعة من المنشآت الصناعية، ويمنح الطلاب الفرصة للتعرف على بيئة العمل الصناعية والتفاعل مع التحديات التي تواجهها الصناعة العُمانية.
ويسعى البرنامج إلى دعم توجهات الاستراتيجية الصناعية 2040 عبر تجهيز الكوادر العُمانية بالمعارف والمهارات الضرورية لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مساهمتهم في القطاع الصناعي.
وأطلقت شركة صناعة الكابلات العُمانية برنامجها لتطبيق القيمة المحلية المضافة، ووقعت الوزارة مع شركة صناعة الكابلات العُمانية اتفاقية تقوم بموجبها الشركة على دراسة تبني تقنيات توليد الطاقة النظيفة من خلال الألواح الشمسية.
وقدم مصطفى بن سليمان الشعيلي باحث اقتصادي بالبرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي عرضًا مرئيًا عن "التجمع الاقتصادي المتكامل لصناعات الألومنيوم" في صحار والذي يُعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي المنصوص عليها في رؤية "عُمان 2040"، ويُعد نموذجًا متكاملًا يتماشى مع توجهات الاستراتيجية الصناعية 2040. ويهدف هذا التجمع إلى تعزيز القيمة المحلية المضافة ورفع مستوى المحتوى المحلي؛ مما يسهم في تحقيق النمو المستدام وزيادة كفاءة سلسلة التوريد.
جلسات نقاشية
وتضمن الحفل تنظيم جلسة نقاشية، اشتملت على عدد من أوراق العمل ناقشت العديد من المواضيع التي تساهم في إيجاد الفرص والممكنات للمحتوى المحلي في المشاريع الحكومية، مع تركيز على التجارب الناجحة للجهات الحكومية المطبقة لعناصر المحتوى المحلي.
وقدم مازن بن حميد السيابي مدير عام الصناعة المساعد بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار عرضًا مرئيًا عن سياسات المحتوى المحلي في الاستراتيجية الصناعية 2040، تطرق من خلالها إلى المشتريات العامة التي تعزز الاقتصاد الوطني، عبر توجيه الإنفاق الحكومي لدعم الشركات المحلية، خاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما يزيد المحتوى المحلي ويعزز القدرات الوطنية.
وقدم الدكتور هلال بن حمود الصواعي ورقة عمل حول الاستفادة من تجربة قطاع النفط والغاز في تعزيز عناصر المحتوى المحلي بالقطاع الصناعي. وتضمنت الورقة عددًا من المحاور؛ منها إدراج متطلبات المحتوى المحلي في المشاريع عالية القيمة منها المشاريع الكبيرة، ومبادرة زيادة مشتريات الشركات من السلع المحلية، مع استعراض برنامج قمم من جهاز الاستثمار العُماني في أهمية تحفيز الاستثمارات في الصناعة المحلية ودعم الشراكات الاستراتيجية.
واستعرض مهند عبد الأمير اللواتي الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة الكابلات العُمانية، المحتوى المحلي والاستدامة الصناعية؛ حيث أبرز جهود الشركة لتعزيز المحتوى المحلي وتطوير منتجات مبتكرة وحلول متكاملة من خلال 25 مركز أبحاث وتطوير تابع لمجموعة بريسميان حول العالم.
من جهته، أبرز الدكتور يوسف بن محمد البلوشي- في عرض مرئي- آليات تعزيز سياسات المحتوى والقيمة المحلية المضافة، ودور الحكومة والقطاع الخاص في هذا الجانب، مشيرا إلى أهمية زيادة مساهمة القطاع الخاص في القطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة المحلية العالية، واستكمال سلاسل القيمة والإنتاج والتوريد، والتركيز على توفير فرص عمل لائقة ومنتجة للشباب العُماني، خاصة في مجال ريادة الأعمال. وأوضح البلوشي أن دراسة هيكل المؤسسات والتركيز على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يمثل أساسًا مُهمًا لفهم المنطلقات الاستراتيجية لتعزيز المحتوى المحلي، من خلال دراسة ما تُتيحه بيئتها وتركيبتها وأنشطتها من إمكانيات، وما يحتاج إليه واقعها من تحسين وتطوير وخدمات، إضافة إلى واقع التعمين في هذه المؤسسات، ومُمكِّنات تعزيز نسب التعمين فيها.