سكان درنة يطالبون بمحاسبة المسؤولين بعد الفيضانات المدمّرة
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
نظّم سكان درنة في شرق ليبيا الإثنين تظاهرة احتجاجية مطالبين بمحاسبة السلطات بعد فيضانات مدمّرة أوقعت آلاف القتلى في المدينة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وتجمّع مئات من السكان أمام المسجد الكبير في المدينة هاتفين شعارات مناهضة لسلطات الشرق الليبي التي يجسّدها البرلمان ورئيسه عقيلة صالح.
وهتف متظاهرون “الشعب يريد إسقاط البرلمان” و”لا إله إلا الله عقيلة عدو الله” و”دم الشهداء ما يمشيش هباء” و”اللي يسرق واللي خان يشنق في الميدان”.
في بيان باسم “سكان درنة” تلي خلال التظاهرة، دعا المتظاهرون “النائب العام في دولة ليبيا بالإسراع بنتائج التحقيق في الكارثة التي حلت بمدينة درنة، واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية كافة ضد كل من له يد في إهمال أو سرقات أدت إلى هذه الكارثة دون التستر على أي مجرم”.
كذلك طالبوا “مكتب الدعم في ليبيا التابع لهيئة الأمم المتحدة بفتح مكتب له بمدينة درنة وبشكل عاجل”، وبـ”البدء الفعلي والعاجل بعملية إعادة إعمار مدينة درنة وتعويض المتضررين”.
إلى ذلك طالب البيان بـ”حل مجلس وحكماء مدينة درنة وإعادة تشكيله من داخل المدينة” وبـ”التحقيق في الميزانيات السابقة التي خصصت للمدينة”.
وعلّق المحلّل الليبي أنس القماطي على صور التظاهرة على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، كاتبا بالانكليزية “الناجون في المدينة، في ما تبقى من المدينة، ضد أولئك الذين جلبوا الموت والدمار للمدينة”.
خطر الأمراضبحسب سياسيين ومحللين، أُسقطت صيانة البنى التحتية الحيوية في ليبيا على غرار سدي درنة اللذين انهارا من جراء الفيضاناتK من أولويات السلطات بسبب الفوضى العارمة السائدة في البلاد.
في المدينة البالغ عدد سكانها 100 ألف نسمة والمطلة على البحر الأبيض المتوسط في شرق البلاد، تسبّبت الفيضانات الناجمة عن انهيار سدين تحت ضغط الأمطار الغزيرة التي حملتها العاصفة دانيال في 10 أيلول/سبتمبر، في وفاة ما يقرب من 3300 شخص وفقا لآخر حصيلة رسمية موقتة وخلفت مشهدًا يذكّر بساحة حرب طاحنة.
وليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس على السلطة فيها حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرًا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.
في العام 2018 سيطرت قوات حفتر على درنة التي كانت معقلا لإسلاميين متشددين وكانت المدينة الوحيدة خارج سيطرتها في شرق ليبيا. لكن سلطات الشرق تعتبر درنة معقلا معارضا منذ حقبة القذافي.
وتأتي التظاهرة في حين يواصل عناصر الإغاثة البحث عن آلاف المفقودين الذين يعتقد أنهم باتوا في عداد الأموات من جراء الفيضانات.
الإثنين أعلنت الأممم المتحدة ان وكالاتها وخصوصا منظمة الصحة العالمية تحاول “منع انتشار الأمراض وتجنب أزمة مدمرة ثانية في المنطقة”.
وقال المركز الليبي لمكافحة الأمراض في رسالة وجهها إلى السكان، “حرصا على سلامتكم، يمنع استخدام أو شرب المياه من الشبكة المحلية، لأنها ملوثة بمياه الفيضانات”.***
منصة لتسجيل المفقودينوتوقّعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ومسؤولون ليبيون ارتفاع حصيلة القتلى. وقال الهلال الأحمر الليبي إنه أنشأ منصة لتسجيل المفقودين، داعيا السكان إلى تقديم معلومات عمن فُقد أثرهم.
وفي المدينة، شوهدت الإثنين جرافات وعمال يحاولون إزالة الوحول من باحة مسجد وسط رائحة كريهة، وفق ما أفادت مراسلة في وكالة فرانس برس.
في الجانب الآخر، جثت امرأة مسنة تصلي من أجل أبنائها وأحفادها الذين لقوا حتفهم في الكارثة.
وفي ميناء درنة، كان فريقا الإغاثة الليبي والإماراتي ينسّقان جهودهما من أجل انتشال جثث من البحر، وفق صحافية من وكالة فرانس برس في المكان.
في الوقت نفسه، تعمل فرق غوص تركية وروسية على محاولة العثور على جثث في أماكن مختلفة من الميناء حيث صبّت السيول الجارفة مع كل ما حملته في طريقها.
بعد انهيار السدين ليل الأحد الاثنين 11 أيلول/سبتمبر، جرفت المياه التي ارتفعت أمتارًا عدة، أجزاء من المدينة الساحلية في ما وصفه البعض بأنه “تسونامي”. ويتم يوميًا انتشال عشرات الجثث المطمورة تحت أنقاض الأحياء المدمرة أو التي جرفها البحر ودفنها في مشهد مروع.
وذكرت وسائل إعلام مصرية رسمية أن حاملة طائرات هليكوبتر مصرية ستكون بمثابة مستشفى ميداني وصلت الأحد إلى شرق ليبيا وعلى متنها فرق إغاثة وإنقاذ.
والاثنين، أعلنت فرنسا التي نشرت مستشفى ميدانيا وأرسلت عمال إنقاذ إلى درنة، أنها ستخصص أيضا “4 ملايين يورو للأمم المتحدة للمساعدات الطارئة وإعادة الإعمار في ليبيا”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي من جهته صرف 5,2 ملايين يورو للمساعدات الإنسانية في ليبيا.
المصدر أ ف ب الوسومفيضانات ليبياالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: فيضانات ليبيا فی المدینة فی لیبیا فی شرق
إقرأ أيضاً:
المبعوثة الأممية الجديدة: أتعهد بالعمل لتحقيق الاستقرار في ليبيا
أعربت وزيرة خارجية غانا السابقة، هانا سيروا تيتيه، عن امتنانها للثقة التي أولاها إياها الأمين العام للأمم المتحدة بتعيينها رئيسة للبعثة الأممية إلى ليبيا، متعهدة بالعمل مع جميع الجهات المعنية والشركاء الرئيسيين في ليبيا، بالإضافة إلى زملائها في البعثة والإدارات والوكالات التابعة للأمم المتحدة.
جاء ذلك في منشور نشرته تيتيه عبر حسابها الرسمي على منصة “فيسبوك” حيث أكدت أنها ستعمل بأقصى ما لديها من قدرات لإنجاز هذه المسؤولية الصعبة، معربة عن تطلعها للتعاون مع الجميع لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وأشارت تيتيه إلى أهمية العمل المشترك مع كافة الأطراف الليبية “لتحقيق الأهداف المنشودة”.
وأعلن غوتيرش الجمعة الماضية تسمية تيتيه رئيسة للبعثة الأممية إلى ليبيا، وقد لاقى هذا الإعلان ترحيبا من جانب المجتمع الدولي والليبيين الذين يأملون في تحقيق سلام دائم، وقد أبرز المحللون قدرتها على التعامل مع المشهد السياسي المعقد وبناء الإجماع باعتبارهما من الأصول الرئيسية في دورها الجديد، بحسب “نيوز غانا”.
وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة الغاني كوفي عنان، “إن سجل هانا تيتيه يتحدث عن نفسه، وتعيينها هو شهادة على ثقة الأمم المتحدة في قدرتها على دفع تقدم حقيقي في ليبيا؛ ومع ذلك، فإن الطريق أمامها محفوف بالتحديات، وسوف يعتمد نجاحها على تعاون أصحاب المصلحة الليبيين والمجتمع الدولي” وفقا لـ “نيوز غانا”.
المصدر: حساب تيتيه على فيسبوك
المبعوثة الأمميةهانا تيتيه Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0