لجريدة عمان:
2024-12-27@21:54:34 GMT

حي بلا خدمات في صحلنوت

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

يجد الكاتب نفسه أحيانا منساقا إلى تبني ما يعتقده الرأي العام، خاصة في القضايا التي تهم شرائح المجتمع أو تتعلق بمحيطه البيئي، ولأننا نعول دائما على معقولية الطرح لمواكبة الخطط والبرامج الحكومية المنبثقة من رؤية عمان 2040، أو المشاريع المُدرجة ضمن الاستراتيجيات الوطنية المتعلقة بالإنسان والعمران، نجد أنفسنا معنيين بالكتابة عن أنسنة المدن.

هذا الموضوع الذي هلّلنا له كثيرا حينما تبنته عدة جهات حكومية معنية بتطوير الأحياء والمدن المستقبلية في الحواضر العُمانية. والترحيب بفكرة الأنسنة مرده الأول والأخير الرغبة في تحقيق الطموحات على أرض الواقع والتناغم مع البرامج والخطط الدولية الرامية إلى مواجهة التغير المناخي واستدامة البيئة الخضراء والتقليل من الانبعاثات الحرارية، وهذه كلها تتحقق في مشروع واحد يعيد التوازن البيئي، ألا وهو إقامة أحزمة خضراء في المدن والاهتمام بالغطاء النباتي.

ضمن هذا الإطار نجد كثيرا من أحياء مدينة صلالة الحديثة تفتقر إلى الحدائق والمتنزهات، وإذا وجدت في الخرائط والبيانات الرقمية فهي أراضٍ فضاء لا أشجار فيها ولا زرع، فمثلا منطقة صحلنوت بكافة مخططاتها لا توجد فيها حدائق ولا متنزهات على الرغم من الامتداد العُمراني المتسارع، وعلى الرغم كذلك من وجود ساقية عين صحلنوت التي تخترق الأحياء السكنية في اتجاه مزارع شركة أعلاف ظفار، وقد كان بالإمكان الاستفادة من الساقية في استزراع حزام من الأشجار والنباتات العمانية المقدرة بحوالي 1200 نوع يتركز حوالي 80% منها في محافظة ظفار، علما أن 78 نوعا من هذه النباتات العُمانية لا توجد في مكان آخر في العالم، يضاف إلى هذه الميزة أن الأشجار المحلية قليلة استهلاك للمياه، ثم إن أمطار الخريف تغذيها لعدة أشهر ممثلة مخزونا جوفيا لها.

كنا ننتظر مشروعا مستداما في صلالة تنفذه بلدية ظفار بدلا من الفعاليات «الومضية» التي تُصرف عليها آلاف الريالات ولا يبقى لها أثر فور انتهائها، ولا يُقلل هذا من الجهود المبذولة من قبل البلدية في العديد من المشاريع التي لا تخطئها العين، ولكن من الأهمية بمكان وجود الحدائق والمسطحات الخضراء في المدن والأحياء السكنية، فهي تقلل من الصخب والضوضاء وكذلك تقلل من ارتفاع درجات الحرارة.

إذا غضضنا النظر عن الحدائق والمتنزهات فإنّا لا ننسى الشوارع الداخلية غير المسفلتة والإضاءة غير المتوفرة في بعض الأحياء الجديدة في مدينة صلالة وبالتحديد في صحلنوت. هنا أريد أن أتحدث عن مثال مرتبط بمستثمرين خليجيين، فلا أريد له أن يتركوا استثمارهم في مربع (و) في صحلنوت لأسباب تتعلق بقصور الخدمات، فقد اختاروا عمان محبة فيها وفي شعبها وقيادتها، واستقروا منذ عدة سنوات في مدينة صلالة وبنوا فيها، ولكن للأسف لا يزال الطريق إلى بيوتهم ترابيا ويصعب على المركبات الصغيرة الوصول إليها، بالإضافة إلى عدم وجود أعمدة إنارة في ذلك الحي. مؤخرا أسرّ لي أحدهم بأنه يفكر في عرض أملاكه بصلالة للبيع والبحث عن أماكن أخرى في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة، التي بدأت تفعّل برامج استقطاب رؤوس الاموال الخارجية واستقطاب المستثمرين في عدة قطاعات أهمها العقار والصناعات المرتبطة به. فإذا كان وضع المقيم الخليجي بهذا الشعور نتيجة انعدام الخدمات الأساسية في حيّه، فكيف سيكون حال المستثمر الأجنبي الذي يهمه توفر الخدمات والتسهيلات لإقامة مشروعه التجاري؟ وإذا كنا ندرك مدى التنافس الإقليمي على استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية وتوفير مشاريع اقتصادية في سلطنة عمان، فإن تقديم التسهيلات للمواطن العماني وأخيه الخليجي يُعد أولوية في تشجيع الاستثمار وتوطين الاقتصاد.

نأمل أن تصل الخدمات لجميع المربعات في صحلنوت - وإلى غيره من الأحياء بطبيعة الحال- وبقاء جميع المستثمرين في بلدهم الثاني.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

"التعليم" تقدم نظام الدعم الموحد لتحسين جودة الخدمات في مدارس جدة

نظمت الإدارة العامة للتحول الرقمي بوزارة التعليم اليوم لقاء تعريفيا حول نظام الدعم الموحد لخدمات قطاعات التعليم بمشاركة مديري ومديرات المدارس والطاقم الإداري في مدارس جدة.
تضمن اللقاء استعراض خدمات النظام الجديد وآلية استخدامه وتحديد موعد تطبيقه على جميع المدارس ويهدف النظام إلى توحيد طلبات الدعم الفني لكافة القطاعات التعليمية بما يشمل الإدارات ومكاتب التعليم والمدارس ضمن منظومة موحدة برقم دعم واحد يتيح متابعة البلاغات بشكل فعال.
أخبار متعلقة عسير.. إنقاذ طفل مصري من الغرق أثناء ممارسة السباحةبالتفاصيل.. شراكة بين المنتدى السعودي للإعلام وهيئة السياحة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } لقاء تعريفي حول نظام الدعم الموحد لخدمات قطاعات التعليم - اليوم التحول الرقميأكدت المدير العام للتعليم بمحافظة جدة منال بنت مبارك اللهيبي، أن النظام يأتي في إطار جهود وزارة التعليم لتحقيق التحول الرقمي وتوفير خدمات ذات جودة عالية تتماشى مع رؤية المملكة 2030 موضحة أن النظام يسهم في تسريع معالجة الطلبات الفنية ورفع كفاءة الأداء لضمان استمرارية العمل.
وأشارت إلى أن النظام يشمل مرحلتين الأولى تغطي خدمات المباني الأمن والسلامة التقنية والخدمات المشتركة فيما تشمل المرحلة الثانية خدمات البيئة المدرسية مثل تجهيز المدارس المقاصف التغذية المدرسية الاستشارات الطلابية النقل المدرسي ومتابعة المشاكل الصحية والسلوكية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } لقاء تعريفي حول نظام الدعم الموحد لخدمات قطاعات التعليم - اليوم كفاءة تقديم الخدماتكما أكدت أن النظام يربط بين المنسقين في الإدارات المعنية ومدارس العينة لتوفير خدمات مخصصة وفقا للاحتياجات ما يعزز من كفاءة تقديم الخدمات وسهولة الوصول إليها.
اختتم اللقاء بدعوة من المدير العام للتعليم بمحافظة جدة لجميع مديري ومديرات المدارس للاستفادة من نظام الدعم الموحد لتحسين جودة الخدمات والارتقاء بمستوى الأداء ضمن منظومة تعليمية متطورة.

مقالات مشابهة

  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • رياضة شمال سيناء: معالجة التحديات التي تواجه الأسر الأولى بالرعاية
  • غياب المجلس التشريعي نتج عنه هذه المتاهة التي نحن فيها !!..
  • خدمات متميزة ومرافق عالمية لإسعاد زوار «مهرجان ليوا»
  • توفر الوقت والجهد.. الجوازات تدشن 4 خدمات جديدة عبر "أبشر"
  • الأحوال المدنية تدشّن (4) خدمات إلكترونية جديدة في منصة "أبشر"
  • الأحوال المدنية تدشّن (4) خدمات إلكترونية جديدة في منصة “أبشر”
  • مناقشة تحقيق التكامل بين "حماية المستهلك" و"مواصلات"
  • "التعليم" تقدم نظام الدعم الموحد لتحسين جودة الخدمات في مدارس جدة
  • شاهد بالفيديو.. الحسناء المصرية “خلود” تعود لإشعال مواقع التواصل السودانية بترديدها أغنية الفنانة ندى القلعة التي تمجد فيها ضباط الجيش (حبابو القالوا ليهو جنابو)