محمد موافي: أكتبُ لنفسي وقررت ألا أشبه أحدا.. والشخص الذي نصفه بأنه امتداد لفلان أو علان هو كاتب فاشل| حوار
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
وصل الكاتب محمد موافي إلى القائمة القصيرة من جائزة كتارا عن روايته «آيات عاشق» حيث تحدثت لـ صدى البلد عن مشروعه الأدبي، وكذلك رؤيته حول الواقع الأدبي خلال الوقت الراهن، خصوصًا داخل مصر. فكان هذا الحوار.
كيف يمكن أن تقدم للقارئ رواية آيات عاشق؟
"حكايةٌ نقرر كتابتها تُجهدنا، تُشتتنا أو ننجح في سردها على استحياء.
هذا اقتباس من (آيات عاشق) يمكن أن يكون تلخيصًا لرحلتي معها وفيها. حكاية جاءت إلى من بائع أنتيكات قديمة وحين شرعت في كتابتها نسيت نفسي وصرتُ أبطال روايتي، وحين انتهيت شعرتُ أن لدىّ شيئًا ذا قيمة. كتبتها في سبع مسودات حتى وصلتُ للنسخة النهائية، كنت أقف أمام كل كلمة وتفصيلة، لأن حكاية كتلك تستحق العناية والاهتمام بالتفاصيل.
لمن تكتب.. هل تشغلك الجوائز الأدبية وكيف تقيم الجوائز في العالم العربي؟
أكتبُ لنفسي ولا ألتفت لأي شيء، متلفت لا يصل. هذا أولًا.. وثانيًا: ليست كل الجوائز سواء، فهناك أكثر من جائزة في مصر والعالم العربي، بعضها يخضع لاعتبارات لا علاقة لها بجودة العمل. ولكن ما أسعدني في جائزة كتارا للرواية العربية أنها -لو استعرضنا دوراتها السابقة- تنظر للعمل وجودته وتميزه بعيدًا عن تقسيمات السياسة أو الصداقات الشخصية.
لو جاءت جائزة فهذا يسعد الكاتب، لأنه يعني وصول اسمه لشريحة أكبر من القراء، وهذا يمثل القيمة الحقيقية للجائزة وذلك أكبر من قيمتها المادية.
إجابة هذا السؤال نسبية، فلا يمكننا تعميم الأسماء، سواء للجوائز أو الأسماء.. لكن الواقع العربي -مع الأسف- لم يعد منصفًا، وأكبر دليل هو سيد الرواية العربية نجيب محفوظ، كان وجوده حقيقيًا وحاضرًا وقويًا في الثقافة العربية قبل نوبل، لكن الاهتمام الحقيقي والتفات النقاد الأشبه بموجات لا تنتهي حتى اليوم كان بسبب حصوله على نوبل.
القارئ المتذوق يعطي للأستاذ نجيب قدره بغض النظر عن الجائزة. وبالمقابل هناك أسماء سمعنا عنها عند حصولها على جائزة ثم لم تقدم لنا بعدها عملًا واحدًا جيدًا.
الكاتب الذي نصفه بأنه امتداد لفلان أو علان هو كاتب فاشل لم ولن يقدم جديدًا.. أنا هو أنا، استفدت من الجميع ثم قررت ألا أُشبه أحدًا.. وارى أن القيمة الباقية لأي روائي هي تجديده في الرواية.. أن يأتي بجديد، ألا يكرر نفسه.
مصر ولّادة -شاء من يكرهها أو أبى- دومًا مصر تتحدث عن نفسها، وكعادة مصر فيها كل شيء وضده، فهناك أقلام يمكن أن تصل للعالمية، وهناك أقلام تافهة يكتفي أصحابها بالتقاط الصور في الندوات والانتماء للشلة، يستميتون لتصدر الترند ولو بكلام فارغ. وبالنهاية يبقى الزمن هو المانح الأعظم لأعظم الجوائز.
طالما أن الكتابة بخير فالنقد بخير، هناك نقاد رائعون وأسماء أتابعها -وإن لم يكتبوا عني-.. وهناك من يسيئون للنقد والكتابة باتخاذها (سبوبة وعشوة وعزومة غدا). دور نشر محددة تمنح عطايا تافهة لنقاد معروفين للكتابة عن روايات بعينها، ناقد شنطة يدور على أصدقائه يحفزهم للكتابة عن فلان، لأن فلانا عزمه على العشاء واشترى له آيفون.. مجموعة من النقاد والروائيين يمكنهم أن يمارسوا أحط أنواع التصرفات لو اقترب أحد من سبوبة ندواتهم خارج مصر.. الوسط يعرف أن ناقدًا -على سبيل المثال- كان يفتح بيبان لجان التحكيم في جائزة عربية شهيرة ليشحذ منهم أن يصوتوا لكاتب مصري محدود الموهبة ليكون في القائمة الطويلة أو القصيرة.
وهناك نقاد -كما قلت- رائعون وأكثرهم لم يكتب عني، لكني أحترمهم وأحترم مواقفهم وتذوقهم.. وفي النهاية لن يبقى إلا الكاتب المتميز والناقد النزيه المتجرد عن الأهواء
بالعكس، الرواية المصرية تعيش حالة من التطوير والتجديد، هناك أقلام واعدة جدا.. لكن الذى أعطى انطباعًا بتراجع الرواية هو أن الأسماء الكبيرة المنتفخة تراجعت أو ظهرت على حقيقتها وبقيمتها المحدودة، فحكم البعض أن الرواية تراجعت.. يعني حين أجد كاتبًا معروفًا لا شغل له إلا اصطياد شخصيات تاريخية للكتابة عنها وأحيانًا يعيد قص ولزق روايات أخرى مكتوبة عن نفس الشخصية، فهذا فضلًا عن كونه سرقة فقيرة فهو فقر في الخيال.
لم تترشح لجوائز خصوصًا داخل مصر.. هل ترى أن الشللية هي ما تحكم الوسط الثقافي المصري؟
ربما العيب في رواياتي، فدومًا الترشيح يكون وفق مزاج دار النشر وبحسب ذائقة لجنة التحكيم.. هناك شللية، لكن من يقف عند الشللية ويربطها بفشله يستحق أن يبقى فاشلًا.. أنا حصلت على جوائز عظيمة، كل رسالة أو اتصال من قارئ أو قارئة لا أعرفه ولا أعرفها هو جائزة كبيرة وعظيمة.. أن تقرر النشر فتلقى عروضًا بمقابل مادي فهذا جائزة.. أن تقرأ رواية لكاتب أو كاتبة فتفاجئ أنه أو أنها سرق منك قطعة أو جملة أو حوار، ثم تضحك وتبتسم فهذا جائزة.. أن توزع رواياتك آلاف النسخ دون تربيطات أو إعلانات مدفوعة بطريقة غير مباشرة فهذا جائزة.. أن تستمر في الكتابة فهذا هو الجائزة الكبرى التي تفوق كل الجوائز.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كتارا محمد موافي الرواية
إقرأ أيضاً:
كنت هفقد ولادي .. قصة ملهمة لـ متعاف من الإدمان
أوضح أحمد طارق، مسئول الصالة الرياضية بمركز إمبابة لمكافحة وعلاج الإدمان، أن اليوم يبدأ بطابور لياقة بدنية يتبعه تدريبات رياضية، ثم تناول وجبة الإفطار، وبعدها يتم إجراء تدريبات داخل صالة الجيم.
وشارك محمد طارق، أحد المتعافين تجربته، خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبدالمعبود في برنامج "صالة التحرير" على قناة "صدى البلد"، قائلًا: "فقدت الكثير من الأصدقاء بسبب المخدرات، وقررت العلاج لأن لديّ خمسة أبناء، وكنت على وشك فقدانهم وفقدان زوجتي، ولكن الآن عائلتي فخورة بي".
كما تحدث حسن، متعافٍ آخر، قائلًا: "عانيت من الإدمان لمدة 25 سنة، وتوقفت وعدت أكثر من مرة، ولكن منذ دخولي مركز إمبابة، بدأت في التحسن والامتناع النهائي عن المخدرات".
وأضاف محمود، متعافٍ حديثًا: "استمررت في تعاطي المخدرات لمدة 6 سنوات، ثم تعثرت ماديًا بعد زواجي، وقررت بعدها التوجه إلى مركز إمبابة لبدء رحلة العلاج والتعافي النهائي".