مستشار شيخ الأزهر: التمسك بكتاب الله وتطبيق منهجه بالتعليم والتعلم
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
استقبلت الدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب الفوج الأول في برنامج المعسكر الصيفي، الذي نظمه المركز برعاية فضيلة الإمام الأكبر بمدينة البعوث بالعصافرة بمدينة الاسكندرية؛ لتحفيز وتكريم المتميزين من طلاب «مدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده».
خلال لقائها مع طلاب الفوج الأول استعرضت الدكتورة نهلة الصعيدي البرامج التعليمية والخدمات التي يقدمها المركز؛ لتلبية احتياجات الطلاب الوافدين، مؤكدة أن المركز يسعى جاهدا إلى صناعة نموذج قيادي قائم على أساس المعرفة والبحث العلمي والرسالة الإسلامية والقيم الإنسانية.
نسعى من خلال مدرسة الإمام الطيب إلى العناية بكتابة الله
قالت الصعيدي نسعى من خلال مدرسة الإمام الطيب إلى العناية بكتابة الله تعالى، حفظًا وتلاوة وإتقانًا، ونشره في ربوع العالم؛ ترسيخًا للدور الحضاري للأزهر الشريف في المحافظة على الريادة المصرية في حفظ القرآن الكريم ورعاية أهله، واكتشاف المواهب القرآنية وإبراز مالديها من قدرات إبداعية.
أجرت الدكتورة نهلة الصعيدي حوارًا مفتوحًا مع الطلاب، واستمعت إلى أسئلتهم ومطالبهم، وأكدت عليهم ضرورة التمسك بكتاب الله وتطبيق منهجه في حياتهم بالتعليم والتعلم، وأن يجتهدوا في تعليم الناس أمور دينهم بشكل صحيح.
وجه الطلاب الشكر للدكتورة نهلة الصعيدي على حسن الاستقبال، وعلى تنظيم المعسكر الصيفي واصفين إياها بأنها أم حقيقية لكل الطلاب الوافدين؛ لما تقدمه لهم من دعم ورعاية.
أعلنت الدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب عن انطلاق أولى فعاليات الفوج الأول من المعسكر الصيفي للطلاب المتميزين والمتفوقين بمدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده إلى مدينة البعوث بالعصافرة بمدينة الاسكندرية، بناءً على موافقة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على إطلاق خمسة أفواج لمكافأة (٢٥٠) طالبًا من طلاب مدرسة الإمام الطيب، تقديرًا لحفظهم القرآن الكريم، ومداومتهم في تلقي العلم بمعاهدهم وكلياتهم التي يدرسون بها بجانب مدرسة الإمام الطيب.
وأضافت رئيس المركز أن المعسكر الصيفي بالإسكندرية هو معكسر ترفيهي صيفي ثقافي، يخدم جميع الطلاب الوافدين، يتضمن فعاليات ومسابقات رياضية وفنية ثقافية، وندوات في الإرشاد النفسي ودعم الذات، بهدف صقل مهاراتهم المختلفة، واستثمار طاقاتهم في الأنشطة كافة ، تحت إشراف وحدة الدعم النفسي بالمركز.
مشيرة إلى أن البرنامج في الفترة الصباحية يتضمن طابور الصباح وتحية العلم، والتمارين الرياضية، وزيارات لأبرز المعالم السياحية بمدينة الاسكندرية منها: مكتبة الاسكندرية، ومتحف الإسكندرية القومي، وقلعة قايتباي، ومتحف الأحياء المائية، وقصر المنتزه إلى جانب الرحلات الشاطئية، والجولات الحرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستشار شيخ الأزهر شؤون الوافدين الطلاب الوافدین المعسکر الصیفی القرآن الکریم شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
شوقي علام: استمرار الحركة النقدية في المدارس الفقهية المختلفة
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن هناك حركة نقدية علمية مستمرة داخل المدارس الفقهية المختلفة، إذ يخضع الاجتهاد الفقهي لمراجعة دقيقة وفق الأصول التي وضعها كل مذهب لنفسه.
وقال مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج بيان للناس، المذاع على قناة الناس: «بكل اطمئنان، نحن أمام حركة علمية نقدية تبين مدى وقوف هؤلاء المجتهدين في إبداء أحكامهم وآرائهم وفق المنهج الذي رسموه لأنفسهم أو لا حتى أنني ألحظ في بعض الحالات مثلًا على المذهب الحنفي، أن لديه منهجًا معينًا وأصولًا وقواعد يسير عليها».
كل مذهب فقهي له أصول يسير عليهاوتابع: «كل مذهب فقهي له أصول يسير عليها، فإذا خرج عن الأصول نجد أننا نقف له بالمرصاد، فنقول: أنت خالفت نفسك في هذه المسألة، كيف تجتهد وتقول كذا مع أن القاعدة عندك تقول كذا؟ على سبيل المثال في الفقه المالكي، هناك قاعدة مقررة بأن عمل أهل المدينة حجة، وهو مقدم على خبر الواحد، هذه قاعدة عندهم، وعندما نأتي إلى هذا الأمر نجد أن هذه حركة نقدية نقوم بها في تقييم المذهب المالكي، مثلًا يقول الإمام مالك: في كل اجتهاداتي، إذا وجدت أن عمل أهل المدينة موجود ويجري عليه العمل، فسأقدمه باعتباره سنة عملية متواترة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا، أي إلى زمن الإمام مالك».
وأردف: «الإمام مالك، يتحدث عن الأجيال الثلاثة: الصحابة، التابعين، وجيل تابع التابعين، الذين أدركهم الإمام مالك نفسه، حيث أدرك جيلين سابقين، ومن هنا، يقول: أنا متبع لأهل المدينة، فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدوا المشاهد معه، وعندهم حجج كثيرة جدًا».
وأشار إلى أنه ورد ذلك في رسالة الإمام مالك إلى الإمام الليث بن سعد المصري، إذ احتج فيها بعمل أهل المدينة، وعند قراءة الرسالتين، رسالة الليث ورسالة مالك، نجد أن هذا نموذج عالي المستوى وراقٍ في النقد العلمي وتصحيح المسار من أجل تحقيق المصلحة ودفع المفسدة حتى لا ينحرف الاجتهاد هنا أو هناك عن إدراك المراد من النص الشرعي أو عن إدراك مقصود النص أو غايته.
واستكمل: «وجدنا أن المالكية يقولون إن عمل أهل المدينة مقدم على خبر الواحد، ثم وجدنا أن الإمام مالك في نحو 40 موضعًا من الموطأ يروي حديثًا بسنده، ثم يقدم عليه عمل أهل المدينة، فهل ترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا، بل يقول: «أنا لم أترك حديث رسول الله، وإنما قدمت ما هو أقوى رتبة لأن من القواعد عندي أن ما كان متواترًا، وما كان قطعيًا، وما كان يقينيًا ومعلومًا، فهو مقدم على ما كان ظنيًا».
قضية الثابت والمتغير محوريةوتابع: «لذلك قضية الثابت والمتغير قضية محورية جدًا، إذ نتعامل معها انطلاقًا من مركز الدائرة، وهو الوحي الشريف، ويجب أن يكون هذا المفهوم حاضرًا في ذهن كل مجدد، حيث ينظر إلى الثابت فيبقي عليه كما هو، وينظر إلى المتغير فيقرؤه في سياقه وزمانه، ووفق ظروف مكانه، ومن هنا نجد نقدًا يقول للمالكية: "أنتم قاعدتكم كذا، ولكنكم خالفتم عمل أهل المدينة في هذه المسألة، فقد وجدنا، مثلًا، أن سيدنا عبد الله بن عمر، وهو من علماء المدينة، كان يعمل بخلاف ما تقولون إنه عمل أهل المدينة، هذه الحركة النقدية ليست جديدة، بل نجد فيها أبحاثًا ورسائل وكتبًا عديدة جدًا تهذب العقل المسلم، أو تعيد تقييم اجتهاده عبر الزمن».