خطر جديد في ليبيا.. كيف تتأثر المياه الجوفية بعد الفيضانات الكبرى؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
ما زالت توابع الفيضان الكبير الذي ضرب المدن الساحلية الليبية قبل أيام تتوالى، حيث وصلت أعداد القتلى في درنة وحدها إلى أكثر من 11 ألف شخص، وتم تسجيل الرقم نفسه تقريبا من المفقودين، ويواجه الناجون في تلك المناطق مخاطر أخرى أبرزها يتعلق بالمياه.
فمع الفيضانات الكبرى يمكن للمياه أن تحمل في طريقها أي شيء، مثل المبيدات الزراعية والمواد الكيميائية الصناعية والحطام ومياه الصرف الصحي والوقود والنفايات الحيوانية والبكتيريا الضارة للجسم وغيرها من المواد الملوثة.
وعادة ما تشق هذه المياه طريقها إلى كل أنظمة الشرب وبخاصة غير المجهزة للتعامل مع الفيضانات، وتصل مياه الفيضانات المحملة بالملوثات كذلك إلى آبار المياه، كما يمكن أن تخترق المياه الجوفية وتغير من تركيبتها المعتادة.
أضف إلى ذلك أن المناطق الساحلية تكون معرضة لشكل خاص من تلوث المياه الجوفية، لأنها قد تؤدي إلى تسرب المياه المالحة إلى طبقات المياه الجوفية العذبة، مما يرفع من درجات تلوث مصادر المياه العذبة الجوفية.
وبحسب دراسة نشرت في دورية "إنفيرومنتال ساينس آند تكنولوجي" في مايو/ أيار 2021، تسبب إعصار هارفي في فيضانات واسعة النطاق على طول ساحل ولاية تكساس الأميركية في عام 2017، وقد قام الباحثون بفحص عينات من أكثر من 8800 بئر في 44 مقاطعة.
ووجدت الدراسة أن متوسط مستويات البكتيريا القولونية ارتفع بمعدل 1.5 مرة أعلى من المتوسط، وأن الإشريكية القولونية كانت ذات مستويات أعلى 3 مرات تقريبا من المعتاد، وكان التلوث الميكروبي أكثر احتمالا بنسبة 1.7% إلى 2.5% عندما غمرت المياه الآبار.
وتشمل أعراض الإصابة بالإشريكية القولونية الإسهال وتشنجات المعدة والحمى في بعض الأحيان، وعادة ما يلاحظ الأشخاص الأعراض بعد 3 إلى 4 أيام من الإصابة.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن هذا الأمر لم يكن حصريا على أحداث تكساس، فقد أشارت عينات أخذت من آبار في ولاية مسيسيبي في أعقاب إعصار إيدا 2021 ومن ولاية كارولينا الشمالية بعد إعصار فلورنس في عام 2018 إلى وجود الإشريكية القولونية بنسب أعلى من المعتاد بشكل شبيه.
وكانت دراسة صادرة في "أميركان جورنال أوف تروبيكال ميديسن آند هايجين" قد قامت بفحص انتشار الإشريكية القولونية بين الأطفال في باكستان خلال فيضانات عامي 2010 و2011، ووجدت أن 56.29% من العينات كانت إيجابية بالنسبة لبكتيريا الإشريكية القولونية المسببة للإسهال مقارنة بـ 12.5% بالنسبة للعينات العادية.
ولهذا السبب فإن الهيئات المختصة في كل دولة عادة ما تؤكد على المواطنين تجنب شرب المياه التي طالها الفيضان بأي صورة كانت، والاعتماد بدلا من ذلك على شرب المياه المعبأة في زجاجات والتي تمت معالجتها بشكل مناسب، وغسل اليدين والقدمين التي كانت على أي صورة من صور الاتصال بالمياه الملوثة، بشكل مناسب بالصابون والماء النظيف.
وفي كل الأحوال، فإن على المواطنين الالتزام بما تقوله السلطات في أماكن الفيضان، لأنها هي المسؤولة عن اختبار جودة مصادر المياه وإعلام المواطنين بطبيعتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المیاه الجوفیة
إقرأ أيضاً:
الأوقاف: مصر كانت وستظل حاضنة لفن التلاوة.. ونشعر بالفخر بنجاح المسابقة
أعربت وزارة الأوقاف المصرية، عن شعورها العميق بالفخر والاعتزاز مع انطلاق مسابقة «دولة التلاوة»، مؤكدين أن مصر كانت وستظل الحاضنة الكبرى لفن التلاوة، والمدرسة الأصيلة التي نهلت منها الشعوب معاني الجمال وروح الخشوع، وتعلّمت على أيدي قرّائها أصول الأداء الفني والإيماني.
وأوضحت الوزارة، أن هذا التراث العريق لم يقتصر على كونه إرثًا دينيًا، بل شكل مدرسة متكاملة للأداء القرآني امتدت آثارها عبر أجيال متعاقبة، وأسهمت في تعزيز مكانة مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي في فنون التلاوة.
وأكدت الوزارة، أن ما شهده الجمهور من تفاعل ومتابعة مع البرنامج لم يكن مجرد اهتمام إعلامي، بل كان حضورًا وجدانيًا يعبّر عن تقدير حقيقي وقيمة مضافة لهذا الإرث، ووعي أصيل بأهمية المدرسة المصرية التي أثرت في العالم بمعاني التلاوة وروح الخشوع.
وأضافت أن الكلمات الصادقة التي عبّر بها الجمهور، والمتابعة الواعية التي لمسها القائمون على المسابقة أضفت على البرنامج روحًا خاصة ومميزة، أعادت إلى الذاكرة مكانة مصر في خدمة كتاب الله.
وأكدت أن هذا الوطن لا يزال ينطق بالقرآن حبًا ووفاءً لتاريخه العظيم وإسهاماته الكبيرة في تعليم فنون التلاوة على مدار السنين.
كما أشادت وزارة الأوقاف بالدور المحوري للجمهور المصري في إنجاح هذه المسابقة، معتبرة أن تفاعلهم المستمر ودعمهم النبيل يشكل الشريك الفعّال في كل جهود خدمة القرآن الكريم، ويعكس عمق الوعي الديني والأخلاقي في المجتمع، ويضفي على هذه الأعمال الجليلة قيمة وهيبة إضافية.
وأضافت الوزارة ، أن هذا النوع من الدعم المجتمعي يعزز من الروح الوطنية، ويؤكد أن المحافظة على التراث القرآني والفني المصري مسؤولية مشتركة بين الدولة والجمهور، وأن المشاركة الصادقة والمستمرة في مثل هذه الفعاليات تثري الثقافة الدينية وتعمل على ترسيخ قيم العلم والمعرفة والالتزام الروحي في نفوس الأجيال الجديدة.
واختتمت الوزارة بالإعراب عن شكرها وتقديرها لجميع المواطنين الذين ساهموا في متابعة المسابقة، مؤكدة أن هذه الجهود الجماعية التي يشارك فيها الأفراد والمؤسسات تضيف بعدًا إنسانيًا وروحيًا للعمل القرآني، وتعكس أصالة مصر في تقدير القرآن الكريم والحرص على نشر علومه وفنونه، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تعيد إحياء مدرسة التلاوة المصرية وتضعها في الصدارة دائمًا، وتؤكد أن حب القرآن واعتزازه جزء لا يتجزأ من هوية الشعب المصري ومسؤولية الجميع في الحفاظ على هذا الإرث العظيم.