جيران معاقبون وأبناء متلاعبون.. ما الذي أثار جنون الدولار في العراق مجددًا؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
ربما كانت القفزة التي سجلتها أسعار صرف الدولار اواخر شهر تموز الماضي، مبررة نوعا ما مع فرض الحظر على 14 مصرفًا من التعامل بالدولار، وذلك لأن هذه المصارف كانت مسؤولة عن ايصال ما نسبته 8% من مبيعات الدولار في مزاد العملة إلى التجار وطالبي الدولار، إلا أن "الجنون" الذي أصاب أسعار صرف الدولار في الأسواق العراقية خلال اليومين الماضيين مازال مستغربًا.
وبعد فرض الحظر أدى هذا الامر لارتفاع اسعار الدولار بشكل كبير اقترب من 158 ألف دينار لكل 100 دولار، وكان هذا الامر مبررًا، حيث انه يعني ان 8% من الطلب على الدولار لن يجد من يسده بعرض الدولار، قبل ان تعود الاسعار لتنخفض نسبيا دون ان تستعيد انخفاضها السابق تحت الـ150 ألف دينار لكل 100 دولار.
الا ان القفزات التي يشهدها الدولار هذه الأيام حتى اقترب من 160 ألف دينار لكل 100 دولار اليوم الاثنين (18 أيلول 2023)، يعد امرًا مستغربًا، لكنه مرتبط باحتمالية فرض عقوبات على مصارف جديدة وحرمانها من التعامل بالدولار وهو ما سيؤدي بالنهاية الى تقليص العرض اكثر من الدولار مقابل تنامي الطلب المستمر.
زيارات مسؤول الخزانة الامريكية يثير قلق الدولار في العراق
احتمالية تنفيذ عقوبات جديدة جاءت مرتبطة بانباء وكذلك تحركات مساعد وزير الخزانة الامريكية وزيارته الاخيرة الى بغداد، الا ان الباحث في الشأن الاقتصادي والمالي نبيل جبار التميمي اعتبر ان زيارة مساعد وزير الخزانة الامريكية الزابيث روزنبيرغ الى بغداد مؤخراً ليس لها أي علاقة بارتفاع سعر الدولار.
وقال التميمي، في تصريحات تابعتها "بغداد اليوم"، ان "زيارة مساعد وزير الخزانة الامريكية الزابيث روزنبيرغ، الى بغداد تأتي ضمن الخطوات الحكومية لاستخدام العملات (اليوان، الدرهم الاماراتي، اليورو) للتبادلات التجارية مع ايران وتركيا، وضمن خطوات حكومية للتعاقد مع شركات التدقيق المالية الدولية هي خطوة لانهاء رقابة الفيدرالي ومكتب (اوفاك) على الحوالات".
وأضاف ان "هناك فرضية خاطئة بان زيارات مسؤولي الخزانة تهدف لزيادة العقوبات على المصارف هي التي تسببت بارتفاع سعر الدولار خلال اليومين الماضيين، فهذا الامر يستفيد المضاربين من هذه الخطوات ويدعمها بعض المحللين لأسباب عدة".
مشكلة العراق.. مجاورة المعاقبين!
وأكد الخبير في الشأن الاقتصادي والمالي ان "معضلة العراق بانه يجري تجارة مع العديد من دول الجوار التي تخضع جميعها لعقوبات امريكية (كإيران، وبعض الشركات التركية، سوريا ، لبنان، وهذا التعامل التجاري سبب ارتفاع سعر صرف الدولار، بسبب اجراء الحوالات السوداء من سحب الدولار من السوق لعمل هذه الحوالات خارج المنصة".
عقوبات محتملة
لكن المخاوف من العقوبات الجديدة المحتملة، وماتبعها من ارتفاع الدولار في الاسواق، لم تأت من تحليلات لزيارة وزير الخزانة الامريكية الى العراق فحسب، بل اقترنت بما كشفته وكالة رويترز يوم الخميس الماضي (14 ايلول 2023)، عن عقوبات امريكية محتملة قد تطال مصارف عراقية جديدة.
ونقلت رويترز عن مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأمريكية قوله الذي تابعته "بغداد اليوم"، إن "البنك المركزي العراقي يجب أن يعالج المخاطر المستمرة الناجمة عن سوء استخدام الدولار في البنوك التجارية العراقية كي يتجنب فرض إجراءات عقابية جديدة تستهدف القطاع المالي في البلاد"، مشيرًا إلى "أعمال احتيال وغسل أموال وتهرب إيران من العقوبات".
وذكر المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أنه "لا تزال هناك بنوك عراقية أخرى تعمل بمخاطر يجب معالجتها رغم الحملة السابقة".
ومنعت الولايات المتحدة في يوليو تموز 14 بنكا عراقيا من إجراء معاملات بالدولار في إطار حملة أوسع نطاقا ضد الاستخدام غير القانوني للعملة الأمريكية.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: وزیر الخزانة الامریکیة بغداد الیوم الدولار فی
إقرأ أيضاً:
السفارة العراقية في لبنان تكشف لـ بغداد اليوم أوضاع العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت- عاجل
بغداد اليوم - متابعة
كشفت السفارة العراقية في لبنان، اليوم الأحد (22 كانون الأول 2024)، عن تفاصيل مهمة تتعلق بإيواء العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت عبر منفذ المصنع الرابط بين الدولتين، مبينة أنها تكفلت بتأمين كل متطلباتهم لحين عودتهم الى سوريا او العراق حسب رغبتهم.
وقالت القائم بأعمال السفارة العراقية ببيروت ندى كريم مجول في حديث لـ "بغداد اليوم" إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ونائبه وزير الخارجية فؤاد حسين يتابعون عمل السفارة والتوجيهات منهم مستمرة لتقديم افضل خدمة لمواطنينا الذين تركوا سوريا باتجاه لبنان، وعليه فان السفارة عملت على تهيئة كل الظروف الملائمة لخدمتهم بغية تجاوز المحنة الحالية التي يمرون بها، سيما وان اغلبهم لا يمتلك قوت يومه.
وعن موضوع مستمسكاتهم الرسمية أوضحت مجول أن السفارة أصدرت جوازات للمواطنين الذين عبروا الحدود السورية باتجاه لبنان بغية تهيئة الأجواء المناسبة لغرض مغادرتهم لبنان باتجاه العراق حال رغبتهم بذلك، حيث ان مدة هذه الجوازات تصل لستة اشهر وبالتالي هي مدة كافية لتحديد خيارهم بالعودة الى سوريا او بلدهم العراق.
وأضافت أنه "تم التنسيق مع السلطات اللبنانية منذ اليوم الأول للازمة بسوريا وتابعت موضوع تسهيل دخول العراقيين الى لبنان والتكفل بعدها بتدقيق اوراقهم امنيا لضمان وضعهم الأمني حسب رغبة الجانب اللبناني، وعليه ذللنا كل العقبات اتجاه مواطنينا لضمان سلامة دخولهم ووصولهم للعاصمة بيروت"، موضحة أن "بعضهم ذهب الى مدينة بعلبك اللبنانية التي تابعت السفارة وضعهم حيث تفاجئت بوجود موكب حسيني مقدم من ال الصدر لتقديم الطعام والشراب على مدار اليوم للعراقيين وغيرهم ممن قدم الى لبنان، وهذا يعبر عن شيم العراقيين في فتح ابوابهم أينما كانوا لخدمة أبناء بلدهم وباقي المواطنين".
وبينت مجول ان السفارة تفتح أبوابها لجميع العراقيين لمعالجة موضوع مستمسكاتهم وجوازات السفر بغية تسهيل مهمتهم كون البعض منهم قد يرغب بالعودة الى العراق من سوريا او لبنان عبر الطائرات المجانية ( طائرات الاجلاء ) التي تحدث عنها رئيس الوزراء لإعادة مواطنينا الى بلدهم كالتزام حكومي اتجاه أبناء الشعب العراقي.
وعن الأطفال العراقيين الذين ولدوا في سوريا وليس لديهم جوازات أكدت مجول أن السفارة يسرت دخولهم الى لبنان مع بداية الازمة بدمشق وبينت انها تواصلت مع مدير عام الأحوال المدنية والإقامة والجوازات في العراق اللواء نشأت الخفاجي لإيجاد الحلول السريعة لهم لغرض اصدار جواز رسمي للأطفال بعدها يتمكنون من اكمال مستمسكاتهم في العراق وبالتالي فانها طرحت جملة من الحلول على اللواء الخفاجي والأخير تعهد بدراستها لتسهيل مهمة الأطفال العراقيين الذين ولدو في سوريا وليس لديهم مستمسك عراقي عدا بيان الولادة السوري وبالتالي فان سفارة العراق ببيروت تنتظر الحل لإصدار الجواز لهم كون إصداره دون موافقات من الجهات المعنية ليس من صلاحياتها.
ونفت مجول ما ذكرته وسائل اعلام وصفحات تواصل اجتماعي عن وجود مواطنين عراقيين عالقين بين الحدود السورية اللبنانية في منفذ المصنع مبينة انها توجهت رفقة وفد من السفارة العراقية وتحدثت مع الجهات الأمنية بالمنفذ المذكور فلم تجد أي مواطن عراقي عدا الذين دخلوا من بداية الازمة.
وأكدت القائم بأعمال السفارة العراقية في بيروت عبر "بغداد اليوم" بان السفارة وكونها تمثل وزارة الخارجية العراقية فأنها تتابع ملف العراقيين في لبنان وملف العراقيين القادمين من سوريا الى بيروت وهي تسعى لتذليل أي مشاكل بناء على توجيهات أصدرها وزير الخارجية فؤاد حسين.