تقيم فرنسا التي تعتمد قانون الفصل بين الكنائس والدولة منذ 1905، علاقة متوترة مع الباباوات الذين ينبهرون بتاريخها لكنهم يشعرون بخيبة أمل من تراجع نفوذ الكاثوليكية لدى "الابنة البكر للكنيسة".

وتزايد هذا التفكك البطيء بشكل إضافي عند انتخاب البابا فرنسيس عام 2013، وهو متحدر من أميركا الجنوبية ويهتم أكثر بدول الأطراف.

اعلان

يقول برنار لوكومت الصحافي ومؤلف كتاب "كل أسرار الفاتيكان" (بيرين، 2019) في مقابلة مع وكالة فرانس برس "هذا البابا يعتبر بالطبع أن فرنسا ليست أولوية" مذكرا بان 80% من الكاثوليك يقيمون اليوم في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.

على نطاق أوسع، فإن "أوروبا ليست مشكلته على الإطلاق، على الرغم أنها كانت المشكلة الأولى" لدى سلفه الألماني بنديكتوس السادس عشر الذي كان قلقا إزاء تراجع المسيحية في القارة.

البابا فرنسيسMarco bertorello/Copyright 2022 The AP. All rights reserved

لم يقم البابا الأرجنتيني أبدا بزيارة إلى فرنسا، ما خلق "استياء لدى الكاثوليك في فرنسا الذين يشعرون بانزعاج شديد بسبب تهميشهم".

وأضاف لوكومت "لقد أصبح الكاثوليك الفرنسيون أقلية مثل أي أقلية أخرى (...) وهذه الأقلية ستكون بحاجة فعلا لحبر أعظم يشجعها ويأتي لرؤيتها. يوحنا بولس الثاني قام بذلك وبنديكتوس السادس عشر قام بذلك".

من جانب آخر، قال "من الواضح منذ اليوم الأول أنه حين يذهب إلى مرسيليا، فهو لا يتوجه إلى فرنسا بل الى عاصمة الجنوب" مضيفا "هذا البابا المتحدر من الجنوب متماسك بالكامل حين يدافع عن رؤية عالمية، لكن في فرنسا تسير الأمور بشكل سيء".

فمسألة المهاجرين التي جعلها حجر الزاوية لحبريته، هي أيضا مصدر استياء لدى الكاثوليك الفرنسيين وهم محافظون الى حد كبير.

شاهد: في انتظار زيارة البابا فرنسيس.. وصول الحجاج المسيحيين إلى لشبونة البابا فرنسيس يحثّ الشباب على مواجهة تحدي أزمة المناخ ومحاربة الفقرشاهد جولة البابا في منغوليا خلال زيارة غير مسبوقة دعمًا للكاثوليكارتياب وخيبة أمل

ردا على أسئلة وكالة فرانس برس يذكر خبير علم اجتماع الأديان جان لوي شليغل بأن البابا "تحدث بعبارات قاسية بشأن الدول التي لا تستقبل (مهاجرين) وهذا أثار انزعاجا كبيرا. وذلك كما حصل حين فرض قيودا على السماح بالقداس باللغة اللاتينية على نطاق واسع، ما أدى الى تفاقم النقمة ضده" لدى التقليديين في الكنيسة.

للمفارقة فإن البابا اليسوعي البالغ من العمر 86 عاما تربطه علاقة ودية بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي درس أيضا لدى اليسوعيين، وهو سيحضر القداس الكبير الذي سيحييه الحبر الأعظم في ملعب فيلودروم في مرسيليا هذا الأسبوع.

وقال برنار لوكومت "هناك ألفة حقيقية وتوافق فعلي بين ماكرون والبابا" اللذين التقيا ثلاث مرات.

لكنه أشار إلى أنه من "اللافت أن هذه الألفة وهذا التكامل لم يؤديا عمليا إلى أي شيء"، مضيفا "خلف التوافق بينهما، هناك دائما مواضيع أخلاقية تثير الازعاج".

بعد القانون بشأن الإجهاض، هناك اليوم مشروع قانون حول الموت الرحيم يشمل حقا جديدا بالحصول على المساعدة لإنهاء الحياة، ينتظر أن يقر بحلول نهاية أيلول/سبتمبر، يثير قلق الفاتيكان. ويضيف الكاتب "بالنسبة للبابا، فإن الفرنسيين بالتأكيد غير قابلين للإصلاح".

اعلان

لكن هذه العلاقات التي يشوبها الارتياب وخيبة الأمل المتبادلة بين الباباوات وفرنسا هي جزء من تاريخ يعود إلى أكثر من ألف عام منذ معمودية كلوفيس التي أكسبتها لقب "الابنة البكر للكنيسة".

وقال البابا يوحنا بولس الثاني في حزيران/يونيو 1980 "فرنسا، الابنة البكر للكنيسة، هل أنت وفية لوعود معموديتك؟".

لكن لوكومت أضاف بأن "آخر الباباوات كانوا تقريبا جميعهم من أكبر أصدقاء فرنسا". فقد قام البابا يوحنا بولس الثاني "المفتون بفرنسا، فرنسا الكاتدرائيات، فرنسا القديسين وفرنسا رجال الدين" باخر زيارة له إلى فرنسا الى لورد.

وأضاف "بعد يوحنا بولس الثاني، كان بنديكتوس السادس عشر، المعجب كثيرا هو أيضا بفرنسا، يتحدث الفرنسية بطلاقة" رغم أن "تراجع المسيحية في فرنسا أثار استياء كل الباباوات، يوحنا بولس الثاني لكن بشكل خاص بنديكتوس السادس عشر".

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كل ما تريد معرفته عن خطة الاتحاد الأوروبي لمساعدة إيطاليا بشأن تدفق المهاجرين شاهد: تحطم طائرة مسيرة على شواطئ البحر الأسود في بلغاريا واستنفار بسبب وجود ألغام أزمة عين الحلوة.."فتح" تحدد موعداً نهائياً لتسليم قتلة العمروشي فرنسا كاثوليكية المسيحية الفاتيكان البابا فرنسيس اعلانالاكثر قراءة تقرير جديد لـ"ناسا" حول الأجسام الطائرة.. مدير الوكالة: أؤمن بوجود حياة أخرى في هذا الكون وصول 5 أمريكيين أفرجت عنهم إيران إلى الدوحة وطهران تنتظر تحرير أرصدة مجمدة الليبيون يقومون بإزالة الركام بعد الإعصار دانيال المدمّر شاهد: سباق للخيول العربية الأصيلة في شمال شرق سوريا عاجل. بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بعد وصف وزيرة الخارجية شي جين بينغ بالطاغية اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم ليبيا فيضانات - سيول إيران ضحايا قتل إيطاليا تغير المناخ درنة الشرق الأوسط تركيا الصين Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار ليبيا فيضانات - سيول إيران ضحايا قتل إيطاليا My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: فرنسا كاثوليكية المسيحية الفاتيكان البابا فرنسيس ليبيا فيضانات سيول إيران ضحايا قتل إيطاليا تغير المناخ درنة الشرق الأوسط تركيا الصين ليبيا فيضانات سيول إيران ضحايا قتل إيطاليا البابا فرنسیس السادس عشر

إقرأ أيضاً:

اسعار النفط تربك موازنة العراق.. رواتب الموظفين "مؤمنة" ولكن!

الاقتصاد نيوز - بغداد

يواجه العراق ازمة طارئة، بعد الانخفاض الكبير باسعار النفط العالمية، والتي تراجعت لأول مرة منذ قرابة اربع سنوات الى أقل من 63 دولاراً.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.28 دولار، أو ما يعادل 3.5%، لتسجل 63.30 دولارا للبرميل خلال تعاملات اليوم الاثنين.

ودائما ما تربط قضية انخفاض اسعار النفط، برواتب الموظفين، وهو ما قد ينذر بحدوث ازمة ليست بحسبان الحكومة العراقية خاصة بظل الاعتماد الكبير على ايرادات النفط لتمويل الموازنة المالية.

وبهذا الصدد، بينت اللجنة المالية النيابية، تأثير انخفاض أسعار النفط على رواتب موظفي الدولة العراقية.

وقال عضو اللجنة، حسين فرج، خلال حديثه لـ"الاقتصاد نيوز"، إن اللجنة المالية حذرت أكثر من مرة ضرورة أخذ احتمالية انخفاض أسعار النفط بالحسبان عند اعداد الموازنة المالية، وهذا ما أيده وزير النفط.

وحول تأثير أسعار النفط على رواتب موظفي الدولة العراقية، يؤكد ان رواتب الموظفين تمثل اولوية بالنسبة للحكومة، ومع حراجة الموقف، فانها مؤمنة عن طريق خطوات عدة مثل بيع السندات وضبط موضوع الرسوم والضرائب والايرادات.

ولم يخف فرج "تخوفه" من ازمة انخفاض أسعار النفط، مؤكداً أن رواتب الموظفين مؤمنة ولكن بـ"حراجة"!. 

وبشأن الحلول المطروحة امام العراق، يرى فرج، أن "الحكومة الاتحادية مطالبة بالاسراع لارسال جداول الموازنة المالية الى البرلمان؛ لكي يتم تكيفيها مع التحديات الجديدة المتمثلة بانخفاض سعر برميل النفط".

ويشير الى، أن النفط يمثل 96% من صادرات العراق"، مؤكدا ان اعادة رسم الموازنة وفق التحديات يمثل جزءا من الحل للازمة الجديدة".

ويتابع عضو اللجنة المالية النيابية، حديثه، ان المسار الحقيقي امام العراق يتمثل بتعظيم الموارد غير النفطية وضبط العلاقة مع اقليم كردستان الذي يصدر كميات كبيرة من النفط بلا ضابط، ودون ان يخدم خزينة العراق باي مبالغ.

ويعتمد العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بشكل كبير على عائدات النفط.

واعتمدت الحكومة العراقية في الميزانية سعرا للنفط 70 دولارا للبرميل في عام 2024، أي أقل بنحو 6 دولارات من متوسط السعر المرجح هذا العام.
 بدوره، حذر الخبير الاقتصادي نبيل جبار التميمي من تداعيات انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد العراقي.

ويذكر التميمي لـ"الاقتصاد نيوز"، إن “انخفاض أسعار النفط بطبيعة الحال ينعكس سلباً على حجم الإيرادات العامة للدولة، لكون الاقتصاد العراقي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط كمصدر رئيسي للتمويل”.

ويشير إلى أن تزايد النفقات الحكومية، وخصوصاً التشغيلية منها، يضع الإيرادات الحكومية في موقف حرج أمام الالتزامات المالية المتزايدة.

 ويوضح أنه “في حال استمرار الأسعار عند هذا المستوى، فإن جزءاً من الموازنة، لا سيما الاستثمارية منها، قد لا يُنفذ، ما يعني توقف أو تأجيل تمويل مشاريع البنى التحتية والخدمات الأساسية”.

ويؤكد التميمي ضرورة تحرك الحكومة نحو إيجاد بدائل حقيقية للإيرادات النفطية، وتعزيز مصادر التمويل غير النفطية، لتفادي أزمات مالية مستقبلية محتملة.

وبحسب بيانات حكومية، فان الرواتب ومعاشات التقاعد تكلف 90 تريليون دينار (69 مليار دولار)، أي أكثر من 40% من الموازنة، وهي عامل رئيسي للاستقرار الاجتماعي في العراق.

وكان المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر صالح ، قد حذر من أن البلد قد يواجه أزمة بالموازنة في عام 2025 بسبب انخفاض أسعار النفط، الذي يعتبر المصدر الرئيسي لإيرادات البلاد.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس الثاني يعلن توقف الاجتماع الأسبوعي خلال فترة الخمسين المقدسة
  • الأنبا بولا يترأس احتفال مدرسة القديس بولس الفرير بشبرا بعيد القديس يوحنا دي لاسال
  • خالد العناني يستعرض رؤيته كمرشح مصر لمنصب مدير عام اليونسكو بباريس
  • حزب الله يثير الجدل: مستعدون للتخلي عن سلاحنا ولكن بشروط
  • عُمان تشارك في اجتماعات المجلس التنفيذي لـ"اليونسكو" بباريس
  • محافظ الإسكندرية يتسلم وسام «أسد الرسول مرقس» من البابا ثيودوروس الثاني
  • الشهابي: الحشود الغفيرة في العريش تؤكد التأييد الشعبي للمواقف الحرجة والفاصلة بتاريخ مصر
  • البابا تواضروس الثاني يلتقي مغتربي ومغتربات الإسكندرية
  • اسعار النفط تربك موازنة العراق.. رواتب الموظفين "مؤمنة" ولكن!
  • دبلوماسية أميركا الاقتصادية بأفريقيا.. جولة مسعد بولس بين التنافس والفرص