يمن مونيتور:
2025-03-17@02:35:27 GMT

رأي حول ما يدور من تسوية

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

تابعت شخصيا، ما يدور في صنعاء والرياض ومسقط من حوارات وتوافق بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، والحديث عن تسوية وإيقاف الحرب وسلام.

مع التأكيد أنني مع السلام العادل والدائم، سلام الشراكة السياسية لاستعادة الدولة والتغيير والتحول المنشود لحكم رشيد ودولة ضامنة للمواطنة.

سلاما كهذا يتطلب معايير العدالة، وليس من العدالة أن يفرض على الناس نتائج وأدوات الحرب، بمسمى انتهاء الحرب.

لن تنتهي الحرب، ما لم تزل كل مسبباتها ودواعيها، والعودة لطاولة الحوار الوطني، وصياغة المشروع الوطني، الذي يضع الجميع كشركاء، قوى سياسية واجتماعية ونخبا ثقافية وفكرية، والتوافق على إرساء فكرة الدولة العادلة والحكم الرشيد، ومعالجة كل القضايا الشائكة، بعيد عن الوصاية والتمثيل المناطقي والطائفي، معالجة وطنية تتم من خلال تسوية الملعب السياسي، لتتاح للشعب مساحة حقيقية في الاستفتاء عن شكل الدولة، والوحدة والانفصال.

نرفض رفضا قاطع الحلول المعلبة والجاهزة، التي تفرض على البلد والناس دون إرادتهم، يكفي ما عنيناها من مسرحيات هزلية وحلول سمجة، كانت نتائجها وبالا على الوطن والمواطن، والعلاقات بين الناس والمناطق، حلول فككت البنية الوطنية، وأضعفت الدولة الوطنية، وفتحت مسارات لمشاريع طائفية ومناطقية، مشاريع ما قبل الدولة، مشاريع استعمارية، تبقي على حالة من الارتهان والتبعية، وتنصب أدوات ذلك الارتهان، ولا تسمح لاستقلال حقيقي وسيادة حقيقية للأرض والإنسان والهوية، ومقومات التنمية والنهضة.

كما نؤكد ان مشاكلنا نتاج لحالة من طغيان القوى التقليدية المتخلفة على المشهد، وبدعم القوى الرجعية العربية والامبريالية العالمية، المعيقة لاي مشروع وطني تنموي في اليمن، بتحييد دور مناطق التنوير وأفكار الحداثة، بل اقصاء من المشهد كل ما يتعلق بالمدنية، والأفكار العقلانية، لتسمح للعصبيات المناطقية والطائفية، لعسكرة المذهب والقبيلة، لتحكم بقوة البندقية وتفرض واقعها بالعنف، لتضعنا جميع في ميزان تعصباتها ومقصلة غلوها الفكري والفئوي.

يمكن اعتبار هذا التوافق نقطة مهمة للخلاص من التدخل الخارجي، لتبدأ مرحلة اشد أهمية من التوافق الداخلي على وطن يستوعب الجميع، وينهي حالة الخصام والتناحر، ويفتح صفحة جديدة من التوافق على دولة عادلة وحكم رشيد، ومواطنة وحرية وديمقراطية، لنحفظ ما تبقى من وطن وسيادة وإرادة.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحرب الحوثي السعودية السلام سلطنة عمان مفاوضات الرياض

إقرأ أيضاً:

رمضان بين القدسية والانحلال .. أزمة وعي

بقلم : سمير السعد ..

يعد شهر رمضان المبارك موسمًا للسمو الروحي والتأمل والتقرب إلى الله، لكنه في السنوات الأخيرة أصبح، للأسف، ميدانًا لانفلات أخلاقي وإعلامي ممنهج، تحركه منصات رقمية وبرامج ترفيهية ومسلسلات تساهم في تجهيل المجتمع وتعزيز التفاهة والانحطاط الأخلاقي.

لا يمكن إنكار أن بعض وسائل الإعلام استغلت الشهر الفضيل لإنتاج محتوى يروج للعنف اللفظي والجسدي، ويجعل من السوقية والانحطاط الفكري أدوات لجذب المشاهدات. برامج تسعى إلى الإثارة بدلًا من التثقيف، ودراما تنحدر إلى مستوى متدنٍ من الحوار والمضمون، فضلًا عن موجة “الترندات” التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح التفاخر بالسطحية والانحلال جزءًا من الاستعراض اليومي لبعض المؤثرين، الذين يسوّقون لأفكار تضر بالقيم الأسرية والمجتمعية.

أحد أبرز مظاهر الانحراف في المشهد الإعلامي هو استغلال العلاقات الأسرية للترويج لمحتوى هابط، حيث بات بعض الأزواج والزوجات يستعرضون حياتهم الشخصية لأغراض التسوّل الإلكتروني أو لتحقيق الشهرة، متجاهلين أن هذه السلوكيات لا تتماشى مع أخلاق المجتمع المحافظ، بل تكرس مفهوم الدياثة وتسليع الإنسان وتحويل الحياة الزوجية إلى سلعة إعلامية تُباع وتُشترى.

ولا تقتصر الأزمة على الإعلام الترفيهي فقط، بل تتعداها إلى المشهد السياسي، حيث نجد كتّابًا ومدونين ينقلبون على آرائهم بين ليلة وضحاها، متماشين مع من يتصدر الواجهة السياسية، في ممارسة مكشوفة للتملق والانتهازية. فمن كان يهاجم جهةً بالأمس، تجده اليوم يصفق لها، وكأن المبادئ أصبحت مجرد شعارات مؤقتة تُبدّل وفق المصالح.

وفي الوقت الذي يتعرض فيه الأبرياء في البلدان الإسلامية إلى القتل والتشريد، يلهث جزء كبير من المجتمع وراء تفاهات مواقع التواصل وبرامج “الترفيه”، غافلين عن معاناة الشعوب التي تعاني ويلات الحروب والاضطهاد. هذه اللامبالاة المتزايدة تنذر بمخاطر مستقبلية تهدد الوعي الجماعي، وتجعل من التجهيل أداة لإضعاف المجتمعات وإبعادها عن قضاياها الحقيقية.

في ظل هذا المشهد المظلم، لا بد من وقفة جادة من الأسرة والمجتمع لمواجهة هذا الانحدار. فالتربية الأسرية لا تزال الحصن الأول ضد الانحراف، ولا يصعب على الآباء توجيه أبنائهم وتنبيههم لعدم الانجرار وراء المحتوى الهابط. كذلك، فإن الجهات الأمنية ونقابة الفنانين وهيئات الإعلام مطالَبة بالتصدي بحزم لمروجي الانحلال، وفرض رقابة صارمة على البرامج التي تنشر العنف والتفاهة والإباحية المقنّعة.

رغم هذه الموجة الجارفة من التفاهة، برزت أعمال درامية راقية حافظت على القيم الفنية والرسائل الهادفة، مثل مسلسل “العشرين” للفنانة آلاء حسين، الذي قدم صورة مؤثرة ومتزنة للدراما العراقية، إضافة إلى العمل الذي يجسد بطولة الشهيد حارث السوداني، ومسلسل “قط أحمر” للفنان أحمد وحيد، الذي تميز بأسلوبه الساخر والهادف. هذه الأعمال تثبت أن الإعلام يمكن أن يكون أداة للإصلاح بدلًا من الانحطاط، إذا وُجدت الإرادة الحقيقية لصناعته بمسؤولية.

لقد وصلنا إلى مفترق طرق خطير، حيث أصبح تجهيل المجتمع مشروعًا متكاملًا يُروّج له بطرق مباشرة وغير مباشرة. لكن الأمل لا يزال قائمًا بفضل الوعي المتنامي لدى فئة من المثقفين والمجتمع الواعي الذي يدرك مخاطر هذا الانحدار. المسؤولية مشتركة، بين الأفراد والجهات الرسمية، لإنقاذ ما تبقى من القيم، وإعادة الهيبة لشهر رمضان كزمن للروحانية لا للانحلال.

فهل سنستمر في الانحدار، أم سنستعيد وعينا قبل فوات الأوان؟

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • دعوات إسرائيلية داخلية لوقف العدوان على غزة رغم مطالبة نتنياهو بالتصعيد
  • التوفيق والمصالحة تنجح في تسوية 78% من القضايا خارج أروقة المحاكم
  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
  • صورة جامعة في دار الفتوى..الرئيس عون : لا مشروع يعلو على مشروع الدولة القوية
  • رمضان بين القدسية والانحلال .. أزمة وعي
  • التأطير العقدي للعمل.. ضمان التوافق بين الفكر والسلوك في الإسلام
  • الحرب ستشتعل في الضعين؛ قراءة في المشهد القادم!
  • إيران الدولة الثوريّة تشدّ أحزمة المواجهة
  • العميد طارق :القوى الوطنية تتُقرِّب من النصر المؤزر واستعادة الدولة ومعركة اليمنيين ضد الحوثيين هي معركة أجيال ولن تتوقف إلا بدفن خرافة الولاية
  • وزير الأشغال يكشف عن تكلفة أضرار الحرب وهذه الدولة عرضت تقديم المساعدة