استهل وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الاثنين، لقاءاته الثنائية على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للدورة ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بلقاء السيد "جيمس كليفرلي" وزير الخارجية وشئون الكومنولث والتنمية بالمملكة المتحدة.

وفي تصريح للسفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أشار إلى أن اللقاء تناول التأكيد على تاريخية العلاقات التي تجمع مصر والمملكة المتحدة، وأهمية تطوير مختلف أوجه التعاون بين الجانبين بما يعكس عمق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

كما ناقش الوزيران عددًا من الأولويات التي تهم الجانبين؛ من بينها سبل تعزيز التعاون الثنائي والإعداد لانعقاد الدورة الثانية لمجلس المشاركة بين مصر والمملكة المتحدة برئاسة وزيري الخارجية، وعددًا من القضايا الإقليمية والدولية.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية بأن الوزير سامح شكري حرص خلال اللقاء على تأكيد اهتمام الحكومة المصرية بتعزيز التعاون الاقتصادي مع المملكة المتحدة، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتعزيز الاستثمارات البريطانية في السوق المصري، وكذلك زيادة حجم محفظة التعاون الإنمائي البريطاني المخصصة لمصر بما يتناسب مع حجم العلاقات الثنائية بين البلدين. كما حرص شكري على اطلاع نظيره البريطاني على الخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة المصرية في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي، والفرص والإمكانيات الاستثمارية التي توفرها مصر لإتاحة بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما كان محل تقدير من الوزير البريطاني.

ومن جانبه، ثمن وزير الخارجية البريطاني العلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر والمملكة المتحدة، معربًا عن اعتزازه بالزخم الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية في الفترة الأخيرة، وتطلعه لزيارة مصر لعقد الاجتماع الثاني لمجلس المشاركة بين البلدين في أقرب فرصة لإعطاء دفعة إضافية لعلاقات التعاون بين البلدين. كما شدد على ما تمثله مصر من ركيزة إقليمية في المنطقة في ضوء حجمها الإقليمي وجهودها لدعم أمن واستقرار المنطقة، واهتمام بلاده بتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمارات البريطانية في السوق المصري والبناء على قصص النجاح التي حققتها الشركات البريطانية في مصر، منوهًا إلى أهمية استغلال انعقاد قمة الاستثمار البريطانية- الأفريقية القادمة في عام ٢٠٢٤ للترويج للاستثمار في مصر، بالاضافة إلى أهمية تعزيز الدور الذي يلعبه مجلس الأعمال المصري البريطاني في هذا الصدد.

واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته، بالإشارة إلى أن الوزيرين تبادلا الرؤي ووجهات النظر حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الملف الليبي والوضع الإنساني في الشرق الليبي على إثر الدمار الذي سببه الإعصار "دانيال"، وما أسفر عنه من خسائر كبيرة في الأرواح، فضلًا عن الخسائر المادية الضخمة. واستعرض الوزير سامح شكري في هذا السياق جهود مصر في تقديم الدعم الإنساني للأشقاء الليبيين، وكذلك جهود دفع العملية السياسية في ليبيا للوصول إلى عقد الانتخابات لإنهاء الأزمة وتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق. كما حرص الوزير البريطاني على الاستماع لتقديرات الوزير شكري حول تطورات الأزمة السودانية والتعرف على نتائج الاتصالات المصرية والاجتماعات في إطار آلية دول جوار السودان.

وفي ختام اللقاء، توافق الوزير شكري ووزير الخارجية البريطاني على أهمية استمرار العمل سويًا على دفع العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا إلى الأمام، وتكثيف آليات التشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الأولوية فى المنطقة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وزير الخارجية سامح شكري بین البلدین سامح شکری

إقرأ أيضاً:

حين واجهت رشيد الغزو البريطاني.. قصة الحملة الإنجليزية الفاشلة عام 1807

في ربيع عام 1807، شهدت مصر واحدة من أهم محاولات الغزو البريطاني عندما وصلت الحملة الإنجليزية بقيادة ألكسندر ماكنزي - فريزر إلى مدينة رشيد، في إطار مساعٍ بريطانية للسيطرة على البلاد وتأمين نفوذها ضد التوسع الفرنسي العثماني.

 إلا أن هذه الحملة انتهت بفشل ذريع، مسجلة واحدة من أبرز الانتصارات الشعبية في تاريخ المقاومة المصرية.

خلفيات الحملة وأهدافها

جاءت الحملة البريطانية على مصر في سياق التنافس الاستعماري بين بريطانيا وفرنسا، خاصة بعد خروج الفرنسيين من مصر عام 1801.

 كانت بريطانيا تسعى لفرض سيطرتها على مصر لعدة أسباب استراتيجية، من بينها تأمين طرق التجارة مع الهند ومنع أي تهديد فرنسي محتمل. 

كما استغلت بريطانيا الصراع الداخلي بين محمد علي باشا، الذي كان يحاول ترسيخ حكمه، والمماليك الذين كانوا لا يزالون يشكلون قوة سياسية وعسكرية مؤثرة.

نزول القوات البريطانية في رشيد

في 7 مارس 1807، نزلت القوات البريطانية بقيادة الجنرال ألكسندر ماكنزي -فريزر على سواحل أبو قير، ثم تقدمت نحو مدينة رشيد، التي كانت آنذاك ذات أهمية استراتيجية لكونها منفذًا على البحر المتوسط ونقطة عبور نحو دلتا النيل والقاهرة.

 ظنت القوات البريطانية أن المدينة ستكون لقمة سائغة، خاصة مع قلة التحصينات العسكرية بها، لكن ما حدث كان مفاجئًا تمامًا.

المقاومة البطولية وسقوط الإنجليز في الفخ

بقيادة علي بك السلانكي، حاكم رشيد آنذاك، تضافرت جهود الأهالي والعسكريين في إعداد خطة دفاعية محكمة. 

تمركز المقاومون داخل المنازل والمباني المرتفعة، واستخدموا تكتيك الكمائن والشوارع الضيقة لاستدراج القوات البريطانية إلى داخل المدينة. 

وما إن توغلت القوات الإنجليزية داخل رشيد، حتى انهالت عليها نيران المصريين من النوافذ والأسطح، ما أدى إلى ارتباك شديد في صفوفهم وسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى.

حاول ماكنزي - فريزر إعادة تنظيم قواته، لكن الكمائن المصرية وحصار المدينة من جميع الاتجاهات حالا دون ذلك. 

اضطر الجنرال البريطاني إلى التراجع بعد خسائر فادحة تجاوزت 900 قتيل وأسر المئات، ما دفعه لاحقًا إلى الانسحاب بالكامل بعد إدراكه استحالة تحقيق أهدافه.

نتائج وأثر الحملة

مثل فشل الحملة الإنجليزية ضربة قاصمة للنفوذ البريطاني في مصر، ورسخ من قوة محمد علي باشا الذي استغل الحدث لتعزيز شرعيته كحاكم قوي قادر على الدفاع عن البلاد. 

كما برزت رشيد كرمزٍ للمقاومة الشعبية التي تمكنت، بأسلحة بسيطة وتكتيكات ذكية، من هزيمة جيش أوروبي حديث.

على الصعيد الدبلوماسي، تراجعت بريطانيا عن محاولات احتلال مصر، في حين عزز محمد علي باشا نفوذه، وأصبح أكثر قدرة على فرض سيطرته على البلاد، ما مهد الطريق لبناء الدولة المصرية الحديثة.


 

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأوروبية التي انسحبت من سوقنا
  • حين واجهت رشيد الغزو البريطاني.. قصة الحملة الإنجليزية الفاشلة عام 1807
  • السوداني وعلاوي يؤكدان على المحاصصة في توزيع المناصب
  • وزير الخارجية يشيد بالعلاقات الأخوية التي تربط مصر والبحرين
  • الإمارات تؤكد أهمية التعاون لضمان استخدام مسؤول للذكاء الاصطناعي
  • السوداني وعلاوي يؤكدان أهمية تنسيق الجهود
  • وزير الأوقاف يتقدم بالتعازي والمواساة لميانمار وتايلاند إثر الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره الإماراتي
  • وزير الخارجية ونظيره الإماراتي يتبادلان الرؤى المشتركة حول القضايا الإقليمية
  • الخارجية: مصر والإمارات تبحثان التطورات العربية والإفريقية