ما زال الانقلاب القانوني لدى حكومة الاحتلال يترك تبعاته ونتائجه في أوساط القادة الأمنيين والعسكريين الذين أصدروا تحذيرا، وأرسلوا رسالة حادة لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والأمن بمجلس الشيوخ، مع اتهام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه تمكن من فعل ما لم يفعله أي من أعداء إسرائيل من قبل".

يونا ليبزون مراسلة القناة 12 ذكرت أنه "بالتزامن مع الاحتجاجات ضد الانقلاب القانوني المخطط له خلال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، كتب العشرات من المسؤولين الأمنيين السابقين، رسالة لاذعة لأعضاء لجنتي الشؤون الخارجية والعسكرية والاستخباراتية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وبعثوا بنسخة منها لرئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين، وقد وقع على الرسالة كبار المسؤولين الذين وقعوا بأسمائهم الكاملة ومناصبهم الرسمية".



وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها "عربي21" أن "التحركات التي يروج لها نتنياهو تهدف للإضرار بالنظام القضائي بشكل يؤدي لإلغاء استقلاله، وإخضاعه له ولرفاقه السياسيين، ومن بين الموقعين: وزير الحرب ورئيس الأركان السابق موشيه يعلون، رئيس الشاباك السابق كرمي غيلون، رؤساء الموساد السابقون تامير باردو وداني ياتوم وأفرايم هاليفي، رئيس الأركان وقائد القوات الجوية السابق دان حالوتس، ورئيس الوزراء إيهود باراك، ومن بين مرسلي الرسالة رؤساء دوائر سابقون في الموساد والشاباك، و17 قائد شرطة متقاعد، ورئيسان سابقان لمجلس الأمن القومي، و5 مدراء سابقين لوزارة الحرب".

واتهمت الرسالة نتنياهو "بالترويج للانقلاب القانوني لإلغاء لجنة التحقيق الحكومية التي تم تشكيلها بشأن الغواصات والسفن التي وقّع عليها، وأكد كبار المسؤولين العسكريين على تضرّر آلاف الضباط والقادة في خدمة الاحتياط من وحدات النخبة من الانقلاب القانوني، بما في ذلك إعلان مئات من طياري القوات الجوية عن إنهاء خدمتهم العسكرية، محذرا من الخطر الأمني الذي يشكله على إسرائيل، وبذلك يتمكن نتنياهو من القيام بما لم يتمكن أي من أعداء إسرائيل من القيام به على الإطلاق، مما جعل أكثر من عشرة آلاف من ضباط النخبة والقادة في خدمة الاحتياط ومئات من طياري القوات الجوية يعلنون تقاعدهم من الخدمة الاحتياطية النشطة".

وجاء في الرسالة أن "إسرائيل تتحول في الطريق لتصبح دولة استبدادية، وتفكيك الجيش والاقتصاد والنسيج الاجتماعي للشعب الإسرائيلي، مشيرة إلى أن التعديلات ستؤثر على طريقة اتخاذ القرارات المتعلقة بالشؤون الخارجية والأمن، خاصة في الصفقة المعنية مع السعودية، وهذا يمكن أن يسبب ضررا كبيرا للأمن القومي لإسرائيل، وحتى للأمن القومي الأمريكي".

وأوضح أن "الرسالة موقعة من 80 من كبار المسؤولين الذين شكلوا جزءًا كبيرًا من القيادة الأمنية في إسرائيل، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية فإن المضي قدماً في التشريع القانوني قد يعرض العلاقات القوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل للخطر، مما قد يؤثر على التمويل الدفاعي الذي تتلقاه الأخيرة، كما يزعمون أن هذا مؤشر تحذيري من عواقب إنهاء خدمة الاحتياط النشطة من قبل آلاف الجنود، مما قد يضر بكفاءة الجيش، ويؤثر بشكل مباشر على تعاونهما الأمني في الشرق الأوسط".


ليست المرة الأولى التي يرفع فيها الجنرالات الإسرائيليون صوتهم ضد الانقلاب القضائي الذي تنفذه حكومة اليمين، فقد سبق للعشرات منهم أن انضموا للاحتجاجات الرافضة له، بل رفعوا وتيرة معارضتهم للحكومة إلى حد المطالبة بالإطاحة بها، مما منح هذه التظاهرات مزيدا من الزخم والدعم، لكنها المرة الأولى التي يخاطبون فيها الإدارة الأمريكية مباشرة بالتزامن مع زيارة نتنياهو، مما يرفع مستوى التصعيد والاستقطاب الداخلي، وينقله الى واشنطن.

وفي وقت لاحق نقلت موران أزولاي مراسلة الشئون الحزبية بصحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير ترجمته "عربي21" عن "نداف أرغمان الرئيس السابق لجهاز الأمن العام- الشاباك، تأكيده أن الانقلاب القضائي لنتنياهو كفيل بإلحاق الضرر بكفاءة الجيش، وإذا تم تمرير التشريع الرهيب والمريع، فنحن لا يتعين علينا الامتثال للعقد مع الحكومة، فيما أشار الجنرال يعكوب عميدرور الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي أن أخطاء جسيمة ارتكبت فيما يتعلق بالإصلاح القانوني، لكن رفض الخدمة العسكرية يفكك البنية التحتية التي أقمنا عليها الدولة، وتحدّ من القدرة على الدفاع عن الدولة".


أما الجنرال يائير غولان النائب السابق لقائد جيش الاحتلال، فذكر في تقرير نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "يجب إسقاط الحكومة بمقاومة حازمة، وعدم تعاون مدني، والتمرد الوحيد الذي أراه أمام عيني هو ضد الحكومة، لأن الحكومة تحاول بشكل لا لبس فيه، وبقوة، تحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية، ولا يوجد سبب يدعو الإسرائيليين للتعاون معها؛ لأن القسم الذي يقسمه الجنود في الجيش يتركز على خدمة الدولة، وقوانينها، ومؤسساتها المنتخبة، ومن ثم يجب أن يكون ولاؤهم للدولة أولا وقبل كل شيء، وقوانينها، وليست القوانين التي تسنها هذه الحكومة الآن بشكل فاسد، وتستجيب للاحتياجات الشخصية فقط".

عديدة هي الدوافع التي تجعل كبار الضباط والجنرالات الإسرائيليين يرفضون الانقلاب القانوني، ومنها أنه سيسمح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بالتحقيق مع جنود جيش الاحتلال، ويشكل أزمة ثقة خطيرة في جوهر العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وسيقوّض أساس القيم المشتركة التي يقوم عليها التحالف معها، وسيلحق المزيد من الأضرار الجسيمة لأزمتهما الحالية، وسيضرّ بقوة الاحتلال الاقتصادية والعسكرية والأمنية والتكنولوجية، وقدرته على الردع، وحرية العمل، والمكانة الدولية، والإقليمية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال نتنياهو امريكا نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل شكوى لبنان ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن

أفاد أحمد سنجاب، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من بيروت، بأن وزارة الخارجية اللبنانية قدمت شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي بسبب استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، سواء لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، وكان من المقرر انتهاؤه في 26 يناير الماضي، قبل التوافق على تمديده بين لبنان وإسرائيل، أو انتهاكات القرار 1701.      

وأضاف «سنجاب»، خلال رسالة على الهواء، أنّ الدولة اللبنانية رصدت سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي سواء من خلال العدوان البري أو الجوي على الأراضي اللبنانية، وتحديدا في الجنوب ومنطقة البقاع شرقي لبنان، مشيرا إلى أنّ هناك انتهاكات جسيمة كما وصفت وزارة الخارجية اللبنانية، إذ تمثلت في إقدام جيش الاحتلال على خطف عدد من المواطنين بالجنوب اللبناني من بينهم عسكريين، فضلا عن إطلاق النيران على المواطنين والمسيرات التي تحاول العودة إلى المنازل.   

وتابع: «هذه الانتهاكات أدت إلى استشهاد ما يقرب من 24 شخصا وإصابة 124 آخرين جراء هذا العدوان الإسرائيلي».

ولفت إلى أن وزارة الخارجية اللبنانية ذكرت في شكواها أن لبنان يتعرض إلى انتهاكات جسيمة لسيادته من خلال قيام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بنزع عدد من العلامات الدولية في في الخط الأزرق، ما يعني أن جيش الاحتلال يعتدي على القرار الأممي 1701 كما يعتدي على السيادة اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • نواب أمريكيون يرفضون خطة تهجير الفلسطينيين.. «ستار» يخفي تفكيك الحكومة الأمريكية!
  • كاتب إسرائيلي حول رؤية ترامب لقطاع غزة: ستار يخفي تفكيك الحكومة الأمريكية
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • رئيس مجلس النواب الأمريكي: سننناقش مسألة غزة مع نتنياهو
  • مسئولون بـ «الفيدرالي الأمريكي» يحذرون من ارتفاع مرتقب في التضخم يتبعه تشديد نقدي بسبب ترامب
  • تفاصيل شكوى لبنان ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟
  • مجلس الشيوخ يحيل عددًا من تقارير اللجان النوعية إلى الحكومة لتنفيذ توصياتها (تفاصيل)
  • مجلس النواب يرفع جلسة اليوم لعدم اكتمال النصاب القانوني