أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف COP28، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة المؤتمر على وضع البشر والحفاظ على الحياة وسُبل العيش في صميم العمل المناخي، مع اتباع نهج يركز على دعم النظم الصحية.

جاء ذلك خلال كلمته في جلسة نقاشية بعنوان: "يوم الصحة الأول من نوعه في مؤتمرات الأطراف: رؤية طموحة للعمل والمساواة والإشراف والمتابعة" التي عقدت خلال فعاليات أسبوع نيويورك للمناخ، واجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك بحضور الدكتور لازاروس مكارثي تشاكويرا، رئيس جمهورية مالاوي، والدكتور تيدروس غيبريسوس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.

وسلّط الدكتور سلطان بن أحمد الجابر الضوء خلال الجلسة على إرث دولة الإمارات الحافل ودورها الريادي في مجال حماية صحة الإنسان من خلال الاسترشاد برؤية ونهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، في الالتزام بوضع حياة البشر وتحسين سُبل عيشهم في مقدمة أولويات الدولة.

وأشار إلى مبادرات مثل "بلوغ الميل الأخير" التي أُطلقت تماشياً مع توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وخصصت الإمارات من خلالها أكثر من 455 مليون دولار لتحسين نتائج الجهود المتعلقة بالصحة العالمية بالتزامن مع التركيز على دعم النظم الصحية المرنة لتقديم خدمات أفضل للمجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.

و عقدت الجلسة النقاشية بحضور عدد من كبار المسؤولين من بينهم سعادة عدنان أمين الرئيس التنفيذي لمكتب COP28، والدكتورة ماريا نيرا، مديرة إدارة البيئة وتغير المناخ والصحة في منظمة الصحة العالمية، وأدارتها الدكتورة فانيسا كيري، المبعوثة الخاصة لمنظمة الصحة العالمية المعنية بتغير المناخ والصحة.

وأكد الدكتور سلطان الجابر في كلمته خلال الجلسة أن" COP28 " سيسعى لتحقيق تقدم ملموس وجوهري في العمل الدولي في مجالَي الصحة والمناخ، حيث تم، وللمرة الأولى في مؤتمرات الأطراف، تخصيص يوم للصحة ضمن برنامج المؤتمر للموضوعات المتخصصة، وكذلك سيتم عقد اجتماع الوزاري حول الصحة والمناخ، واللذين يشكلان فرصةً مهمة لبناء منظومات صحية عادلة ومرنة مناخياً، وحشد وتحفيز الاستثمارات الضرورية في هذا القطاع.

ووجه دعوة مفتوحة إلى المجتمع الدولي لدعم يوم الصحة، والاجتماع الوزاري، اللذين ستتم استضافتهما بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومجموعة من الدول، مشيراً إلى أهمية معالجة الارتباط الوثيق بين تغير المناخ والصحة الذي لم يتم التركيز عليه في مؤتمرات الأطراف السابقة، ومؤكداً ضرورة تغيير ذلك.

وتابع قائلاً: "في إطار استعدادنا لإقامة أول يوم الصحة في مؤتمرات الأطراف، نعتزم مناقشة ومواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ على المنظومة الصحية، وتشجيع الاستثمارات الطموحة في قطاع الصحة بهدف بناء منظومات صحية مرنة وعادلة لديها القدرة على مواجهة تداعيات تغير المناخ".

وأشاد بالجهود الرائدة للدول التي تتعاون مع رئاسة " COP28 " في إدارة المناقشات حول الصحة والمناخ خلال COP28 وهي البرازيل، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، ومملكة هولندا، وجمهورية كينيا، وجمهورية فيجي، وجمهورية الهند، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية سيراليون، وجمهورية ألمانيا الاتحادية.

وأشار في كلمته إلى عدد من الأخطار التي تتعرض لها صحة البشر بسبب تغير المناخ ومنها تحوّر الأمراض، واتساع نطاق انتشارها، وعودة ظهور الأمراض التي تم احتواؤها سابقاً، وأوضح أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية كشفت زيادة سنوية في حالات الوفاة الناتجة عن تلوث الهواء تقدر بسبعة ملايين حالةً، وأن الأمراض المُعدية مثل الملاريا، يتوسع نطاق انتشارها بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغيّر أنماط الطقس، مما يؤثر على المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.

وإلى جانب مناقشة هذه التهديدات المتزايدة، سيركّز يوم الصحة الذي تقام فعالياته يوم 3 ديسمبر القادم في مؤتمر COP28 على هشاشة النظم الصحية الحكومية التي أظهرتها جائحة كورونا في مختلف أنحاء العالم، وكذلك الحاجة الملحَّة إلى إجراء تغييرات جذرية لتمكين هذه النظم من الاستجابة لتداعيات تغير المناخ.

وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر: "يعتزم مؤتمر COP28 تسليط الضوء على هذه الموضوعات والجمع بين الشركاء الذي يمكنهم تحقيق تغيير إيجابي، وتحسين الوضع الحالي من خلال توحيد جهود العالم حول خطة عمل تضمن احتواء الجميع، وتركز على تحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتوفير التمويل المناخي بشكل أكثر إنصافاً، وتحسين الحياة وسُبل العيش". وسيكون التمويل من الأولويات الرئيسية خلال فعاليات يوم الصحة في COP28، حيث تشير التقديرات إلى أن الخسائر المالية للأزمات الصحية التي يسببها تغير المناخ ستصل ما بين 2 إلى 4 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الفقر، خاصةً في المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ. ويتوقع البنك الدولي أن تحتل التأثيرات المناخية السلبية على الصحة نحو 40% من مُسبِّبات الفقر الناتج عن تغير المناخ، مما سيؤثر على الإنتاجية والدخل والتكاليف الصحية للأفراد والمجتمعات.

ودعا الدكتور سلطان الجابر إلى توفير مزيد من التمويل الميسّر لدول الجنوب العالمي لتقليل الأخطار التي تهددها، بالإضافة إلى جذب رأس المال من القطاع الخاص، مؤكداً ضرورة تحقيق التوزان بين بنود التمويل المناخي. كما طالب الحكومات بمضاعفة التمويل الخاص بالتكيف بحلول عام 2025، والمساهمة في تجديد موارد الصندوق الأخضر للمناخ.

وأكد ضرورة زيادة الاستثمار في مجال الصحة لأهميته الحاسمة في تعزيز المرونة المناخية، وضرورة النظر إلى هذه النفقات بوصفها استثمارات في الحياة وليست تكاليفاً، مشيراً إلى تقديرات البنك الدولي التي توضح أن كل دولار يتم استثماره في بناء المرونة المناخية يحقق فوائد تبلغ في المتوسط 4 دولارات.

ووجه دعوة مفتوحة إلى مؤسسات التمويل، بما في ذلك بنوك التنمية، لإعطاء الأولوية للاستثمار في الصحة والمناخ، وأشاد بالدور الريادي الذي تلعبه منظماتٍ مثل البنك الدولي، ومصرف التنمية الآسيوي، وصندوق المناخ الأخضر، ومؤسسة "روكفلر"، لالتزامها بمعالجة نقص تمويل الصحة والمناخ خلال COP28.

جدير بالذكر أن خطة عمل COP28 تستند إلى الحقائق العلمية، وتركّز على تحقيق نتائج عملية وملموسة، واتباع نهج جديد لحل أزمة المناخ، بما يجمع الشغف والطُموح مع الجانب العمليّ والواقعي. ويأتي موضوع الصحة ضمن واحدة من ركائز خطة عمل المؤتمر وهي التركيز على الحفاظ على البشر وتحسين الحياة وسُبل العيش.

وتتضمن الركائز الثلاثة الأخرى تسريع تحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وضمان احتواء الجميع في المؤتمر بشكل تام. وسيشمل بند الحفاظ على البشر وتحسين الحياة وسُبل العيش أيضاً إصدار "إعلان الغذاء" الذي يهدف إلى حشد الإرادة السياسية اللازمة لتطوير المنظومات المعنية بضمان الأمن الغذائي وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة. ومن المخطط كذلك إصدار إعلان وزاري حول الصحة والمناخ لأول مرة في مؤتمرات الأطراف، والدعوة لجذب مزيد من التمويل لتعزيز حلول الطبيعة والمناخ وتوسيع نطاقها.

اقرأ أيضاًرئيس COP28: نتطلع لاستمرار التعاون مع الشركاء لتعزيز العمل المناخي

خبير طاقة: cop28 فرصة لتحقيق صفقة عالمية لإزالة الكربون من الكوكب

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قطاع الطاقة التنمية المستدامة تطوير آليات التمويل المناخي الممارسات الزراعية تحسين الحياة الصحة والمناخ لتداعیات تغیر المناخ الصحة العالمیة الدکتور سلطان الصحة والمناخ یوم الصحة

إقرأ أيضاً:

"الوطنية للتمويل" تجدد التزامها بتمكين الطاقات الوطنية

 

 

مسقط- الرؤية

شاركت الوطنية للتمويل- شركة التمويل الرائدة في سلطنة عُمان- بدور بارز في المؤتمر السنوي الثامن للجمعية العُمانية لإدارة الموارد البشرية (أوشرم)، الذي نظمته وزارة العمل تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار.

ومن خلال مشاركتها الفاعلة في المؤتمر، جددت الشركة الوطنية للتمويل التزامها بتمكين الطاقات الوطنية الواعدة، وتطوير قيادات مؤهلة للمستقبل لاتخاذ قرارات استراتيجية، والمساهمة في بناء فِرق عمل متكاملة، مما يمهّد الطريق نحو الابتكار المستدام والتقدم الشامل.

وجمع المؤتمر السنوي الثامن للجمعية العُمانية لإدارة الموارد البشرية (أوشرم) الذي عُقد تحت شعار "القيادة في الفضاء الحر"، قادة الصناعة المتميزين وكبار التنفيذيين وممثلي من المؤسسات التعليمية والمنظمات الدولية، مقدّمًا وجهة رائدة لتبادل الرؤى والخبـرات حول القيادة الاستشرافية واستراتيجيات رأس المال البشري المستدامة في سلطنة عُمان.

وسلّط الحدث الضوء على أهمية بيئة العمل المتوازنة والآمنة نفسيًا، لما لها من دور هام في دعم الموظفين لمواجهة التحديات، وتحقيق نمو مهني مستدام وتوازن فعّال بين العمل والحياة.

وقال طارق بن سليمان الفارسي الرئيس التنفيذي لشركة الوطنية للتمويل: "نفخر بالمشاركة في المؤتمر السنوي الثامن للجمعية العُمانية لإدارة الموارد البشرية (أوشرم)، الذي يُعد منصة وطنية رائدة تسلط الضوء على تحسين مفاهيم القيادة واستشراف مستقبل الموارد البشرية. في الشركة الوطنية للتمويل، ونحن نؤمن بأن الاستثمار في العقول الشابة يشكّل أساساً متيناً لتحقيق النمو المستدام، وأن تمكين الكفاءات الوطنية يُعد جزءًا جوهرياً من استراتيجيتنا المؤسسية، وتُسهم مثل هذه المؤتمرات في تعزيز ثقافة الابتكار، وترسيخ مفاهيم الشمولية والتنوع في بيئة العمل، بما يدعم توجهات التنمية الشاملة في سلطنة عُمان".

وجاءت مشاركة الشركة الوطنية للتمويل في المؤتمر من خلال جناحها المخصص، الذي استعرض أبرز إنجازاتها في مجال إدارة الموارد البشرية وأهم خدماتها المتنوعة التي تقدمها للعملاء، إذ تفخر الشركة بالتزامها المتواصل بأن تكون جهة العمل المفضلة، من خلال ترسيخ ثقافة مؤسسية تشجع على التطور المهني والنمو الشخصي.

وبفضل استراتيجياتها المدروسة في تطوير الكفاءات ووضع مسارات واضحة للترقي، تعمل الشركة على تمكين موظفيها وتحفيزهم على تحقيق أقصى إمكاناتهم، وتُسهم هذه الجهود بشكل مباشر في تعزيز الأداء المؤسسي، وتأهيل كوادر قادرة على مواجهة التحديات بثقة واستدامة.

وتواصل الوطنية للتمويل التزامها الراسخ بتطوير الكوادر الوطنية، محافظةً على معدل تعميـن يتجاوز 90% خلال السنوات الثلاث الماضية، ويعكس هذا الإنجاز إيمان الشركة العميق بأهمية تنمية القدرات المحلية وبناء قاعدة مستدامة من الكفاءات الوطنية العمانية.

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على نسبة مادة الزرنيخ السامة في الأرز؟
  • "التعاون الخليجي": التعاون الاستراتيجي بين دول الخليج وآسيا الوسطى يشهد تقدمًا ملموسًا
  • تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسط
  • "الوطنية للتمويل" تجدد التزامها بتمكين الطاقات الوطنية
  • المؤتمر الإماراتي الدولي للطب النووي يوصي بتوسيع استخدام التقنيات الحديثة في علاج السرطان
  • «المؤتمر»: قانون العمل نقلة تشريعية جديدة لتحقيق التوازن بين العامل وصاحب العمل
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: قانون العمل الجديد يدعم الأمان الوظيفي ويعزز استقرار بيئة العمل
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: قانون العمل الجديد يدعم الأمان الوظيفي
  • وزير الصحة يشارك بـ«المؤتمر الدولي للصحة» في كوبا  
  • "اجتماعات مسقط" ودور مؤسسات التمويل الإنمائي