بوابة الوفد:
2025-01-17@20:30:56 GMT

(الزهرة) تشكو أوجاعها!

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

بعد أن كانت مدينة درنة المتمددة على الشرق الليبى قبالة شاطئ (المتوسط) عامرة بأهلها مزدهرة بثقافتها وهويتها المميزة (كالزهرة )، حيث كان ذلك اسمها سابقًا، أصبحت بفعل الإهمال المدينة المنسية فى عهد المملكة ثم الجماهيرية، وخلال الحكومات الانتقالية بعد سقوط نظام القذافى تمكن منها الإرهاب فأصبحت الملاذ الآمن له!
هكذا كان حالها؛ حتى ضربها (إعصار دانيال ) بداية الأسبوع الماضى، فجرف ثلثها بالبشر والحجر إلى البحر، مخلفًا وراءه عددًا من القتلى والمفقودين بلغ أكثر من 30,000 ألف شخص حسب آخر تقديرات رسمية.

بينما العدد النهائى للضحايا من الصعب حصره حتى الآن، الأمر الذى دفع السلطات الليبية إلى عزل المناطق المتضررة  خوفًا من انتشار الأوبئة بعد نزوح 30,000 من سكانها إلى المدن المجاورة.
وعقب مضى سبعة أيام على الكارثة –حتى كتابة هذه السطور- يتضاءل الأمل فى العثور على أحياء، وتبدو حالة الدمار واضحة وكأن لسان حالها يقول: أسرعوا بالتدخل الدولى لحماية المدنيين تلبية لحقوق الإنسان التى يتغنى بها المجتمع الدولى، والذى طبقها من قبل حين تدخل عسكريًا لإسقاط نظام معمر القذافى، وما أحوج درنة اليوم لتكثيف المساعدات الدولية تلبية  لنداء محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسى الليبى الذى اعترف نصًا: (إن الكارثة أكبر من قدرات ليبيا المادية  والبشرية)، مؤكدًا أن الانقسام بين المؤسسات الليبية يعرقل جهود الإنقاذ حتى الآن! 
وعلى الصعيد العربى قامت العديد من الدول بتقديم المساعدات وفى مقدمتها مصر، التى أرسلت جسرًا من طائرات الإغاثة تحمل فرق الإنقاذ وخيم الإيواء والمساعدات الطبية، بالإضافة إلى قوافل من معدات الإعاشة وعربات الإسعاف عن طريق البحر والبر، كما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإقامة معسكرات لإيواء المتضررين من الأشقاء الليبيين على الحدود، وهذه هى المرة الأولى التى تقيم فيها مصر مخيمات، لاستضافة لاجئين على أرضها تأكيدًا لدورها العربى باعتبارها الشقيقة الكبرى.
وعلى الصعيد المحلى فقد أعلن النائب العام عن فتح تحقيقات مع المتورطين فى الكارثة، وملاحقة أباطرة الفساد، ولكن فى اعتقادنا أن النائب العام لن يتمكن من اتخاذ قراره فى ظل دولة غائبة تحمى قراراته، وحالة الانقسام التى تعيشها ليبيا التى كان من نتائجها تعطيل  بناء وتحديث المدن الليبية كما حدث مع سدى درنة (الوادى وأبو منصور) اللذين أنهارا أمام فيضان دانيال، مما ضاعف من حجم المأساة! 
ويبقى الدرس المستفاد من الكارثة أن تتمسك الشعوب العربية باستقرار دولها، ونبذ الانقسامات والصراعات الداخلية على السلطة فى بعضها، وتحديث بنيتها التحتية واتخاذ الإجراءات الضرورية استعدادًا لمثل هذه الكوارث المناخية، مع الوقوف صفا واحدًا أمام المجتمع الدولى، الذى يتحدث عن حقوق الإنسان ويعمل ضدها، كما حدث مع ليبيا وفى القلب منها درنة التى تئن بأوجاعها بينما الغرب جالس فى مقاعد المتفرجين!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مدينة درنة الزهرة الارهاب إعصار دانيال

إقرأ أيضاً:

حكاية 5 منازل ضد الكوارث.. صمدت في وجه الحرائق والفيضانات والبراكين

من قلب الأزمات التي حدثت طيلة السنوات المنقضية، بين عواصف وفيضانات وحرائق، خرجت قصص لمنازل  صمدت في وجه الكوارث الطبيعية، تحمل حكايات مختلفة، فمنها منازل صمدت أمام حرائق ابتلعت الأخضر واليابس، وأخرى قاومت الأعاصير والفيضانات، وغيرها تماسكت أمام الزلازل. 

معجزة منزل حرائق كاليفورنيا

مشهد صمود أحد المنازل في مدينة ماليبو في كاليفورنيا، أمام جحيم النيران المشتعلة دون توقف لمدة أيام متواصلة، كان كافيًا لإثارة الدهشة والحيرة حول السبب وراء عدم تأذيه من الأحداث الكارثية التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أطاحت بأحياء كاملة، ورغم اختفاء معالم المنازل من حوله إلا أنه ظل صامدًا، ليطلق عليه «المنزل المعجزة».

المنزل الذي بات ضمن أشهر المنازل حول العالم، قيمته تبلغ ما يزيد عن 9 ملايين دولار،  وترجع ملكيته لرجل أعمال أمريكي يدعى ديفيد ستاينر، مكون من 3 طوابق، لم يتأذى أي منها، إذ رجع خبراء، أن هذا المنزل مصنوع من مواد غير قابلة للاشتعال، لذلك لم يصيبه أي أذى، وفقًا لشبكة «abc».

منزل يصمد أمام حمم بركانية في إسبانيا

عام 2021، التقط مصور إسباني صورًا لمنزل غريب، يقع وسط كتلة من الدمار والخراب، رغم ذلك لا يزال يحتفظ برونقه وألوانه دون أن يصاب بالنيران التي اشتعلت من حوله، إثر ثوران بركان استمر لعدة أيام متواصلة ليمحي ملامح جزيرة لا بالما في جزر الكناري بإسبانيا بالكامل، وتدمير ما يقرب من 200 منزل حوله، بحسب صحيفة «إل موندو» الإسبانية.

   

منزل درنة يثير حيرة الملايين 

لم تختلف المعجزة كثيرًا التي حدثت لمنزل درنة الشهير، والذي أطلقت حوله العديد من الأساطير، ما بين كونه منزلًا لرعاية الأيتام، أو بيتًا لتحفيظ القرآن، لكن الحقيقة أنه منزل لأحد أئمة المساجد في ليبيا، وهو أحد الأشخاص المعروفة بحبهم لفعل الخير، كما أنه بالفعل يكفل 4 أيتام داخل منزله.

ورغم الكوارث التي خلفتها تلك الفيضانات، إلا أن المنزل ظل صامدًا، ولم يتأذى أي من سكانه رغم وجودهم بداخله أثناء الفيضانات.

مقالات مشابهة

  • هالة صدقى: انتظرونى فى الماراثون الرمضانى 2025
  •  محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟
  • محللون فلسطينيون: اتفاق غزة خطوة مهمة تنهي المجازر بحق الأبرياء.. ويجب وقف الحرب
  • المسئولية والجزاء.. وضوابطهما القانونية
  • كنائس حوش البيعة في الموصل تشكو الإهمال.. واحدة فقط تم تأهيلها (صور)
  • حكاية 5 منازل ضد الكوارث.. صمدت في وجه الحرائق والفيضانات والبراكين
  • نور محمود: حنان مطاوع لها فضل كبير عليَّ .. وهذا سبب حبي لـ أحمد زكي | حوار
  • بريئة ومدانة!
  • وقف النار المرتقب!
  • السعدي: الانتقالي مسؤول عن الكارثة المعيشية في عدن والمحافظات الجنوبية