بوابة الوفد:
2024-10-02@02:35:37 GMT

(الزهرة) تشكو أوجاعها!

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

بعد أن كانت مدينة درنة المتمددة على الشرق الليبى قبالة شاطئ (المتوسط) عامرة بأهلها مزدهرة بثقافتها وهويتها المميزة (كالزهرة )، حيث كان ذلك اسمها سابقًا، أصبحت بفعل الإهمال المدينة المنسية فى عهد المملكة ثم الجماهيرية، وخلال الحكومات الانتقالية بعد سقوط نظام القذافى تمكن منها الإرهاب فأصبحت الملاذ الآمن له!
هكذا كان حالها؛ حتى ضربها (إعصار دانيال ) بداية الأسبوع الماضى، فجرف ثلثها بالبشر والحجر إلى البحر، مخلفًا وراءه عددًا من القتلى والمفقودين بلغ أكثر من 30,000 ألف شخص حسب آخر تقديرات رسمية.

بينما العدد النهائى للضحايا من الصعب حصره حتى الآن، الأمر الذى دفع السلطات الليبية إلى عزل المناطق المتضررة  خوفًا من انتشار الأوبئة بعد نزوح 30,000 من سكانها إلى المدن المجاورة.
وعقب مضى سبعة أيام على الكارثة –حتى كتابة هذه السطور- يتضاءل الأمل فى العثور على أحياء، وتبدو حالة الدمار واضحة وكأن لسان حالها يقول: أسرعوا بالتدخل الدولى لحماية المدنيين تلبية لحقوق الإنسان التى يتغنى بها المجتمع الدولى، والذى طبقها من قبل حين تدخل عسكريًا لإسقاط نظام معمر القذافى، وما أحوج درنة اليوم لتكثيف المساعدات الدولية تلبية  لنداء محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسى الليبى الذى اعترف نصًا: (إن الكارثة أكبر من قدرات ليبيا المادية  والبشرية)، مؤكدًا أن الانقسام بين المؤسسات الليبية يعرقل جهود الإنقاذ حتى الآن! 
وعلى الصعيد العربى قامت العديد من الدول بتقديم المساعدات وفى مقدمتها مصر، التى أرسلت جسرًا من طائرات الإغاثة تحمل فرق الإنقاذ وخيم الإيواء والمساعدات الطبية، بالإضافة إلى قوافل من معدات الإعاشة وعربات الإسعاف عن طريق البحر والبر، كما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإقامة معسكرات لإيواء المتضررين من الأشقاء الليبيين على الحدود، وهذه هى المرة الأولى التى تقيم فيها مصر مخيمات، لاستضافة لاجئين على أرضها تأكيدًا لدورها العربى باعتبارها الشقيقة الكبرى.
وعلى الصعيد المحلى فقد أعلن النائب العام عن فتح تحقيقات مع المتورطين فى الكارثة، وملاحقة أباطرة الفساد، ولكن فى اعتقادنا أن النائب العام لن يتمكن من اتخاذ قراره فى ظل دولة غائبة تحمى قراراته، وحالة الانقسام التى تعيشها ليبيا التى كان من نتائجها تعطيل  بناء وتحديث المدن الليبية كما حدث مع سدى درنة (الوادى وأبو منصور) اللذين أنهارا أمام فيضان دانيال، مما ضاعف من حجم المأساة! 
ويبقى الدرس المستفاد من الكارثة أن تتمسك الشعوب العربية باستقرار دولها، ونبذ الانقسامات والصراعات الداخلية على السلطة فى بعضها، وتحديث بنيتها التحتية واتخاذ الإجراءات الضرورية استعدادًا لمثل هذه الكوارث المناخية، مع الوقوف صفا واحدًا أمام المجتمع الدولى، الذى يتحدث عن حقوق الإنسان ويعمل ضدها، كما حدث مع ليبيا وفى القلب منها درنة التى تئن بأوجاعها بينما الغرب جالس فى مقاعد المتفرجين!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مدينة درنة الزهرة الارهاب إعصار دانيال

إقرأ أيضاً:

لأجل الخريجين.. حماد يجتمع مع مدير صندوق إعادة إعمار درنة وعميد جامعتها

عُقد بمقر رئاسة مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء، اجتماع برئاسة الدكتور أسامة حماد رئيس الحكومة الليبية، ومشاركة مدير عام صندوق إعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة المهندس أبوالقاسم حفتر، وعميد جامعة درنة الدكتور نصر عياد.

جاء الاجتماع، في إطار تنفيذ ما تعهد به القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير أركان حرب خليفة أبوالقاسم حفتر خلال حضوره حفل التخرج بجامعة درنة، بتعيين خريجي الجامعة دفعة (عودة الأمل) في صندوق إعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة والقطاعات الإدارية والخدمية المختلفة بمدينة درنة، حسب تخصصاتهم العلمية.

وأوضحت الحكومة الليبية في بيان، أن عميد الجامعة سلم كشوف بأسماء وتخصصات الخريجات والخريجين إلى رئيس الحكومة، الذي أصدر تعليماته الفورية بإعداد قرارات التعيين بشكل عاجل، مقدّماً التهنئة للخريجين الذين سيخدمون من خلال وظائفهم وطنهم ومدينتهم، ويساهمون في مشروع إعمار درنة وتطويرها.

وقدم مدير عام صندوق إعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة الشكر والتقدير للقائد العام على هذه البادرة، ولرئيس الحكومة الليبية على هذه الاستجابة السريعة التي تقدم النموذج في الإرادة والإدارة.

ومن جانبه عبّر عميد جامعة درنة عن مشاعر التقدير والامتنان للقائد العام، ورئيس مجلس الوزراء، والمدير العام لصندوق إعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة على كل ما قدموه لدرنة من أيادٍ بيضاء ومبادرات وطنية وإنسانية جعلت درنة تتجاوز محنة الطوفان وتدخل مرحلة التنمية الشاملة والبناء والعمران، وتوجيه التحية بإسم درنة وأهلها إلى القائد العام للقوات المسلحة الذي أولى المدينة كل اهتمامه وعنايته.

الوسومحماد

مقالات مشابهة

  • السودان: المنسقية العامة للنازحين واللاجئين تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في دارفور
  • لأجل الخريجين.. حماد يجتمع مع مدير صندوق إعادة إعمار درنة وعميد جامعتها
  • بدء تركيب الأجزاء المعدنية لمشروع كوبري شارع البحر في درنة
  • الغارديان: اغتيال حسن نصر الله سيجر الشرق الأوسط نحو الكارثة
  • صندوق إعادة إعمار درنة ينفذ مشاريع إنشاء عبارات في عدة مناطق
  • جامعة الدول العربية ترحب بالتفاهمات الليبية الأخيرة والتي أدت إلى حل أزمة مصرف ليبيا المركزي
  • جريزمان يعلن اعتزاله اللعب الدولى مع منتخب فرنسا
  • تجنب الكارثة الكبرى في الشرق الأوسط.. قدرة الدول العظمى على المحك
  • مداهمة منزل في درنة وضبط مواد مخدرة ومبلغ مالي
  • الحليب في الريف.. «مصدر خير كتير.. قريش وجبنة قديمة وزبدة وفطير»