بوابة الوفد:
2025-01-26@07:32:49 GMT

الزلزال والإعصار والعبرة

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

(الخوف والهلع هو سيد المشهد فى المغرب وليبيا)، ثلاثة أيام فقط بين الزلزال المدمر فى المغرب والإعصار المدمر فى ليبيا، والحصيلة هى ما يقرب من عشرة آلاف قتيل من زلزال المغرب المدمر، وأكثر من خمسة آلاف قتيلٍ من كارثة إعصار ليبيا وقد يصل العدد إلى عشرين ألف قتيل، وهناك أعداد كبيرة من المشردين من البلدين المنكوبين، فالإعصار (دانيال) قد اجتاح المنطقة الشرقية من ليبيا بمدينة درنة على البحر المتوسط والسيول الضخمة جرفت التربة فانهارت مئات المبانى والعمائر، والحقيقة فى مقالى هذا أريد تناول الموضوع من اتجاه آخر ومختلف، ألا وهو العبرة والدرس من تلك الظواهر المدمرة والمفاجئة للإنسانية، العبرة الأولى أن الله عز وجل يرسل الآيات تذكيرًا لعباده حتى يرجعوا إليه ويجتنبوا الذنوب والمعاصى والشاهد على ذلك قوله تعالى (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) والآيات هنا مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات، وقد أهلك الله قوم شعيب عليه السلام بالرجفة (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دَارِهِمْ جَاثِمِينَ)، وأهلك قارون بالخسف: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ)، وأهلك عاد بالريح (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ، فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِى أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ).


ففى مشاهد الإعصار المدمر تذكير بشدة بطش الله حيث قال (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) وفيه تذكير أيضًا بإهلاكه للأمم السابقة حين قال (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، أما فى مشاهد الزلازل المدمرة والمتكررة تذكير الناس بقرب قيام الساعة حيث ورد فى الحديث الشريف (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ..)، وفيها أيضًا تذكير للناس بمشاهد يوم القيامة حيث قال تعالى (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)، والمؤسف هنا أنه لم يكن هناك أى تحذيرات مسبقة من الحكومة الليبية عن الإعصار، وأيضًا لم تكن هناك توقعات من الحكومة المغربية بالزلزال، وبالتالى فإن الكوارث قد باغتت الدولتين دون تحذيرات أو توقعات مسبقة، وتساؤلنا هنا: هل تتحمل الحكومتان بالمغرب وليبيا المسئولية عن تلك المباغتة الكارثية؟، وهل تتحمل الحكومتان بالمغرب وليبيا المسئولية عن نقص التجهيزات والاستعدادات الوطنية لمواجهة الكوارث الطبيعية؟، قد نجد صعوبة فى الإجابة ولكن المؤكد عدم وجود استعداد وجاهزية وخطط طوارئ بهاتين الدولتين، لا سيما أن المغرب وليبيا هما دولتام قادرتان وبهما مقومات طبيعية ومادية تمكن الحكومات من المواجهة والتغلب على الكوارث المختلفة، وفى ختام مقالى هذا نؤكد أنه بالفعل لا يغنى الحذر من القدر، ولكن أرى أن الحذر والتجهيز والاستعداد من الممكن أن يخفف الأضرار، وللحديث بقية إن شاء الله.


دكتور جامعى وكاتب مصرى
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخوف المغرب ليبيا الزلزال الاعصار كارثة التربة المغرب ولیبیا

إقرأ أيضاً:

الكوارث المناخية عطلت تعلم 250 مليون طفل في العالم بحسب يونيسف

عطلت الظواهر المناخية المتطرفة كالأعاصير وموجات الحر والفيضانات عملية تعلم نحو 250 مليون طفل في مختلف أنحاء العالم سنة 2024، أي ما يعادل طفلا من كل سبعة أطفال، على ما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ملاحظة أن تأثير الأزمة المناخية « مهمل ».

وقالت مديرة المنظمة كاثرين راسل، في بيان، إن « الأطفال أكثر عرضة لآثار الأزمات المرتبطة بالظواهر المناخية، ومنها موجات الحر والعواصف والجفاف والفيضانات، والتي تزداد حدتها ووتيرتها » بسبب ظاهرة الاحترار المناخي.

وأضافت ان « أجسام الأطفال عرضة بشكل خاص، إذ ترتفع حرارتها بسرعة أكبر وتبرد بشكل أبطأ من البالغين لأن ها تتعر ق بطريقة أقل فاعلية. ولا يستطيع الأطفال التركيز على درسهم في المدارس التي لا توفر فيها أي وسيلة لمواجهة الحر الشديد، كما أنهم يعجزون عن ارتياد المدارس إذا كانت الطرق غارقة بالمياه أو إذا جرفت الفيضانات مدرستهم ».

وبحسب بيانات يونيسف، أدت الظواهر المناخية خلال السنة الفائتة إلى تعطيل تعلم نحو 242 مليون طفل من صفوف الروضة إلى المرحلة الثانوية في 85 بلدا، وهذه أرقام تقديرية و »بتحفظ » بسبب النقص في البيانات.

فقد أغلقت صفوف وسجلت تأخيرات في إعادة فتح المدارس وتعطلت جداول زمنية وحتى تدمرت مدارس.

وكان الحر الشديد السبب الرئيسي وراء تعطل الدراسة، إذ تأثر به ما لا يقل عن 171 مليون تلميذ، بينهم 118 مليونا في أبريل 2024 وحده، لا سيما في بنغلادش وكمبوديا والهند وتايلاند والفيليبين.

في هذه البلاد حيث يشكل ارتفاع درجات الحرارة خطرا كبيرا لمواجهة الأطفال ارتفاعا في الحرارة، أغلقت آلاف المدارس غير المكيفة.

تأثر بشكل كبير شهر سبتمبر الذي يمثل انطلاق العام الدراسي في عدد كبير من البلدان، إذ علقت الدراسة في 18 دولة، لا سيما بسبب إعصار « ياغي » المدمر في شرق آسيا والمحيط الهادئ.

وكانت منطقة جنوب آسيا الأكثر تضررا من تعطل المدارس بسبب الظواهر المناخية، إذ تأثر فيه 128 مليون تلميذ.

وعلى مستوى البلدان، حلت الهند في المرتبة الأولى (54 مليون تلميذ تعطلت دراستهم بسبب موجات الحر)، تلتها بنغلادش (35 مليون تلميذ تعطلت دراستهم للسبب نفسه).

ويرجح أن ترتفع هذه الأرقام خلال السنوات المقبلة، إذا لم تتخذ خطوات عالمية لإبطاء ظاهرة الاحترار المناخي.

يعيش نصف أطفال العالم، أي نحو مليار طفل، في بلدان معرضة بشدة لخطر الكوارث المناخية والبيئية.

وإذا استمر المسار الحالي لانبعاثات غازات الدفيئة، فمن المتوقع أن يرتفع عدد الأطفال المعرضين لموجات حر في العام 2050 نحو ثماني مرات مقارنة بسنة 2000، والعدد المعرض لتعطل الدراسة بسبب الفيضانات الشديدة قد يرتفع 3,1 مرات، بينما يتوقع أن يرتفع 1,7 مرة عدد الأطفال الذين قد تتعطل دراستهم بسبب الحرائق، وفق يونيسف.

وللكوارث المناخية تأثير أوسع من ذاك الظرفي، إذ أبدت المنظمة قلقها من أن يؤدي تعليق الدراسة لفترات طويلة إلى زيادة مخاطر التوقف التام عن ارتياد بعض الأطفال المدارس، وخصوصا الفتيات منهم.

وأكد تقرير المنظمة أن « التغير المناخي يفاقم أزمة التعلم العالمية ويهدد قدرة الأطفال على تحصيل علمهم »، مضيفا « اليوم، وبحسب التقديرات، يعجز ثلثا الأطفال في سن العاشرة في مختلف أنحاء العالم عن قراءة نص بسيط وفهمه ». وشدد التقرير على أن « المخاطر المناخية تجعل هذا الواقع أسوأ ».

وقالت كاثرين راسل « إن التعليم هو إحدى الخدمات الأكثر تعطلا بسبب التغير المناخي »، مشيرة إلى أنه « مجال غالبا ما يتم إهماله في المناقشات على الرغم من دوره في إعداد الأطفال للتكيف مع التغير المناخي ».

وتابعت إن « مستقبل الأطفال ينبغي أن يكون حاضرا في مختلف الخطط والإجراءات المناخية ».

ودعت يونيسف إلى الاستثمار لتجديد الصفوف المدرسية أو بناء أخرى جديدة أكثر مقاومة لهذه المخاطر المناخية. ففي موزمبيق مثلا، دمر إعصار « تشيدو » خلال ديسمبر أو ألحق أضرارا بـ 1126 صفا في 250 مدرسة.

(وكالات)

 

 

 

كلمات دلالية الامم المتحدة التعلم التغيرات المناخية اليونيسيف تعطيل

مقالات مشابهة

  • موقف رجولي ووطني من رفاق بنعبد الله…التقدم والإشتراكية يراسل حركة فتح الفلسطينية حول موقفها الواضح من مغربية الصحراء
  • 10 افلام تتحدث عن الكوارث.. مغامرات مثيرة تنقلك للحدث
  • ترامب: سأوقع أمرًا لإصلاح وكالة إدارة الكوارث أو ربما إلغائها
  • الكوارث المناخية عطّلت تعلّم 250 مليون طفل في العالم بحسب يونيسف
  • الكوارث المناخية عطلت تعلم 250 مليون طفل في العالم بحسب يونيسف
  • بحضور محيى إسماعيل.. الغرباوي يوقع كتابيه «المدمر وجسم وأسنان وشعر مستعار» بمعرض الكتاب
  • إحميد: شعار “أمريكا أولاً” يحدد سياسات ترامب الخارجية وليبيا ليست ضمن أولويات
  • في أول زيارة له.. ترامب يتجه إلى مناطق الكوارث في نورث كارولينا وكاليفورنيا
  • الخارجية: مصر تعمل على حل المنازعات بالطرق السلمية في سوريا واليمن وليبيا والسودان
  • صلاة الضحى .. سر تسميتها بصلاة الأوابين ووقتها وفضلها وعدد ركعاتها وهل صلاها النبي؟