بوابة الوفد:
2025-04-02@21:26:10 GMT

الزلزال والإعصار والعبرة

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

(الخوف والهلع هو سيد المشهد فى المغرب وليبيا)، ثلاثة أيام فقط بين الزلزال المدمر فى المغرب والإعصار المدمر فى ليبيا، والحصيلة هى ما يقرب من عشرة آلاف قتيل من زلزال المغرب المدمر، وأكثر من خمسة آلاف قتيلٍ من كارثة إعصار ليبيا وقد يصل العدد إلى عشرين ألف قتيل، وهناك أعداد كبيرة من المشردين من البلدين المنكوبين، فالإعصار (دانيال) قد اجتاح المنطقة الشرقية من ليبيا بمدينة درنة على البحر المتوسط والسيول الضخمة جرفت التربة فانهارت مئات المبانى والعمائر، والحقيقة فى مقالى هذا أريد تناول الموضوع من اتجاه آخر ومختلف، ألا وهو العبرة والدرس من تلك الظواهر المدمرة والمفاجئة للإنسانية، العبرة الأولى أن الله عز وجل يرسل الآيات تذكيرًا لعباده حتى يرجعوا إليه ويجتنبوا الذنوب والمعاصى والشاهد على ذلك قوله تعالى (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) والآيات هنا مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات، وقد أهلك الله قوم شعيب عليه السلام بالرجفة (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دَارِهِمْ جَاثِمِينَ)، وأهلك قارون بالخسف: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ)، وأهلك عاد بالريح (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ، فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِى أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ).


ففى مشاهد الإعصار المدمر تذكير بشدة بطش الله حيث قال (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) وفيه تذكير أيضًا بإهلاكه للأمم السابقة حين قال (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، أما فى مشاهد الزلازل المدمرة والمتكررة تذكير الناس بقرب قيام الساعة حيث ورد فى الحديث الشريف (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ..)، وفيها أيضًا تذكير للناس بمشاهد يوم القيامة حيث قال تعالى (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)، والمؤسف هنا أنه لم يكن هناك أى تحذيرات مسبقة من الحكومة الليبية عن الإعصار، وأيضًا لم تكن هناك توقعات من الحكومة المغربية بالزلزال، وبالتالى فإن الكوارث قد باغتت الدولتين دون تحذيرات أو توقعات مسبقة، وتساؤلنا هنا: هل تتحمل الحكومتان بالمغرب وليبيا المسئولية عن تلك المباغتة الكارثية؟، وهل تتحمل الحكومتان بالمغرب وليبيا المسئولية عن نقص التجهيزات والاستعدادات الوطنية لمواجهة الكوارث الطبيعية؟، قد نجد صعوبة فى الإجابة ولكن المؤكد عدم وجود استعداد وجاهزية وخطط طوارئ بهاتين الدولتين، لا سيما أن المغرب وليبيا هما دولتام قادرتان وبهما مقومات طبيعية ومادية تمكن الحكومات من المواجهة والتغلب على الكوارث المختلفة، وفى ختام مقالى هذا نؤكد أنه بالفعل لا يغنى الحذر من القدر، ولكن أرى أن الحذر والتجهيز والاستعداد من الممكن أن يخفف الأضرار، وللحديث بقية إن شاء الله.


دكتور جامعى وكاتب مصرى
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخوف المغرب ليبيا الزلزال الاعصار كارثة التربة المغرب ولیبیا

إقرأ أيضاً:

36 هزة ارتدادية تضرب ميانمار بعد زلزال مدمر حصد أكثر من 1700 قتيل

ضربت 36 هزة ارتدادية تراوحت قوتها بين 2.8 و7.5 درجة على مقياس ريختر مناطق واسعة من ميانمار حتى صباح اليوم الاثنين، وذلك في أعقاب الزلزال المدمر الذي هز البلاد بقوة 7.9 درجة الجمعة الماضية، وفقا لإدارة الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في ميانمار.

 

 وكان زلزال عنيف، قدرت قوته بين 7.7 و7.9 درجة، قد ضرب البلاد في تمام الساعة 12:51 بعد ظهر يوم الجمعة الماضي بالتوقيت المحلي.

 

أخبار ذات صلة فريق ياباني في ميانمار لتقييم الاحتياجات بعد الزلزال المدمر ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال في ميانمار إلى أكثر من 1700

 وتسبب الزلزال، الذي تمركز بالقرب من مدينة ماندالاي (ثاني أكبر مدن البلاد)، في دمار واسع النطاق شمل أيضاً العاصمة نايبيداو، وأدى إلى انهيار عشرات المباني وتضرر بنى تحتية حيوية مثل مطار ماندالاي. وفي أحدث حصيلة رسمية صدرت اليوم "الاثنين"، أعلنت حكومة ميانمار ارتفاع عدد قتلى هذا الزلزال المدمر إلى أكثر من 1700 شخص، مع استمرار انتشال الجثث من تحت الأنقاض. 

 

 

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • مخاوف أممية من أزمة صحية محتملة في ميانمار بعد الزلزال المدمر
  • لتسهيل الإنقاذ والإغاثة..متمردون في ميانمار يعلنون وقف إطلاق النار
  • الأمم المتحدة تعرب عن تضامنها مع شعب ميانمار في كارثة الزلزال المدمر
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في ميانمار إلى أكثر من ألفي قتيل
  • زلزال ميانمار المدمر.. "نداء عاجل" من منظمة الصحة العالمية
  • 36 هزة ارتدادية تضرب ميانمار بعد زلزال مدمر حصد أكثر من 1700 قتيل
  • ارتفاع عدد قتلى زلزال ميانمار المدمر إلى أكثر من 1700 شخص
  • ميانمار تتسلم الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية المقدمة من الصين
  • فريق ياباني في ميانمار لتقييم الاحتياجات بعد الزلزال المدمر
  • مأساة كبيرة.. ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال المدمر في ميانمار