زعيم جمهورية أفريقيا الوسطى يكشف عن مصير فاغنر في بلاده بعد مقتل بريغوجين
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
كشف رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى عن تحركات روسية للسيطرة المباشرة على نحو ألف عنصر من مرتزقة "فاغنر" التي سيطرت على كل المجالات الاقتصادية والأمنية في البلاد، منذ وصولها قبل خمس سنوات.
وأجرت صحيفة "واشنطن بوست" مقابلة مع الرئيس فوستين- أرشانج تواديرا بالقصر الرئاسي قال فيها إن المقاتلين الروس سيظلون في البلد بناء على اتفاق مع موسكو وسيواصلون تقديم الأمن في "لحظة مختلفة" حيث تواصل جمهورية أفريقيا الوسطى الكفاح ضد جماعات التمرد التي تستهدف المدنيين والعسكريين في الأرياف.
وأكد تواديرا أن الحكومة الروسية هي التي تعاقدت مع جمهورية أفريقيا الوسطى، ويعمل المرتزقة الروسية ضمن حراسته الأمنية ويقفون بلباسهم خارج مكتبه.
وزار نائب وزير الدفاع الروسي يونس- بيك يفكوروف والجنرال أندريه أفيريانوف، من وكالة الاستخبارات العسكرية أو جي أر يو بانغي في هذا الشهر وبحسب المسؤولين في جمهورية أفريقيا الوسطى والغربيين فقد أخبرا تواديرا والمسؤولين البارزين في جمهورية أفريقيا الوسطى أن الوجود الروسي سيستمر في البلد، ولكن تحت قيادة وزارة الدفاع الروسية.
وأضاف: "لدينا علاقات مع روسيا على مستوى دولة مع دولة، ومن الطبيعي أن يزورنا نائب الوزير في سياق العلاقات الأمنية".
وقال فيديل غواندجيكا، المستشار البارز لتوايديرا إنه في حالة رفض المقاتلين إطاعة أوامر وزارة الدفاع الروسية فليس أمامهم أي خيار سوى الرحيل، ذلك أن "روسيا هي التي أرسلتهم وسلحتهم" و"روسيا هي التي تقرر متى تغادر فاغنر". وتمثل جمهورية أفريقيا الوسطى أهم موقع لمرتزقة "فاغنر" في القارة مع أنها حاضرة وعاملة في أربع دول أفريقية أخرى وتضع عينها على عدد آخر مما أثار قلق المسؤولين الغربيين.
وشملت جولة يفكوروف وأفريانوف توقفا في مالي، التي تحضر فيها "فاغنر"، وكذا بوركينا فاسو، التي عرض فيها قادة فاغنر خدماتهم على قادتها.
وقال مسؤول غربي أن الرحلة كان تهدف لإرسال رسالة واضحة: إمبراطورية بريغوجين الواسعة أصبحت الآن تحت سيطرة الحكومة.
وقال دبلوماسي غربي في بانغي أن 450 مرتزقا روسيا غادروا البلد بعد تمرد بريغوجين ضد الحكومة في نهاية حزيران/ يونيو لم يعودوا أو أنه تم استبدالهم.
وتعلق الصحيفة أن حضور "فاغنر" لم يتغير في البلد بطريقة أو بأخرى. وظهر مرتزقة فاغنر بزيهم العسكري وأقنعتهم في مراكز التسوق بالمدينة أو وهم يتناولون الطعام بمركز التسوق الجديد في بانغي أو وهم يقايضون لشراء حقائب السفر في الأسواق.
ويقول مسؤولون غربيون إن طبيعة العمليات لم تتغير وتشمل على حقل كبير للذهب وامتيازات في الأخشاب وتجارة الخمور. ولا يزال يدير عمليات فاغنر في الجمهورية اثنان من المجموعة وهما فيتالي بيرفيليف وديمتري سيتيي، وذلك بحسب عدد من المسؤولين في جمهورية أفريقيا الوسطي والغرب. ولم يرد أي من الرجلين للتعليق.
وتكشف مقابلات أجرتها الصحيفة مع المسؤولين وسكان في البلاد أن وجود فاغنر أعاد تشكيلها، فهي بلد تحيطه الجبال ويعيش فيه 5 ملايين نسمة. في وقت اتهمت فيه الأمم المتحدة وجماعة رقابة محلية المجموعة بنهب مصادر البلد وارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب.
ويقول دبلوماسي غربي في بانغي إن فاغنر "نشرت مخالبها" في داخل حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى والقطاعات المربحة في الاقتصاد. وتدير جزءا خاصا بها من مطار بانغي وتقدر قيمة منجم الذهب التي تديره المجموعة بأكثر من مليار دولار، وذلك حسب وزارة الخزانة الأمريكية التي فرضت هذا الصيف عقوبات على جماعات مرتبطة بشركة المرتزقة الروسية في صناعة الذهب بجمهورية أفريقيا الوسطى.
وأنشأت فاغنر آلة دعائية تضم إذاعة تبث المحتوى المؤيد لروسيا باللغة المحلية، ووضعت المجموعة مستشارين في كل مفاصل الحكومة المهمة بما فيها مستشار الأمن القومي للرئيس.
ورغم النقد للمجموعة إلا أن مسؤولي الحكومة والسكان العاديين يثنون عليها لأنها أعادت الأمن لمساحات واسعة من البلاد وحمت بانغي التي هددتها جماعات التمرد في 2020.
وفي تصريحاته للصحيفة قال تواديرا إن الروس لم يكونوا الخيار الأول لبلاده. وعندما وصل إلى السلطة عام 2016 قدر أن نسبة 90% من البلاد واقعة تحت سيطرة المتمردين. واحتاجت الحكومة للسلاح، لكنها وجهت بحظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2013 عندما أطاح المتمردون بالحكومة. ومنذ استقلال البلد عن فرنسا عام 1960 تنافست فصائل مسلحة ومدفوعة أحيانا بالدين على السيطرة.
وأضاف تواديرا "لم تكن لدينا الوسائل لتسليح قواتنا"، وكان الروس وليس الولايات المتحدة أو فرنسا هم الذين وافقوا "بلطف" للمساعدة. وتبع وصول الأسلحة في 2018 مدربين لتدريب الجيش على استخدامها.
واتضح أن هؤلاء المدربين هم من فاغنر حيث زادت أعدادهم، وعندما هدد المتمردون العاصمة كانوا هم حموها كما يقول مسؤولو الحكومة. وفي نفس الوقت قال توايديرا إنه منفتح على أي مساعدة أمنية من الولايات المتحدة أو دولة أخرى وقال "لو أرادت الولايات المتحدة إرسال مساعدات فسنقبلها، ولكن هذا لا يعني أنها بديلة عن روسيا".
وقالت رئيسة المحكمة الدستورية السابقة في البلاد، دانييل دارلان إنها كانت ممن اعتقدوا بداية أن الروس جاءوا لحماية البلد، ولكنهم تدخلوا في سياسة البلد. وتذكرت كيف طلب منها مسؤولو السفارة الروسية مساعدة تواديرا البقاء في السلطة بعد انتهاء ولايته. ولكنها احتجت لتطرد من منصبها بعد سبعة أشهر بمرسوم رئاسي وسمحت المحكمة بعقد استفتاء لإلغاء مدة حكم الرئيس. وتخشى من فتح الدول الأفريقية الأخرى الباب أمام التأثير الروسي، و "جعلوا من جمهورية أفريقيا الوسطى مختبرا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة أفريقيا فاغنر روسيا روسيا أفريقيا فاغنر صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جمهوریة أفریقیا الوسطى
إقرأ أيضاً:
طبول الحرب تدق.. توجيه عاجل من زعيم كوريا الشمالية لجيش بلاده
أفادت تقارير إعلامية، اليوم الأحد، بأن رئيس كوريا الشمالية، كيم جونج أون، يدعو الجيش لـ "رفع الجاهزية استعدادا لحرب محتملة".
وجاء ذلك بعدما كشفت ثلاثة مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس جو بايدن ستسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة لضرب عمق الأراضي الروسية، في تغيير كبير في سياسة واشنطن في الصراع الأوكراني الروسي. بينما وصف مجلس الدوما الروسي، قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ وأسلحة أمريكية لضرب العمق الروسي؛ بأنه "تصرف متهور"، محذرًا من أنه قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وفي الوقت نفسه، يشير تقرير جديد إلى أنه من المحتمل أن تنشر كوريا الشمالية ما يصل إلى 100000 جندي لمساعدة روسيا في حربها بأوكرانيا - وهو رقم يمكن أن يعزز قوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقاتلة في أوكرانيا بنسبة تصل إلى 20٪.
ومع استمرار تطور العلاقة بين موسكو وبيونج يانج، يشير تحليل أجرته دول مجموعة العشرين إلى أن كيم جونج أون مستعد لإغراق روسيا بالقوات الكافية لتدمير القوات الأوكرانية، وفقا لمصادر مطلعة على التقييم لبلومبرغ.
ومن شأن عمليات الانتشار أن تعزز بشكل كبير قوات الكرملين، والتي قدرت بنحو 470،000 جندي نشط في بداية عام 2024، وفقا لمعهد الخدمات الملكي المتحدة في لندن.
وأكد محللون على دراية بالأمر أن مثل هذه الخطوة لم تكن وشيكة وأن الدعم العسكري على هذا النطاق - إذا حدث - من المرجح أن يحدث على دفعات مع تناوب القوات بمرور الوقت بدلا من نشر واحد.