الفنون والآداب صدى للحالة البشرية ومرجع لها

قد يتساءل الناس عن دور الكاتب والفنان تجاه ما يحدث من أزمات، ومآسي تعصف في البشرية، مما قد تأتي فجأة ومن دون سابق إنذار لتخلف دماراً وخراباً يجتاح منطقة من العالم فيحطمها نفسياً ومعنوياً ومادياً، كما حدث مؤخراً من مآسي نتيجة إعصار ليبيا، وزلزال المغرب، حيث تركا الإنسانية في حالة ذهول ورعب وخوف وآلام تعتصر الأفئدة.

الفنون والآداب نقلت عبر التاريخ البشري مآسي وصدمات وكوارث وخلّدت الضحايا

وفي هذا الإطار تقول الأديبة الإماراتية شيماء المرزوقي:" إن أعظم من يتحدث عن الوجع والهم، هي بلا شك الفنون والآداب، فهي صدى للحالة البشرية، ومرجع لها، وقد نقلت لنا الفنون والآداب، على طول التاريخ البشري، الكثير من المآسي، والكثير من الصدمات والكوارث، وخلدَت الضحايا". وتضيف في تصريح خاص لـ24: "الآداب الانسانية بصفة عامة، وفنونها المختلفة، تتأثر بالأحداث الجسيمة التي تصيب البشرية، بل إن وظيفة الأدب، على تعدد أجناسه، والفن على تنوّع مجالاته، تصوير تلك المآسي ونقل معاناة الناس، بلغات وفنون، وحفظها كسجل في تاريخ الإنسان، وأعظم من يتحدث عن الوجع والهم، هي بلا شك الفنون والآداب".

صدى خالد

وتوضح: "الفن، على تعدد مجالاته، مثل الرسم، النحت، الموسيقى، الغناء، الأفلام، التصوير..إلخ، على سبيل المثال، عندما تلتقط عدسة مصور، تلك المحنة التي أصابت قطاع واسع من الناس، فإن المهارة التصويرية ستجعل تلك الصور بالغة التأثير، كما أنها ستنقل المشهد والواقع في أبلغ صوره وأشكاله، وكذلك الحال، إن تحدثنا عن الأدب، وفي أي من أجناسه، حيث الرواية أو القصة أو الشعر، وغيرها، من الممكن أن تنقل تلك المأساة في ملحمة روائية، أو أن يلتقطها قاص وينقلها في مجموعة قصصية، أو أن تكون محور وموضوع لقصيدة شعرية، وهذا ما يتوقع أن يحدث، أو أنه بديهي أن يحدث، فالفن والأدب، صدى للحالة البشرية، ومرجع لها، وقد نقلت لنا الفنون والآداب، على طول التاريخ البشري، الكثير من المآسي، والكثير من الصدمات والكوارث، وخلدت الضحايا".

وتختم المرزوقي: "أمام هذه الكارثة الإنسانية، والصدمة التي عمت مختلف أرجاء العالم يتوقع أن يكون لها صدى في أروقة الفن والأدب، وأن تظهر أعمال ومنجزات ونصوص، تتحدث عن هذه الكارثة وما أحدثته من ألم وهم وحزن، وجراح جسيمة في الذاكرة المجتمعية".

المصدر: موقع 24