يشارك الفيلم الوثائقي الألماني الأمريكي بعنوان "هوليوود جيت- Hollywood Gate" للمخرج المصري إبراهيم نشأت، في الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي لعام 2023، المقامة في الفترة بين 13 و20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، في عرض أول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ينافس في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة.

وحظي الفيلم على إشادات نقدية واسعة بعد عرضه لأول مرة خارج المنافسة في الدورة الـ80 من مهرجاني فينيسيا السينمائي الدولي.

ومن المقرر أن يشارك الفيلم أيضاً في مهرجان زيورخ السينمائي، ومهرجان وودستوك السينمائي، ومهرجان هوت سبرينغز في أمريكا، وسيخوض الفيلم جولة في أكثر من 20 مهرجان سينمائي، حتى شهر نوفمبر المقبل (تشرين الثاني) المقبل.

ويستعرض فيلم "بوابة هوليوود" أو "هوليوود جيت" فترة تاريخية، عقب الانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة من أفغانستان بعد الحرب التي استمرت 20 عاماً، إذ سيطرت طالبان على هذه البلد المنهكة من حروب وصراعات دامت لقرابة الخمس قرون، وسريعاً ما عثروا على قاعدة عسكرية أمريكية محملة بجزء كبير من الأسلحة المتروكة التي تتجاوز قيمتها 7 مليارات دولار أمريكي.

في هذا الفيلم، يقضي المخرج المصري إبراهيم نشأت، بجرأة غير مسبوقة، عاماً داخل أفغانستان، يتابع فيها طالبان وهم يستولون على ما تركه الأمريكيون خلفهم، ليتحولوا من ميليشيا أصولية إرهابية، إلى نظام عسكري مدجج بالأسلحة.

ويوضح نشأت، في نص تمهيدي أنه وصل إلى كابول بعد أيام قليلة من الانسحاب الأمريكي، ولم يكن معه سوى كاميرا ومترجم أفغاني فقط.. ومن خلال سلسلة من المفاوضات، تمكن من الوصول رسيماً إلى اثنين من مسؤولي طالبان العاملين في المجمع العسكري العملاق، المسمى بـ "بوابة هوليوود"، الذي يُزعم أنه قاعدة سابقة للمخابرات الأمريكية في كابول.

ومن بين المراجعات التي حصدها الفيلم، قال زان بروكس في صحيفة الغارديان: "نظرة رائعة على العالم المعزول لطالبان"، بينما كتب كريستيان بلوفيلت من إنديواير "فيلم وثائقي يكشف عن عالم طالبان كما لم يحدث من قبل"، وأضافت جيسيكا كيانغ من مجلة فارايتي: "التأثير القوي الذي أحدثه فيلم هوليوود (جيت) يأتي من اطلاع المخرج إبراهيم نشأت على ما يحدث داخل الدائرة الداخلية المغلقة لقيادة طالبان، لكنه لم يجد ما يبشر بأي خير، ما وجده في الحقيقة هو لا شيء، فراغ مريب".

وعلّق روري أوكونور من ذا فيلم ستيدج عمل سينمائي جريء يبني نحو نهاية مخيفة، يأخذك إلى عالم مليء بالعشوائية قبل أن ينهال عليك بالواقع المرير، بينما عبّر كريس فوغنار من رولينغ ستون عن إجابة بالفيلم: "فيلم يلقي بنا في العميق، ويجبرنا على السباحة!".

مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة

وبجانب فيلم "هوليوود جيت"، يشارك 11 فيلماً آخر، في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، من بينها فيلم "زينات والجزائر والسعادة" من إنتاج الجزائر، وفيلم "من عبدول إلى ليلى" إنتاج بلجيكي ألماني سعودي، و"جود شهاب" من إنتاج أمريكا ولبنان، و"كرورا" إنتاج البرازيل والبرتغال، و"ليلة مظلمة" من إنتاج فرنسا وسويسرا، وفيلم "ماشطات" من إنتاج لبنان، وتونس وفرنسا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مهرجان الجونة السينمائي 2023 مهرجان الجونة السينمائي من إنتاج

إقرأ أيضاً:

كتاب 15 دقيقة.. قيادي بطالبان يروي تجربة نادرة من داخل الحركة

كابلـ في لحظة استثنائية من تاريخ حركة طالبان، اختار القيادي بالحركة خالد زدران أن يروي حكايته، ليس بالبندقية هذه المرة، بل بالكلمة، في كتاب حمل عنوان "15 دقيقة"، يقدّم سردية نادرة عن تجربته كمقاتل في صفوف الحركة لأكثر من عقدين، متجاوزا الخطاب التقليدي لتنظيمه، ومرسّخا لتيار جديد يتلمّس ملامح التحول داخله.

خالد زدران، الذي يشغل حاليا منصب المتحدث باسم شرطة كابل، يُعدّ أول مسؤول من الحركة يوثق تجربته الشخصية في القتال والعمل التنظيمي، وقد اختار أن يبدأ مذكراته من نقطة فارقة، هي عملية أسر الجندي الأميركي بو برغدال عام 2009، وهي الحادثة التي يعتبرها منعطفا غيّر مجرى العلاقة بين طالبان والولايات المتحدة.

يقول زدران في حديثه للجزيرة نت "حاولت أن أنقل تجربتي للقارئ الأفغاني بكل صدق وأمانة، فقد خضنا حروبا طويلة، وقلّما وثّق قادتنا تلك المراحل. غالبا ما قرأنا تاريخنا بعيون الآخرين، أما أنا فحاولت أن أروي ما عشته بعين أفغانية، حتى وإن تخللها بعض الأخطاء، فالحرب تفرض ظروفها ولا أحد ينجو من تبعاتها".

أسر برغدال

يروي زدران أن عنوان الكتاب "15 دقيقة" يُشير إلى الزمن الفاصل بين نقل الجندي الأميركي برغدال إلى مركز احتجاز جديد، وبين استهداف المركبة التي كان من المفترض أن تقله بغارة أميركية، ويضيف "لو تأخرت العملية دقائق معدودة، لقُتل برغدال، ولما جرت مفاوضات الدوحة، ولا تمت صفقة تبادل قادة طالبان الخمسة من معتقل غوانتانامو، وربما ما كنا لنعود إلى السلطة عبر التفاوض، بل عبر خيار عسكري دموي".

إعلان

ويكشف زدران تفاصيل غير مسبوقة عن عملية الأسر وظروف الاحتجاز في منطقة "شوال" بوزيرستان، كما يروي كيف أن الجندي الأميركي فرّ من منزل الذين كان يقطن فيه واختبأ في الجبال لمدة 9 أيام، قبل أن يُلقى القبض عليه مجددا.

ويشير إلى أن برغدال، خلال فترة احتجازه، كان يرتدي أحيانا ملابس نسائية للتمويه، وطلب لاحقا تعلّم اللغة البشتونية وقراءة كتب عن الإسلام، كما أبدى رغبة في التواصل مع صديقته "مونيكا لي"، طالبا منها أن تنتظره.

كسر السردية التقليدية

اللافت في تجربة زدران أنه يتجاوز في خطابه اللغة القتالية المعتادة لعناصر طالبان، فهو يستخدم مصطلحات مثل "الجيش الوطني" و"العلم الوطني"، في إشارة إلى الحكومة السابقة، ويصف الأمير أمان الله خان -الذي حارب الاستعمار البريطاني- بلقب "الأمير الغازي"، وهي أوصاف لم تكن مألوفة في أدبيات الحركة.

زدران، الذي لم يتخرج من مدرسة دينية تقليدية، انضم إلى طالبان خلال مراهقته، وبدأ مسيرته كمساعد ميداني قبل أن يصبح مقاتلا ثم مسؤولا، ويبدو من خلال كتابه أنه ينتمي إلى تيار براغماتي داخل طالبان، يسعى لتقديم صورة أكثر اعتدالا وواقعية، دون أن يتنصل من المبادئ العامة للحركة.

ويكشف الكتاب عن حجم التهميش الذي تعرض له مقاتلو طالبان في ولاية بكتيكا الأفغانية المتاخمة للحدود الباكستانية، الذين أسروا الجندي برغدال، ولم يتم استشارتهم في قرار التبادل الذي تم بوساطة قطرية عام 2014، ويقول زدران إنهم علموا بالصفقة من وسائل الإعلام، رغم أنهم تكبّدوا خسائر ميدانية كبيرة لحماية الأسير.

ويضيف "كنا نحن من أسر الجندي الأميركي، ورافقته لسنوات، لكن حين حان وقت التبادل، لم تُعرض علينا التفاصيل. القرار صدر من القيادة، وتم التنفيذ دون مشاركتنا، وهو ما ترك شعورا بالخذلان".

وثيقة داخلية نادرة

يُنظر إلى كتاب "15 دقيقة" على أنه وثيقة داخلية تكشف ما يدور داخل أروقة طالبان من تحولات فكرية وصراعات تنظيمية، فزدران يقدّم من خلال تجربته ما يشبه مرآة للواقع المركّب الذي تعيشه الحركة، بين تيار شاب يحاول الانفتاح على المجتمع والدولة، وآخر تقليدي متمسك بسياقات الماضي.

إعلان

ويقول وكيل وزارة التعليم السابق لطف الله خيرخواه للجزيرة نت "خالد زدران كأول مقاتل يوثق تجربته بتجرّد، يمثل فتحا مهما في أدبيات الحركة، لقد تعامل مع التاريخ والجغرافيا بدقة، وساعد في فتح الطريق أمام آخرين لتوثيق تجاربهم ونقلها للأجيال المقبلة".

ويرى مراقبون أن كتاب "15 دقيقة" لا يعد مجرد مذكرات مقاتل، بل هو سردية جديدة تُضاف إلى أدبيات الحرب والسلام في أفغانستان، وتفتح الباب لفهم أعمق لما يدور داخل طالبان، خاصة في ظل تحولات ما بعد عودتها إلى الحكم، كما يعد الكتاب خطوة أولى في مسار أوسع من التوثيق الذي قد يغيّر الطريقة التي يُنظر بها إلى طالبان من داخلها، لا من خلال روايات الآخرين فقط.

مقالات مشابهة

  • 61 فيلم تنافس على جوائز الدورة التاسعة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
  • 61 عملا ينافس على جوائز الدورة التاسعة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
  • صورة مزدوجة لأول مرة.. مهرجان كان السينمائي يكشف عن بوستر النسخة المقبلة
  • مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يكشف عن لجنة تحكيم وأفلام المسابقة الدولية
  • كتاب 15 دقيقة.. قيادي بطالبان يروي تجربة نادرة من داخل الحركة
  • مهرجان القاهرة السينمائي يفتح باب التقديم للدورة 46
  • مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يكشف عن قائمة أفلام عروض سينما الأطفال
  • مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يكشف عن قائمة أفلام سينما الأطفال
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يفتح باب استقبال الأفلام لدورته الـ46
  • نوافذ ذكية تُنتج الطاقة وتقلل الاستهلاك أربعة أضعاف