صدى البلد:
2025-02-17@01:49:31 GMT

قصص عن النجاة في درنة بعد الطوفان

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

بعد مرور ثمانية أيام على الفيضان الطوفاني الذي ضرب درنة وسكانها البالغ عددهم 100 ألف شخص، لا يزال بعض الناس يرتدون ملابس النوم التي استيقظوا بها في تلك الليلة الرهيبة. ومع فقدان أحبائهم، فإن العثور على ملابس جديدة والإغتسال والنوم وتناول الطعام لا يعد من أولويات الناجين من درنة.

 

وفقا لتقرير نشرته الجارديان البريطانية، والذي يستعرض مشاهد من حياة الناجين وفرق الأنقاذ وسط هذا الطوفان المدمر، هرع الليبيون من جميع أنحاء البلاد للمساعدة، ومن بينهم فرق الإنقاذ من الهلال الأحمر الليبي، بعضهم يرتدون سترات قرمزية، والبعض الآخر يرتدي بدلات بيضاء وقفازات وأقنعة.

وتمتلئ الطرق المؤدية إلى درنة بسيارات الإسعاف والشاحنات التي تحمل الغذاء والماء.

 

بعد مرور أكثر من أسبوع على الكارثة، ما زالوا يعثرون على أحياء، على الرغم من أن الموتى يملأون المدينة التي غمرها الطين والمباني المدمرة. وأفاد أحد الفرق يوم الأحد أنهم أنقذوا أسرة مكونة من خمسة أفراد من واد بالقرب من المدينة.

 

وبحسب تقرير الجارديان، تمكن أحد الناجين، وأسمه إبراهيم عبد السميع، 36 عاماً، وزوجته بطريقة ما من البقاء على قيد الحياة على الرغم من اقتلاع المبنى المكون من خمسة طوابق وجرفه. وقال: "لم أتخيل قط أننا سنبقى على قيد الحياة، أنا وزوجتي، ولكن بفضل الله حصلنا على فرصة جديدة للحياة".

 

تشبثت زوجته فاطمة الهادي (28 عاما) بابنتهما الصغيرة عندما انهار السد، لكن قوة المياه والركام أدى إلى فقدانها لاحقا. تحدث عبد السميع بألم، والدموع في عينيه، وهو يروي بحثهم عن ابنتهم تحت الأنقاض.

 

بعد أربعة أيام محاصرين تحت الأنقاض، تم العثور على الزوجين على قيد الحياة، وذلك بفضل فرق الإنقاذ المالطية التي تمكنت من تحديد مكانهما وإخراجهما إلى بر الأمان.

 

ما لم يكن بوسعهم أن يتخيلوه هو أن فريق إنقاذ آخر سيجد أيضًا ابنته البالغة من العمر 12 عامًا في الطابق الثالث، والتي تم نقلها إلى مكان آخر. وتم تسليمها إلى الهلال الأحمر بعد أربعة أيام دون طعام أو ماء.

 

وهو يشعر الآن بامتنان كبير لبقائه على قيد الحياة مع أسرته الصغيرة، ويرى فيها فرصة لحياة جديدة على الرغم من خسارته الكثير بسبب الفيضانات.

 

ولم يكن لدى الآخرين أي فرصة. ولقي ما لا يقل عن 11300 شخص حتفهم في درنة وأكثر من 10000 في عداد المفقودين، وفقا للهلال الأحمر الليبي. وتحذر وكالات الأمم المتحدة من أن أكثر من 30 ألف شخص من درنة أصبحوا الآن بلا مأوى.

 

قال علي أبو زيد، المحلل السياسي المحلي: بعد الأحداث المأساوية التي شهدتها كارثة درنة، يجب علينا الآن أن نتعامل بجدية مع قضية السدود الأخرى في ليبيا لمنع عواقب لا يمكننا تحملها. 

 

ووفقا لتقرير الجارديان، من بين السدود المهددة في لليبيا، سد وادي الخمس الذي قال إنه يشكل تهديدا حقيقيا لمدينة الخمس، وسد وادي مدجنين الذي يهدد مراكز سكانية كبيرة جنوب طرابلس. وقال أبو زيد إنه من المهم الآن فتح نقاش حول جميع السدود في ليبيا واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

 

تتضاءل الآمال في العثور على ناجين في درنة كل يوم. وتعمل الفرق المتخصصة بلا كلل، وحذر المسؤولون المحليون من الحاجة المحتملة لإخلاء المدينة كلياً أو جزئياً لمنع انتشار الأمراض. ولا يزال البحر يجرف المزيد من الجثث كل يوم.

 

مع ارتفاع عدد القتلى وعدد المفقودين، تتزايد الدعوات من داخل درنة والمناطق الأخرى للحصول على المزيد من المركبات والمعدات وفرق الإنقاذ والخدمات للمساعدة في البحث عن المفقودين.

 

في هذه الأثناء، ينتظر الناس بفارغ الصبر في الشوارع المليئة بالأنقاض أي أخبار جيدة يمكنهم التمسك بها، على أمل أن تعود درنة ذات يوم إلى ما كانت عليه من قبل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفيضان درنة الناجين ليبيا على قید الحیاة

إقرأ أيضاً:

ملتقى الأزهر للتفسير: الماء سر الحياة في خطاب القرآن الكريم

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد ملتقى الأزهر الأسبوعي للتفسير تحت عنوان «مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن الماء». 

حضر الملتقى، الدكتور حمدي الهدهد، عميد كلية البنات بالعاشر من رمضان بجامعة الأزهر، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.

وتناول الدكتور حمدي الهدهد خلال كلمته الحديث عن دقة التعبير القرآني في وصف الماء بأنه أصل الحياة، مشيرًا إلى قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾، حيث أوضحت الآية أن الماء ليس مجرد عنصر من عناصر الحياة، بل هو الأساس الذي تنبثق منه الحياة بأكملها.

ولفت إلى أن تقديم الجار والمجرور في الآية يفيد الحصر، أي أن كل شيء حي في هذا الكون يستمد حياته من الماء.

كما أكد أن الله سبحانه وتعالى أسند هذا الفعل إلى نفسه باستخدام ضمير العظمة «وجعلنا»، مما يدل على عظمة الخلق والتدبير الإلهي، وهو ما يعجز عن فعله أي مخلوق.

وأشار إلى أن الماء يمثل أحد أعظم آيات الله في الكون، حيث جعله الله عنصرًا متجددًا قادرًا على التحول بين الحالات الفيزيائية المختلفة، ليظل متاحًا في كل البيئات التي تحتاجه المخلوقات، مبينًا أن القرآن الكريم يبين أن الماء كائن يسبح بحمد الله، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾، مما يدل على أن جميع مكونات الكون، بما فيها الماء، تؤدي وظيفتها وفق نظام إلهي دقيق.

من جانبه، أكد الدكتور مصطفى إبراهيم أن القرآن الكريم أشار إلى خصائص الماء بعبارات علمية دقيقة، حيث يتمتع الماء بخصائص فيزيائية وكيميائية تجعله العنصر الوحيد القادر على احتضان الحياة ونقلها من كائن إلى آخر. وأوضح أن جزيئات الماء تتميز بقدرتها الفريدة على الاتحاد والتفكك وفقًا لاحتياجات الكائنات الحية، وهو ما يعكس دقة النظام الذي أودعه الله فيه، وقد سبق القرآن العلم الحديث في الإشارة إلى هذه الخصائص، مما يعزز من قيمة الإعجاز العلمي في كتاب الله.

وأضاف أن الماء ليس مجرد مركب كيميائي، بل هو سر من أسرار الوجود، إذ يستطيع التأقلم مع مختلف الظروف البيئية ليحافظ على بقاء الكائنات الحية. وأشار إلى أن خاصية التوتر السطحي للماء، والتي تمكن بعض الحشرات من السير فوقه، وكذلك قدرته الفريدة على إذابة العديد من المواد الضرورية للحياة، تدل على عظمة خلق الله. وأكد أن هذه الخصائص تجعل الماء العنصر الوحيد القادر على دعم الحياة، وهو ما أشار إليه القرآن بدقة علمية قبل أن يكشف عنه العلماء في العصر الحديث.

مقالات مشابهة

  • إستراتيجية إيران القادمة بين الضغوط الامريكية والبقاء على قيد الحياة
  • ملتقى الأزهر للتفسير: الماء سر الحياة في خطاب القرآن الكريم
  • مفكر: الاقتصاد الرقمي طوق النجاة لمستقبل مصر وتحقيق التحول نحو اقتصاد المعرفة
  • شريان الحياة الخفي
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 2.416 سلة غذائية في مدينة درنة بليبيا
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 2.416 سلة غذائية في درنة بليبيا
  • زيلينسكي: فرص أوكرانيا في النجاة "ضئيلة" بدون دعم واشنطن
  • سكان غزة.. الحياة على الأطلال دون مياه
  • على كل مترين من الأرض خمسة شهداء
  • عودة مظاهر الحياة إلى شوارع دمشق وسط أجواء من التفاؤل