صدى البلد:
2025-05-02@21:46:40 GMT

قصص عن النجاة في درنة بعد الطوفان

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

بعد مرور ثمانية أيام على الفيضان الطوفاني الذي ضرب درنة وسكانها البالغ عددهم 100 ألف شخص، لا يزال بعض الناس يرتدون ملابس النوم التي استيقظوا بها في تلك الليلة الرهيبة. ومع فقدان أحبائهم، فإن العثور على ملابس جديدة والإغتسال والنوم وتناول الطعام لا يعد من أولويات الناجين من درنة.

 

وفقا لتقرير نشرته الجارديان البريطانية، والذي يستعرض مشاهد من حياة الناجين وفرق الأنقاذ وسط هذا الطوفان المدمر، هرع الليبيون من جميع أنحاء البلاد للمساعدة، ومن بينهم فرق الإنقاذ من الهلال الأحمر الليبي، بعضهم يرتدون سترات قرمزية، والبعض الآخر يرتدي بدلات بيضاء وقفازات وأقنعة.

وتمتلئ الطرق المؤدية إلى درنة بسيارات الإسعاف والشاحنات التي تحمل الغذاء والماء.

 

بعد مرور أكثر من أسبوع على الكارثة، ما زالوا يعثرون على أحياء، على الرغم من أن الموتى يملأون المدينة التي غمرها الطين والمباني المدمرة. وأفاد أحد الفرق يوم الأحد أنهم أنقذوا أسرة مكونة من خمسة أفراد من واد بالقرب من المدينة.

 

وبحسب تقرير الجارديان، تمكن أحد الناجين، وأسمه إبراهيم عبد السميع، 36 عاماً، وزوجته بطريقة ما من البقاء على قيد الحياة على الرغم من اقتلاع المبنى المكون من خمسة طوابق وجرفه. وقال: "لم أتخيل قط أننا سنبقى على قيد الحياة، أنا وزوجتي، ولكن بفضل الله حصلنا على فرصة جديدة للحياة".

 

تشبثت زوجته فاطمة الهادي (28 عاما) بابنتهما الصغيرة عندما انهار السد، لكن قوة المياه والركام أدى إلى فقدانها لاحقا. تحدث عبد السميع بألم، والدموع في عينيه، وهو يروي بحثهم عن ابنتهم تحت الأنقاض.

 

بعد أربعة أيام محاصرين تحت الأنقاض، تم العثور على الزوجين على قيد الحياة، وذلك بفضل فرق الإنقاذ المالطية التي تمكنت من تحديد مكانهما وإخراجهما إلى بر الأمان.

 

ما لم يكن بوسعهم أن يتخيلوه هو أن فريق إنقاذ آخر سيجد أيضًا ابنته البالغة من العمر 12 عامًا في الطابق الثالث، والتي تم نقلها إلى مكان آخر. وتم تسليمها إلى الهلال الأحمر بعد أربعة أيام دون طعام أو ماء.

 

وهو يشعر الآن بامتنان كبير لبقائه على قيد الحياة مع أسرته الصغيرة، ويرى فيها فرصة لحياة جديدة على الرغم من خسارته الكثير بسبب الفيضانات.

 

ولم يكن لدى الآخرين أي فرصة. ولقي ما لا يقل عن 11300 شخص حتفهم في درنة وأكثر من 10000 في عداد المفقودين، وفقا للهلال الأحمر الليبي. وتحذر وكالات الأمم المتحدة من أن أكثر من 30 ألف شخص من درنة أصبحوا الآن بلا مأوى.

 

قال علي أبو زيد، المحلل السياسي المحلي: بعد الأحداث المأساوية التي شهدتها كارثة درنة، يجب علينا الآن أن نتعامل بجدية مع قضية السدود الأخرى في ليبيا لمنع عواقب لا يمكننا تحملها. 

 

ووفقا لتقرير الجارديان، من بين السدود المهددة في لليبيا، سد وادي الخمس الذي قال إنه يشكل تهديدا حقيقيا لمدينة الخمس، وسد وادي مدجنين الذي يهدد مراكز سكانية كبيرة جنوب طرابلس. وقال أبو زيد إنه من المهم الآن فتح نقاش حول جميع السدود في ليبيا واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

 

تتضاءل الآمال في العثور على ناجين في درنة كل يوم. وتعمل الفرق المتخصصة بلا كلل، وحذر المسؤولون المحليون من الحاجة المحتملة لإخلاء المدينة كلياً أو جزئياً لمنع انتشار الأمراض. ولا يزال البحر يجرف المزيد من الجثث كل يوم.

 

مع ارتفاع عدد القتلى وعدد المفقودين، تتزايد الدعوات من داخل درنة والمناطق الأخرى للحصول على المزيد من المركبات والمعدات وفرق الإنقاذ والخدمات للمساعدة في البحث عن المفقودين.

 

في هذه الأثناء، ينتظر الناس بفارغ الصبر في الشوارع المليئة بالأنقاض أي أخبار جيدة يمكنهم التمسك بها، على أمل أن تعود درنة ذات يوم إلى ما كانت عليه من قبل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفيضان درنة الناجين ليبيا على قید الحیاة

إقرأ أيضاً:

ترانزيت الحياة

 

 

فايزة بنت سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

 

الحياة ليست سوى سلسلة من المحطات المتلاحقة، تشبه رحلات الطيران التي لا تنتهي؛ لكل منها إقلاعها وهبوطها، وكل وجهة تحمل في طياتها حكاية تختلف عن سابقتها. أمضي في رحلتي الخاصة حاملةً بين جنباتي شغفًا يلهب قلبي، وسفرًا يوسع آفاقي، وعلمًا يروي ظمأ روحي، وعملًا يضع على كتفي أعباءً تصقل شخصيتي.

كان الشغف المحطة الأولى في رحلتي، ذلك الشرر الذي أشعل في داخلي نار الفضول والاكتشاف، وجدت نفسي منجذبةً إلى عالم الكلمة المكتوبة، حيث تحولت الصحافة والكتابة إلى مرآة تعكس ذاتي، هذا الشغف جعلني أرى العالم بعينين لا تملان البحث، ولا تكلان من التطلع إلى ما هو أبعد، ومن بين ثمار هذا الشغف وُلد كتابي "ترانزيت" الذي يمزج بين حبي للكتابة وتجربتي في استكشاف عوالم الاقتصاد والحياة، ليس مجرد صفحات مطبوعة بل جسر بين الأرقام والقلوب، بين النظرية والتجربة الإنسانية، والذي تجدونه في أروقة معرض مسقط الدولي للكتاب بركن مُؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر .

لم يكن السفر مجرد تنقل بين البلدان، بل كان رحلة إلى أعماق الذات، في كل مدينة زارها قلبي قبل أن تزرها قدمي، التقيت وجوهًا تحمل قصصًا مختلفة، كصفحات من كتاب الحياة المفتوح، بعضها يحمل ابتسامة صادقة تُشرق كالشمس، وبعضها يخفي خلفها تعبًا طويلًا أو حكاية مُؤلمة، في زحمة المطارات وضجيج الرحلات، كنت أجد لحظات صفاء أتأمل فيها تناقضات الحياة، وكأن الكون يهمس في أذني بأننا جميعًا مسافرون في رحلة واحدة وإن اختلفت وجهاتنا.

أما العلم فكان المحطة التي أعادت تشكيل وعيي وفتحت أمامي أبوابًا لم أكن أعرف وجودها. اليوم وأنا أخطو أولى خطواتي نحو درجة الدكتوراه في فلسفة الاتِّصال، أجد نفسي بين كتب تهمس بحكمة العصور، وأفكار تتحدى توقعاتي، العلم علمني أنَّ المعرفة ليست وسيلة للنجاح المادي فقط، بل طريق لفهم أعمق للإنسان والوجود.

ووسط هذه الرحلة، كان العمل هو الجسر الذي يربط بين المحطات جميعها. علمني أن الحياة لا تسير كما نخطط دائمًا، بل تأخذنا إلى حيث لا نتوقع. في كل تحد واجهته، اخترت المضي قدمًا لأني أؤمن بأنَّ وراء كل صعوبة وجهًا جديدًا للحياة يستحق الاكتشاف.

اليوم وأنا أقف عند محطة جديدة من محطات الترانزيت، أدركت أن الحياة لوحة مرسومة بألوان مُتغيرة، بين الشغف الذي يلهب القلب، والسفر الذي يُوسع الأفق، والعلم الذي يُنير العقل، والعمل الذي يبني الشخصية، تعلمت أنَّ الرحلة لا تنتهي إلا عندما نُقرر أن نتوقف عن السير.

فالحياة في النهاية محطات عابرة، لكن الأثر الذي نتركه في كل محطة هو ما يجعل رحلتنا تستحق أن تُحكى.

همسة لرفقاء الرحلة..

لكل من شاركني رحلة الشغف والسفر والعلم، أقول: لنكن كالنجوم التي تضيء لبعضها في ظلمة الطريق، نتبادل الحكمة والدفء، ونصنع من رحلتنا سيمفونية إنسانية تبقى بعد أن نُغادر المحطات؛ ففي النهاية، نحن مجرد مسافرين نتبادل الحكايات والأحلام، نترك وراءنا أثرًا جميلًا، ونحمل في قلوبنا ذكرى كل وجه التقيناه وكل فكرة شاركناها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تقرير :التكايا الخيرية.. حيث يصطف آلاف الجوعى أمام قدور النجاة
  • التكايا الخيرية.. حيث يصطف آلاف الجوعى أمام قدور النجاة
  • صفعة جديدة للأمريكي.. طوفان بشري مليوني بصنعاء إسناد لغزة وتحديا للولايات المتحدة
  • الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجيا بمدينة أشرفية صحنايا بريف دمشق
  • حملة "دوووس"..لعبة الحياة التي تُعيد القيم المفقودة للشباب المصري من طلاب إعلام عين شمس
  • ترانزيت الحياة
  • البحث الجنائي يُحبط إحدى أكبر عمليات تهريب المخدرات في درنة
  • "في ظِلال الحياة"
  • حميدة وبشرى يدقان ناقوس الخطر: أرشيف السينما في مهب الريح.. والرقمنة طوق النجاة
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية