روسيا تنتقد أوكرانيا في أول مواجهة قضائية بينهما أمام محكمة العدل الدولية !
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
لاهاي"أ.ف.انتقدت موسكو كييف اليوم الاثنين أمام محكمة العدل الدولية حيث يتواجه البلدان بعد شكوى رفعتها أوكرانيا تتهم فيها روسيا بالاستناد إلى ادّعاءات كاذبة بوقوع إبادة جماعية في الشرق الأوكراني، لتبرير تدخلها في أراضيها في 2022.
وانتقد أحد ممثلي موسكو، غينادي كوزمين، كييف لكونها "بعيدة عن الحقيقة" بادعائها أن روسيا استندت إلى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لتبرير هجومها على جارتها في فبراير 2022.
وبرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخله في أوكرانيا المجاورة في 24 فبراير 2022 باتهامات غير مسندة بوقوع إبادة جماعية ضد السكان الناطقين بالروسية في شرق البلاد.
بعد يومين، في 26 فبراير 2022، رفعت كييف شكوى أمام المحكمة، نفت فيها "بشكل قاطع" هذه الاتهامات.
واعتبرت أن تبرير روسيا لتدخلها بالسعي لوقف ما وصفته موسكو بأنه إبادة جماعية ينتهك "اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها" التي أقرّتها الأمم المتحدة في عام 1948.
وقال كوزمين، وهو أول دبلوماسي روسي يخاطب المحكمة في هذه القضية، إن مجرد "تصريحات" حول الإبادة الجماعية لا يمكن قبولها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية الإبادة الجماعية، واصفًا الحكومة الأوكرانية بأنها "معادية للروس ونازية جديدة".
واضاف كوزمين أمام القضاة، فيما لا تفصله سوى أمتار قليلة عن كبار المسؤولين الأوكرانيين "أما بالنسبة للمخاوف التي تم التعبير عنها فيما يتعلق بالتهديد بالإبادة الجماعية، كما أشرت، فلا يمكن أن تكون مفاجئة نظرا للسياسات التي ينتهجها نظام كييف، والمترسخة بقوة في التاريخ والمناهج والممارسات النازية".
وخلص كوزمين إلى أن الموقف القانوني لأوكرانيا "لا يمكن الدفاع عنه" و"يتعارض مع السوابق القضائية الراسخة" للمحكمة.
وتتعلق القضية التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية بنزاع حول صلاحية أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة لإصدار قرار يأمر الجيش الروسي بتعليق عملياته في أوكرانيا.
في مارس 2022، أمرت محكمة العدل الدولية روسيا بـ"تعليق" عملياتها العسكرية في أوكرانيا على الفور.
وقد أصدر القضاة هذا الحكم الطارئ المسمى "اجراءات تحفظية" بانتظار قرار نهائي في القضية.
وترى روسيا أن محكمة العدل الدولية ليست الجهة المختصة لأن طلب أوكرانيا يقع خارج نطاق اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.
وستقدم موسكو دفوعها الاعتراضية الاثنين، على أن تقدّم أوكرانيا دفوعها المضادة الثلاثاء.
وهذه هي المرة الأولى التي يخاطب فيها ممثل روسي المحكمة في هذه القضية. وكانت روسيا قد رفضت في بادئ الأمر حضور جلسات المحكمة للنظر في القضية، مشيرة إلى أنها لم تُمنح الوقت الكافي لإعداد مرافعاتها.
سيُفسح المجال أمام أكثر من 30 دولة غربية كلّها حليفة لأوكرانيا للإدلاء بدفوع في القضية.
وتستمر الجلسات حتى 27 سبتمبر. تتمحور دفوع الحلفاء بشكل أساسي حول اختصاص محكمة العدل الدولية للنظر في القضية. وقد يستغرق إصدار المحكمة قرارها بهذا الشأن أشهرا.
وتنظر المحكمة في شكوى منفصلة رفعتها كييف تتّهم فيها روسيا بدعم متمرّدين انفصاليين في الشرق الأوكراني منذ عام 2014.
وأنشئت محكمة العدل الدولية في أعقاب الحرب العالمية الثانية للنظر في أي نزاعات تقع بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وقراراتها ملزمة، لكنّها لا تملك الوسائل لتنفيذها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة فی القضیة
إقرأ أيضاً:
غاري لينيكر يرفع البطاقة الحمراء في وجه الإبادة الجماعية (بورتريه)
أحد أشهر الوجوه الرياضية سواء في ملاعب كرة القدم أو على شاشات التلفزيون.
اشتهر بقدرته على إيجاد الثغرات في دفاع الخصم، و"غريزة صيد" الأهداف بمهارة فائقة.
عندما كان لا يزال في المدرسة، كان يركز على الصحافة الرياضية، وقرر أنها ستكون بديله إذا لم تنجح كرة القدم، ونجح في كلاهما.
قدرته على الحفاظ على هدوئه على أرض الملعب جعلته في وضع جيد للعمل في البث المباشر والتلفزيوني.
أبرز ما كان يميز مسيرته كلاعب أنه لم يتلقى أية بطاقات إنذار طوال مسيرته الكروية سواء بطاقة حمراء أو بطاقة صفراء.
غاري لينيكر المولود في عام 1960 في مدينة ليستر في إنجلترا، بدأ مسيرته الكروية مع نادي ليستر سيتي في عام 1978 لمدة 6 سنوات، ولعب مع "ليستر" 194 مباراة وسجل 95 هدفا.
انتقل في عام 1985 إلى نادي "إيفرتون" ولعب له 41 مباراة وسجل 30 هدفا، وفي عام 1986 انتقل إلى نادي "برشلونة" الإسباني، ولعب له 3 سنوات وشارك في 99 مباراة وسجل 44 هدفا.
عاد بعدها إلى إنجلترا في عام 1989 لينضم لنادي "توتنهام هوتسبير" حتى عام 1992، وشارك في 105 مباريات وسجل 67 هدف، ثم انتقل إلى قارة أسيا في عام 1992 ضمن صفوف نادي "ناغويا غرامبوس إيت" الياباني، حتى عام 1994، وشارك في 23 مباراة وسجل 9 أهداف.
دوليا لعب مع منتخب إنجلترا لكرة القدم في 80 مباراة دولية وسجل 48 هدفا مع منتخب بلاده، وهو هداف كأس العالم في عام 1986 التي أقيمت في المكسيك برصيد 6 أهداف، وله 4 أهداف أخرى في كأس العالم عام 1990 التي أقيمت في إيطاليا. ولعب مباراته الأخيرة ضد منتخب السويد في مرحلة المجموعات من بطولة أمم أوروبا عام 1992 والتي انتهت بالخسارة 2-1.
كاد لينيكر أن يصبح هدافا تاريخيا لمنتخب إنجلترا، لكنه أضاع ركلة جزاء في مباراة ودية ضد البرازيل، ليأتي بعد بوبي تشارلتون، والذي تجاوزه واين روني في عام 2015.
أتقن لينيكر تقديم البرامج الرياضية بعد اعتزله وتغيير مسيرته، وأسس شركة إنتاج للبث الصوتي.
واستضاف برنامج كرة قدم أسبوعي منذ عام 1999 وأصبح المقدم الأعلى أجرا في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وحصل على أكثر من 1.35 مليون جنيه إسترليني (1.74 مليون دولار).
وبعد سنوات طويلة من العمل في الهيئة البريطانية، وعلى وقع الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، أعلنت "بي بي سي" بأن لينيكر تنحى عن منصبه كمقدم مشارك لبرنامج "شخصية العام الرياضية"، وذلك بعد أنباء عن مغادرته برنامج "مباراة اليوم" الذي يبث لنحو ربع قرن.
قرار التنحي جاء بعد أزمة سابقة بين أسطورة كرة القدم و"بي بي سي"، بسبب تصريحاته الرافضة للإبادة الجماعية في غزة وانتقاداته ضد الحكومة البريطانية المحافظة السابقة برئاسة ريشي سوناك بخصوص الهجرة.
لكن لينيكر سيواصل أداء أدوار أخرى في هيئة الإذاعة البريطانية، حتى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وكأس الاتحاد الإنكليزي للموسم المقبل. وسيبث البودكاست الخاص به عبر منصة "بي بي سي ساوندز".
وإن كان تنحي لينيكر لم يربط مباشرة بخلافاته مع "بي بي سي" بسبب غزة، إلا أن القضية تعود لعام 2022، حين طلبت منه الاعتذار عن تشبيهه لغة الحكومة المحافظة برئاسة سوناك باعتبارها تشبه لغة ألمانيا في ثلاثينيات القرن العشرين، وبعد رفضه المبدئي الاعتذار انضم زملاؤه المذيعون إلى إضرابه، وأعادته "بي بي سي" لاحقا.
وتعرضت "بي بي سي" لانتقادات بسبب تحيز تغطيتها للإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة .
وردا على وزيرة الداخلية البريطانية السابقة سويلا برافرمان، وقف لينيكر إلى جانب المتظاهرين الذين كانوا يواجهون التشهير من الحكومة، وكتب "إن المظاهرة والدعوة إلى وقف إطلاق النار والسلام حتى لا يقتل المزيد من الأطفال الأبرياء لا يعد في الواقع تعريفا لمسيرة الكراهية".
كما تحدث مع الصحفي مهدي حسن عن إبادة غزة، ووصفها بأنها "أسوأ شيء رأيته في حياتي".
وأضاف "أنا لست إسرائيليا، أنا لست فلسطينيا، ولست مسلما، ولا يهوديا، لذلك أعتقد أنني أرى الأمر من الخارج، من منظور محايد. وفي اللحظة التي ترفع فيها صوتك ضد ما يفعلونه هناك الآن، تتهم بأنك من أنصار حماس، هناك الكثير من الضغوط على الناس لكي يلتزموا الصمت، ولا يمكنني أن ألتزم الصمت بشأن ما يحدث هناك، إنه أمر مروع للغاية".
وكان لينيكر قد أعاد نشر تغريدة من حملة المقاطعة (BDS)، تضمنت بيانا صادرا عن اتحاد كرة القدم الفلسطيني، دعا "الفيفا" واللجنة الأولمبية الدولية لفرض عقوبات على الفرق الرياضة الإسرائيلية ومنع دولة الاحتلال من المشاركة في الألعاب الأولمبية في باريس.
ورغم الهجمات التي يتعرض لها من اللوبي الصهيوني في بريطانيا وبعض في وسائل الإعلام، ومن بعض النخب السياسية الحاكمة في لندن إلا أن لينيكر يدافع بثبات لا يلين عن حقه في التحدث علنا عن القضايا التي تهمه إلى متابعيه الذين يبلغ عددهم نحو 8.7 مليون متابع على موقع التواصل الاجتماعي أكس/تويتر سابقا.
معلنا بصوت مرتفع " سأستمر في التغريد بما يعجبني وإذا اختلف الناس معي فليكن".
حسنا يفعل نجم الكرة الإنجليزية السابق غاري لينيكر حين يشهر البطاقة الحمراء في وجه داعمي الإبادة الجماعية في قطاع غزة .