جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-11@21:14:46 GMT

الممر الهندي الأوروبي

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

الممر الهندي الأوروبي

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

يتساءل البعض عن غياب سلطنة عُمان عن المُشاركة في منظومة الشحن العالمية الجديدة التي أُعلن عنها على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، والتي عُقدت في نيودلهي بالهند، وقد شاركت السلطنة مع عدة دول خارج مجموعة العشرين في أعمالها، بناءً على دعوة جمهورية الهند لسلطنة عُمان.

في الوقت نفسه يرى الآخرون أن خيرًا فعلت عُمان بعدم دخولها في هذا المقترح الذي تبنته أمريكا التي تُواجه اليوم العديد من التحديات القادمة من الصين، وخاصة في مشروعها العملاق "الحزام والطريق"، وكذلك من قرارات مجموعة "بريكس"، إضافة إلى المجموعات الاقتصادية الأخرى في العالم. هذا المقترح هدفه إدخال الدولة الصهيونية على خط التجارة العالمية بين الهند وأوروبا عبر منطقة الخليج، ومن ثم إلى الدولة الصهيونية ومنها إلى الدول الأوروبية تمهيدًا لإيجاد مخرج إضافي للتطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل خلال المرحلة المُقبلة، وكل أملها أن يتحقق ذلك وخاصة مع السعودية قبل نهاية العام الجاري!

هناك رغبة لدى بعض الدول العربية بتحويل علاقاتها الثنائية مع بعض الدول في مجموعة العشرين إلى شراكات متعددة الأبعاد من خلال الانضمام إلى هذا الممر المعروف اختصارًا بـ"IMEC" (ويعني الممر الهندي الشرق أوسطي الأوروبيIndia-Middle East- Europe Corridor) على أن تكون الطاقة هي بمثابة الركيزة الأساسية في العمل المقبل بجانب قطاعات الطاقة والاقتصاد بشكل عام. قمة العشرين حضرها الكثير من رؤساء الدول، إلا أنها عُقدت بغياب الرئيسين الروسي والصيني.

إنَّ طرح المُقترح الأخير لهذا الممر جاء من أمريكا والهند والسعودية والإمارات ومجموعة دول الاتحاد الأوروبي، وأن يربط هذا الممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا؛ الأمر الذي سيعمل- حسب وجهة نظرهم- على تعزيز التجارة وتحفيز التنمية الاقتصادية فيما بينها، وكذلك تعزيز التواصل والتكامل الاقتصادي بين قارتي آسيا وأوروبا، دون أن تتطرق تلك الدول بأن أحد الأهداف الرئيسية من ذلك هو إدخال الدولة الصهيونية الغاصبة لحقوق الفلسطينيين في هذه المنظومة بشكل أو بآخر. الكل يعلم جيدًا الاغتصاب الذي تقوم به إسرائيل للأراضي العربية يوميًا، وتفتك بأبناء شعب فلسطين منذ قيامها، ولكنهم يغضون الطرف عن ذلك لمصالح أخرى.

إن ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا  IMEC في حال قيامه سوف يمثل خط عبور بين عدة دول لأكثر من 3000 ميل، بحيث يكون الممر متكونًا من طريقين، الأول يربط بين الهند بدول الخليج، والثاني بين دول الخليج بأوروبا، حيث سيتم من خلاله- كما جاء في مذكرة التفاهم لهذا المشروع- إنشاء شبكة نقل عبر الحدود يمكن الاعتماد عليها وفعالة من حيث التكلفة من خلال عبور السفن ثم العبور عبر السكك الحديدية؛ الأمر الذي سوف يسهّل الحركة السلسة للسلع والخدمات بين تلك الدول عند مروها في الهند والإمارات والسعودية والأردن ثم إلى الدولة الصهيونية فأوروبا.

أمريكا من وجهة نظرها ترى أنَّ هذا المشروع يحقق لها السمعة وهو بديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية؛ حيث يركز بقوة على تعاون بعض الدول العربية بجانب بعض الدول في حوض البحر المتوسط، أي أن هذا المشروع هو منافس لمبادرة الحزام والطريق. ولكن في الحقيقة هو مشروع تحاول أمريكا تبنيه من أجل إنقاذ الدولة الصهيونية من المتاعب التي تمر بها وسط عدم رغبة الشعوب بالتعامل معها، وإن كانت بعض الحكومات بدأت بالتطبيع السياسي مع الحكومة الصهيونية، إلّا أن الشعوب تأبى ذلك منذ أن تم التوقيع على معاهدة كامب ديفيد.

أما الصين فهي ماضية في جهودها دون كلل لتنفيذ خطتها في مشروع الحزام والطريق، في الوقت الذي تمكنت من خلال عضويتها في مجموعة بريكس مع روسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا من ضم 6 دول أخرى إلى هذه المجموعة التي بدأت فعلًا في التأثير على مستوى المجالات الاقتصادية والسياسية بين دول العالم.

أما المصادر الهندية فترى أن ممر الهند والخليج وأوروبا هو مظهر من مظاهر التكامل العميق بين الهند ودول الخليج وخاصة السعودية والإمارات، وكذلك لإيجاد التقارب الجيوسياسي والاقتصادي الأوسع بينها وتلك الدول في وجود ملايين من العمال الهنود الذين يعملون في المنطقة، ونتيجة للعلاقات وحجم التجارة الكبيرة القائمة فيما بينها، ورغبة دول المنطقة بالاستفادة من التطورات التكنولوجية والمعرفية من الهند، فيما يمكن للهند تلبية احتياجاتها النفطية من دول المنطقة.

لا شك أن المنطقة تبحث عن شركاء لتلبية احتياجاتها من المشاريع الاقتصادية والتكنولوجية واللوجستية، ولكن يجب ألا يأتي ذلك على حساب قضية فلسطين التي تحاول أمريكا تمييعها منذ عدة عقود، في الوقت الذي تعمل فيه بأن تكون الشريك الأمني المُهيمن على المنطقة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مناورات بحرية مشتركة تجمع «روسيا وإيران والصين» في المحيط الهندي

أعلنت وزارة الدفاع الصينية، اليوم الأحد، “أن قوات البحرية الصينية والإيرانية والروسية تعتزم إجراء مناورات مشتركة في المحيط الهندي شهر مارس الحالي”.

ونقلت وكالة “شينخوا”عن الوزارة، “أن المناورات التي سيطلق عليها “حزام الأمن-2025″، وستجري في مناطق بالقرب من ميناء تشابهار في جنوب شرق إيران”، وأضافت أن “الأسطول الصيني سيتضمن مدمرة وسفينة إمداد”.

وأوضحت الدفاع الصينية أن “خطة المناورات تشمل تدريبات على ضرب أهداف بحرية والسيطرة على الأضرار وكذلك عمليات البحث والإنقاذ المشتركة.”

وتهدف المناورات إلى “تعزيز الثقة العسكرية المتبادلة والتعاون العملي بين القوات البحرية للدول المشاركة”، حسب “شينخوا”.

بدورها، ذكرت وكالات أنباء إيرانية أن “المناورات تنطلق يوم الثلاثاء المقبل، وستشمل المشاركة الإيرانية فيها سفنا للقوات البحرية للجيش الايراني والحرس الثوري، بالإضافة إلى قوات البحرية”.

يذكر أن “الحزام الأمني 2025″ ستكون خامس مناورة بحرية مشتركة بين روسيا والصين وإيران منذ العام 2019”.

مقالات مشابهة

  • ستارلينك أولي خطوات ماسك للدخول لسوق الإنترنت الهندي
  • دراسة: 6 مدن من بين الـ10 الأكثر تلوثا عالميا في دولة واحدة
  • «تيته» تلتقي رؤساء بعثات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي
  • العرقسوس والتمر الهندي… عصائر رمضانية شعبية في حماة 
  • بـ10 جوائز.. فيلم "لاباتا ليديز" يكتسح جوائز حفل "آيفا" الهندي
  • مجلس الأعمال الإماراتي الهندي يحتفي بالذكرى الثانية لتأسيسه
  • ألمانيا تطلب إدراج تركيا ضمن الموازنة الدفاعية للاتحاد الأوروبي
  • مناورات إيرانية روسية صينية شمال المحيط الهندي
  • مناورات بحرية مشتركة تجمع «روسيا وإيران والصين» في المحيط الهندي
  • الثورة الفلسطينية الكبرى.. يوم قام القسام ضد الإنجليز والمنظمات الصهيونية