نائب: ذكرى ملحمة بطولية ممتدة لـ«عيون السفن» من أبناء مصر المخلصين
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
قال النائب عادل اللمعي، عضو مجلس الشيوخ، إن عيد "مرشدي القناة"، سيظل تجسيداً حقيقياً للإرادة المصرية الأبية والقادرة على صناعة المستحيل بيد أبنائها -حائط الصد المنيع- على مر العصور في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الدولة المصرية، لافتا إلى أنه كان يوما مشهودا على المؤامرات التي كانت تحدث ضد الإرادة المصرية، عقب قرار تأميم شركة قناة السويس عام 1956 وانسحاب المرشدين الأجانب التي كانت تهدف إلى النيل من الوطن، بينما أثبت المصريون للعالم أجمع نجاحهم في إدارة القناة والحفاظ على أمان واستدامة الملاحة لأحدى أهم الممرات المائية التي تخدم حركة التجارة العالمية.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ ، في تصريحات له اليوم،، أن مرشدي قناة السويس كانوا ومازالوا نموذجا يحتذى به فى الوطنية والانضباط والكفاءة والذين يتمتعون بسمعة ومكانة مرموقة في قطاع النقل البحري العالمي، والذين دائما ما كانوا على قدر المسئولية في الحفاظ على انتظام الملاحة بالقناة في ظل تزايد أعداد وحمولات السفن العابرة، مشيدا بالأداء الوطني والعطاء المخلص الذي لم ينقطع منذ تلك الملحمة البطولية التي تمثل إنجاز حقيقي مؤرخ في سجل البطولات المصرية، ببراعة وتصميم المرشدين المصريين لتحويل تلك المؤامرة الخبيثة التي سعت لعرقلة حركة الملاحة إلى نصر تاريخي، مشددا أنها تمتد حتى اليوم إذ يواصل المرشدون المصريون كفاءاتهم الفائقة في إدارة المرفق الملاحي الأهم عالميًا، ولا يمكن تغافل أزمة جنوح السفينة إيفرجيفن وكيف تم تجاوزها دون أي عمليات تفريغ للشحنة، بإيدى وفكر أبنائها العاملين والمرشدين، كما افتتحت قناة السويس الجديدة بأيادي مصرية ما جعل حركة السفن أسهل وأسرع.
وأكد "اللمعي" أن احتفال مصر بـ"عيد المرشد" يأتي تقديرًا لدور "عيون السفن" الساهرة وقادرة دوما على العطاء من أجل مصر ومكانتها، موجها التحية والتقدير للمرشدين المصريين الذين يعدون أهم عنصر من عناصر نجاح الملاحة بقناة السويس بما يقدمون يوما بعد يوم من معانى الوطنية والانتماء لتراب هذا الوطن، مشيرًا إلى أهمية مواصلة برامج إعداد وتأهيل العمالة اللازمة لمشروع تنمية إقليم قناة السويس، في إطار خطة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس واستراتيجيتها لتطوير الموانئ البحرية التابعة لها وتكاملها مع المناطق الصناعية، من خلال نوعية الصناعات والأنشطة الخدمية البحرية الجديدة التى سيتم تنفيذها بمشروع محور قناة السويس وتحتاج لتعزيز كفاءات العمالة المصرية بها بما يعظم من مكانة مصر على مستوى سلاسل الإمداد العالمية وينهض بصناعة النقل البحري، كونها أحد الصناعات كثيفة العمالة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قناة السويس شركة قناة السويس المناطق الصناعية الصناعات النقل البحري قناة السویس
إقرأ أيضاً:
قناة تايلندية تختزل مسارات السفن
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
شهدت خطوط الشحن البحري نقلة نوعية هائلة تمثلت بشق القنوات وحفر الانفاق واختراق الجبال وتذليل العقبات من اجل تحسين المسارات الملاحية واختزالها حول العالم، فظهرت على السطح حزمة من المشاريع الهندسية الواعدة التي لم تكن تخطر على البال. مثال على ذلك النفق النرويجي المصمم لتلافي المرور ببحر ستادهافيت Stadhavet Sea المعروف بعواصفه العنيفة ورياحه الشديدة وهي بطول 1800 متراً. وقناة تربط بحر قزوين بالبحر الأسود بطول 700 كيلومترا عبر الأراضي الروسية. .
وسوف نتحدث هنا عن قناة (كرا Kra) التايلندية التي يبلغ طولها 128 كيلومترا، وعرض 450 متراً، بكلفة تقدر بنحو 28 مليار دولار بتمويل ودعم وتشجيع من الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق، وسوف تضمن هذه القناة تقليص المسارات الملاحية بحوالي 1200 كيلومترا، لتصبح هي البديل الاستراتيجي لمضيق ملقا (وهو المرر الملاحي الذي يقع بين ماليزيا وسومطرة). .
فقد ظل مضيق (ملقا) هو البوابة الوحيدة التي تربط المحيطين (الهندي والهادي). حيث يشكل منطقة جيوسياسية حساسة. ويشهد كثافة مرورية تقدر بنحو 25 % من اجمالي الشحن البحري العالمي. .
بيد ان القناة الجديدة وعلى الرغم من محاسنها الكثيرة سوف تتسبب بخسارة سنغافورة بنحو 35 % من تجارتها العالمية. لكنها سوف تعيد تشكيل الجغرافيا السياسية الإقليمية بالتزامن مع تزايد النفوذ الصيني. .
ترجع فكرتها إلى عام 1677 عندما كلف الملك التايلاندي (ناراي) المهندس الفرنسي (دي لامار) بمسح برزخ ( كرا ) بحثاً عن منخفضات تسمح بحفر قناة ملاحية. لكن دراساته لم تسفر وقتذاك عن نتائج إيجابية. ثم عادت فكرة المشروع في القرن التاسع عشر بالتزامن مع توسّع نفوذ القوى الاستعمارية هناك، لكنها جوبهت بالرفض بسبب حرص البريطانيين على مستقبل سنغافورة. .
وفي عام 1972 اقترحت شركة أمريكية حفر قناة بطول 102 كيلومترا تربط ساتون بسونغكلا. كان الدافع وراء هذا الاقتراح هو الحاجة إلى طريق شحن بديل لتخفيف الازدحام في مضيق ملقا وتوفير ممر بحري مباشر بين المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي بكلفة 5.6 مليار دولار، لكن الحكومة التايلاندية رفضت الخطة خوفا من التداعيات المالية. وفي عام 2015، تم توقيع اتفاقية بين الصين وتايلاند لدراسة جدوى القناة، ولكن سرعان ما نأت كلتا الحكومتين بنفسيهما عن الاتفاقية بسبب معارضة كل من سنغافورة والهند. .
اما الآن فقد اصبحت الظروف مؤاتية تماماً لتنفيد هذا المشروع من دون ان تعبء الصين باصوات المعارضين والرافضين. وسوف تصبح قناة ( كرا ) صالحة للملاح