صفقة تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة: من هم السجناء المفرج عنهم؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
بدأت إيران والولايات المتحدة الاثنين تنفيذ اتفاق لتبادل سجناء توصّلا إليه الشهر الماضي. وغادرت طائرة تقلّ خمسة أميركيين من طهران متجهة الى قطر، فيما وصل إيرانيان من خمسة مفرج عنهم إلى الدوحة قادمين من واشنطن.
وعلى رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ ثمانينات القرن الماضي، أجرت الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة سلسلة عمليات تبادل سجناء يعود آخرها الى حزيران/يونيو 2020.
وبموجب اتفاق 2023 الذي أعقب أشهرا من المفاوضات بوساطة قطرية وعُمانية، أفرجت طهران عن خمسة إيرانيين يحملون الجنسية الأميركية بعد أسابيع من نقلهم الى الإقامة الجبرية خارج السجن، وأفرجت واشنطن عن خمسة إيرانيين كانت تحتجزهم.
وتضمن الاتفاق تحرير أرصدة إيرانية بقيمة ستة مليارات دولار كانت مجمّدة لدى كوريا الجنوبية بسبب العقوبات الأميركية على طهران، وتحويلها إلى حساب خاص في قطر والسماح باستخدامها لغايات إنسانية.
فيما يأتي أسماء السجناء المفرج عنهم، وأبرز عمليات التبادل السابقة، والوساطة التي أنجزت الاتفاق الجديد.
المواطنون الأميركيونأفرجت طهران عن خمسة أميركيين من أصل إيراني. ولا تعترف الجمهورية الإسلامية بازدواجية الجنسية، وتتعامل مع هؤلاء على أنهم إيرانيون حصرا.
ومن السجناء المفرج عنهم رجل الأعمال سياماك نمازي الذي كان يمضي منذ العام 2016 عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات لإدانته بتهمة "التجسس" لحساب الولايات المتحدة.
وتشمل قائمة المفرج عنهم رجل الأعمال عماد شرقي المدان بالسجن عشرة أعوام لإدانته بتهمة بالتجسس، ومراد طهباز الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية وحكم عليه بالسجن 10 أعوام بتهمة "التآمر مع الولايات المتحدة".
وكان طهباز أوقف مع ناشطين بيئيين آخرين في 2018، وأطلق سراحه من السجن في آذار/مارس 2022 ضمن اتفاق مع لندن، من دون السماح له بمغادرة إيران.
وفضّل الأميركيان الآخران عدم كشف هويتهما.
واعتبارا من 10 آذار/مارس، بات الخمسة خارج أسوار السجن ووضعوا في الإقامة الجبرية لحين انجاز الاتفاق.
الإيرانيونأكد القضاء الإيراني في آب/أغسطس 2022 أن "عشرات" الإيرانيين محتجزون في الولايات المتحدة. ومعظم هؤلاء مزدوجو الجنسية ومتّهمون بمخالفة العقوبات المفروضة من واشنطن على طهران.
وتشمل قائمة المفرج عنهم كامبيز عطار كاشاني ورضا سرهنك بور المتهمين بمخالفة العقوبات الاقتصادية.
كذلك بين السجناء كاوه لطف الله أفراسيابي الذي أوقفته السلطات الأميركية في منزله قرب بوسطن العام 2021 واتهمته وزارة العدل بأنه عنصر تابع للحكومة الإيرانية.
واتهمت السلطات الأميركية اثنين آخرين من الموقوفين لديها والذين أفرج عنهم بالارتباط بأجهزة الأمن الإيرانية، وهما: مهرداد معين أنصاري الذي تسلّمته من جورجيا في 2020 وتتهمه بالتخطيط للحصول على معدات عسكرية، وأمين حسن زاده الذي اتهمته في العام ذاته بسرقة معطيات تقنية من قطاع الدفاع في الولايات المتحدة ونقلها إلى شقيقه في إيران.
ووصل أنصاري وبور إلى الدوحة في طريقهما إلى إيران. وقال مسؤول أميركي إن الثلاثة الآخرين لا يريدون الذهاب إلى إيران.
ما هي عمليات التبادل السابقة؟في حزيران/يونيو 2020، أعلنت طهران عودة عالمين محتجزين في الولايات المتحدة هما ماجد طاهري وسيروس أصغري المتهم بسرقة أسرار الصناعية.
تزامنا، أطلق سراح الجندي الأميركي السابق مايكل وايت الذي اعتقل في تموز/يوليو 2018 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة إهانة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
تم التوصل إلى صفقة التبادل رغم التوتر الشديد بين البلدين بعد قرار الرئيس الأميركي حينذاك دونالد ترامب الانسحاب أحاديا من الاتفاق النووي الإيراني المبرم قبل ذلك بثلاث سنوات.
في كانون الأول/ديسمبر 2019، أفرجت طهران عن الباحث الأميركي شييو وانغ الذي كان مسجونا منذ 2016 بتهمة التجسس، بينما أفرجت واشنطن عن مسعود سليماني الأستاذ الجامعي الذي كان محتجزا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2018.
في كانون الثاني/يناير 2016، أبرم الطرفان اتفاق تبادل حظي بتغطية إعلامية واسعة أتاح الافراج عن سبعة إيرانيين موقوفين في الولايات المتحدة، في مقابل أربعة أميركيين كان أبرزهم مراسل صحيفة "واشنطن بوست" في طهران جايسن رضائيان الذي كان محتجزا منذ تموز/يوليو 2014 بتهمة "التجسس".
"النظام الإيراني بات ضعيفًا".. مسؤول أوروبي في حديث مع "يورونيوز": نعمل على إغراء طهران سياسيًافي الذكرى الأولى لوفاة مهسا أميني.. بايدن يؤكد أن واشنطن "تقف إلى جانب" الإيرانيين الاتحاد الأوروبي يحث إيران على التراجع عن قرار سحب اعتماد مفتشي الوكالة الذريةوساطات سويسرية وعمانيةقُطعت العلاقات بين البلدين في 1980، في العام الذي تلى انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني وأزمة الرهائن الأميركيين بعد اقتحام سفارة واشنطن في طهران.
وتفاوض البلدان على هذه الصفقات عن طريق دول أخرى مثل سويسرا التي تمثل المصالح الأميركية في طهران.
كذلك، بذلت سلطنة عمان مساعي في الكواليس واستضافت محادثات بين ممثلين للبلدين. ومنذ أيار/مايو، سهّلت السلطنة الافراج عن ستة مواطنين أوروبيين كانت تحتجزهم طهران.
وشملت القائمة عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل الذي سُجن 15 شهرا في إيران بتهمة التجسس، وهي تهمة نددت بها بلجيكا وأوروبا.
في المقابل، أفرجت بروكسل عن الدبلوماسي أسدالله أسدي المدان بتهمة الضلوع في محاولة استهداف تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا في العام 2018.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية جريحان شمال إيران بعد سقوط حطام مقذوف إثر اختبار عسكري وصول 5 أمريكيين أفرجت عنهم إيران إلى الدوحة وطهران تنتظر تحرير أرصدة مجمدة وكالة الطاقة الذرية تندد بسحب إيران اعتمادات "عدد" من المفتشين الشرق الأوسط قانون العقوبات الولايات المتحدة الأمريكية إيران السياسة الإيرانيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الشرق الأوسط قانون العقوبات الولايات المتحدة الأمريكية إيران ليبيا فيضانات سيول إيطاليا ضحايا قتل الاتحاد الأوروبي إيران تغير المناخ تركيا فرنسا ألمانيا ليبيا فيضانات سيول إيطاليا ضحايا قتل الاتحاد الأوروبي فی الولایات المتحدة المفرج عنهم إلى الدوحة الذی کان
إقرأ أيضاً:
جدل داخلي حاد في إيران حول نوايا الولايات المتحدة
ذكر موقع "زمن يسرائيل" الإسرائيلي، أن هناك جدلاً في إيران حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية جادة بشأن تهديداتها العسكرية الضمنية، موضحاً أن المعسكر المحافظ لم ينس انسحاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في ولايته الأولى، ويفضل الالتزام بالتحالف مع الصين وروسيا.
وأضاف "زمن يسرائيل" في تحليل بعنوان "معضلة إيران"، أن طهران احتفلت هذا الأسبوع بالعام الفارسي الجديد، وقررت السلطات في هذه المناسبة زيادة المبالغ التي يمكن سحبها من أجهزة الصراف الآلي في جميع أنحاء البلاد بنسبة 50%، أي من 2 مليون ريال إلى 3 ملايين ريال يومياً، مشيرة إلى أن كلفة المعيشة في البلاد، توضح وضعها الاقتصادي القاتم.
هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟https://t.co/WgcQMH4SHL
— 24.ae (@20fourMedia) March 9, 2025 الرسالة الأمريكيةويقول الموقع، إنه على الرغم من ذلك، يواصل النظام في طهران رفض الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات صارمة على الاقتصاد الإيراني الذي يتقلص بكل المقاييس، خلال الشهرين الماضيين، مضيفاً أنه على الرغم من النفي الرسمي الإيراني المتعلق بالرسالة التي بعثها الرئيس الأمريكي إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، والتي تضمنت مطلباً لا لبس فيه ببدء محادثات لوقف البرنامج النووي الإيراني، فإن سلسلة من ردود الفعل في البلاد تؤكد وجود الرسالة.
وأشار "زمن يسرائيل" إلى أن السفير والممثل الدائم الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، قال في بيان إن إيران ستكون مستعدة للدخول في محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية فقط لإقناعها بأنها لا تسعى إلى برنامج نووي عسكري.
وما يعنيه هذا الإعلان هو أن إيران لن تكون مستعدة للتراجع عن القدرات التي حققتها حتى الآن، وهو في الواقع مطلب أساسي للولايات المتحدة، بالتنسيق مع إسرائيل، وفي هذه الأثناء، يدور نقاش داخلي في إيران نفسها حول ما إذا كانت الولايات المتحدة جادة في تهديداتها الضمنية بشن هجوم عسكري، أم أن هذه التهديدات مجرد تهديدات فارغة.
وزعم السفير الإيراني السابق لدى الرياض محمد حسيني هذا الأسبوع، أنه من المتوقع وقوع هجوم إسرائيلي أمريكي في المستقبل القريب، في حين وصف الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني تهديدات الرئيس الأمريكي بأنها "مفبركة"، وأعلن أن هذا ليس الوقت المناسب لإيران للتحدث مع الولايات المتحدة.
خطة بديلةوأضاف الموقع، أنه من الممكن ألا يكون التركيز على الولايات المتحدة عرضياً، وأن الخطة الإيرانية البديلة تتمثل في تسريع الاتصالات مع أوروبا، وبالتالي خلق محور يتجاوز ترامب، ومن المشكوك فيه، ما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستقبل الاتفاقيات الأوروبية الإيرانية كأساس لرفع العقوبات.
ولفت الموقع إلى مقال نشره الدكتور راز زيميت الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، حلل فيه الخطاب الداخلي في إيران حول التهديد الأمريكي، معتبراً أن هذا النقاش يُفاقم الخلافات بين المعسكر الإصلاحي والمحافظ في إيران، في ضوء التطورات الأخيرة على الساحة الأوكرانية.
ويزعم المعسكر الإصلاحي، أن التقارب بين روسيا والولايات المتحدة والخوف من أن بوتين قد يضحي بإيران في مقابل مكاسب برية في أوكرانيا يعزز الحاجة الفورية للدخول في محادثات مع واشنطن.
وفي هذه الأثناء، وعلى الصعيد العسكري، تستعرض إيران عضلاتها من خلال مناورة بحرية دولية كبيرة مع قوات صينية وروسية في منطقة مضيق هرمز، على الرغم من أن هذه المناورات سنوية منتظمة، فإنها تأتي هذه المرة في وقت حساس للغاية من المنظور الإيراني، في ظل وجود تهديد عسكري حقيقي لبرنامجها النووي.
هل يسقط ترامب في خطأ أوباما مع إيران؟https://t.co/SXVfuGYfTZ
— 24.ae (@20fourMedia) March 10, 2025 لعبة مزدوجةوأضاف الموقع، أن روسيا أيضاً تلعب لعبة مزدوجة في هذه المسألة، فمن ناحية، يبدو أن هناك رغبة وراء الكواليس في التحرك نحو حل في أوكرانيا يضمن للرئيس فلاديمير بوتين تحقيق إنجاز، ومن ناحية أخرى، هناك إشارة إلى أن بوتين لن يستسلم للأمريكيين قبل أن يتأكد من هذه الخطوة.
وأعلن أمس أن روسيا ستجري جولة محادثات في موسكو مع الصين وإيران بشأن المشروع النووي الإيراني، ويمكن تفسير هذا الإعلان على أنه رسالة إلى الدول الأخرى التي وقعت على الاتفاق النووي لعام 2015، مفادها أن روسيا والصين لا تزالان تشكلان ثقلاً موازناً لدول مجموعة الثلاث، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وأوضح الموقع، أن الدول الثلاث تهدد بتفعيل آلية العقوبات الصارمة في 25 أكتوبر (تشرين الأول)، والتي تشمل أيضاً الصين وروسيا.
وأشار "زمن يسرائيل" إلى أنه من المقرر أن يُجرى اختبار مثير لهذه العلاقات الليلة في نقاش مغلق لمجلس الأمن الدولي حول القضية النووية الإيرانية، وقال إن هذا النقاش يُعقد بناءً على طلب الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية واليونان وبريطانيا، ومن المقرر أن يتناول مسألةَ عدم شفافية إيران تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمخاوف من بذلها جهوداً مكثفة خلال الأشهر الأخيرة لإخفاء أكبر قدرٍ ممكنٍ من قدراتها النووية.
واختتم الموقع قائلاً: "هناك حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها، إن الإخفاء يخدم إيران، سواء كانت تسعى إلى التوصل إلى اتفاق أو تستعد لهجوم إسرائيلي أمريكي، وفي كلتا الحالتين، فإن القدرة النووية الأساسية التي تُركت في الظلام سوف تبقي طهران في حالة هروب".