جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-21@10:06:50 GMT

مجموعة بريكس مقابل حلف الناتو

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

مجموعة بريكس مقابل حلف الناتو

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

مجموعة بريكس وكما هو معلوم، هي مجموعة اقتصادية ناشئة شكلتها كل من: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتوسعت مؤخرًا بعد ضم كل من: إيران ومصر والسعودية والإمارات وأثيوبيا والأرجنتين.

المجموعة بطبيعة الحال قابلة للتوسع وقبول المزيد من الأعضاء مُستقبلًا، ويبقى السؤال حول هوية المجموعة والتي ستخاطب بها العالم وتعرف بها عن نفسها، وكذلك الأدوات العملية الضامنة لنهوض المجموعة واستمراريتها لتتمكن من الرسوخ والثبات في وجه الرأسمالية المتوحشة التي تغولت وخطفت العالم وقررت مصيره خاصة في العقدين الأخيرين.

في اعتقادي الشخصي، لا يمكن لمجموعة بريكس أن تكتسب هويتها وتحقق فعاليتها وتترجم جديتها كتكتل اقتصادي عالمي فاعل، إلّا عبر الانعتاق من هيمنة وعبودية الدولار الأمريكي أولًا؛ سواءً بالاتفاق على وجود عملة موحدة للتداول التجاري بين أعضاء المجموعة، أو الاتفاق على التداول بالعملات المحلية بينهم.

الأمر الثاني وهو الشروع في إنشاء بنك خاص بالمجموعة تتمكن من خلاله الدول الأعضاء بالمجموعة أولًا وغيرها لاحقًا، من الاستفادة من القروض والتسهيلات المالية بمعزل عن قيود وهيمنة وإملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، واللذين برهنت الأيام والتجارب على أنهما مجرد أذرع ناعمة للرأسمالية الغربية المتوحشة، وامتداد للحقب الاستعمارية لتكريس التبعية للغرب.

كما لا يمكن لمجموعة بريكس تحقيق هويتها وغاياتها إلّا بحماية نفسها وأعضائها من السطو الغربي الناعم والمسلح، وذلك عبر استحداث منظومة أمنية عسكرية وميثاق دفاع مشترك يوازي حلف الناتو الغربي ويواجهه ويردعه؛ فالتوازن الاقتصادي للمجموعة لن يتحقق- في تقديري- دون ذراع مُسلّح يحمي مكاسبها ويحصن أعضاءها من التهديد والابتزاز الغربي. الغرب اليوم يحتضر ويعاني من كل أسباب الوهن والزوال وفق مؤشرات المدنيات والحضارات التي سبقته، من شيخوخة المجتمعات إلى التفسخ الأخلاقي الحاد والمهدد للغرب وللبشرية السوية من خلالهم.

الغرب اليوم لم يعد الغرب الاستعماري السارق للثروات الطبيعية للشعوب وكما عُرف عنه سابقًا، ولا الغرب السارق للعقول النادرة من شعوب العالم عبر سياسة الترهيب والترغيب؛ بل أصبح الغرب السارق للأيدي العاملة والأجيال الفتية والتي يفتقدها بفعل سياسات القضاء على الأسرة وثقافتها ثم التشجيع على التحلل، واليوم يشجع الغرب على الحروب- خارج جغرافيته بالطبع- بقصد العبث بالمكونات بالداخل وتهجير الآخرين وإكراههم على اللجوء إليه لينتقي منهم حاجته ويبقي من ليس له بهم حاجة داخل أسوار معتقلات تسمى مخيمات الهجرة لترحيلهم لاحقًا إلى جغرافيات أخرى تحت مُسمى الإنسانية وحقوق الإنسان!

لا شك عندي أن الغرب لن يقف متفرجًا ومكتوف الأيدي وهو يرى عالمًا موازيًا يتشكل أمامه ويهدد مصالحه المتمثلة بالاقتصاد؛ بدءًا من التنكر للدولار واليورو ليرسم واقعه ومستقبله بعيدًا عنهما، إضافة الى تجفيف مصالح الغرب تدريجيًا من جغرافيات مختلفة حول العالم مثل: النموذج الأفريقي تجاه فرنسا، وهذا ما سيدفع الغرب إلى التنمر المفاجئ أمام القوى الصاعدة واستنساخ أزمة أوكرانيا في جغرافيات عدة حول العالم، لتهديد خصومه الصاعدين وتفتيت قواهم، فالغرب ما زال يمتلك بقايا قوة قد تساعده في لحظة ضعف على تحقيق نظرية نيرون التاريخية "عليّ وعلى أعدائي"، فهذا آخر ما تبقّى له من جملة خيارات فرط بها.

قبل اللقاء.. من يقرأ التاريخ القريب المعاصر للعالم، يعلم أن المنظمات الأممية التي قامت أعقاب الحرب الأوروبية (العالمية) الثانية، تجاوزها الزمن وتكشفت حقيقتها ولم تعد أممية أو صالحة لعالم اليوم، وأن تعدد الأقطاب وتداول قيادة العالم أصبح من الحتميات الملموسة والواقعة لا محالة.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

5 مليارات دولار إيرادات “ايدج” سنوياً 20% منها صادرات

 تواصل مجموعة ايدج مسيرة النمو والتوسع، مستندةً إلى إستراتيجيات استثمارية مستدامة وتوسيع نطاق عملياتها في الأسواق العالمية، بما يعكس التزامها بدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة دولة الإمارات في هذا القطاع الحيوي.

وأكد حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة ايدج، أن عمليات ايدج تنتشر في 91 دولة حول العالم في ظل العمل على تعزيز معدلات التعاون مع القارة الأفريقية، تليها أمريكا اللاتينية وآسيا، مشيرا إلى أن الصفقات العسكرية تستغرق عادةً من سنة إلى ثلاث سنوات، مؤكدا أنها تسير وفق الخطط المعتمدة لتحقيق أهدافها التوسعية.

وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن ايدج استثمرت بشكل متواصل على مدى السنوات الخمس الماضية، ونجحت في تنويع منتجاتها والدخول في مجال توريد الأنظمة، وأعلنت بدء تنفيذ عددٍ من صفقات التصدير، مع تحقيق المجموعة إيرادات تصل إلى نحو 5 مليارات دولار سنويًا أكثر من 20% منها من عمليات التصدير.

وأشار إلى أن عدد موظفي المجموعة يبلغ حاليًا 14 ألف موظف، مع توقعات بزيادة هذا العدد بناءً على متطلبات المشاريع المستقبلية، لافتا إلى أن نسبة التوطين في الشركة تبلغ 20% بشكل عام، بينما تصل إلى 50% في الأقسام الهندسية.

وقال المرر إن مشاركة مجموعة إيدج في معرض الدفاع الدولي آيدكس 2025، تأتي كونه المنصة الرئيسية لاستعراض قدرات القطاع الدفاعي الإماراتي أمام الوفود الدولية، مؤكدا التزام المجموعة بالتعريف بإنجازاتها ومنتجاتها التي تعكس مستوى التقدم الذي حققته دولة الإمارات في قطاع الصناعات الدفاعية والتقنية.


مقالات مشابهة

  • فيرجيو تتألق في “فاشن فاكتور” مع مجموعة “آرتيزان لاين”
  • "إفكو" للأغذية تشيد بجهود الإمارات في استدامة الغذاء
  • مدبولي: الدولة المصرية لم ولن تتأخر عن علاج مصابي غزة
  • مدبولي: مصر لم ولن تتأخر عن علاج مصابي غزة
  • مدبولي: مجموعة مستشفيات إيطالية تعهّدت بضخ 100 مليون دولار استثمارات في مصر
  • "عُمران" تُعزّز تمكين الكفاءات الوطنية بالمشاركة في "المعرض المهني"
  • جدول ومواعيد مباريات ثمن نهائي مجموعة الغرب بدوري أبطال آسيا
  • هل خان ترامب أوكرانيا؟
  • 5 مليارات دولار إيرادات “ايدج” سنوياً 20% منها صادرات
  • 5 مليارات دولار إيرادات "ايدج" سنوياً 20% منها صادرات