مجموعة بريكس مقابل حلف الناتو
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
مجموعة بريكس وكما هو معلوم، هي مجموعة اقتصادية ناشئة شكلتها كل من: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتوسعت مؤخرًا بعد ضم كل من: إيران ومصر والسعودية والإمارات وأثيوبيا والأرجنتين.
المجموعة بطبيعة الحال قابلة للتوسع وقبول المزيد من الأعضاء مُستقبلًا، ويبقى السؤال حول هوية المجموعة والتي ستخاطب بها العالم وتعرف بها عن نفسها، وكذلك الأدوات العملية الضامنة لنهوض المجموعة واستمراريتها لتتمكن من الرسوخ والثبات في وجه الرأسمالية المتوحشة التي تغولت وخطفت العالم وقررت مصيره خاصة في العقدين الأخيرين.
في اعتقادي الشخصي، لا يمكن لمجموعة بريكس أن تكتسب هويتها وتحقق فعاليتها وتترجم جديتها كتكتل اقتصادي عالمي فاعل، إلّا عبر الانعتاق من هيمنة وعبودية الدولار الأمريكي أولًا؛ سواءً بالاتفاق على وجود عملة موحدة للتداول التجاري بين أعضاء المجموعة، أو الاتفاق على التداول بالعملات المحلية بينهم.
الأمر الثاني وهو الشروع في إنشاء بنك خاص بالمجموعة تتمكن من خلاله الدول الأعضاء بالمجموعة أولًا وغيرها لاحقًا، من الاستفادة من القروض والتسهيلات المالية بمعزل عن قيود وهيمنة وإملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، واللذين برهنت الأيام والتجارب على أنهما مجرد أذرع ناعمة للرأسمالية الغربية المتوحشة، وامتداد للحقب الاستعمارية لتكريس التبعية للغرب.
كما لا يمكن لمجموعة بريكس تحقيق هويتها وغاياتها إلّا بحماية نفسها وأعضائها من السطو الغربي الناعم والمسلح، وذلك عبر استحداث منظومة أمنية عسكرية وميثاق دفاع مشترك يوازي حلف الناتو الغربي ويواجهه ويردعه؛ فالتوازن الاقتصادي للمجموعة لن يتحقق- في تقديري- دون ذراع مُسلّح يحمي مكاسبها ويحصن أعضاءها من التهديد والابتزاز الغربي. الغرب اليوم يحتضر ويعاني من كل أسباب الوهن والزوال وفق مؤشرات المدنيات والحضارات التي سبقته، من شيخوخة المجتمعات إلى التفسخ الأخلاقي الحاد والمهدد للغرب وللبشرية السوية من خلالهم.
الغرب اليوم لم يعد الغرب الاستعماري السارق للثروات الطبيعية للشعوب وكما عُرف عنه سابقًا، ولا الغرب السارق للعقول النادرة من شعوب العالم عبر سياسة الترهيب والترغيب؛ بل أصبح الغرب السارق للأيدي العاملة والأجيال الفتية والتي يفتقدها بفعل سياسات القضاء على الأسرة وثقافتها ثم التشجيع على التحلل، واليوم يشجع الغرب على الحروب- خارج جغرافيته بالطبع- بقصد العبث بالمكونات بالداخل وتهجير الآخرين وإكراههم على اللجوء إليه لينتقي منهم حاجته ويبقي من ليس له بهم حاجة داخل أسوار معتقلات تسمى مخيمات الهجرة لترحيلهم لاحقًا إلى جغرافيات أخرى تحت مُسمى الإنسانية وحقوق الإنسان!
لا شك عندي أن الغرب لن يقف متفرجًا ومكتوف الأيدي وهو يرى عالمًا موازيًا يتشكل أمامه ويهدد مصالحه المتمثلة بالاقتصاد؛ بدءًا من التنكر للدولار واليورو ليرسم واقعه ومستقبله بعيدًا عنهما، إضافة الى تجفيف مصالح الغرب تدريجيًا من جغرافيات مختلفة حول العالم مثل: النموذج الأفريقي تجاه فرنسا، وهذا ما سيدفع الغرب إلى التنمر المفاجئ أمام القوى الصاعدة واستنساخ أزمة أوكرانيا في جغرافيات عدة حول العالم، لتهديد خصومه الصاعدين وتفتيت قواهم، فالغرب ما زال يمتلك بقايا قوة قد تساعده في لحظة ضعف على تحقيق نظرية نيرون التاريخية "عليّ وعلى أعدائي"، فهذا آخر ما تبقّى له من جملة خيارات فرط بها.
قبل اللقاء.. من يقرأ التاريخ القريب المعاصر للعالم، يعلم أن المنظمات الأممية التي قامت أعقاب الحرب الأوروبية (العالمية) الثانية، تجاوزها الزمن وتكشفت حقيقتها ولم تعد أممية أو صالحة لعالم اليوم، وأن تعدد الأقطاب وتداول قيادة العالم أصبح من الحتميات الملموسة والواقعة لا محالة.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تعرف على موعد مباراة "الفراعنة" و"التانغو" والقنوات الناقلة
يلتقي منتخب مصر مع نظيره الأرجنتيني اليوم الأربعاء، الساعة 21:00 بتوقيت أبوظبي، في أولى مواجهاته بطولة كأس العالم لكرة اليد، التي تستضيفها كرواتيا والدنمارك والنرويج، خلال الفترة من 14 يناير (كانون الثاني) الحالي إلى 2 فبراير (شباط) المقبل.
وتذاع المباراة عبر القنوات التالية:
Alkass Four HD
beIN Sports Fr 10 HD max
Digi Sport 4 HD Romania
خسارة قطر والكويت وتونس والجزائر في "#مونديال_اليد" https://t.co/azqjSUk8Cj
— 24.ae | رياضة (@20foursport) January 15, 2025وأسفرت القرعة عن وقوع "الفراعنة" في المجموعة الثامنة، التي تضم معها كرواتيا والأرجنتين والبحرين.
ومن المقرر أن يواجه منتخب مصر نظيره البحريني يوم الجمعة المقبل ويختتم مواجهاته بالدور التمهيدي بمواجهة كرواتيا يوم الأحد المقبل.
وأعلن الجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة المدير الفني الإسباني خوان كارلوس باستور القائمة النهائية لخوض منافسات بطولة العالم في نسختها الـ29 للرجال.
وضمت القائمة 18 لاعبًا وهم: كريم هنداوي ومحمد علي في حراسة المرمى ومعه أحمد هشام “سيسا” وبلال إبراهيم وعلي زين وأحمد هشام “دودو” وعبد الرحمن فيصل وأحمد خيري وسيف الدرع وسيف هاني “فوكس” ويحيى خالد ومحسن رمضان ومحمد سند وأكرم يسري وإبراهيم المصري وأحمد عادل وياسر سيف ومحمد طارق.
ويفقد أحفاد الفراعنة في تلك البطولة العديد من اللاعبين الباريزن في مقدمتهم يحيى الدرع وحسن وليد قداح للإصابة، ومهاب سعيد وخالد وليد ومحمد عصام الطيار.
ويملك المنتخب المصري تاريخاً جيداً في بطولة العالم لكرة اليد حيث حقق المركز الرابع في نسخة 2001 التي أقيمت بفرنسا في إنجاز كبير.
وشارك المنتخب المصري في بطولة العالم 16 مرة منذ النسخة الأولى عام 1964، ليكون الفراعنة أول فريق عربي وأفريقي وثالث منتخب غير أوروبي يشارك ببطولة العالم بعد البرازيل واليابان، واحتل "الفراعنة" المركز الخامس عشر فيها.
وانطلقت أمس الثلاثاء المنافسات، وشهدت المباراة الافتتاحية فوز منتخب إيطاليا على منتخب تونس 32-25 ضمن منافسات المجموعة الثانية، والتي شهدت أيضاً فوز منتخب الدنمارك على الجزائر 47 -22.
وضمن منافسات المجموعة الثالثة فاز منتخب فرنسا على نظيره القطري 37-19، وبالمجموعة ذاتها فاز منتخب النمسا على منتخب الكويت 37-26.
وتتأهل أول 3 منتخبات من كل مجموعة إلى الدور الثاني الذي يقام بمشاركة 24 منتخبا موزعة إلى 4 مجموعات.