الصين ومجموعة الـ77 والحفاظ على العدالة العالمية
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
تشو شيوان
انطلقت يوم الجمعة الماضي قمة "مجموعة الـ77 والصين" في قصر المؤتمرات في العاصمة الكوبية هافانا، بمشاركة أكثر من 100 دولة من الدول النامية، بهدف تعزيز التعاون فيما بينها وبين الصين؛ باعتبارها نصيرة الدول النامية والداعم الأكبر بين الدول العظمى في تحسين التعاون والتبادل التجاري مع الدول النامية.
ومن خلال كلمته الترحيبية للرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل والتي سلط الضوء من خلالها على الجهود التي تبذلها الصين لتعزيز التعاون الدولي في جميع أنحاء العالم، أوضح أن التعاون والتضامن والتقدم البشري دون إقصاء أحد، وبين أنَّ هذه هي أمور حيوية للمساعدة في مواجهة تحديات عالم اليوم. ولو تمعّنا النظر في جهود الصين لتعزيز التعاون مع الدول النامية، فسنجد أن الصين ركّزت خلال السنوات الماضية على فتح آفاق تعاون مُثمرة مع الدول النامية في شرق الأرض ومغربها، وفتحت العديد من قنوات التواصل والمشاريع أهمها مبادرة الحزام والطريق والتي في أساسها مبادرة لتعزيز دور الدول النامية ومساهماتهم في الاقتصاد والتجارة العالمية.
لقد ندد الرئيس دياز كانيل بالحصار الأمريكي على سكان كوبا المستمر منذ ستة عقود، الذي تسبب في أضرار اقتصادية وإنسانية جسيمة، ودعا المشاركين إلى النضال من أجل الحق في التنمية، وهذه نقطة مُهمة توضح لنا كيف تسيء العقوبات الأمريكية لحياة شعوب ودول وتحرمهم من التنمية وتحسين أوضاعهم المعيشية، وكوبا كغيرها من الدول التي تعاني الأمرين بسبب العقوبات الأمريكية التي طالت لأكثر من غيرها ونحن نتحدث عن 6 عقود؛ وهو زمن ليس بالقصير والولايات المتحدة تحرم كوبا من أن تكون جزءًا من الاقتصاد العالمي.
في كلمته في مراسم افتتاح القمة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن صوت مجموعة الـ77 والصين سيكون دائمًا ضروريًا لمنظومة الأمم المتحدة، ووصف جوتيريش المجموعة بأنها "نصيرة التعددية"، ودعا المجموعة والصين إلى "مناصرة نظام متجذر في المساواة؛ ودعم نظام مستعد لتصحيح مسار الظلم والإهمال على مدى قرون؛ ومؤازرة نظام يخدم البشرية جمعاء وليس أصحاب الحظوة"، وهذه كلمات مؤثرة وحساسة من أمين عام منظمة الأمم المتحدة تناصر المساواة والعدالة وهذا يتفق تمامًا مع ما ترمي إليه الصين في تعزيز التعاون والتبادل مع جميع الدول بنفس القدر من المساواة.
إنَّ موقف الصين من مجموعة الـ77 ورؤيتها لدول المجموعة عبّر عنها حضور السيد لي شي عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والممثل الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ، والذي قال إن "الصين هي أكبر دولة نامية في العالم وعضو طبيعي في الجنوب العالمي. نحن على استعداد للعمل مع كوبا وأعضاء مجموعة الـ77 الآخرين لفتح فصل جديد في التعاون الجنوبي-الجنوبي سعيا لتحقيق تنمية أكبر من خلال تضامن أقوى، وبناء مجتمع مصير مشترك بين بلدان الجنوب العالمي، وبدء حقبة جديدة من التنمية المشتركة"، وقد اقترح لي ما يلي فيما يتعلق بالتعاون بين مجموعة الـ77 والصين: الالتزام بالتطلعات الأصلية لمجموعة الـ77 إلى الاستقلال وتحقيق قوة جماعية أكبر من خلال الوحدة؛ ومناصرة الإنصاف والعدالة والشمول؛ والسعي إلى تحقيق التنمية والتجديد والتعاون المربح للجميع.
من يتابع الصين وسياساتها الخارجية سيجد أنها نشطة في جميع المجموعات والمنظمات العالمية، خصوصًا تلك التي تسعى لنقل التجارب والتعاون وفتح آفاق مستقبلية تساعد في تنمية المجتمعات، والصين دائمًا ما نجدها حاضرة وبقوة في جميع المجموعات الدولية كشريك أساسي للدول النامية وتحاول أن تؤدي دورًا مهمًا في تنمية العالم وبناء عالم متعدد الأقطاب، وهذا جوهر العمل السياسي والتجاري الصيني تجاه العالم أجمع وتجاه الدول النامية على حد الخصوص.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، ومتخصص في الشؤون الصينية وقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
انتخاب المملكة رئيسًا لإقليم "آسيا" بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية
انتخب أعضاء الاتحاد الإقليمي الثاني "آسيا" بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، المملكة العربية السعودية ممثلة في الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن بن سالم غلام -رئيسًا للإقليم-.
وذلك خلال اجتماعات الدورة الثامنة عشرة المنعقدة -عبر تقنية الاتصال المرئي-؛ بمشاركة ممثلي الدول الآسيوية الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون الأرصاد والمناخ.
أخبار متعلقة ملك الأردن يغادر جدةخبير لـ"اليوم": هزة الخليج طبيعية والنشاط الزلزالي في المنطقة محدود ولا يدعو للقلقوجاء انتخاب الدكتور غلام بالتزكية في ظل ما تحظى به المملكة من تقدير للدور الريادي الذي تؤديه في تطوير المنظومة الأرصادية على المستويين الإقليمي والدولي، وما حققته من إنجازات نوعية في مجالات الرصد الجوي، وتوظيف التقنيات الحديثة، والارتقاء بجودة الخدمات المناخية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } انتخاب المملكة رئيسًا لإقليم "آسيا" بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية- واس رؤية المملكة 2030وأعرب الدكتور أيمن غلام في كلمته عن شكره وتقديره للدول الأعضاء على ثقتهم بالمملكة, مؤكدًا أن هذا التكليف يُعد مسؤولية كبيرة وفرصة لتعزيز العمل الإقليمي المشترك.
وأشار إلى أن المملكة باتت في قلب القرار الدولي وتقود من خلال منظماتها ومراكزها الإقليمية والعالمية جهودًا نوعية بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، وانطلاقًا من مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى الإسهام الفاعل في الملفات البيئية والأرصادية، والاهتمام بالقضايا المناخية وتطوير مختلف مجالاتها.
وأكد التزام المملكة بدعم المبادرات الإقليمية المعتمدة، وتوفير فرص تبادل القدرات الفنية والمعرفية، وتعزيز آليات التعاون بين الدول الأعضاء، بما يسهم في تطوير خدمات الأرصاد والمناخ، ومواجهة التحديات البيئية المتسارعة.المنظمة العالمية للأرصادوأفاد الدكتور غلام بأن المملكة ستعمل على إطلاق برامج تدريب وتأهيل شاملة تستهدف الكوادر الفنية، إلى جانب تعزيز البنية التحتية للرصد والتنبؤ، وتمكين الدول الأعضاء من الاستفادة من التجارب الناجحة والإمكانات الوطنية؛ بما ينعكس إيجابًا على سلامة المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة في الإقليم.
وفي ختام كلمته، عبّر الدكتور أيمن غلام عن ثقته بأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التكامل بين الدول الأعضاء، وتعاونًا مثمرًا مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بما يسهم في مستقبل أكثر جاهزية واستدامة لإقليم آسيا، ويُعزز مكانته العالمية ضمن منظومة القرار الدولي.