تشو شيوان

انطلقت يوم الجمعة الماضي قمة "مجموعة الـ77 والصين" في قصر المؤتمرات في العاصمة الكوبية هافانا، بمشاركة أكثر من 100 دولة من الدول النامية، بهدف تعزيز التعاون فيما بينها وبين الصين؛ باعتبارها نصيرة الدول النامية والداعم الأكبر بين الدول العظمى في تحسين التعاون والتبادل التجاري مع الدول النامية.

ومن خلال كلمته الترحيبية للرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل والتي سلط الضوء من خلالها على الجهود التي تبذلها الصين لتعزيز التعاون الدولي في جميع أنحاء العالم، أوضح أن التعاون والتضامن والتقدم البشري دون إقصاء أحد، وبين أنَّ هذه هي أمور حيوية للمساعدة في مواجهة تحديات عالم اليوم. ولو تمعّنا النظر في جهود الصين لتعزيز التعاون مع الدول النامية، فسنجد أن الصين ركّزت خلال السنوات الماضية على فتح آفاق تعاون مُثمرة مع الدول النامية في شرق الأرض ومغربها، وفتحت العديد من قنوات التواصل والمشاريع أهمها مبادرة الحزام والطريق والتي في أساسها مبادرة لتعزيز دور الدول النامية ومساهماتهم في الاقتصاد والتجارة العالمية.

لقد ندد الرئيس دياز كانيل بالحصار الأمريكي على سكان كوبا المستمر منذ ستة عقود، الذي تسبب في أضرار اقتصادية وإنسانية جسيمة، ودعا المشاركين إلى النضال من أجل الحق في التنمية، وهذه نقطة مُهمة توضح لنا كيف تسيء العقوبات الأمريكية لحياة شعوب ودول وتحرمهم من التنمية وتحسين أوضاعهم المعيشية، وكوبا كغيرها من الدول التي تعاني الأمرين بسبب العقوبات الأمريكية التي طالت لأكثر من غيرها ونحن نتحدث عن 6 عقود؛ وهو زمن ليس بالقصير والولايات المتحدة تحرم كوبا من أن تكون جزءًا من الاقتصاد العالمي.

في كلمته في مراسم افتتاح القمة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن صوت مجموعة الـ77 والصين سيكون دائمًا ضروريًا لمنظومة الأمم المتحدة، ووصف جوتيريش المجموعة بأنها "نصيرة التعددية"، ودعا المجموعة والصين إلى "مناصرة نظام متجذر في المساواة؛ ودعم نظام مستعد لتصحيح مسار الظلم والإهمال على مدى قرون؛ ومؤازرة نظام يخدم البشرية جمعاء وليس أصحاب الحظوة"، وهذه كلمات مؤثرة وحساسة من أمين عام منظمة الأمم المتحدة تناصر المساواة والعدالة وهذا يتفق تمامًا مع ما ترمي إليه الصين في تعزيز التعاون والتبادل مع جميع الدول بنفس القدر من المساواة.

إنَّ موقف الصين من مجموعة الـ77 ورؤيتها لدول المجموعة عبّر عنها حضور السيد لي شي عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والممثل الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ، والذي قال إن "الصين هي أكبر دولة نامية في العالم وعضو طبيعي في الجنوب العالمي. نحن على استعداد للعمل مع كوبا وأعضاء مجموعة الـ77 الآخرين لفتح فصل جديد في التعاون الجنوبي-الجنوبي سعيا لتحقيق تنمية أكبر من خلال تضامن أقوى، وبناء مجتمع مصير مشترك بين بلدان الجنوب العالمي، وبدء حقبة جديدة من التنمية المشتركة"، وقد اقترح لي ما يلي فيما يتعلق بالتعاون بين مجموعة الـ77 والصين: الالتزام بالتطلعات الأصلية لمجموعة الـ77 إلى الاستقلال وتحقيق قوة جماعية أكبر من خلال الوحدة؛ ومناصرة الإنصاف والعدالة والشمول؛ والسعي إلى تحقيق التنمية والتجديد والتعاون المربح للجميع.

من يتابع الصين وسياساتها الخارجية سيجد أنها نشطة في جميع المجموعات والمنظمات العالمية، خصوصًا تلك التي تسعى لنقل التجارب والتعاون وفتح آفاق مستقبلية تساعد في تنمية المجتمعات، والصين دائمًا ما نجدها حاضرة وبقوة في جميع المجموعات الدولية كشريك أساسي للدول النامية وتحاول أن تؤدي دورًا مهمًا في تنمية العالم وبناء عالم متعدد الأقطاب، وهذا جوهر العمل السياسي والتجاري الصيني تجاه العالم أجمع وتجاه الدول النامية على حد الخصوص.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، ومتخصص في الشؤون الصينية وقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أخطر تصعيد للحرب التجارية العالمية.. رد قاسٍ من الصين على الرسوم الأمريكية

 

 

 

◄ الصين تعلن عن رسوم جمركية إضافية بنسبة 34%

◄ وزير الخارجية الأمريكي يُشكك في الحديث عن "انهيار الاقتصادات"

◄ أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تتضرر مجددًا

◄ مباحثات مرتقبة بين مسؤول أوروبي كبير ومسؤولين أمريكيين

◄ أسواق الأسهم في آسيا وأوروبا تنخفض.. وأسهم البنوك تتضرر بشدة

 

 

بكين، واشنطن، بروكسل- رويترز

أعلنت الصين فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34 بالمئة على السلع الأمريكية اليوم الجمعة في أخطر تصعيد في الحرب التجارية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي أذكت مخاوف من حدوث ركود وأثارت موجة اضطراب في أسواق الأسهم العالمية.

وفي المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت بكين أيضا عن فرض قيود على صادرات بعض المعادن النادرة وقدمت شكوى إلى منظمة التجارة العالمية.

وأدرجت أيضا 11 كيانا على قائمة "الكيانات غير الموثوقة" التي تسمح لبكين باتخاذ إجراءات عقابية ضد الكيانات الأجنبية، بما في ذلك الشركات المرتبطة بمبيعات الأسلحة إلى تايوان التي تتمتع بنظام حكم ديمقراطي، والتي تقول الصين إنها جزء من أراضيها.

وتأهبت دول من كندا إلى الصين للرد في حرب تجارية متصاعدة بعد أن أعلن ترامب زيادة القيود الجمركية إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من قرن هذا الأسبوع، مما أدى إلى انخفاض حاد في الأسواق المالية العالمية.

وقال بنك الاستثمار جيه. بي.مورجان إنه يرى الآن احتمالا بنسبة 60 بالمئة لدخول الاقتصاد العالمي في ركود بنهاية العام، ارتفاعا من 40 بالمئة سابقا.

وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بشكل حاد اليوم الجمعة، مما يشير إلى المزيد من الخسائر في وول ستريت بعد أن ردت الصين بفرض الرسوم الجمركية بعد يوم من قرار إدارة ترامب وهو ما أدى إلى خسارة 2.4 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم الأمريكية.

وقال ستيفان إيكولو خبير الأسواق والأسهم في شركة تراديشن في لندن "ردت الصين بقوة على رسوم ترامب الجمركية". وأضاف "هذا أمر بالغ الأهمية، ومن غير المرجح أن ينتهي، ومن هنا جاءت ردود الفعل السلبية في السوق. يخشى المستثمرون من حرب تجارية شعارها ‘العين بالعين’".

وانخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى في تداولات ما قبل الفتح، مع وقوع أسهم شركات مثل أبل وإنفيديا تحت تهديد كبير بسبب ارتباطها بالصين وتايوان لتصنيع منتجاتها.

وفي اليابان، أحد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، قال رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا إن الرسوم الجمركية خلقت "أزمة وطنية" في حين أدى انخفاض أسهم البنوك اليوم الجمعة إلى تسجيل بورصة طوكيو أسوأ أداء أسبوعي لها منذ سنوات.

وشكك وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اليوم الجمعة في حدوث انهيار اقتصادي، وقال للصحفيين إن الأسواق تتفاعل مع التغيير وستتكيف معه.

وقال في مؤتمر صحفي في بروكسل "اقتصاداتهم لا تنهار. أسواقهم تتفاعل مع تغيير جذري في النظام العالمي فيما يتعلق بالتجارة. الأسواق ستتكيف".

انقسامات وإشارات متباينة

ومع اتجاه الأسهم الأوروبية أيضا لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية في ثلاث سنوات، سيتحدث مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروش شفتشوفيتش إلى المسؤولين الأمريكيين.

وقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي "سيرد الاتحاد الأوروبي بطريقة هادئة ومدروسة بعناية، والأهم من ذلك، بطريقة موحدة، بينما نعمل على تحديد مدى ردنا... لن نرد بتهور، نريد أن نعطي المفاوضات كل الفرص للنجاح من أجل التوصل إلى اتفاق عادل لصالح الجانبين".

والاتحاد الأوروبي منقسم بشأن أفضل السبل للرد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، بما في ذلك استخدام "أداة مكافحة الإكراه" التي تتيح للاتحاد الرد على الدول الثالثة التي تمارس ضغوطا اقتصادية على أعضاء الاتحاد الأوروبي لتغيير سياساتهم.

وتشمل الدول التي تتوخى الحذر في الرد وبالتالي زيادة المخاطر في المواجهة مع الولايات المتحدة أيرلندا وإيطاليا وبولندا والدول الاسكندنافية. وقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحملة أمس الخميس بدعوة الشركات إلى تجميد الاستثمار في الولايات المتحدة. وقال ماكرون خلال اجتماع مع ممثلي الصناعة الفرنسية "يجب تعليق الاستثمارات القادمة أو الاستثمارات التي تم الإعلان عنها في الأسابيع الماضية حتى تتضح الأمور مع الولايات المتحدة".

لكن وزير المالية الفرنسي إريك لومبارد حذر في وقت لاحق من اتخاذ تدابير مضادة ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية، وقال إن هذا من شأنه أن يؤثر سلبا أيضا على المستهلكين الأوروبيين.

وذكر لومبارد في مقابلة مع قناة (بي.إف.إم تي.في) "نعمل على حزمة من الإجراءات التي يمكن أن تتخطى الرسوم الجمركية، من أجل أن تجلس الولايات المتحدة مرة أخرى على طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق عادل".

وصدرت رسائل متضاربة من البيت الأبيض حول ما إذا كانت الرسوم الجمركية من المفترض أن تكون دائمة أم أنها مجرد أسلوب للحصول على تنازلات إذ قال ترامب إنها "تمنحنا سلطة كبيرة للتفاوض".

وقد ترفع الرسوم الجمركية الأمريكية أسعار جميع السلع على المتسوقين الأمريكيين بدءا من القنب إلى أحذية الجري وحتى هاتف آيفون الذي تنتجه شركة أبل. ووفقا لتوقعات شركة روزنبلات للأوراق المالية، ربما يصل سعر هاتف آيفون عالي الجودة إلى ما يقرب من 2300 دولار إذا حملت أبل التكاليف على المستهلكين.

وسارعت الشركات للتكيف مع الوضع الجديد. وأعلنت شركة ستيلانتس لصناعة السيارات أنها ستسرح مؤقتا عمالها الأمريكيين وستغلق مصانعها في كندا والمكسيك، بينما أعلنت جنرال موتورز أنها ستزيد إنتاجها في الولايات المتحدة.

وترد الصين على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بنسبة 54 بالمئة على الواردات من ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويواجه الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية بنسبة 20 بالمئة.

وقال إيدي كينيدي رئيس شركة بيسبوك ديسكريشناري فاند مانجمنت في مارلبورو بلندن "ربما تعلم الآخرون دروسا (من ولاية ترامب السابقة)". وأضاف "يردون بقوة قائلين: يمكننا أن نلعب نفس اللعبة التي تمارسونها، ونحن في موقف أقوى للتفاوض".

وأعلن شركاء تجاريون آخرون، منهم اليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك والهند، أنهم سيؤجلون أي إجراءات مضادة في الوقت الحالي سعياً للحصول على تنازلات. وقال وزير الخارجية البريطاني إن لندن تعمل على إبرام اتفاق اقتصادي مع الولايات المتحدة.

ويقول ترامب إن الرسوم الجمركية "المضادة" رد على القيود المفروضة على السلع الأمريكية، في حين قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الرسوم الجمركية من شأنها أن تخلق فرص عمل في قطاع التصنيع في الداخل وتفتح أسواق التصدير في الخارج، لكنهم حذروا من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لرؤية النتائج.

مقالات مشابهة

  • البنك الإسلامي للتنمية والجزائر يرسخان التعاون في مجال الطاقة
  • الإمارات: حل الدولتين الخيار الاستراتيجي لتحقيق الأمن والسلم
  • “الوطني الاتحادي” يبحث التعاون البرلماني مع وفد مجموعة “غرولاك” في طشقند
  • الشعبة البرلمانية الإماراتية تترأس اجتماع ممثلي المجالس التشريعية الخليجية مع وفد مجموعة غرولاك في طشقند
  • وزير المالية يبحث مع رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية تعزيز التعاون والشراكة
  • في مواجهة ترامب.. الصين ترفع صوتها دفاعاً عن العدالة التجارية والنظام العالمي
  • رئيس النواب: الإخلال بمتطلبات التنمية والعدالة الاجتماعية يشكل تقويضًا خطيرًا للسلم المجتمعي
  • أخطر تصعيد للحرب التجارية العالمية.. رد قاسٍ من الصين على الرسوم الأمريكية
  • الصين ترفع شكوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الأمريكية
  • الإعلامية الصينية ليانغ سوو لي: ممر G60 العلمي والتكنولوجي محرك الابتكار لتحقيق التنمية عالية الجودة