البرادعي وآخرون يتحدثون عن مستقبل بدون السيسي.. ماذا يجري في مصر؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
تحدثت شخصيات سياسية وازنة في مصر عن مستقبل البلاد في غياب رئيس النظام الحالي عبدالفتاح السيسي، وذلك مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في البلاد.
نائب الرئيس المصري الأسبق الدكتور محمد البرادعي، تحدث عن "مستقبل قريب" ينتظر بلاده دون ذكر مصير السيسي، مثيرا الكثير من الجدل بشأن دلالات حديثه، وحول ما إذا كان طرحه هو الحل الأمثل للأزمة المصرية.
رئيس وكالة الطاقة الذري الأسبق، كتب السبت الماضي على صحفته على موقع إكس (تويتر سابقا)، عن "مستقبل قريب"، فيه "توافق وطني تفصيلي جاد بين القوى الرئيسية في البلاد المدنية، والعسكرية، والليبرالية، والإسلامية، على ركائز نظام سياسي واقتصادي قائم على الحرية والعدالة الاجتماعية".
وأوضح أن هذه الرؤى سيتم تنفيذها "خلال فترة انتقالية محددة بمشاركة الجميع، تكون الأولوية فيها إعادة بناء المؤسسات".
"حديث غامض"
تغريدة البرادعي، رآها البعض غامضة ولم تحدد وسيلة تنفيذ أفكاره المطروحة، ولا النظام أو الجهة التي ستقوم على تحقيقها، ووضع النظام القائم الآن منها، وهل هو داخل تلك المعادلة أم خارجها؟، وهل حصل على إشارة من جهة داخلية أو خارجية أو دولة ما تؤيد أو تدعم دعوته؟.
وكان البرادعي قد استبق ذلك الحديث بالقول إن أحوال المصريين "ليست على ما يرام في الكثير من الأمور الداخلية والخارجية"، مؤكدا أن "هناك حاجة ماسة إلى توافق وطني جاد ومفصل بين شركاء الوطن مبني على الحقيقة والعلم وبعيد عن الشعارات على شكل المستقبل وأهدافه وآليات الوصول إليه".
وفي الوقت الذي تساءل البعض حول احتمال أن يكون ما طرحه الرجل أحد رموز ثورة يناير 2011، مجرد أمنيات رفعت سقف الطموحات لدى البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أتبع البرادعي تغريدته المثيرة للجدل بأخرى.
وقال في تغريدة جديدة: "أملي أن أرى بلدنا تواكب مسيرة التقدم بعد عقود طويلة من الاستبداد وغياب الحكم الرشيد والتخلف عن ركب الحضارة"، موضحا أن دوره يقتصر على "إبداء الرأي وتقديم المشورة لكل أبناء الوطن"، ومؤكدا أن "التغيير يأتي بالعمل الجماعي السلمي المنظم".
"نصيحة بدراوي"
وفي سياق التصريحات المثيرة للجدل قال الأمين العام السابق للحزب الوطني المنحل حسام بدراوي، إن النظام الحالي يكرر نفس لغة نظام مبارك، ولكن بفارق واحد، هو أن هناك مساحة للتعبير عن الرأي سابقا حتى داخل الحزب الوطني.
وأضاف بدراوي لقناة "بي بي سي" الجمعة الماضي، أن الإصلاح يجب أن يأتي من داخل النظام، والخيوط حاليا فـي يد السيسي، وهو في اختبار صعب جدا أمام التاريخ، وهو من في يده نقل السلطة.
وأكد أنه "إذا لم يرشح السيسي نفسه لفترة ثالثة فسيدخل التاريخ"، لافتا إلى أن مصر دولة مركزية، وأن من سيرشح نفسه في الانتخابات يجب أن تكون لديه خلفية سياسية كبيرة، وتنظيما قويا، واتفاقا مع القوات المسلحة.
"اختيار جاد"
وفي هذا الإطار، أثار المتحدث باسم "التيار الحر" الليبرالي المعارض، عماد جاد، الشارع السياسي المصري بأطيافه بقوله إن رئيس أركان الجيش المصري الأسبق الفريق محمود حجازي، هو الرئيس الأمثل لمصر في المرحلة القادمة.
جاد في بيان له بعنوان "نداء من أجل الوطن"، دعا لمرحلة انتقالية يقودها أحد أبناء مؤسسات الدولة، مضيفا: "لا نريد قفزة في الهواء، ولا نريد انتخابات هزلية، ولا نريد مرشحين هواة من خارج دولاب الدولة".
"تزايد الفجوة"
وعلى الجانب الآخر، أعلنت الحركة المدنية الديمقراطية في مصر التي تضم 12 حزبا وبعض الشخصيات المؤثرة في المشهد المصري، رغبتها بعدم ترشح السيسي، مؤكدة أن البلاد لن تحتمل فترة رئاسية ثالثة له، محذرة من التأخر في فتح مسار آمن للتغيير يضع مصر على شفا الانفجار.
وتتزايد الفجوة بين النظام والمعارضة في الداخل وخاصة التيار الليبرالي بعد حكم محكمة الجنح الاقتصادية في القاهرة، السبت الماضي، بحبس الأمين العام لمجلس أمناء التيار الحر هشام قاسم (64 عاما)، 6 أشهر، مع تغريمه 20 ألف جنيه.
كما كشف المرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي، الذي يعده البعض المنافس الوحيد للسيسي، أن هاتفه تحت المراقبة الأمنية منذ أيلول/ سبتمبر 2021، بجانب ما طال أعضاء حملته الانتخابية من تضييق.
"وضع قاس"
وتعيش مصر منذ العام 2013، أزمة سياسية طاحنة، إثر انقلاب قائد الجيش حينها عبدالفتاح السيسي، على أول تجربة مدنية ديمقراطية بعد ثورة يناير 2011، بالإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، وسجنه.
وتولى السيسي حكم مصر مدتين رئاسيتين الأولى 4 سنوات من 2014، وحتى 2018، والثانية منذ ذلك التاريخ، وحتى نيسان/ أبريل المقبل، لمدة 6 سنوات، وفي طريقه للترشح لفترة رئاسية ثالثة بعد تعديلات دستورية أقرها عام 2019، وتمنحه حكم البلاد حتى 2030.
خمسة أشخاص أعلنوا الترشح لمنافسة السيسي، حتى الآن، على رئاسة الجمهورية، وهم رئيس حزب "الوفد" عبد السند يمامة، وعضو الحزب فؤاد بدراوي، ورئيس حزب "الشعب" حازم عمر، ورئيس حزب "السلام" أحمد الفضالي، والبرلماني السابق أحمد الطنطاوي.
"تحول داعمي السيسي"
ويرى عضو "الحركة المدنية الديمقراطية" سمير عليش، في حديثه لـ"عربي21"، أن "هناك تحولا واضحا من داعمي السيسي، الخارجيين، بقيادة أمريكية".
المتحدث الرسمي السابق باسم "الجبهة الوطنية للتغيير"، قال على سبيل المثال إن "خطاب البرادعي، ما هو إلا طرح لفكرة يمكن أن تتجمع عليها الأكثرية كسبيل للخروج من نفق مظلم أدخلنا فيه النظام العسكري بقيادة السيسي".
وأشار إلى ضرورة أن يحدث ذلك "دون صدام كامل معه عبر تأسيس نظام سياسي جديد مبني على شعارات 25 يناير 2011، من الحرية والعدالة الاجتماعية".
"نوع من التخدير"
من جانبه، قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والبرلماني المصري السابق الدكتور جمال حشمت: "لم نعد نثق فيما يُقال ونحن محاصرون كأبناء مصر، وهناك من يتخذ القرار لنا ويصرح، ولا ندري ماذا يحدث؟"، مضيفا أنه "لذلك هناك قرارات تم اتخاذها منذ فترة والعمل قائم بها".
حشمت، وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار إلى "قول المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، إن أمريكا ستفعل كل ما بوسعها لمنع ديمقراطية حقيقية في الشرق الأوسط"، مضيفا: "وقد عاصرنا هذا منذ انقلاب يوليو 1952".
وتساءل السياسي المصري، "من نصدق؟، هل البرادعي صاحب الأثر في الانقلاب العسكري عام 2013، أم نعوم تشومسكي؟"
وختم حديثه بالتأكيد على أن "أي كلام بلا حراك صار نوعا من التخدير الذي نستمع له لا نرفض الجيد منه، لكن لن ننسج منه أحلاما لمستقبل مصر الحقيقي الذي يحتاج لجهد وعرق وصبر وإخلاص".
"رقص في مسرح العسكر"
وفي قراءته لحديث البرادعي، قال رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري الدكتور عمرو عادل لـ"عربي21": "من الطرائف الموجودة فيمن يسموا أنفسهم النخبة أنهم يخلطون عمدا أو خطأ بين ما يأملون حدوثه وبين الواقع".
السياسي المصري، أضاف: "كما أنهم يمتلكون قدرة هائلة على صناعة عالم مواز ليس له علاقة بالواقع، هذا إن أحسنا الظن، أما إذا أسأنا الظن فهم يحاولون وضع أنفسهم بالمنطقة الآمنة سواء كانت ملاصقة لأصحاب القوة العساكر، أو التي تبتعد عن الصدام معهم أو التي تساعدهم لإحكام السيطرة".
وأرجع عادل السبب إلى أنه "لا يمكنه الانسحاب من على خشبة المسرح، فبدلا من الخروج من التاريخ فهو يحوله إلى مسرح عبثي"، مضيفا أن "البرادعي والكثير مثله يعيشون في أوهام النموذج الذي يرسمه العساكر".
وأكد السياسي المصري المعارض من الخارج أن "السلطة تعني القوة؛ سواء قوة السلاح، أو قوة المؤسسات، أو قوة القانون، أو قوة الجماهير الكاسحة، ومؤسسات المجتمع المدني".
وأوضح أنه "لا توجد أي من هذه الأدوات إلا وسيطر عليها العساكر باستثناء الجماهير، ولا يوجد ما يدعوهم للتخلي عنها"، ويعتقد أنها "فقط مناورة لكسب الوقت، وإعادة الساعة إلى عام 2013".
ويعتقد ضابط الجيش المصري السابق، أن "المؤسسة العسكرية فقدت الآن كل احترام لها من قطاع واسع من الشعب، ولو حدث كما يقول البرادعي -وأشك في ذلك- فهو عمل تكتيكي من العساكر لضبط المجال العام، وتقليل حدة الغضب لدى الجماهير".
ويرى القيادي بالمجلس الثوري المصري، أن "الحل الآن هو تأجيج غضب الجماهير، وليس الصعود على المسرح لإنقاذ العساكر بحركات مسرحية تحمل الكوميديا السوداء التي ابتلينا بها من نخب لا تعرف شيئا إلا الرقص في مسارح العساكر".
"أهلا به لو يقدر"
وفي قراءته لدلالات حديث البرادعي، تساءل السياسي المصري، مجدي حمدان موسى: "أين يسكن البرادعي؟"، مجيبا بقوله إنه "يسكن جنيف في سويسرا، بعيدا عن الأرض المصرية وعن المواطن والشارع المصري، وبالتالي تكون رؤيته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي".
ولذا يستبعد تماما عضو المكتب السياسي والهيئة العليا بحزب "المحافظين"، وعضو "الحوار الوطني"، في حديثه لـ"عربي21"، أن "يكون للبرادعي وضع قائم في المنحنى السياسي بالحياة السياسية المصرية".
وبشأن حديث البرادعي عن توافق وطني يجمع المدنيين، والعسكريين، والليبراليين، والإسلاميين، تعجب موسى، من تلك الخلطة، وتساءل مجددا: "كيف يمكن لتلك الجبهات أن تجتمع رغم حالة الاختلال الأيديولوجي بينها؟".
وتابع تساؤلاته: "كيف يجتمع المدني مع العسكري، والليبرالي مع الإسلامي في أيديولوجية واحدة؟"، مؤكدا أنه "لم يحدث في التاريخ ولن يحدث لاحقا"، مضيفا أن "الليبرالي يعكس مفاهيم مختلفة عن الإسلامي، والعسكري لا ينتمي للمنظمات المدنية ولا ينتمي للمدنية".
وبشأن حديث البرادعي عن "نظام سياسي واقتصادي قائم على الحرية والعدالة الاجتماعية"، أكد موسى، أن "هذا جزء أساسي في الدستور المصري، فهناك الباب الثالث بالكامل بعنوان الحريات للصحافة والمواطن والحياة الشخصية وإبداء الرأي وغيرها".
وعاد السياسي المصري يتساءل: "هل الرئاسة الحالية أو القادمة قادرة على تطبيق هذا الأمر؟"، مؤكدا أنه لا يقدر القول إن "هناك نظام سياسي واقتصادي قائم على الحرية والعدالة الاجتماعية بمصر لأنه غير موجود تماما".
بل يرى أن "النظام الحالي يتعامل بالعصا لكل من يبدي رأيا مخالفا، والجزرة، مثل ما أصدره السبت الماضي من قرارات ثمانية تدشن لحزمة مساعدات".
وعن قراءته لمعقولية تنفيذ أفكار البرادعي تلك بالجمع بين العسكر والإسلاميين بعدما وقع من حمامات دم راح ضحيتها الآلاف خاصة في مجزرتي رابعة والنهضة، لا يعتقد موسى، أبدا أن "يكون هناك توافقا بين العسكريين والإسلاميين في الوضع الحالي".
وختم حديثه بالقول: "لا توجد عقلانية والأجواء السياسية مختلفة عن 25 يناير 2011، وعن 30 يونيو 2013، وإذا كان البرادعي قادر على تنفيذ هذه النقاط فأهلا به، لكن غير ذلك للأسف فهي غير موجودة على الأرض، ولن تنفذ لاختلافات كثيرة في الـ10 سنوات الماضية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر السيسي الانتخابات البرادعي مصر السيسي البرادعي انتخابات سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیاسی المصری نظام سیاسی ینایر 2011
إقرأ أيضاً:
بعد ختام مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى.. المكرمون يتحدثون عن مسيرتهم.. ويؤكدون: المهرجان يساعد على التواصل الثقافى وتبادل الخبرات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحتفى الدورة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي، برئاسة المخرج مازن الغرباوي، بالمخرج والأكاديمى الراحل جلال الشرقاوي، الذى يحمل اسمه عنوان دورة هذا العام التى أقيمت فى الفترة من15 حتى20 نوفمبر الجاري، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء.
ويهدف المهرجان إلى دعم وتعزيز الحركة المسرحية بين الشباب من مختلف أنحاء العالم، ويعزز التواصل الثقافى وتبادل الخبرات مع فنانين دوليين.
وكرم المهرجان فى حفل الافتتاح اسم المخرج الراحل جلال الشرقاوى حامل اسم الدورة، وتسلم التكريم الدكتور مدحت الكاشف، والدكتور سيد خاطر وكيل وزارة الثقافة المصرية الأسبق بدرع سميحة أيوب التقديري، والمخرج الرومانى قسطنطين كرياك رئيس مهرجان سيبيو الدولى للمسرح كشخصية دولية، وأحمد أبو رحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة كشخصية عربية، والفنان إبراهيم الحساوى من المملكة العربية السعودية بدرع سميحة أيوب التقديري، والفنانة حلا عمران من سوريا/ فرنسا، بدرع سميحة أيوب التقديري، والفنان المصرى علاء مرسى بدرع سميحة أيوب التقديري، والنجم العالمى والبروفيسور ميخائيل جوريفوى من روسيا بدرع سميحة أيوب التقديري، والفنان محمد العمروسى بدرع المهرجان الشبابي، والمخرج ممدوح الأطرش من سوريا بدرع سميحة أيوب التقديري، والدكتور سعيد السيابى من سلطنة عمان بدرع سميحة أيوب التقديري، والمخرج محمد جبر الفائز بمسابقة أفضل شخصية مسرحية شابة. وفى السطور التالية تستعرض "البوابة نيوز" آراء المكرمين في الدورة التاسعة من عمر المهرجان.
محمد جبر من خشبة المسرح الجامعى إلى التكريمأعرب المخرج محمد جبر، عن سعادته بالتكريم الذى ناله فى الدورة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي، مشيدا بالجهود الكبيرة التى يبذلها المهرجان فى دعم المسرح الشبابي، موجها الشكر للمخرج مازن الغرباوى رئيس المهرجان، على اختياره ضمن قائمة المكرمين لهذا العام.
وأهدى جبر تكريمه إلى الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية ورئيس أكاديمية الفنون السابق، معبرا عن تقديره لدعمه الكبير فى مسيرته الفنية.
واستعرض جبر مسيرته الفنية التى بدأت منذ أيام دراسته فى كلية التجارة بجامعة عين شمس، حيث انضم إلى فريق التمثيل المسرحى بالجامعة، وامتدت هذه الفترة خلال سنوات دراسته السبع، مشيرا إلى محاولته الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، لكن لم يحالفه الحظ فى القبول.
وأضاف “جبر”، أنه بدأ مسيرته الإخراجية فى الجامعة من خلال مسرحية"حلم يوسف"، من تأليف بهيج إسماعيل، بمشاركة فرقتى كلية التجارة وكلية الحقوق فى جامعة عين شمس، بعد ذلك، أسس استوديو"البروفة" بوسط البلد، والذى أنتج مجموعة من العروض المسرحية الناجحة، أبرزها مسرحية"١٩٨٠ وأنت طالع"، التى حققت نجاحا كبيرا وشاركت فى عدة مهرجانات، وحازت على جوائز عدة.
وتحدث “جبر” عن نجاحات هذا العام، مشيرا إلى أن أبرز أعماله كانت المسرحية الكوميدية"طيب وأمير"، التى عرضت على خشبة مسرح ميامي، أحد مسارح البيت الفنى للمسرح، وحققت نجاحا كبيرا نقديا وجماهيريا.
وفيما يتعلق بمشاريعه المستقبلية، أوضح جبر أنه لم يشارك فى الموسم الرمضانى المقبل حتى الآن، لكنه يخطط لإعادة عرض مسرحيته "أنا المسئول" برؤية إخراجية جديدة.
السورية حلا عمران: التكريم يعكس مسيرتى الفنية
أعربت الفنانة حلا عمران عن سعادتها بتكريمها الذى جاء من مهرجان يهتم بفنون الشباب.
وأشادت عمران بالتنوع الفنى والأنشطة المسرحية التى شهدتها الدورة، مؤكدة على أهمية دعم المسرح والشباب فى العالم العربي، مشيرة إلى أن هذا النوع من الاهتمام يمثل خطوة ضرورية فى تطور المشهد الفني.
وقالت عمران، إن اختيارها لهذا التكريم جاء نتيجة تنوع أدائها الفنى الذى يتماشى مع العصر الحالي، الذى يشهد تطوراً فى الفنون الأدائية.
وأوضحت أن أهم ما يميز مسيرتها الفنية هو قدرتها على الجمع بين الغناء والتمثيل، وهو ما منحها هوية فنية متميزة.
وتطرقت عمران إلى مشوارها الفنى الطويل، مشيرة إلى تخرجها فى المعهد العالى للفنون المسرحية بدمشق عام ١٩٩٤، ثم سفرها إلى أوروبا حيث شاركت فى العديد من ورش العمل المسرحية.
وأوضحت أن تجربتها مع المخرج سليمان البسام فى عرض"أى ميديا" تعد من الأعمال التى تفتخر بها، لما يتضمنه من مشاهد تتطلب مهارة عالية فى الأداء الصوتى والحركي، خاصة فى مشهد انتقام ميديا الذى يتطلب قدراً كبيراً من الإتقان.
وعن تجربتها فى أوروبا، قالت عمران، إنها غادرت سوريا بحثا عن فرص مسرحية تجمع بين الفن العربى والغربي، وقد وجدت ذلك فى فرنسا، حيث تمكّنت من تقديم أعمال تمزج بين الثقافتين، مؤكدة على التحدى الذى يواجهه الممثل العربى فى الغرب، إلا أنها تمكنت من تحقيق النجاح بفضل تقديم أعمال مميزة.
وتطرقت إلى فيلم"باب الشمس" الذى جمعها بالفنان باسل الخياط، مؤكدة على سعادتها بهذا العمل السينمائي.
ورغم تحفظها قليلا فى ما يتعلق بحياتها الشخصية، أكدت عمران، أنها تركز بشكل أكبر على مشوارها الفني، حيث تحرص على حضور الفعاليات الفنية والمقابلات الإعلامية بشكل مستمر.
ورغم مرور الزمن، تبقى حلا عمران واحدة من أبرز الوجوه الفنية فى الدراما السورية، تواصل النجاح والتألق فى أعمالها وتبقى قريبة من قلوب جمهورها بفضل قدرتها على التعبير عن مختلف الشخصيات والمشاعر ببراعة وحرفية.
رئيس المهرجان: المسرح قوة فاعلة فى بناء السلامقال الفنان المخرج مازن الغرباوى مؤسس ورئيس المهرجان، إن مصر زاخرة عامرة بأيقونات فنها وعلمها مثل سميحة أيوب، عادل إمام، أحمد زويل، مجدى يعقوب، أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، عبدالوهاب، وألمظ عبده الحامولي، رفاعة الطهطاوي، فؤاد المهندس، عبدالله غيث، جلال الشرقاوي، وغيرهم كثيرون.
وتابع: كل هؤلاء قطرة من مداد كتب به خير من علم العالم أجمع... مصر، فى رحابها، فى رحاب المحروسة، وعلى أرض مدينة السلام شرم الشيخ، اجتمع المسرحيون من مختلف بلدان العالم فى الدورة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى حاملين معا شعار"المسرح من أجل السلام".
وواصل: لقد تجاوزت رسالة المهرجان حدود العروض المسرحية لتصبح جسراً للتواصل الإنساني، ومنبراً للتفاهم والحوار بين الثقافات.
قال الفنان علاء مرسي:"أود أن أشكر الفنان والمخرج مازن الغرباوى على النجاح الكبير الذى حققه فى المهرجان، فهو يتحمل تحديًا كبيرًا فى تنظيم مهرجان خاص بالشباب، وفى نفس الوقت يقدر القامات الكبيرة فى المسرح، من جهة أخرى، يعتبر التكريم حافزًا قويًا للفنان ويعزز انطلاقته نحو رحلة نجاح جديدة.
وتابع: "يجب على الفنان دائما أن يكون غير راضٍ عن ما يقدمه، وأن يسعى للتحسن المستمر، فى عام ٢٠١٣، احتضنت وزارة الداخلية حلمي، وشاركت فى تقديم أوبريت"علشان خاطرِك يا مصر"، طالما أن العمر فى يديّ، سأظل أقدم الفن بكل طاقتي. المرض لم يكن يوما عائقا أمام شغفى بالفن، فأحلم بتقديم مسرحية مونودراما تروى قصة الفنان الباحث عن ذاته، وأتمنى أن أقدمها فى جميع أنحاء مصر والعالم.
عبر الفنان والدكتور سيد خاطر، وكيل وزارة الثقافة المصرية الأسبق، عن سعادته بالتكريم قائلا: “ إن تكريمى بدرع سميحة أيوب من إدارة المهرجان له قيمة خاصة فى قلبي، خاصة أن سيدة المسرح المصرى تعتبر رمزا من أهم رموز الفن فى بلادنا، وقد تم تكريمها بإطلاق اسمها على قاعة المسرح القومي”.
وتابع: “أنا من جيل محظوظ للغاية، ويشرفنى أن أشارك فى احتفالية مئوية الفنان الراحل سعيد أردش هذا العام، فى بداية مسيرتي، كنت أعمل صحفيا فى جريدة الجمهورية قبل أن ألتحق بالمعهد، ومنذ البداية كانت ميولى تميل أكثر للإخراج من التمثيل، لكننى اخترت فى النهاية التوجه نحو التدريس، فأنا فخور بما قدمته طوال مشوارى الفني، وكل مرحلة تركت بصمة تميزها”.