كيف يهدد تغير المناخ مواقع التراث العالمي ؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
في برنامج Climate Now، نزور قصر وحدائق سانسوسي في بوتسدام، في ألمانيا، وهو موقع تراث عالمي مهدد بشكل متزايد بسبب تغير المناخ.
في تقرير Climate Now لهذا الشهر، نلقي نظرة على كيفية تأثير الجفاف وموجات الحر والأمطار الغزيرة على هذا المكان التاريخي الذي يبلغ عمره 300 عام.
أولاً، دعونا نلقي نظرة على خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التي تشير إلى أننا شهدنا للتو شهر أغسطس/ آب الأكثر سخونة على مستوى العالم، حيث تجاوزت درجات الحرارة متوسط الفترة 1991-2020 بمقدار 0.
وكان أيضًا الموسم الأكثر سخونة من يونيو/ حزيران إلى أغسطس/آب على الإطلاق. شهد شهر أغسطس/آب موجات حارة في البرتغال وإيطاليا وفرنسا وشمال أفريقيا ووسط وجنوب الولايات المتحدة.
ضربت موجات الحر المحيطات أيضًا. توضح الخطوط الموجودة في هذا الرسم البياني درجات الحرارة اليومية لسطح البحر في كل عام.
منذ أوائل الثمانينات، كان هناك ارتفاع ملحوظ، لكن الخط الأحمر لعام 2023، يشير إلى أكثر من نصف درجة في المتوسط أكثر دفئا من السنوات السابقة - وهو رقم قياسي جديد آخر.
وبالانتقال إلى القارة القطبية الجنوبية، حيث يحل فصل الشتاء، يمكننا أن نرى أن تركيزات الجليد البحري كانت أقل من المتوسط في مناطق واسعة مظللة باللون الأحمر على هذه الخريطة.
وكان هناك أيضًا انخفاض قياسي لشهر أغسطس/ آب من ناحية الجليد البحري، وهو مقياس المناطق التي يتجمد فيها ما لا يقل عن 15% من المحيط.
لقد وصل حجم الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى مستويات منخفضة غير مسبوقة منذ مايو/ أيار من هذا العام.
حدائق سانسوسيوالآن نعود إلى قصتنا وموقع التراث العالمي لقصر وحدائق سانسوسي في بوتسدام، ألمانيا.
تمتلك أوروبا العديد من الحدائق والقصور التاريخية مثل هذا القصر، وهي معالم تم بناؤها لتدوم طويلاً - ولكن هل يمكنها البقاء في مواجهة التغير المتسارع للمناخ؟
في القرن الثامن عشر، كان هذا هو الملعب الصيفي لفريدريك الكبير - وقد أطلق عليه الملك البروسي اسم سانسوسي – وهو يعني مكان "خال من الهموم". ولكن اليوم، مع وجود مليون زائر سنويًا، هناك الكثير مما يجب الاهتمام به. ومع موجة تغير المناخ، هناك الكثير مما يدعو للقلق أيضًا، وفقًا لمدير الحديقة مايكل رود.
يقول مايكل رود هو مدير الحدائق في مجمع القصور والحدائق البروسية.
"لقد شعرنا بآثار تغير المناخ هنا منذ حوالي عشر سنوات، ولكن السنوات الست الماضية كانت أكثر حدة بكثير. قلت مناسيب سقوط الأمطار، وارتفعت درجات الحرارة، ومشكلة جفاف التربة. "لم تعد المياه الجوفية تتجدد. وبالطبع، لدينا مشكلة سقوط الأشجار نتيجة لذلك."
إن انخفاض مستويات المياه الجوفية المستمر يجعل الأشجار أكثر عرضة للفطريات والحشرات.
ارتفع عدد الأشجار التي تموت هنا سنويًا من بضع عشرات قبل عشرين عامًا إلى عدة مئات اليوم.
أدخلت الناشطة البيئية كاتارينا ماثيجا، نظام الري إلى هذه الحدائق، في خطوة كانت سابقًا غير واردة في بلد رطب نسبيًا مثل ألمانيا.
"تقول ماثيجا "في مثل هذا الموقع المكشوف كما هو الحال هنا، علينا فقط الري بشكل مستمر الآن، الأمر فعال."
تقول كاترينا بخصوص الأشجار التي يتم زراعتها في هذه الحدائق، "أملنا هو أن تتكيف هذه الشجرة مع الموقع بشكل أفضل من الشجرة التي تأتي من المشتل حيث يتم تدليلها بالمواد المغذية والمياه، وأن تنمو هذه الشجرة بشكل أفضل هنا."
وعلى الرغم من الآمال التي تعلقها كاتارينا على هذه الأشجار، فإنها تشرح التحديات التي تواجه إدخال أنواع من الأشجار قد تكون أكثر ملاءمة لمقاومة تغير المناخ.
مع التغيّر المناخي.. النمل يبدأ موسم هجرته إلى الشمال أيضاً "كابوس يقلق العالم".. أثينا تتحرك وتباشر بتنفيذ المشاريع لمواجهة التغير المناخي تأثير المناخ على القصور!تعاني بعض قصور سانسوسي الآن من الطقس المتغير، وخاصة الرطوبة العالية التي تلحق الضرر بالأثاث وأغطية الجدران، وفقا لما تقوله الناشطة في مجال الحفاظ على البيئة، كاثرين لانج.
كاثرين لانج هي رئيسة قسم الترميم في مؤسسة القصور والحدائق البروسية، توضح "من الأمثلة الواضحة جدًا عندما تكون لدينا تغيرات في حبات الندى عندما يجري التكثيف على الجدران عندما يكون لدينا نمو العفن في الزوايا، ويبدأ الأثاث بالانفصال ركائزه عن بعضه، هذه كلها تغيرات مناخية تثير هذه التفاعلات. الرطوبة هي في الواقع العامل الرئيسي في تغيير المواد."
في العقد الماضي، أصبح من الصعب على المسؤولين هنا الحفاظ على هذا الموقع الثمين كما كان الحال عندما استمتع به أفراد العائلة المالكة البروسية.
لا يمكن تعديل المناظر الطبيعية - يجب أن تظل الأشجار والمسارات والممرات المائية كما أراد المصممون، وهناك أمل في إمكانية القيام بذلك.
يقول مايكل رود، مدير الحدائق "إذا قمنا بتنفيذ جميع استراتيجيات التكيف وربما استخدمنا أيضًا النباتات والأشجار الخشبية المتكيفة، فيمكننا الحفاظ على البنية الأساسية."
سيكون الحفاظ على مواقع التراث الثقافي هذه في المستقبل تحديًا كبيرًا مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
شارك هذا المقال مواضيع إضافية شاهد: كيف تسبب درجات الحرارة المرتفعة في تغير شكل القطب الشمالي كفاح من أجل البقاء: كيف يعمل المزارعون لتتكيّف أشجار الفاكهة مع التغير المناخي؟ شاهد: 2022 عام الأرقام القياسية... تغير فيه المناخ فقتل الآلاف وذوب الأنهار الجليدية Partner: copernicus تراث ثقافي بوتسدام الطقس الاحتباس الحراري والتغير المناخيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تراث ثقافي بوتسدام الطقس الاحتباس الحراري والتغير المناخي ليبيا فيضانات سيول إيطاليا قتل تغير المناخ ضحايا تركيا الاتحاد الأوروبي فرنسا ألمانيا إيران ليبيا فيضانات سيول إيطاليا قتل تغير المناخ ضحايا درجات الحرارة تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
اليمن بين نيران الغارات وصمود الشعب: تصعيد عسكري يهدد بمزيد من المعاناة
اليمن على صفيح ساخن، حيث تصاعدت وتيرة الغارات الجوية في الأيام الأخيرة، مستهدفة مواقع مختلفة من البلاد.د، حيث أثارةت الأحداث موجة من القلق وتزايدات الدعوات الدولية لوقف التصعيد وتجنيب المدنيين ويلات الصراع، وفي خضم هذا المشهد المتأزم، يبقى اليمنيون عالقين بين مطرقة العنف وسندان المعاناة الإنسانية.
في السياق، “جددت المقاتلات الأمريكية، قصف مواقع لجماعة “الحوثيين” اليمنية بسلسلة من الغارات في العاصمة صنعاء ومحافظة مأرب”.
وقال مصدر يمني إن “مقاتلات أمريكية نفذت 6 غارات على ثكنة “للحوثيين” في جبل بَراش شرق صنعاء، واستهدفت بثلاث غارات أخرى معسكرا في جبل نقم المجاور له”.
وأفاد مصدر في السلطة المحلية بمحافظة مأرب بأن “قصفا جويا أمريكيا بغارتين استهدف مواقع عسكرية للجماعة في سلسلة جبال البلق جنوب محافظة مأرب”.
وأضاف أن “مقاتلات أمريكية نفذت غارتين أخريتين على جبل هيلان الاستراتيجي في مديرية صرواح غرب مأرب”.
وذكر المصدر أن “الغارات الأمريكية على محافظة مأرب، استهدفت مواقع للجماعة على خطوط التماس مع الجيش اليمني في المحافظة الغنية بالنفط والغاز”.
وكانت أكدت رابطة علماء اليمن في صنعاء “وجوب التعبئة العامة للجيش والقبائل اليمنية لمواجهة التهديدات الأمريكية، فيما أعلن الحوثيون جاهزيتهم لمواجهة أي تصعيد أمريكي بتصعيد أكبر”.
ومنذ 15 مارس الماضي، “قتل 217 مدنيا وإصابة 436 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات “حوثية” لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة”.
هذا “ويعيش اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تتفاقم المعاناة مع استمرار الغارات الجوية، وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تأثير هذه الغارات على المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الصحية، وفي ظل هذه الظروف، يعتمد أكثر من 19 مليون شخص على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، بينما يواجه الملايين نزوحًا متكررًا وجوعًا متزايدًا”.