الكشف عن أهداف التحركات الإيرانية على حدود كردستان: ما علاقة مهسا أميني؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
نفى عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني محمد الحاج عمر، وجود نية لدى إيران لشن عملية عسكرية برية على إقليم كردستان.
وقال الحاج عمر في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “التحشدات العسكرية التي تقوم بها القوات الإيرانية على الشريط الحدودي مع إيران هدفها منع التظاهرات التي ستنطلق بالتزامن مع الذكرى الأولى للاحتجاجات على اغتيال الناشطة الكردية مهسا أميني”.
وأضاف أن “التحشدات العسكرية طبيعية ولا علاقة لها بوجود عملية عسكرية داخل أراضي إقليم كردستان إطلاقا”.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر أمنية مطلعة، عن وجود تحركات لقوات الحرس الثوري الإيراني على الحدود العراقية الإيرانية من جهة إقليم كردستان.
وتتهم إيران منذ وقت طويل إقليم كردستان العراق بإيواء جماعات مسلحة ضالعة في هجمات ضدها، الأمر الذي دفع الحرس الثوري الإيراني بدوره إلى استهداف قواعد تلك الجماعات مرارا.
وأبلغت المصادر إن” هناك تحركات لقوات الحرس الثوري الإيراني وتحشدات عسكرية في مناطق مريوان وهورامان الإيرانية المحاذية لمحافظة حلبجة في إقليم كردستان”.
وأضافت، أنه” تم تحريك وحدات من الحرس الثوري وآليات مدرعة كما أن هناك عمليات نشر لطائرات تصوير استطلاعية في مناطق بنجوين وكويسنجق ورانيا وهي المناطق التي تتواجد بها الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة ولايعرف إذا كانت هناك نية لشن عملية عسكرية بريىة حتى الآن”.
اتفاق أمني
وأبرم العراق وإيران اتفاقا لأمن الحدود في مارس/آذار الماضي، في خطوة قال مسؤولون عراقيون إنها تستهدف في المقام الأول تشديد أمن الحدود مع إقليم كردستان العراق إذ تقول طهران إن انفصاليين أكرادا يشكلون تهديدا لأمنها.
والشهر الماضي، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه بموجب الاتفاق المبرم مع العراق، تلتزم بغداد بنزع سلاح جماعات المعارضة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق وإغلاق قواعدها ونقلها إلى مواقع أخرى قبل 19 سبتمبر/أيلول.
وقال مسؤولون إيرانيون إنه إذا لم يتحقق المراد قبل الموعد النهائي، فسيكون بوسعهم استئناف الهجمات على الجماعات المنشقة داخل كردستان العراق والتي كانت طهران تشنها بانتظام حتى نهاية العام الماضي.
وفي سبتمبر/أيلول 2022، أطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف لجماعات مسلحة في إقليم كردستان العراق ما أسفر عن مقتل 13 شخصا، بحسب ما ذكرته السلطات المحلية.
تفاصيل
وكان هشام الركابي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، كشف في الثامن والعشرين من آب المنصرم، تفاصيل الاتفاق الأمني مع إيران بشأن الجماعات المسلحة شمال البلاد قائلا، إنه ينص على 3 نقاط، وهي منع تسلل المسلحين وتسليم المطلوبين وفقا للقانون، بالإضافة إلى نزع السلاح وإزالة المعسكرات.
ووجه المستشار العراقي رسالة إلى دول الجوار مفادها أن بغداد ستمنع وجود أي جماعات مسلحة تهدد أمن وسلامة تلك الدول، وشدد على حرص بلاده على ديمومة العلاقة مع الجوار وخاصة تلك التي ترتبط بعلاقات وصفها بالمتينة.
وكانت الخارجية الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق أن طهران وبغداد توصلتا إلى اتفاق لنزع سلاح من سمتها “الجماعات الإرهابية المسلحة” في إقليم كردستان العراق ونقلها إلى أماكن أخرى الشهر المقبل، وإغلاق مقارها العسكرية.
وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني، في إفادة صحفية أسبوعية “إيران والعراق توصلا إلى اتفاق يلتزم بموجبه العراق بنزع سلاح المسلحين الانفصاليين والجماعات الإرهابية الموجودة على أراضيه، وإغلاق قواعدها، ونقلها إلى أماكن أخرى قبل 19 أيلول المقبل”.
ولم يحدد المتحدث الإيراني الأماكن التي سيُنقل لها المسلحون.
وأكدت الخارجية الإيرانية أنه “إذا لم ينفذ الاتفاق في موعده، فسنقوم بمسؤولياتنا تجاه الجماعات الإرهابية في كردستان العراق”.
وعادة ما تتهم طهران، إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بالحكم الذاتي، بإيواء ما تعتبرها جماعات إرهابية متورطة في هجمات ضد طهران، وكثيرا ما استهدف الحرس الثوري الإيراني قواعد تلك الجماعات.
إبعاد المعارضة
وشددت إيران، يوم الثلاثاء (12 أيلول 2023)، على أنه لا ينبغي لأي طرف أن يمس أمن دول جوار العراق، في الوقت الذي بدأ فيه العراق بإبعاد مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية عن المناطق الحدودية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان -خلال لقائه رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني في طهران- أن حضور ما سماها الجماعات الإرهابية في إقليم كردستان العراق وتحركاتها ضد الأمن القومي الإيراني يتنافى مع الدستور العراقي والعلاقات الودية بين البلدين.
ونقلت الخارجية الإيرانية عن طالباني قوله إن العراق لن يسمح بإلحاق الأذى بدول المنطقة انطلاقا من أراضيه، ولا سيما إيران.
من جانب آخر، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين يوم الثلاثاء (12 أيلول 2023) إن بلاده بدأت نقل جماعات كردية إيرانية من حدود إقليم كردستان العراق مع إيران إلى مخيمات بعيدة عن الحدود.
وقال حسين في مؤتمر صحفي” بناء على الاتفاق بين الحكومة الإيرانية والحكومة العراقية تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإبعاد هذه المجاميع من المناطق الحدودية، وتم إسكانهم في مخيمات بعيدة وفي عمق كردستان العراق”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: فی إقلیم کردستان العراق الحرس الثوری الإیرانی الخارجیة الإیرانیة الجماعات الإرهابیة الخارجیة الإیرانی
إقرأ أيضاً:
كيف تصدّع الهلال الشيعي الإيراني مؤخراً؟
تناول الكاتب الصحافي التركي إنيس بيرنا كيليتش تفكك استراتيجية إيران القديمة في الشرق الأوسط، والتي تركز على ما يسمى "الهلال الشيعي"، ويشمل هذا المفهوم الجيوسياسي جهود إيران لممارسة نفوذها على العراق وسوريا ولبنان واليمن، من خلال تحالفات وقوات بالوكالة.
طهران تركز على كسب الوقت لإعادة تقييم وإعادة بناء استراتيجيتها
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة - خاصة انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وتفكيك إسرائيل لقيادة حزب الله - تركت استراتيجية إيران في حالة من الفوضى.
وسلط الكاتب الضوء، في مقاله بصحيفة "تركيا اليوم"، على التحديات الحرجة التي تواجه طهران، وهي تتنقل في مشهد إقليمي ودولي سريع التغير.
تحديات تواجه استراتيجية إيران
وقال الكاتب إن "الهلال الشيعي، الذي كان ذات يوم محور نفوذ هائل، واجه ضربات كبيرة. فقد انهارت الاستثمارات الإيرانية الواسعة النطاق في سوريا، بما في ذلك الدعم السياسي والمالي والعسكري للحفاظ على نظام بشار الأسد".
"Fractured?" hahaha, it is beyond demolished, decimated, obliterated, محروق نفسو
Can't read pass this stupid headline "The fractured crescent: What’s next for Iran’s ???????? strategy in Middle East?"https://t.co/ZRzsrNxvj8
وحرم هذا إيران من ممر حيوي إلى لبنان ووكيلها حزب الله. كما أدت العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله إلى إضعاف الجماعة بشكل أكبر، مما قلل من دورها باعتبارها الحليف الأكثر أهمية لإيران في المنطقة.
وأشار الكاتب إلى مأزق إيران بالقول إن سنوات من النفوذ ومليارات الدولارات من الموارد قد تم القضاء عليها في غضون أسابيع. وتطرح الديناميكيات الإقليمية الجديدة، إلى جانب الضغوط المتزايدة من إدارة ترامب القادمة، أسئلة وجودية لاستراتيجية إيران.
التفاوض أم المواجهة؟
وكانت حملة "الضغط الأقصى"، التي نفذتها إدارة ترامب في ولايته الأولى ضد إيران، بمنزلة تحول محوري في السياسة الأمريكية. فمع العقوبات الصارمة والإجراءات البارزة مثل اغتيال قاسم سليماني، أشارت واشنطن إلى استعدادها لمواجهة إيران دون خوف من الانتقام الكبير. ومع اقتراب ولاية ترامب الثانية، ناقشت كل من واشنطن وتل أبيب علانية الضربات العسكرية المحتملة على البنية التحتية النووية الإيرانية.
With Bashar's downfall and Hezbollah's setbacks, the options ahead for Iran will also shape the fate of the regime as Trump re-enters the stage@kilicnss @alibakeer @ismail_yasa @joehammoura https://t.co/pWQLm6ABQI
— Türkiye Today (@turkiyetodaycom) January 12, 2025
وبرغم كل ذلك، يبدو أن إيران تتبنى نهجاً حذراً. ويشير محللون مثل علي باكير إلى أن طهران تركز على كسب الوقت لإعادة تقييم وإعادة بناء استراتيجيتها. ومن خلال إبداء استعدادها للانخراط في صفقات معاملاتية، تهدف إيران إلى تهدئة التوترات، مع الاستعداد للتحولات المحتملة في القيادة الأمريكية. ومع ذلك، فإن التوافق المتزايد بين السياسات الأمريكية والأوروبية، إلى جانب التنفيذ الرئيس لعقوبات الأمم المتحدة، يمكن أن يحد بشكل كبير من خيارات إيران.
شبكات الوكلاء تحت ضغط
وتابع الكاتب: "تواجه شبكة الوكلاء الإيرانية، التي كانت ذات يوم مركزية لاستراتيجيتها الإقليمية، انتكاسات كبيرة، منوهاً إلى أن نفوذ إيران في لبنان قد تضاءل، مع إضعاف حزب الله بسبب عمليات إسرائيل والقيود اللوجستية".
وبحسب الباحث اللبناني جو حمورة، فإن قوة حزب الله ووجوده تأثرا بشدة، كما أن انسحابه السريع من سوريا بعد سقوط الأسد جعل تضحياته بلا جدوى. ويواجه حزب الله الآن معارضة داخلية متزايدة، حيث يعارض كثيرون في لبنان احتكاره للمقاومة وصنع القرار.
الصراعات في العراق واليمن
وبالمثل، تتعرض معاقل إيران المتبقية في العراق واليمن لضغوط. ففي العراق، تشير الجهود المتزايدة لإبعاد البلاد عن النفوذ الإيراني إلى تحول في الديناميكيات الإقليمية. وأشار الكاتب إلى شراكات العراق مع تركيا ودول الخليج بوصفها حواجز محتملة ضد نفوذ طهران. ومع ذلك، تظل الميليشيات المدعومة من إيران تشكل عقبة كبيرة أمام استقلال العراق.
ويمثل اليمن، حيث خدم الحوثيون لفترة طويلة كوكيل رئيس لإيران، تحدياً آخر. ويتعرض الحوثيون، برغم مرونتهم، لضغوط متزايدة من التحالف الذي تقوده السعودية. ويشير محللون مثل إسماعيل ياسا إلى أن الضغط المطول قد يؤدي إلى تآكل قدرة إيران على دعم عملياتها بالوكالة في اليمن، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار استراتيجية طهران الأوسع نطاقاً.
إعادة البناء أم الانسحاب؟
وبالنظر إلى المستقبل، يقول كيليتش إن قدرة إيران على إعادة ضبط استراتيجيتها الإقليمية ستعتمد على الصبر الاستراتيجي والمخاطر المحسوبة. وفي هذا الصدد، تواجه إيران تحديات هائلة: فالاضطرابات الاقتصادية، والعقوبات الدولية، والصراعات داخل شبكات وكلائها لا تترك مجالاً كبيراً للخطأ.
إنها صعوبة الخيار بين التفاوض والمواجهة. وفي حين قد تكسب الجهود المبذولة للانخراط في الدبلوماسية الوقت، فإن اعتماد طهران على وكلائها للحماية من المواجهة المباشرة أصبح غير قابل للاستمرار على نحو متزايد. والهلال المتصدع الذي كان يرمز ذات يوم إلى طموحات إيران الإقليمية أصبح الآن يخاطر بالتحول إلى عبء يهدد الاستقرار داخل الجمهورية الإسلاموية نفسها.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "إن انهيار الهلال الشيعي إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة يفرض على طهران تحديات كبيرة ستكون حاسمة في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط. سواء من خلال المفاوضات، أو التصعيد بالوكالة، أو الانكماش الاستراتيجي، فإن رد طهران سوف يحدد قدرتها على التعامل تحت الضغط الدبلوماسي والعقوبات".