الجزيرة:
2025-03-02@21:59:42 GMT

حكايات اسم بهارات في الهند

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

حكايات اسم بهارات في الهند

في اليوم الأول الذي جاء معلم اليوغا الجديد بالمركز الثقافي الهندي في القاهرة وعرّف نفسه بأن اسمه "بَهارات"، لاقى الاسم مزاحا كبيرا بين متدربي اليوغا بالمركز الثقافي، وكان يناديه كثيرون بـ "بُهارات" خطأ، وتعني توابل. فيصحح لهم قائلا "اسمي بَهارات وليس بُهارات".

مرت الأيام، واعتاد المعلم على مناداته بُهارات حتى إنه لم يعد يصحح هذا الخطأ، وكانت كلمة بُهارات -بضم الباء- هي أول كلمة بالعربية يتعلمها معلم اليوغا السيد بهارات سينغ.

تذكرت هذه القصة الطريفة التي مر عليها حوالي 4 سنوات، قبل أيام عندما تم استبدال اسم الهند بالإشارة إلى رئيسة الهند، باسم "رئيسة بهارات"، وليست "رئيسة الهند" في دعوات العشاء التي تستضيفها رئيسة الهند دروبادي مورمو.

كما وضعت لافتة أمام رئيس وزراء الهند "ناريندا مودي" مكتوب عليها "بهارات" أثناء افتتاح القمة، ليعكس بهذه الخطوة جهود حزبه القومي الهندوسي "بهاراتيا جاناتا" في التخلص من الأسماء التي يعتبرها من الحقبة الاستعمارية، ومحو الأسماء المرتبطة بالمغول وكذلك رموز الحكم البريطاني.

 

المطالبون بتغيير الاسم يعللون بأن اسم الهند قد أدخله المستعمرون البريطانيون الذين حكموا الهند لمدة 200 عام تقريبا حتى حصلت البلاد على استقلالها في عام 1947

عاودتني الذكريات أثناء سيري في طريق أورنجزيب الشهير الذي يربط عددا من المواقع المهمة في نيودلهي بعد إعادة تسميته في عام 2015 حيث كان يسمى على اسم الحاكم السادس للإمبراطورية المغولية (أحد أكثر القادة كرها في تاريخ الهند)، إلى طريق الدكتور "إيه بي جي عبد الكلام".

وعلمت أن سبب التغيير كان بعد احتجاجات من قادة حزب مودي الذين وصفوا أورنجزيب بالحاكم القاسي، الذي يقتل الأعداء بوحشية ويدمر المؤسسات الثقافية الهندوسية وأن هذا ليس السبب الوحيد فهو بالنسبة إلى حزب مودي يعتبر دخيلا وجزءا من تاريخ المغول الذي يريدون محوه. وعلى الرغم من اختيارهم لقائد مسلم آخر هو الرئيس السابق للهند، فإنهم يعتبرونه على النقيض تمامًا وأنه شخص يحمل الحب والصدق والولاء للوطن.

كان اسمها "بهارات"

"بهارات" ليس اسما جديدا للهند فاسم "بهارات" هو الاسم الثاني للبلاد كما جاء في المادة الأولى من الدستور الهندي، التي تنص على أن "الهند، أي بهارات يجب أن تكون اتحادا للولايات". وتعد مفردة بهارات مرادفا شائعا للهند، فقد أطلق زعيم حزب المؤتمر الوطني المعارض، المهاتما غاندي، مسيرة لتوحيد الهند تحمل اسم "بهارات جودو ياترا" (مسيرة توحيد الهند) بدلاً من "إنديا جودو ياترا".

لم تكن هذه هي المطالبة الأولى لتغيير اسم الدولة إلى بهارات، بل سبقتها مطالبات أخرى في الماضي قوبلت بالرفض من قبل المحكمة العليا، إذ قالت المحكمة: "إن الهند تسمى بالفعل بهارات في الدستور".

لكن المطالبين بتغيير الاسم يعللون بأن اسم الهند قد أدخله المستعمرون البريطانيون الذين حكموا الهند لمدة 200 عام تقريبا حتى حصلت البلاد على استقلالها في عام 1947، وهو اسم يشكل "رمزا للعبودية". عكس اسم بهارات الذي يعكس الهوية الحقيقية للبلاد وثقافتها، بالإضافة إلى أنه اسم أكثر شمولاً، ويمثل تنوع ووحدة المواطنين ومناطق البلاد.

كيف حصلت الهند على اسمها "بهارات"؟

عندما نتحدث عن الهند، فسوف تأخذنا الإجابة بعيدًا، حيث حكايات الملوك الأسطوريين والنصوص القديمة والأنهار المقدسة، والآلهة الخارقة.

منذ العصور القديمة أُطلق على الهند اسم "بهارات"، وهي كلمة سنسكريتية مشتقة من كلمة "بهاراتام" وتعني أرض الجنوب، ويعود هذا الاسم إلى حقبة الإمبراطور بهاراتا، سلف جميع الهنود والمعروف عنه أنه كان حاكمًا قويًّا شجاعًا، قام بتوسيعات كبيرة في مملكته، وحكم بسلام ووئام ولقب بالفاتح الأول لشبه القارة الهندية، ولمجده سُميت الهند باسمه.

يقال أيضا إن اسم بهاراتا مشتق من النصوص الهندية القديمة، كالمهابهاراتا (الملحمة الهندية الشهيرة) والبوراناس (وهي نصوص هندوسية مقدسة مكتوبة باللغة السنسكريتية) ومكونة من 18 نصا، وقد ورد في أحد النصوص التي تحمل اسم "فيشنو بورانا" وتعرض موضوعات مثل طبيعة الأرض وتاريخ السلالات وغيرها: "أن هذه البلاد تُعرف باسم بهاراتفارشا منذ أن عهد الأب بالمملكة إلى الابن بهاراتا".

بلد واحد وأسماء متعددة

لم تكن الهند وبهارات هما الاسمين الوحيدين اللذين ارتبطا تاريخيا بشبه القارة الهندية، فقد أطلق عليها أيضًا "هندوستان"، وهي كلمة فارسية تعني "أرض الهندوس" وكان اسما شائعا في عهد المغول، وأطلق عليها قديما "أريافارتا" وتعني أرض الآريين، حيث كانت الهند فى السابق موطنا للآريين، و"جامبوديب" باللغة السنسكريتية ويقال إن أساس تسميتها هو شجر الجامون أو الجامبو (فاكهه استوائية تشبه البرقوق) حيث تم العثور على أشجار الجامون بكثرة في هذه المنطقة.

لا يقتصر تغيير اسم البلد على الهند، فقد غيرت العديد من الدول أسماءها لأسباب مختلفة، أذكر منها على سبيل المثال، سيلان التي غيرت اسمها في عام 1972 إلى سيريلانكا، وبورما إلى ميانمار في عام 1989، وزائير التي غيرت اسمها عام 1997، إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد سلسلة من الاضطرابات والصراعات السياسية، وكانت المملكة الأردنية الهاشمية في السابق تسمى إمارة شرق الأردن.

لم يتقرر بعد إذا ما ستتم الموافقة على تغيير اسم الهند رسميا أم لا، لكن من المرجح أن تطرح الحكومة الهندية اقتراحا لإعادة تسمية البلاد خلال جلسة خاصة للبرلمان ستعقد في الفترة بين 18 وحتى 22 من سبتمبر/أيلول، مما أدى إلى ظهور الشائعات حول طرح مشروع قانون إعادة التسمية.

وسواء كانت الهند أو بهارات، فالاسمان رسميان في الدستور.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: اسم بهارات اسم الهند فی عام

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت تكشف كيف اخترقت إسرائيل البروتوكول الإنساني في غزة

غزة- يفتح قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة -بدءا من صباح اليوم الأحد- ملف خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار وعرقلة دخول المساعدات إلى القطاع خلال المرحلة الأولى التي انتهت أمس السبت.

وحصلت الجزيرة نت على تقرير خاص يكشف معلومات مفصلة لخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي حتى 28 فبراير/شباط، وعدم الالتزام بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني، مما يكشف نية نتنياهو المسبقة للتهرب من استحقاقات ومراحل الاتفاق.

قتل ومنع وعرقلة

وسجَّل التقرير حوادث إطلاق القوات الإسرائيلية نيرانها تجاه الفلسطينيين مباشرة، مما أدى لاستشهاد أكثر من 50 منهم بمناطق متفرقة من قطاع غزة خاصة مدينة رفح، وذلك منذ اللحظات الأولى لسريان اتفاق وقف إطلاق النار حتى نهاية المرحلة الأولى.

وتشير البيانات إلى تهرب الاحتلال من التزامه بإدخال 50 شاحنة وقود يوميا وفق نص البروتوكول الإنساني، ولم يسمح خلال 40 يوما إلا بإدخال 957 شاحنة بمتوسط أقل من 24 شاحنة يوميا، أي ما نسبته 47.8% من الكم المتفق عليه، في حين تراجع معدل دخول الشاحنات في الأسبوع الأخير إلى متوسط 10 شاحنات يوميا فقط.

إعلان

ولم تسمح إسرائيل بسفر الفلسطينيين بمختلف فئاتهم عبر معبر رفح، ولم ترفع عدد المسافرين والمرضى والجرحى رغم حاجتهم للعلاج. ورفضت كذلك خفض أعداد قواتها الموجودة في محور صلاح الدين (فيلادلفيا) خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تعهد الوسطاء بأن يتم تقليص مساحة الممر بعرض 50 مترا أسبوعيا، لكن الاحتلال لم يلتزم بذلك.

وفيما يتعلق بالكرفانات (البيوت المتنقلة) لم يدخل جيش الاحتلال غير 15 ألف بيت من مجموع 60 ألفا نص عليها الاتفاق.

وعرقل الاحتلال دخول المعدات الثقيلة الخاصة برفع الركام وفتح الشوارع واستخراج الجثث من تحت الأنقاض، ولم يدخل سوى 9 آليات فقط، بينما يحتاج قطاع غزة 500 من الآليات الثقيلة مختلفة الأنواع، ولم يسمح أيضا للمؤسسات والشركات ورجال الأعمال بشرائها أو استئجارها.

ولم يتخذ الجيش الإسرائيلي أيضا أي خطوة تجاه تشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة بقطاع غزة، أو يسمح بدخول معدات ومستلزمات إعادة تأهيلها أو الوقود الخاص بتشغيلها.

كما منع جيش الاحتلال الصيادين من النزول للبحر لممارسة الصيد اليومي، وتكررت عمليات إطلاق النار عليهم من الزوارق الحربية، واعتقل اثنين منهم أثناء وجودهما في بحر خان يونس نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.

من هجمات "المدنيين الإسرائيليين" على شاحنات المساعدات وإتلافها (مواقع التواصل) حرق المساعدات

ورصدت الجهات المختصة تحليق طيران الاحتلال المُسيَّر في أجواء القطاع 172 مرة في الأوقات التي تم الاتفاق على تغييبها بشكل كامل، لإتمام عملية الافراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.

وسجَّل التقرير الخاص تقدم آليات الاحتلال 32 مرة خارج المناطق التي تم الاتفاق على التراجع إليها وعدم تجاوزها، وأطلقت النار على المواطنين، ونفذت عمليات تجريف ببعض المناطق.

إعلان

ووفق التقرير، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية لقطاع غزة نيرانها 27 مرة، أسفرت عن إصابة نحو 100 فلسطيني، في حين شهدت المناطق ذاتها 13 عملية قصف مدفعي.

واحتجزت قوات الاحتلال في 4 فبراير/شباط الماضي عددا من سائقي شاحنات المساعدات خلال وجودهم في معبر كرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة، وحقَّقت معهم قبل أن تطلق سراحهم.

كما رصد التقرير عمليات تحليق للطائرات المسيَّرة 3 مرات داخل مدينة غزة، وإطلاقها تهديدات للمواطنين في المنطقة.

وأحرق جيش الاحتلال الإسرائيلي شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، في منطقة المطار شرق من مدينة رفح، بعدما حاصرها في 19 فبراير/شباط المنصرم.
وقد شملت انتهاكات الاحتلال منعه عددا كبيرا -من عائلات أسرى الضفة الغربية المبعدين إلى الخارج- من السفر للالتقاء بأبنائهم المفرج عنهم.

مقالات مشابهة

  • رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| "ليالي الحلمية".. حين تحوّلت الدراما إلى تأريخ لمصر
  • الجزيرة نت تكشف كيف اخترقت إسرائيل البروتوكول الإنساني في غزة
  • طريقة عمل طاجن ورق عنب بالإستيك.. أحلى من المطاعم
  • حكايات شهرزاد| يسألونك عن الزُهد
  • الحلقة الأولى من مسلسل النص.. أحمد أمين يكشف سر تسميته بهذا الاسم
  • مرايا الوحي: حكايات المحاضرات الرمضانية للسيد القائد المحاضرة الاولى
  • "رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس"
  • حكايات رمضان.. أيمن يونس يكشف لـ«الأسبوع» طقوسه في الشهر الكريم ووجبته المفضلة
  • ارتفاع صادرات العراق النفطية إلى الهند
  • انهيار ثلجي يحاصر العشرات شمالي الهند