(إعداد: محمد أصواب)

عادت "لكبيرة" وهي من سكان دوار أسايس الذي يبعد بحوالي 96 كلم عن تارودانت، إلى منزلها أول أمس الخميس، سالمة معافاة... وهي ماتزال تحمل في رحمها جنينا حيا !

تبدو الفرحة على وجوه السكان الذين توافدوا بأعداد كبيرة لاستقبال السيدة الحامل، في هذا "الدوار" النائي الواقع على حدود إقليم تارودانت، ومن بينهم أطفالها الثلاثة الذين افتقدوا والدتهم.



كما يظهر الفخر على م حيا كل المشاركين الذين قاموا بالواجب و نفذوا عملية الإنقاذ منذ بدايتها، وهم ينتمون إلى كل من مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومصالح وزارة الداخلية، والقوات المسلحة الملكية، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، والدرك الملكي وكذا المستشفى الإقليمي بتارودانت.

قصة لكبيرة، ذات الثلاثين عاما، بدأت ليلة وقوع الزلزال (ليلة الجمعة إلى السبت). لم تتعرض هي وعائلتها الصغيرة لإصابات جسدية خطيرة، ولكن الحديث في شبكات التواصل على الانترنيت كان عن امرأة في حالة حرجة بسبب الإجهاض.

لم تكن عملية إجلاء الجرحى مهمة سهلة في هذه المنطقة المعزولة والقريبة من مركز الزلزال. كانت الطريق المؤدية إلى جماعة تيزي نتاست، الواقعة ضمن سلسلة جبلية، مقطوعة بسبب الانهيارات الأرضية وسقوط الصخور، فيما لم تنجح عملية الإنقاذ بواسطة مروحية أرسلت على الفور، بعد أربع محاولات للهبوط.

وبعد ثلاثة أيام، وصلت فرق الإنقاذ إلى دوار أسايس، بصعوبة كبيرة، حيث تم تسليم مساعدات عاجلة من قبل السلطات، و تقديم تدخلات طبية في عين المكان وإجلاء الجرحى.

و تم نقل "لكبيرة"، على نقالة، سيرا على الأقدام عبر مسالك وعرة لمسافة 5 كيلومترات، قبل الوصول إلى طريق معبدة. وتم إدخالها، إلى جانب أربعة جرحى آخرين، إلى المستشفى الطبي الجراحي الميداني الذي أقامته القوات المسلحة الملكية في جماعة تافنكولت. وبعين المكان تفاجأ الجميع، حيث كشف الفحص بالموجات فوق الصوتية عن مؤشرات ت ظهر أن الجنين وهو ذكر بصحة جيدة، بعد الشهر السابع من الحمل.

وكإجراء احترازي، لم يتم إبلاغ "لكبيرة" على الفور، لأنها كانت تعاني من نوبة هلع حادة. وتم تحويلها إلى المستشفى الإقليمي بتارودانت، حيث تلقت على مدى يومين، مراقبة طبية ودعما نفسيا. وبمجرد تحسن حالتها سمعت أحدا يخبرها "لالة، جنينك في صحة جيدة وهو صبي!".

لم تتمالك "لكبيرة" دموعها عند سماع الخبر، ولم تصدق أذنيها. فمن وسط الأنقاض والمعاناة والركام، تنبعث الحياة من جديد!

ومع ذلك، كانت "لكبيرة" تود أن تعيش هذه الفرحة العارمة مع أفراد عائلتها. قبل أن يتم تقديم وعد لها بمرافقتها أثناء عودتها إلى "الدوار".

وفي صباح يوم الخميس، انطلقت فرق من مختلف المصالح، بإشراف من مؤسسة محمد الخامس للتضامن، لنقل المساعدات إلى "أسايس"، بالإضافة إلى دوارين مجاورين آخرين هما آيت إيبورك وآيت بوخزير، وبطبيعة الحال، كانت "لكبيرة" ضمن الرحلة!

وفي مشهد مؤثر، تسير عائشة، وهي سيدة ناهزت الستين من عمرها، تعمل ممرضة توليد في المستشفى الإقليمي بتارودانت، رفقة القافلة، حاملة زجاجة ماء في يدها، على طول مسافة 5 كيلومترات تحت أشعة شمس حارقة، في طريق وعرة، جنبا إلى جنب مع حاملي النقالة الذين يتناوبون على نقل "لكبيرة"، حيث استغرقت الرحلة حوالي 45 دقيقة.

بكل عزم وإخلاص، جاءت عائشة لإكمال ما بدأته، واستغلال هذه الرحلة لمساعدة من يحتجن إليها من النساء الحوامل الأخريات.

"لكبيرة"، التي تأثرت بمدى الرعاية السخية التي أحاطها بها هؤلاء الرجال والنساء من حولها، عجزت عن التعبير واكتفت بجملة واحدة: "سامحوني. لن أنسى أبدا ما فعلتموه من أجلي!".

انتهت المهمة حوالي الساعة الرابعة والنصف عصرا في دوار أسايس، حيث تم توزيع المساعدات على المستفيدين، مع تدخلات طبية قدمتها فرق متخصصة. وكانت "لكبيرة"، محاطة بأطفالها، تعدهم "بشقيق لهم بعد شهرين إن شاء الله".

وتروي لكبيرة تفاصيل قصتها لنساء الدوار اللائي أتين للاطمئنان عليها، رغم أنها لا تجد الكلمات المناسبة لوصفها.

وأخبرتهم: "سأسميه الحسين"، وهو الاسم الذي اقترحه عليها أحد الأشخاص الذين شاركوا في عملية الإنقاذ.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

«محمد» يتطوع بـ«حياة كريمة» بعد الاستفادة منها: لمسنا الأحلام على أرض الواقع

داخل منزل محمي بالطوب وسقف يمنعهم من الغرق في مطر الشتاء، يعيش محمد رمضان، 36 عاما، في مركز الصف بمحافظة الجيزة، برفقة زوجته وابنتيه، بعد أن كان يجلس في منزل دون سقف وتغرقهم مياه الأمطار في الشتاء ويغلب عليه الظلام منذ غروب الشمس، لكن مبادرة «حياة كريمة» أضاءت حياته بعد أن أوصى الرئيس عبدالفتاح السيسي بتقديم حياة كريمة لهم وجعلهم يلمسون الأحلام على أرض الواقع، وفقًا لحديثه مع «الوطن».

«حياة كريمة» وفَّرت خدمات مختلفة 

خدمات مختلفة قدمتها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لجميع المواطنين على مستوى الجمهورية، والتي ضمت سكان مركز الصف في الجيزة، إذ عملت على تطوير وإحلال البنية التحتية، وإصلاح المشكلات داخل القرية خلال العمل على أرض الواقع، والعمل على توفير الخدمات الأساسية، وقال رمضان: «الخدمات اللي زي الكهرباء والغاز الطبيعي والمياه والإنترنت، ما كانتش موجودة عندنا في القرية وكنا عايشين في معاناة كبيرة بسبب كده».

«لكن مبادرة حياة كريمة اسم على مسمى لأنها خليتنا نعيش حياة المدن والرقي، وكمان تم تطوير المباني، ومبنى تكنولوجي، ومكتب خدمات للاستماع لمشكلات وطلبات الأهالي»، كما أنه تم توصيل المياه النظيفة للمنازل، وكانت تلك الخدمات بمثابة حلم كبير للسكان بعدما أن عانوا سنوات طويلة من الأهمال والتهميش، لكن المبادرة حققت أمنياتهم، حسب حديثه.

مكتبات وماكينات صرف داخل القرية

لم يقتصر التطوير من جهة مبادرة حياة كريمة لمركز الصف على بناء المنازل والمدارس والمستشفيات فقط، بل وفروا مكتبات لخدمة الطلاب داخل المركز بعد أن كانوا يخرجون إلى المدينة، مثل مكتبة الشوبك.

طوال فترة التجوال داخل قرية مركز الصف تجد المدارس والمعاهد ومكاتب البريد، «المواطن لمس تطوير المبادرة، وأنا كمواطن ومتطوع لمست التغيير على أرض الواقع، والكل شايف المجهود الجبار اللي حصل، وتوسيع الطرق وتوفير قطعة أرض لمركز شباب الجزيرة الشقراء، والمركز بقى على أعلى مستوى، وكمان بقى موجود ماكينات صرف»، وفقًا لحديثه.

مقالات مشابهة

  • إيران.. بدء عملية الاقتراع في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة بين جليلي وبزشكيان
  • هربا من الحرارة.. غرق شاب في نهر النيل فرع رشيد بالغربية
  • وزارة الصحة الفلسطينية تحذر من خطورة توقف الخدمات الطبية في مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة
  • المتحدث الشرطة الإسرائيلية يحذر من هجمات ويطالب المواطنين بحمل السلاح بالشوارع
  • حياة كريمة ترتقي بأطفال العشوائيات.. أحلامك أوامر
  • «محمد» يتطوع بـ«حياة كريمة» بعد الاستفادة منها: لمسنا الأحلام على أرض الواقع
  • ضربة موجعة للاحتلال الإسرائيلي.. تفشي عدوى مميتة بين المرضى بمستشفى رمبام
  • العثور على جثة شاب ملقاة بأرض زراعية في كفر الزيات
  • وزارة الأوقاف تحدد موعد قرعة الحج
  • الإهمال الطبي يُحطم حياة الحاجة هوايدة: عام كامل قعيدة بالفراش