عقوبات جديدة وإطلاق سراح المعتقلين .. تفاصيل صفقة إيران وأمريكا
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
أفاد موقع أكسيوس الأمريكي، اليوم الاثنين، نقلا عن مسؤول أمريكي كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الـ 5 أمريكيين الذين تم إطلاق سراحهم كجزء من صفقة تبادل أسرى مع إيران غادروا طهران.
والاتفاق الذي تم بوساطة قطرية يعتبر تطورا دبلوماسيا إيجابيا نادرا بين الولايات المتحدة وإيران، ويتضمن الاتفاق إطلاق سراح الأمريكيين الإيرانيين سياماك نمازي، وعماد شرقي، ومراد طاهباز، واثنين من الأمريكيين الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
تنفيذ الصفقة الإيرانية الأمريكية
وهناك أميركيان إيرانيان آخران – والدة نمازي وزوجة طاهباز – على متن الطائرة المتجه إلى الدوحة أيضا، حيث قال المسؤول الأمريكي إنهم كانوا ممنوعين في السابق من مغادرة إيران.
ووفقا لأكسيوس، قال المسؤول الأمريكي إنه بعد الهبوط في قطر، سيسافر الأمريكيون الـ 7 من الدوحة إلى واشنطن العاصمة للقاء عائلاتهم.
وأضاف المسؤول الأمريكي، أنه كجزء من عملية المبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، سيتم إطلق سراح 5 إيرانيين متهمين أو مدانين بارتكاب جرائم غير عنيفة في الولايات المتحدة.
وكان من المقرر إطلاق سراح 2 من الإيرانيين من السجن خلال حوالي 100 يوم، بينما ينتظر الـ 3 الآخرون المحاكمة.
وتابع: "نتوقع أن يعود 2 من الإيرانيين الذين ليس لديهم وضع قانوني في الولايات المتحدة إلى إيران مرة أخرى عبر قطر وفقا للصفقة المبرمة بين الجانبين".
وفي وقت سابق، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، لوسائل الإعلام الرسمية، أن أحد الإيرانيين المفرج عنهم يرغب في البقاء في الولايات المتحدة والآخر يخطط للانتقال إلى دولة ثالثة.
وبموجب الاتفاق، سيكون لـ إيران أيضًا إمكانية الوصول إلى 6 مليارات دولار من الأموال التي كانت محتجزة في حساب مقيد في كوريا الجنوبية.
وبحسب الصفقة، تم تحويل الأموال إلى حساب مصرفي مقيد في قطر بعد أن وقع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على تنازل في وقت سابق من هذا الشهر للسماح للبنوك بإجراء التحويلات دون خوف من التعرض للأذى بسبب العقوبات الأمريكية.
انتقادات أمريكيةوانتقد بعض الجمهوريين، بمن فيهم الرئيس الأمريكي السابق ترامب، إدارة بايدن بسبب هذا الجزء من الصفقة مع إيران.
ولكن أكد المسؤول الأمريكي، أن الحكومة الإيرانية لن تكون قادرة على استخدام الأموال المفرج عنها إلا في المعاملات الإنسانية مثل شراء المواد الغذائية والأدوية والأجهزة الطبية والمنتجات الزراعية.
وقال المصدر، أن هذه ليست أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وليست دفعة من أي نوع، ولا تدخل أموال إلى إيران على الإطلاق، ولا يتم دفع أي أموال لشركات أو كيانات إيرانية".
عقوبات جديدة على إيرانوأضاف أنه إذا حاولت إيران تحويل الأموال أو استخدامها لأي شيء آخر غير الأغراض الإنسانية المسموح بها، فإن الإدارة الأمريكية "ستتخذ إجراءات لحجز الأموال من جديد".
وأوضح المسؤول الأمريكي أنه بعد تنفيذ الاتفاق، ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على وزارة المخابرات الإيرانية لدورها في اعتقال واستجواب أمريكيين في سجن إيفين بـ طهران، كما سيتم ستفرض عقوبات على الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد لتورطه المزعوم في قضية عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق روبرت ليفينسون، الذي اختفى في إيران قبل 16 عامًا.
إزالة العوائقوعلى جانب آخر، قال المسؤول الأمريكي لأكسيوس، إن اتفاق تبادل الأسرى كان عملية منفصلة ومستقلة عن المحادثات الأخرى بين إيران والولايات المتحدة من خلال وسطاء حول الملف النووي.
وأوضح أن إيران أرسلت العديد من الرسائل عبر سلطنة عمان في الأشهر الأخيرة حول استعدادها للعودة إلى المحادثات النووية التي انهارت في أغسطس الماضي بعد رفض إيران مسودة اتفاق تم التوصل إليه بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
وأضاف أن إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن أوضحت لـ إيران أنه "طالما أنها تحتجز مواطنين أمريكيين محتجزين ظلما في سجن إيفين، فإن ذلك لا يخلق بناء للدبلوماسية على الإطلاق"، لافتا إلى أن اتفاق تبادل الأسرى الحالي "يزيل العوائق".
وامتنع المسؤول الأمريكي عن انتقاد إيران لقرارها طرد العديد من مفتشي الأمم المتحدة من البلاد، لكنه قال إن الولايات المتحدة ستعقد اجتماعات حول هذه القضية في وقت لاحق من هذا الأسبوع مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا لتنسيق الرد، مضيفا: "أعتقد أنه سيكون لدينا الكثير لنقوله في هذا الشأن".
ويتواجد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في نيويورك هذا الأسبوع لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ايران جو بايدن الرئيس الأمريكي طهران الولايات المتحدة الصفقة الإيرانية الأمريكية الدوحة قطر وزارة الخارجية الايرانية وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الحكومة الإيرانية الرئيس الإيراني الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تقدير إسرائيلي باستبعاد مهاجمة إيران مع استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة
تتزايد التقديرات الاسرائيلية أن الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني أقرب من أي وقت مضى، والآن بالذات، تحتاج "إسرائيل" التي تظل أيديها مُقيّدة فيما يتعلق بالنشاط في إيران حتى نهاية العملية، للحفاظ على التنسيق الوثيق مع إدارة الرئيس دونالد ترامب من أجل تحقيق الهدف المشترك، وهو منع إيران من امتلاك القدرة النووية.
وأكد الجنرال تسفيكا حايموفيتش، قائد مديرية الدفاع الجوي السابق، أن "هذا هو الوقت المناسب لوضع كل الخلاف والانقسام داخل الاسرائيليين خارج السياج العسكري، لأن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إيران التي بدأتها الولايات المتحدة خطوة متوقعة في ضوء تصريحات ترامب حتى قبل عودته للبيت الأبيض في يناير، وقدم فيها نفسه كـ"رئيس سلام".
وأضاف حايموفيتش، في مقال نشره موقع "واللا" وترجمته "عربي21" أن المفاوضات مع إيران سبقتها عملية مماثلة فيما يتصل بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، وستستمر مع الحرب في غزة، قائلا: "حتى لا نتفاجأ عندما تأتي، وفي نهاية العملية مع إيران، لا ينبغي لإسرائيل أن تبقى عند نفس النقطة، وسيتعين على إيران أن تكون خالية من القدرات النووية التي تهددها".
وأشار إلى أنه "بغض النظر عن طبيعة الاتفاق المرتقب الأمريكي الإيراني، فسوف يتعين تحسينه مقارنة بالاتفاق السابق، والالتزام بنقل اليورانيوم المخصب لدولة ثالثة خاضعة للإشراف، ووقف مشروع الصواريخ، وما يسمى بمجموعة الأسلحة، والسيطرة والإشراف الحقيقي على منشآتها، وتحرك عسكري ركّزته الولايات المتحدة على مسافة قريبة منها، بجانب إظهار الجدية ضد الحوثيين، وكلها أسواط وضعتها واشنطن على طاولة المفاوضات، وهو تهديد موثوق وقوي".
وأكد أنه "سواء استمرت العملية ستة أسابيع أو أكثر، فإيران تريد شراء الوقت، والولايات المتحدة تريد الوفاء بالموعد النهائي الذي حدده ترامب، فستكون مصحوبة بارتفاعات وانخفاضات، وتقارب وأزمات مفتعلة، وتهديدات وتسريبات، وربما تؤدي حتى لتفعيل إيران المتحكم به لوكلائها في المنطقة، وليس الحوثيين فقط، هذا هو السوط الإيراني، ولهذا، ويجب على إسرائيل أن تكون مستعدة وجاهزة".
وأوضح أن "الإعلان الاسرائيلي خلال الأيام الماضية عن نوايا مهاجمة المنشآت النووية، التي أوقفها ترامب مثال واضح على التهديدات والتسريبات خلال المفاوضات، وهذه المرة يبدو أن التقرير المسرّب يخدم فعليا المصلحة الأميركية في المفاوضات مع إيران".
وأضاف أن "الأكيد أنه خلال المفاوضات ستُمنع إسرائيل من أي هجوم أو تحرك ضد إيران، ويجب عليها تجنّب التصريحات التي لا معنى لها، مثل "نموذج ليبيا" الذي سارع المبعوث ستيف ويتكوف للتوضيح أنه غير مطروح على الطاولة، وتركيز جهوده مع الولايات المتحدة، والتأكد من الحفاظ على المبادئ الإسرائيلية، وتعزيز التنسيق والاتصال معها فيما يتعلق بالنشاط العسكري، سواء التدريبات أو المساعدة غير المباشرة للعدوان على اليمن، والحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية العسكرية، وتحسينها باستمرار، الدفاعية والهجومية".
وأوضح أن "المفاوضات التي تقوم بها الولايات المتحدة مع إيران ليست منفصلة عن العمليات الإقليمية الأخرى التي تؤثر عليها بشكل مباشر، وسأذكر بعضها فقط: التطبيع مع السعودية حيث ستكون زيارة ترامب الشهر المقبل ذات أهمية كبيرة، وانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وما إذا كانت تركيا ستستغل ذلك لتعميق تغلغلها فيها، ونزع سلاح حزب الله من قبل الحكومة اللبنانية".
وأضاف أن "العمليات الداخلية في إسرائيل سيكون لها تأثير بعيد المدى، وهذا ليس الوقت المناسب لإلحاق الضرر بقدرات الجيش الإسرائيلي أو أي من الأجهزة الأمنية الأخرى، مما يستدعي وضع كل الخلافات والانقسامات خارج السياج العسكري، وإلا فإن إسرائيل سوف تضيع فرصة تاريخية بسبب الصراعات الداخلية بين أقطابها، لأنها تواجه عدداً من عمليات التغيير الاستراتيجي التي تحمل إمكانات كبيرة لإحداث تغيير كبير في منطقة الشرق الأوسط بأكملها".