السلطات تواجه تحدي المندسين في لوائح المستفيدين من تعويضات كارثة الزلزال
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
زنقة 20 ا الرباط
منذ الإعلان عن برنامج إعادة الإيواء الذي أمر به الملك محمد السادس، الخميس الماضي، لتسوية وضعية نحو 50 ألف مسكن انهارت كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة من الزلزال، مرفوقا بتعويضات مالية مهمة، سارع بعض الأشخاص إلى شد الرحال إلى منازلهم بعد أن هجروها لسنوات قبل الزلزال من أجل تسجيل أسمائهم في لوائح المتضررين للإستفادة من الدعم المالي الذي ستقدمه الدولة.
ووفق معطيات متوفرة، فإن عددا من الأشخاص الذين هجروا منازلهم قبل الزلزال وإتجهوا إلى الإستقرار بمدن مثل مراكش والدارالبيضاء وأكادير، عادوا مباشرة بعد “الإعلان عن التعويضات المالية للمتضررين” إلى منازلهم المهدمة قبل الزلزال من أجل تسجيل أنفسهم في لوائح المتضررين، علما أن منازلهم تهدمت بفعل عوامل التعرية والهجران.
ورغم أن منازلهم المهجورة والمهدمة لم تتضرر بسبب الزلزال بل بفعل الهجرة وعوامل التعرية، يسعى مجموعة من الاشخاص إلى إجراء إتصالات من أجل تسجيل أسمائهم في لوائح المتضررين وهو تحدي كبير يواجه السلطات التي ستقوم على إحصاء لوائح المتضررين.
وتسود تخوفات من إقحام أسماء لأشخاص وأسر لم تعد تقطن بالمناطق المتضررة قبل الزلزال أو قادمة من مناطق غير متضررة، لغرض الاستفادة من التعويضات التي كشف عنها الديوان الملكي.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: قبل الزلزال فی لوائح
إقرأ أيضاً:
انفجار بندر عباس: هل اهتزت إيران بفعل فاعل أم خلل عابر؟
في توقيت بالغ الدقة والحساسية، بالتزامن مع انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية في سلطنة عمان، دوى انفجار ضخم في ميناء “الشهيد رجائي” بمدينة بندر عباس جنوبي إيران. يُعد هذا المرفأ الحيوي الشريان التجاري الأكبر والأكثر أهمية لإيران، وبوابتها الرئيسية المطلة على الخليج العربي ومركزًا استراتيجيًا للتجارة بين الشرق والغرب. يقع الميناء في محافظة هرمزكان على بعد حوالي 14.5 كيلومترًا إلى الغرب والجنوب الغربي من بندر عباس، ويستحوذ على نحو 85% من إجمالي عمليات مناولة الحاويات في عموم الموانئ الإيرانية، ويرتبط بشبكة واسعة من الطرق البرية والسكك الحديدية التي تسهل تدفق البضائع إلى داخل إيران ودول آسيا الوسطى.
حتى اللحظة، يسود تضارب شديد في الأنباء حول الأسباب الحقيقية للانفجار، استنادًا إلى ما نقلته وكالات الأنباء الإيرانية عن مسؤولين لم يتم الكشف عن هويتهم. يثير هذا التضارب علامات استفهام كبيرة حول طبيعة هذا الحادث وتداعياته المحتملة على استقرار المنطقة ومستقبل المفاوضات الجارية.
جدير بالذكر أن هذا ليس الاعتداء الأول على ميناء بندر عباس؛ ففي مايو 2020، ووفقًا لتقارير إعلامية استندت إلى مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، استهدف الميناء بهجوم إلكتروني إسرائيلي، مما أحدث شللًا مؤقتًا في حركة السفن والشاحنات، وذلك ردًا على هجمات إيرانية استهدفت سفنًا إسرائيلية آنذاك. لكن اللافت في انفجار اليوم هو وقوعه على مرمى حجر من مقر البحرية التابعة لـ “الحرس الثوري الإيراني”، الأمر الذي يضاعف من التكهنات حول طبيعة الاستهداف ودوافعه المحتملة.
اللافت في تفاصيل انفجار ميناء بندر عباس هو الإشارة إلى وقوعه على دفعتين منفصلتين، وهو ما يثير شكوكًا جوهرية حول مصداقية الروايات الإيرانية التي تحدثت عن اقتصار الحادث على انفجار في “مخازن”. فالمعطى الجديد المتمثل في سماع دوي انفجارين قويين، يتناقض بشكل صارخ مع الرواية التي قدمها التلفزيون الإيراني عن انفجار في حاوية قرب خزان وقود. بل إن ترجيح إدارة الجمارك الإيرانية لوقوع الانفجار في مستودع للمواد الخطرة والكيميائية في الميناء رقم 336، يضيف طبقة أخرى من التعقيد والغموض، ويزرع بذور الشك العميق حول الرواية الرسمية، دافعًا للتساؤل عن الحقائق الكاملة التي تكتنف هذا الحدث الغامض في الشريان التجاري الحيوي لإيران.
ستتشكل تداعيات الانفجار في ميناء بندر عباس بشكل حاسم بناءً على الأسباب الحقيقية التي أدت إليه، سواء كانت خللًا داخليًا عرضيًا في المنشأة أم عملًا استهدافيًا مدبرًا. بيد أن المؤشرات الأولية، المستقاة من المشاهد المتداولة، ترجح وجود مواد خطرة، خاصة مع الإشارة إلى دوي انفجارين منفصلين أعقبتهما انفجارات ثانوية متتالية. وقد تحول موقع الانفجار لاحقًا إلى كتلة ضخمة من الدخان الأسود الكثيف، وهو ما قد يبدو طبيعيًا بالنظر إلى احتواء المرفأ على مخزون كبير من المواد النفطية، إلا أن طبيعة الانفجارات المتعددة تثير تساؤلات مقلقة. لاسيما وان الحكومة الايرانية اشارت الى ان عدد الحاويات كانت مكدسة الميناء وقد تحتوي على مواد كيميائية.
ختامًا، أي تعطيل أو ضرر يلحق بهذا الميناء الحيوي ستكون له تداعيات اقتصادية ولوجستية كبيرة على إيران والمنطقة، فضلًا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية، والإشارة إلى تجاوز عدد الإصابات الـ 500، والتي قد تشمل خبراء ومهندسين ذوي خبرة في إدارة هذا المرفأ الاستراتيجي، مما يزيد من خطورة الموقف وتأثيره على المدى الطويل