البحث عن الجثث متواصل في درنة والأمم المتحدة تخشى انتشار الأمراض
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
يمن مونيتور/ أ ف ب
أعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن وكالاتها تعمل على تفادي انتشار الأمراض في مدينة درنة الليبية المنكوبة جراء فيضانات خلّفت آلاف القتلى وحيث يبحث المسعفون عن آلاف المفقودين الذين يُعتقد أنهم قضوا في الكارثة.
في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة والمطلة على البحر الأبيض المتوسط في شرق البلاد، تسبّبت الفيضانات الناجمة عن انهيار سدين تحت ضغط الأمطار الغزيرة التي حملتها العاصفة دانيال في 10 أيلول/سبتمبر، في وفاة ما يقرب من 3300 شخص وفقا لآخر حصيلة رسمية مؤقتة وخلفت مشهدًا يذكّر بساحة حرب طاحنة.
وتوقّعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ومسؤولون ليبيون ارتفاع حصيلة القتلى. وقال الهلال الأحمر الليبي إنه أنشأ منصة لتسجيل المفقودين، داعيا السكان إلى تقديم معلومات عمن فُقد أثرهم.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن “فرقا من تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية على الأرض (في درنة ومدن أخرى) لتقديم المساعدات والدعم للمتضررين”.
وأضافت أن المسؤولين الليبيين ووكالات الإغاثة ومنظمة الصحة العالمية “يساورهم القلق بشأن خطر تفشي الأمراض، خصوصا بسبب المياه الملوثة وغياب مستلزمات النظافة الصحية”.
وقالت البعثة في بيان “يواصل الفريق العمل لمنع انتشار الأمراض، والتسبّب بأزمة ثانية مدمّرة في المنطقة”.
في ميناء درنة، كان فريقا الإغاثة الليبي والإماراتي ينسّقان جهودهما من أجل انتشال جثث من البحر، وفق صحافية من وكالة فرانس برس في المكان.
وقال قائد الفريق الإماراتي “يُمنع منعًا باتًا مسك أي جثة أو فتح السيارات المغمورة تحت المياه” والتي توجد فيها جثث على ما يبدو.
وأوضح أن مهمة اليوم تكمن في الغطس والبحث عن أي أجسام بشرية أو غير بشرية تحت المياه وربطها بحبال من بعيد للتمكن من سحبها بدون لمسها.
في الوقت نفسه، تعمل فرق غطس تركية وروسية على محاولة العثور على جثث في أماكن مختلفة من الميناء حيث صبّت السيول الجارفة مع كل ما حملته في طريقها.
وقُتل الأحد خمسة أفراد من فريق إغاثة يوناني في حادث سير بعد وصولهم إلى ليبيا للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ.
وأدّى الحادث كذلك الى مقتل ثلاثة من أفراد عائلة ليبية وجرح اثنين آخرين، وفق وزير الصحة في شرق ليبيا عثمان عبد الجليل.
وذكرت وسائل إعلام ليبية أن ستة متطوعين من بنغازي، المدينة الكبيرة في شرق ليبيا، قضوا الأحد أيضا في حادث سير أثناء عودتهم من درنة بعد توزيع مساعدات.
بعد انهيار السدين ليل الأحد الاثنين 11 أيلول/سبتمبر، جرفت المياه التي ارتفعت أمتارًا عدة، أجزاء من المدينة الساحلية في ما وصفه البعض بأنه “تسونامي”. ويتم يوميًا انتشال عشرات الجثث المطمورة تحت أنقاض الأحياء المدمرة أو التي جرفها البحر ودفنها في مشهد مروع.
ويمثّل تنظيم الإغاثة تحديًا بسبب الفوضى السياسية السائدة منذ 2011، إذ تدير ليبيا حكومتان، واحدة في طرابلس والأخرى في الشرق.
ويبدو في مواجهة هول الكارثة أن المعسكرين المتنافسين قد وضعا خلافاتهما جانبًا. وتم إرسال فرق مساعدات وكميات إغاثية كبيرة من طرابلس إلى المناطق المنكوبة.
كما أعلنت حكومة طرابلس الاثنين مباشرة العمل لبناء “جسر مؤقت” فوق الوادي الذي يعبر درنة، بعد أن انقطعت الطرق بين ضفتي المدينة منذ أن جرفت الأمواج الجسور التي كانت تربطهما.
وغمرت الفيضانات مساحة 6 كيلومترات مربعة من المدينة ذات الكثافة السكانية العالية، ولحقت أضرار بنحو 1500 مبنى، سُويت 891 منها بالأرض ومن بينها مبان من طبقات عدة، وفقا لتقديرات أولية لحكومة طرابلس استنادا إلى صور الأقمار الاصطناعية، قبل وبعد المأساة.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الفيضانات ليبيا
إقرأ أيضاً:
حرائق لوس أنجلوس تشعل القلق.. خسائر بيئية واقتصادية كبرى.. تدمير 38 ألف فدان فى حرائق الغابات وسنوات لإعادة إحياء المدينة.. خبير جيولوجي: تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العامل الرئيسى للحرائق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد مدينة لوس أنجلوس الأمريكية حرائق غابات مدمرة منذ 7 يناير 2025، تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، ومن المتوقع أن تكون من بين أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
ودمرت حرائق الغابات في لوس أنجلوس نحو 38،000 فدان من الأراضي، أي ما يعادل حوالي 2.5 ضعف حجم جزيرة مانهاتن في نيويورك، وأتت على أكثر من 10،000 مبنى.
من المتوقع أن يستغرق إعادة بناء هذه المباني أكثر من 10 سنوات، وستترك هذه الحرائق تأثيرًا طويل الأمد على الاقتصاد الأمريكي يمتد لعقود.
بدايه انتشار الحرائق
انتشرت النيران بسرعة مذهلة بينما كان سكان حي باسيفيك باليساديس غرب لوس أنجلوس يراقبون الدخان يتصاعد من التلال المجاورة لمنازلهم صباح يوم 7 يناير. في البداية، كانت المساحة المحترقة نحو 10 أفدنة، ولكن في غضون 25 دقيقة فقط، امتد الحريق ليشمل أكثر من 200 فدان.
خلال الساعات التي تلت اندلاع الحريق، امتدت النيران لتشمل المنازل والمسارح والمطاعم والمتاجر والمدارس. وبحلول صباح التاسع من يناير، كانت حرائق باليساديس قد دمرت 17،234 فدانًا، بينما اندلعت حرائق أخرى في مناطق مختلفة من لوس أنجلوس، مما جعلها واحدة من أسوأ الحرائق في تاريخ المدينة، حسبما أفاد خبير الأرصاد الجوية الرئيسي في أكيو ويذر، جوناثان بورتر.
اسباب انتشار الحرائق
أكد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة أن أسباب انتشار الحرائق فى لوس أنجلوس هى التقلبات المناخية فى السنوات الأخيرة أدت إلى ارتفاع الحرارة نسبيا، وفقدان الغطاء الثلجي خلال فصل الشتاء مما يتسبب في انخفاض الأمطار، وانخفاض الرطوبة عن معدلاتها، وبالتالى زيادة جاف الأشجار، وزيادة وتيرة الحرائق ومخاطرها، خاصة فى وجود رياح قوية.
و أضاف شراقى فى تصريح خاص لـ "البوابة" أن معظم الحرائق طبيعية وكانت عن طريق البرق، وأحيانا عن طريق النشاط البشري مثل إلقاء سجائر غير منطفئة، أو احتراق أجهزة كهربائية، أو ارتفاع درجة حرارة السيارات، أو من شبكة نقل وتوزيع الكهرباء، أو حفلات شوى اللحوم فى المناطق الشجرية، أو الحرق العمد.
و تابع الشراقى أن منذ أوائل الألفية الجديدة، أصبحت حرائق الغابات في كاليفورنيا أكثر خطورة بسبب تراكم الأخشاب في الغابات، وزيادة عدد السكان. كما ساعد على سرعة انتشار الحرائق انخفاض الأمطار منذ أكتوبر الماضى، وقوة الرياح التى تسمى سانتا آنا Santa Ana، أحيانا تسمى رياح الشيطان أو الرياح الحمراء لما تسببه من انتشار الحرائق بسرعة كبيرة، كما أنها تساعد على زيادة جفاف التربة والأشجار وانخفاض رطوبة الهواء الذى يعتبر مفتاح اندلاع الحريق الأولي حيث يكون الهواء جافًا في البداية بسبب المواقع الجافة التي نشأ منها، ويزداد جفافا فى اتجاهه نحو الجبال، تراوحت سرعة رياح سانتا آنا القوية بين 90 - 160 كم/ساعة خلال الأيام الماضية والتى هبت من الشرق إلى الغرب، أى من مناطق الغابات إلى المناطق السكنية، وانتشرت الحرائق فى أماكن متفرقة باجمالى مساحة تزيد عن 35 ألف فدان، واحتراق 12 ألف منزل، وإخلاء أكثر من 150 ألف مواطن، وخسائر بعشرات المليارات من الدولارات.
وعن التأثير على البيئة علق الدكتور عباس شراقى أن التأثير المباشرمن الحرائق هو الدمار الكبير الذى يؤثر على السكان والبيئة والذى يحتاج الى سنوات طويلة خاصة فى عودة الغابات الى ماكانت عليه، وكذلك زيادة ثانى اكسيد الكربون وهو من غازات الاحتباس الحرارى، الغابات هى الرئة للكرة الارضية التى تخلصنا من ثاني أكسيد الكربون وتعطى أكسجين.
الخسائر الاقتصادية
من المتوقع أن تتراوح إجمالي الأضرار والخسائر الاقتصادية، والتي تشمل الأضرار غير المؤمن عليها والأثر الاقتصادي غير المباشر مثل فقدان الأجور وتعطل سلسلة التوريد، بين 52 مليار دولار و57 مليار دولار، وفقًا لتقدير أولي من شركة "أكيوويذر".
ويسير الاتجاه أن تتحمل شركات التأمين العالمية أكثر من 135 مليار دولار من الخسائر بسبب الكوارث الطبيعية في عام 2024، وفقًا لتقرير أصدره معهد "سويسري" الشهر الماضي.
شهدت وزارة المياه والطاقة في مدينة لوس أنجلوس - أكبر شركة مرافق بلدية أمريكية - انخفاض سنداتها وخفض التصنيف الائتماني مع استمرار الحرائق في الاشتعال.
مخاطر تهدد سكان لوس أنجلوس
نصحت السلطات في لوس أنجلوس النازحين بتأجيل العودة إلى منازلهم أسبوعًا آخر على الأقل بسبب مخاطر النفايات السامة وتقطع خطوط الكهرباء والغاز التي تشكل خطرا وسط الأنقاض.
وتهدد الانهيارات الأرضية والمباني المدمرة بزيادة الخسائر في المناطق التي ضربتها الحرائق بسبب مياه خراطيم إطفاء الحرائق والأنابيب المكسورة.