عربي21:
2025-02-02@15:37:31 GMT

سيّد الخداع وقمة العشرين ناقصا ثلاثة

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

أعاد مودي إنتاج الفيلم الهندي "بلوف ماستر" سياسياً، الذي مثّل شامي كابور بطولته في أوائل الستينيات، ويروي قصة محتال يتكسب من الغش والخداع، ثم يتوب. للفيلم نسخ ثلاث، هندية محدثة في حدود اطلاعي.

المحتال شخصية أثيرة في السينما، بل إنَّ السينما هي فن الخداع، والمخادع هو أشهر أبطالها، والمكر هو فن السياسة الأول، لكن من العجب أن تجد شخصية لم تؤتَ حظاً من الذكاء مثل عبد الفتاح السيسي يحكم دورتين في مصر، ويهمُّ بالثالثة، وإن عاش من غير تحنيط سيحكم الرابعة أيضاً، وقد بدأ يتلطف ويتودد للشعب، ويبيع بضائعه المغشوشة.

أما في الهند، فحظ رئيس وزرائها رايندار مودي في الخبث والدهاء أكبر من حظ السيسي بكثير، فقد عاش مودي حياة غنية بالدراما، باع الشاي وتشرّد، وتحزب وساس، واتّهم، ومُنع من دخول أمريكا، ويحكم الهند الكبيرة دورة ثانية، وقد انتفخ سحره، وصار سيد الخداع والخواتم أيضاً.

"بلوف ماستر" معناها سيد الخداع، وبلوف وماستر لفظان، كلاهما عربيا الأصل والجذر، بلف من اللف (والدوران)، وقد زيد فيها حرف الباء، والماستر من المسيطر. والهنود يدمرون الذكريات الإسلامية والتاريخية وغير التاريخية في الهند، كما يفعل السيسي، مع أن السيسي ليس هندوسي الظاهر، لكن الهنود سيعجزون عن إتلاف الألفاظ العربية في لغتهم. أول كلمة يسمعها زائر الهند هي: مطلب؟ وتعني: ما طلبك؟ أيّ خدمة يا فندم؟

تكثر في اللغة السنسكريتية الكلمات العربية، ولا تخلو أغنية هندية من كلمات عربية تسربت إليها من الأوردية، والأوردية لغة هجينة تكثر فيها الألفاظ العربية الوافدة من لغة المسلمين العرب الفاتحين. ليس عند الهندوس جنة سوى في السينما، سيدة فن الخداع و"البلف"، فهم يؤمنون بالتناسخ الأبدي، لكن كلمة جنة شائعة في أغانيهم.

والسينما هي من أهم الأمتعة التي تصدّرها الهند إلى العالم، وقد سحرت كثيرين، وصنعت من أبطال بوليود أصناماً حية. وقد أثبتت الدول الكبرى أن أكبر ثروة على وجه الأرض وفي بطنها، ليست الذهب ولا الليثيوم ولا البلاتينيوم، إنما هي الخداع والكذب.

زعم مودي رئيس وزراء الهند أنَّ الهند من أكبر ديمقراطيات العالم، ظناً منه أن الديمقراطية هي صناديق وأصوات، والهند من أشدِّ الدول عنصرية في العالم، وأضراها تفاوتاً طبقياً
نعود إلى سيد الخداع الذي صنع فيلماً في قمة العشرين وخدع شعبه وخدع زعماء الدول العشرين العملاقة، وقد كسا مدخل المطار على قاعة المؤتمرات في نيودلهي بالستائر الخضراء، حتى يجنّب عيون زعماء الدول العشرين الكحيلة رؤية أكواخ فقراء الهند، فأزال كثيراً منها بالجرافات، ونصب أسلاكاً شائكة حول أحياء الفقراء، وصبغ الحيطان والبيوت بالألوان السينمائية الخلابة، حتى تحجب ما عجز عن هدمه، ونثر على أطراف الشارع المؤدي إلى مقر القمة الزهور والشجيرات، حتى إن بعض الهنود اختلسوا كثيراً منها، للزينة في البيوت أو للأكل، وسُرّبت عشرات الفيديوهات والصور عن الهنود البائسين وراء الساتر العالي الذي نصبه بلوف ماستر؛ على اليمين قمة الـ17، وعلى الشمال قاع الملايين.

زعم مودي رئيس وزراء الهند أنَّ الهند من أكبر ديمقراطيات العالم، ظناً منه أن الديمقراطية هي صناديق وأصوات، والهند من أشدِّ الدول عنصرية في العالم، وأضراها تفاوتاً طبقياً، فالطبقات دين هندي. الهنود أربع طبقات هي؛ البرهمن والكشاتريا والفايشيا والسودرا، وليس من أمل في زوال الطبقية الهندية. والهندوس نباتيون، لا يأكلون اللحم، وهم أكثر شعوب الأرض هزالاً، وكثير منهم يبيع دمه ليشتري بطاقة دخول إلى دار السينما، ليحظى بساعتين من المتعة الكاذبة المخدرة، لكن الرؤساء هم أكثر من يبيع الأوهام، والآمال الكاذبة.

زيّن مودي الطريق إلى المطار بصوره، فوضع في كل خمسين متراً صورة عملاقة، حتى يثبت أنه صاحب دولة عملاقة، وشنَّ حملة على الكلاب الضالة في منطقة اركيه بورما، أما القرود التي يصعب صيدها، فاحتال عليها بوضع صور ومجسمات لقرد الرباح التي تخشاها قرود المكاك، حتى تفرّ منها. فالقرد حيوان أكثر قدسية من الكلب، ولا يجوز صيده أو أسره.

وقد مُنع رئيس دولة عظمى عن قمة العشرين، هو رئيس روسيا فلاديمير بوتين، وغاب عنها رئيس دولة ثانية هو رئيس الصين، لأن القمّة هي قمة مواجهة الصين. وكذلك غاب رئيس وزراء إسبانيا سانشيز. وأزمع المجتمعون بناء خط حديدي جديد تمرّ مركباته من عربات وسفن بالخليج العربي والصحراء العربية، ثم البحر المتوسط، ثم أوروبا، خط "البهار" ليس تجارياً إنما هو طريق حربي لتسهيل نقل الجيش الهندي إلى الشرق الأوسط، ونقل الجنود من أوروبا إلى الهند للحرب مع الصين إذا أُعلنت. وقد حاربت بريطانيا بالهنود المسلمين، واحتلت بهم مصر وإسطنبول، وربما تتحول الهند والصين إلى مركزين للعالم ما بعد الجديد.

البيوت التي خرّبها مودي من أجل الاستقبال الكريم لقادة دول العمالقة الـ17 هي بيوت من صفيح، وليست بيوتاً أثرية كالتي خرّبها السيسي في مصر، وأنَّ ستائره القماشية وأشجار زينته لا تشبه كباري السيسي وجسوره الاسمنتية. وأنَّ الأشجار والستائر الخضراء لم تكلف الهند أموالا كبيرة، كما كلفت الجسور والطرق مصر تاريخاً ومالاً
طريق البهار الجديد بحري بري، سيوفر أسبوعين من الوقت عن مدة عبور قناة السويس بالسفن، ويجري فيه الاستغناء عن خط باب المندب الذي تسيطر عليه الصين بقاعدتها في جيبوتي، لكن عيوب الخط الجديد أنه غير عملي، لأنه يناوب بين البر والبحر نقلاً للحاويات من السفن إلى القطارات وبالعكس، لكنه سيكون مفيدا عسكرياً لنقل الجند والسلاح الخفيف.

حاول بايدن غير جاد أن ينتقص من ديمقراطية الهند، ويشكو من ظلم حكومة الهند للأقليات، لكن مودي ردّ عليه، ووصف الهند بأنها أكبر ديمقراطية في العالم، فسكت بايدن سكوت الرضى، مع أنه لا يمضي يوم من غير قتل للمسلمين والمسيحيين، والاعتداء على مساجدهم وكنائسهم حرقا وتدميرا.

في الأفلام الهندية يتوب الأبطال، وينتهي الفيلم نهاية سعيدة، لكن أسياد "البلف" الساسة لا يتوبون. يجدر بالذكر، أنّ البيوت التي خرّبها مودي من أجل الاستقبال الكريم لقادة دول العمالقة الـ17 هي بيوت من صفيح، وليست بيوتاً أثرية كالتي خرّبها السيسي في مصر، وأنَّ ستائره القماشية وأشجار زينته لا تشبه كباري السيسي وجسوره الاسمنتية. وأنَّ الأشجار والستائر الخضراء لم تكلف الهند أموالا كبيرة، كما كلفت الجسور والطرق مصر تاريخاً ومالاً.

twitter.com/OmarImaromar

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مودي الهندي السينما قمة العشرين الأفلام سينما أفلام الهند قمة العشرين مودي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهند من

إقرأ أيضاً:

عصام خليل: نشر صورة السيسي مع رئيس إيران تصرف رخيص.. ومصر لا تهدد 

أعرب عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، عن استنكاره الشديد للتلاعب الإعلامي المريب الذي تمارسه بعض الجهات، مشيرًا إلى أن نشر صحيفة جيروزاليم بوست صورة تجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، في مقال لا علاقة له بإيران، هو محاولة خبيثة لإرسال رسائل غير مباشرة تستهدف الدولة المصرية.

وأكد في حديثه لـ«الوطن» أن هذه المحاولات الرخيصة لا تستغرب من جهات اعتادت الكذب والتضليل، فهي بلا أخلاق ولا أمان، وتسعى دوما لضرب المواقف الوطنية الثابتة لمصر، خصوصا بعد تصريحات الرئيس السيسي الحاسمة التي رفض فيها بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم.

وأضاف رئيس حزب المصريين الأحرار: "مصر لا تُهدد، ولا تخضع للابتزاز، وكل مصري هو عبد الفتاح السيسي، فنحن 107 ملايين مقاتل مستعدون للتضحية بأرواحنا من أجل هذا الوطن، ومن يظن أن بإمكانه ليّ ذراع مصر أو التأثير على قرارها فهو واهم"

وشدد خليل على أن موقف مصر واضح وثابت، فهي لا تقبل الضغوط ولن تحيد عن دعم الحقوق الفلسطينية، ومثل هذه الألاعيب الإعلامية لن تغير من المعادلة شيئًا، قائلا:" نقول لكل من يحاول المساس بإرادة مصر: هذه الدولة محصنة بشعبها وجيشها وقيادتها، ولن تهتز أمام المؤامرات الإعلامية أو التهديدات، فنحن جميعًا مقاتلون، ولن نسمح لأحد بفرض أجندته علينا".

مقالات مشابهة

  • معا لرفض التهجير.. حزب العدل: الشعب يصطف خلف الرئيس السيسي لحماية أمن مصر
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس جمهورية ناورو بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال
  • المسلماني: الرئيس السيسي عبر عن رؤية مصر برفض تهجير الفلسطينيين وعدم المساس بحقوقهم
  • أحمد المسلماني: الرئيس السيسي عبر عن رؤية مصر برفض تهجير الفلسطينيين وعدم المساس بحقوقهم
  • رئيس «المصريين الأحرار»: نقف خلف الرئيس السيسي.. ولغة التهديد «مرفوضة»
  • مراكب الشمس تكشف أسرار الفراعنة.. المتحف المصري الكبير يعرض أبرز اكتشافات القرن العشرين
  • تيسير مطر: الرئيس السيسي «أب لكل المصريين» ولن نقبل المساس به تصريحًا أو تلميحًا
  • حزب «إرادة جيل»: لن نقبل المساس بالرئيس السيسي تصريحا أو تلميحا
  • القائم بأعمال السفير الهندي: نستهدف التعاون مع مصر في إنتاج الهيدروجين الأخضر
  • عصام خليل: نشر صورة السيسي مع رئيس إيران تصرف رخيص.. ومصر لا تهدد