تعرف بخانها ومقاميها التاريخيين اللذين شهدا تاريخا عريقا لتلك البقعة من أرض فلسطين.

جلجولية البلدة التي تتربع على طرف السهل الساحلي في المثلث الجنوبي بأراضي عام 1948، تتميز بوجودها في موقع تاريخي كان سابقا موقعا للبلدة الكنعانية جلجال والذي ظل مأهولا بالعرب إلى يومنا هذا.

وتقع جلجولية في منطقة المركز يحدها من الجهة الشمالية مدينة قلقيلية، ومن الجهة الجنوبية قرية كفر برا، وتبعد 35 كلم شرقا عن البحر الأبيض المتوسط.



وذكر في إحصاء عام 1922 أن عدد سكان البلدة كان نحو 123 نسمة، وعام 1931 أصبح 260 نسمة، وفي عام 1945 قدروا بنحو 740، وفي عام 1961 بلغ التعداد 1,320 نسمة. ويبلغ عدد سكانها حاليا قرابة 10آلاف نسمة.

مر على جلجولية قادة مؤثرين في أحداث المنطقة من بينهم: تحتمس الفرعوني والفرنسي ناپليون والظاهر بيبرس من قادة المماليك.

وقد ذكرت جلجولية في عهد الرومان باسم جلجوليس، وفي مصادر أخرى أجنبية ذكرت باسم جوليلرا.
وأبان حكم المماليك قام الظاهر بيبرس في عام 1265 باقتطاع أراضي القرية بالتساوي بين ثلاثة من قواده البارزين.

وفيما يتعلق بالخان أحد معالم البلدة فقد بني من قبل والي الشام المملوكي تنكز الناصري على أنقاض كنيسة بيزنطية بين عامين 1320 و1330.

وكان الخان محطة مهمة للبريد بين القاهرة ودمشق وامتاز بمدخله من الشرق من ناحية الدرب المطل على البحر. ويتوسط الخان ساحة واسعة في مركزها بئر ماء ويتكون من طبقة واحدة، وصنع منها العثمانيون لاحقا محطّة جباية رسوم الطريق.


                                                             آثار الخان في جلجولية

وكان من أهم الشخصيات التي نزلت في الخان، السلطان العثماني سليم الأول في القرن الميلادي السادس عشر في حربه ضد المماليك. كما نزل بالخان والي عكا سليمان باشا في مطلع القرن التاسع عشر أثناء حربه في يافا. وبالرغم من إصابة الخان بعض الشيء أثناء تلك الحرب إلا أن لجانا شعبية وأهلية تشكلت خلال السنوات الأخيرة وعملت على ترميمه وحمايته.

أما مقامات جلجولية، فمن أبرزها اثنان، أحدهما مقام "أبو العون"، وصاحب المقام المذكور محمد بن سالم بن علي العون، يعود أصله إلى الزبير بن العوام وعاشت عائلته في غزة وهو مولود في جلجوليه.

ومما تميزت به حقبة أبو العون، أنه أخذ على عاتقه ترميم مقام "سيدنا علي" في قرية الحرم عام 1481.

وانتقل أبو العون لاحقا إلى الرملة وهناك توفي ودفن عام 1504 فيما أصيب المقام بقذيفة في الحرب العالمية الأولى.

أما المقام الآخر في جلجولية فهو مقام "شمس الدين" وصاحبه أحد قادة صلاح الدين الأيوبي.

وأقيم هذا المقام على أنقاض بناء من زمن الفرنجة وما زال الضريح يغطّيه الأهل بالستائر ويزوروه الفلسطينيون حتى اليوم.

وما زال أهل فلسطين يقصدون الخان والمقامين للحفاظ عليهما رغم محاولات الاحتلال الانقضاض على ما تبقى من آثار فلسطين بالداخل المحتل.

وفيما يتعلق بأنقاض الجامع فهي تعود لمسجد بني في الفترة الأيوبية وهو متصدع وآيل للسقوط ويعاني كذلك من الإهمال، والداخل إليه يمكن أن يشاهد سوء استعمال المكان لكن محرابه الجميل جدا ما زال قائما.


                                                        أنقاض الجامع القديم

ومن الآثار التي تسلك طريق الاندثار بئر أبو العون وهو بئر قديمة كانت تستعملها القوافل المتجهة إلى بلاد الشام وهذا البئر لم يتبق إلا اسمه وكومة حجارة لكن الزائر يستنتج أنه كان هنا بئر ماء.

ومن معالم البلدة البارزة مسجد الروضة الذي تبلغ مساحته 800 متر وارتفاع مآذنته 46 مترا.


                                                        مسجد الروضة في جلجولية.

وضمت القرية إلى الحكم الإسرائيلي مع عدة قرى ومدن قريبة في المثلث بموجب معاهدة رودوس عام 1949.

وتعاني البلدة حاليا مثل باقي البلدات الفلسطينية، من سياسة تضييق ومصادرة أراض وهدم مباني بشكل مستمر من قبل السلطات الإسرائيلية. ويعيش سكان جلجلولية على مساحة أقل من ألفي دونم من أصل 24 ألفا صودرت منها عام 1948، وتجثم عليها اليوم خمس بلدات إسرائيلية، كما تشهد هجرة قسرية من قبل الشباب الفلسطينيين بحثا عن أماكن سكن بديلة.

وتبدو القرية أشبه بالغيتو فهي مطوقة من جميع الجهات بشوارع رئيسية ضخمة تحد من تطورها، وأقيمت على أراضيها أنابيب لنقل الغاز وأعمدة الكهرباء، كما أن مياه الصرف الصحي للبلدات الإسرائيلية المجاورة لها تتجمع على أراضيها.

وتعاني البلدة من انفلات عصابات الجريمة التي تعمل دون رقيب أو حسيب في أراضي فلسطين 1948، حيث ترتكب بشكل يومي جرائم قتل من قبل عصابات تحظى بتغطية رسمية من سلطات الاحتلال التي تتساهل مع هذه الجرائم بشكل حول حياة الفلسطينيين إلى جحيم وخوف وقلق في كل لحظة.

المصادر

ـ تقاوم الاحتلال حتى اليوم: جلجولية.. مهبط القادة والفاتحين بشهادة خانها ومقاميها، وكالة الصحافة الفلسطينية ( صفا)، 28/8/2023.
ـ جلجولية ترفض مصادرة "إسرائيل" لأراضيها، الجزيرة ، 6/8/2011.
ـ جلجولية.. بلد التاريخ له في الأرض جذور/ موقع جلجولية .نت، 12/4/2016.
 ـ قتيل في جلجولية داخل أراضي الـ48، وكالة معا، 11/6/2023.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير التاريخيين فلسطين فلسطين تاريخ تغطيات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من قبل

إقرأ أيضاً:

يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب

من المتوقع أن يغادر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد المقبل في زيارة سياسية إلى الولايات المتحدة، حيث ستكون النقطة الأهم فيها هي لقاء شخصي مع الرئيس دونالد ترامب.

وجاء في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أعده مراسلها السيسي إيتمار آيخنر، أنه وفي هذا اللقاء المرتقب "سيحاول الزعيمان وضع سياسة مشتركة بشأن العديد من المواضيع، بما في ذلك إيران ومستقبل قطاع غزة".

وذكر التقرير أنه "في إسرائيل يُعطى هذا الاجتماع أهمية كبيرة ويُنظر إليه كفرصة لصياغة سياسة تجاه المنطقة، حيث أن ترامب على الرغم من أن له غريزته الخاصة ويتحدث عن الشرق الأوسط قبل توليه المنصب وبعده، إلا أن العديد من القرارات لم تُتخذ بعد في إدارته، لذلك، يأمل نتنياهو أن يتمكن من التأثير على صياغة سياسة ترامب خلال الاجتماع".

وأوضح أن "الموضوع الأول من حيث الأهمية بالنسبة لإسرائيل هو التهديد الوجودي من إيران، بينما بالنسبة لترامب، فإن القضية الإيرانية تُدرج ضمن الهيكلية الإقليمية، وفي الوقت نفسه، تعتبر وضعية طهران وأوضاعها مهمة أيضًا بالنسبة لدول أخرى في الشرق الأوسط، مثل السعودية والإمارات والبحرين، ولدى الولايات المتحدة التزامات بشأن هذه القضية لا تتعلق فقط بإسرائيل".


ويذكر أن "إسرائيل" ترغب في رؤية عقوبات أمريكية قاسية ضد إيران، مع وجود خيار عسكري موثوق.
خلال ولايته السابقة، فرض ترامب عقوبات صارمة على إيران، ولكن لم يُقِم تهديدا عسكريا موازيا، في الوقت نفسه، الرسالة التي أرسلها ترامب هي أن طهران لن تحصل على قنبلة نووية، والنقاش يدور حول كيفية ضمان تحقيق هذا الهدف. 

وأكد التقرير إنه "من غير المتوقع أن يبدأ ترامب في القيام بعمل عسكري ضد إيران، لأنه في رؤيته لا يريد فتح حروب وإيران ليست حربه، لكنه بالتأكيد يمكنه مساعدتهم في حروب الآخرين، وبذلك يحرر ترامب نفسه من التناقض بين الرغبة في أن يكون صانع سلام وقدرته على مساعدة إسرائيل في الفوز في حروبها".

وأضاف أنه "في إسرائيل، يتوقعون سماع خطط ترامب بشأن القضية الإيرانية، وهل ينوي الدخول في حوار دبلوماسي معهم في محاولة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، والقضية الإيرانية مرتبطة أيضًا بخطط ترامب بشأن السعودية، وفقًا لرغبة الأمريكيين في توسيع اتفاقات أبراهام، ومندوب ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زار السعودية هذا الأسبوع، بعد أسبوع من تنصيبه".

وأشار التقرير إلى أن "الموضوع المركزي الآخر الذي سيُطرح هو الأسرى ومستقبل قطاع غزة، إذ يُعتبرون قضية ملحة، مقارنة برؤية عامة حول غزة، لأنه من الواضح للجميع أن قضية القطاع لن تُحل في غضون 19 يومًا، وهي الفترة المخصصة للمفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، من اليوم الـ16 حتى اليوم الـ35 من قرار وقف إطلاق النار، وحتى ويتكوف لم يحدد موقفه بعد بشأن الموضوع، ويكرر الأمريكيون موقفهم بأنه يجب التأكد من أن غزة لن تكون ملاذًا آمنًا للإرهابيين، في ظل الحاجة الملحة لإنقاذ جميع الأسرى".

 من المتوقع أن يحاول ترامب ونتنياهو التوصل إلى تفاهم حول التوتر بين الموضوعين خلال اجتماعهما.

ويذكر أن الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، والرئيس الجديد ترامب تعهدا أمام نتنياهو (شفهيًا وكتابيًا) أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن استمرار صفقة الأسرى، فلن تُعتبر العودة إلى القتال انتهاكًا للاتفاق. 

ومع ذلك، من الواضح لجميع الأطراف أن الموضوع أكثر تعقيدًا: الأمريكيون منشغلون ببناء أعمدة السياسة الاستراتيجية، حيث أن كل قضية تتداخل مع الأخرى، ويريد ترامب التحدث مع نتنياهو بشأن الأمور لتشكيل السياسة العامة، ومن المحتمل جدا أن يطلب منه عدم العودة إلى القتال، على الأقل لفترة زمنية معينة.


وأكد التقرير "في إسرائيل تفاجأوا جدًا من تصريحات ترامب حول إمكانية نقل نصف سكان غزة إلى الأردن أو مصر لإعادة إعمار القطاع، ولم تتم مناقشة هذا السيناريو بجدية في إسرائيل، وليس من الواضح مدى إيمان ترامب بأن هذه الخيار واقعي، وربما هو يطلق بالون اختبار ليرى ردود الفعل على الفكرة، والتي قوبلت في العالم العربي والإسلامي ببرود شديد حتى الآن، بينما يعتزم ترامب مناقشة موضوع ما بعد القتال مع نتنياهو، ومن المتوقع أن يسأله بشكل صريح: "ما هي خططك؟".

وأضاف التقرير "أوضح السعوديون لإسرائيل أنهم لن يتمكنوا من المضي قدمًا في التطبيع دون وقف إطلاق النار، والآن بعد أن تم التوصل إلى وقف إطلاق نار هش، سيكون السعوديون في موقف صعب إذا عادت إسرائيل إلى القتال، وسط توقعات إسرائيلية من ترامب تحرك وفريقه حول وضع الموضوع السعودي بالتحديد، بينما يعتقد كبار المسؤولين في إسرائيل أنه قد يكون من الصعب إغلاق التطبيع قبل إتمام المرحلة الأولى من الصفقة".

ومن المتوقع أن يناقش ترامب ونتنياهو أيضًا أوامر الاعتقال الصادرة ضده وضد وزير الحرب السابق، يوآف غالانت، من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وكذلك فرض العقوبات على المدعي العام، كريم خان، وأعضاء فريقه. 

وسيناقش الطرفان أيضا استمرار نقل الأسلحة من الولايات المتحدة إلى "إسرائيل"، ووقف إطلاق النار في لبنان، وكذلك الحكومة الجديدة في سوريا.

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن تحقيق تقدم ميداني جديد في أوكرانيا
  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
  • إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال جنوب الخليل
  • أطلقوا الرصاص ترهيبًا.. الجيش الإسرائيليّ يتقدم باتجاه هذه البلدة
  • الاحتلال يعيد التقدم إلى مناطق انسحب منها جنوب لبنان.. إطلاق النار على السكان
  • قوى الامن توقف عصابة سرقة.. هذا ما فعله أفرادها خلال الحرب
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • الاحتلال يحتجز أطفالا بعد مداهمة منزلهم بالبلدة القديمة في الخليل
  • كل شيء تحول إلى رماد.. هكذا وصف أهالي الضهيرة حجم دمار بلدتهم
  • نوع من الأزهار تقاوم الجفاف وتعيش طويلا.. ما لا تعرفه عن زنبق الخريف؟