أبوظبي في 18 سبتمبر/وام/ يُعد قطاع الفضاء واحدا من القطاعات الحيوية التي تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي، إذ يوفر فرص عمل جديدة، ويعزز النمو الاقتصادي، ويجذب الاستثمارات الأجنبية.
وأضحت دولة الإمارات العربية المتحدة في صلب قطاع الفضاء وواحدا من اللاعبين البارزين في مجال اقتصاد الفضاء، من خلال استراتيجيات طموحة واستثمارات واعدة في هذا القطاع.


واستطاعت الإمارات أن تحقق نجاحات ملحوظة وأن تتبوأ مكانة متميزة على الساحة الدولية، إذ تمتلك مجموعة متنوعة من البرامج والمشاريع الفضائية.
فقد جاءت أولى ثمرات القطاع الفضائي في دولة الإمارات مع تأسيس شركة الثريا للاتصالات عام 1997، ثم مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2006، تلا ذلك تأسيس شركة (إلياه سات) عام 2007، لتتوالى المشاريع بعد ذلك حتى صدور قرار تأسيس وكالة الإمارات للفضاء.
وبما وصلت إليه الإمارات اليوم، باتت الدولة تمتلك أرضية خصبة ومتنوعة لدفع الشركات المحلية والعالمية لدخول مجال الاستثمار في هذا القطاع الواعد.
ويقود ما وصلت إليه الإمارات اليوم في عالم الفضاء والاستثمار الفضائي إلى تأسيس قطاع أكثر رسوخ على الصعيدين العام والخاص، من خلال إيجاد وتأسيس شركات إماراتية تثري قطاع الفضاء ومن خلال جذب شركات عالمية لافتتاح مقرات في الدولة أو لظهور جيل من الشركات العالمية انطلاقاً من الإمارات.
ويعزز بروز الإمارات في مجال الفضاء مكانتها دولة رائدة في المنطقة والعالم، ويسهم في ترسيخ وتمكين قطاع الفضاء ليكون مساهما في خلق فرص جديدة للنمو الاقتصادي والابتكار في مجالات متنوعة، مثل الهندسة والعلوم والتكنولوجيا.
وتخطت قيمة استثمارات الدولة في قطاع الفضاء حاجز الـ22 مليار درهم، ممثلة في أنظمة الاتصالات الفضائية واستكشاف الأرض والفضاء وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء والاتصالات الفضائية المتنقلة وغيرها.
وارتفع حجم الإنفاق التجاري على اقتصاد الفضاء في الإمارات إلى 10.9 مليار درهم خلال 7 سنوات بنهاية عام 2020، فيما نمت الاتفاقيات التعاقدية للخدمات والتطبيقات الفضائية بنسبة 40 % خلال العام ذاته.
وفي الوقت الذي دخلت الإمارات فيه منذ سنوات الاستثمار في قطاع الفضاء لم تكن هناك شركات تعمل بالقطاع غير أنه تتواجد الآن العديد من الشركات العاملة في القطاع ، وهناك وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، كما أن الدولة التزمت بدعم برامج عديدة في مجالات العلوم الفضائية.
ويساهم قطاع الفضاء في تعزيز الاقتصاد الوطني بعدة طرق عبر خلق فرص عمل جديدة في مجالات متنوعة، مثل الهندسة والعلوم والتكنولوجيا.

ويسهم قطاع الفضاء وتمكينه أيضا في جذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير فرص للشركات العالمية للعمل في الدولة.
وفي سياق ريادة الدولة في مجال الفضاء تسعى الإمارات دائماً إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء وتحفيز الاستثمار في هذا القطاع المستقبلي.
و كانت “ وكالة الإمارات للفضاء ” قد أعلنت سابقاً عن تفاصيل "الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء 2030" التي تستكمل الإطار التنظيمي والتشريعي للقطاع الفضائي الوطني، إلى جانب الخطة الوطنية لتعزيز الاستثمار الفضائي، بما ينسجم مع مستهدفاتها الاستراتيجية الرامية لتنظيم القطاع الفضائي في الدولة.
وتهدف الخطة الوطنية لتعزيز الاستثمار الفضائي إلى ضمان مساهمة قطاع الفضاء الوطني في تنويع اقتصاد الدولة وتشجيع الاستثمارات الأجنبية على الدخول في صناعة الفضاء الوطنية، إذ توفر دولة الإمارات أرضاً خصبة للمستثمرين الذي يضعون أعينهم على الاستثمار في قطاعها الفضائي، وتأتي هذه الخطة لجذب استثماراتهم وحمايتها.

عاصم الخولي/ جورج إبراهيم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الاستثمار فی قطاع الفضاء فی قطاع فی مجال

إقرأ أيضاً:

4 أهداف استراتيجية لـ «علوم الفضاء» تضمن الاستدامة والريادة

دينا جوني (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة «اللولو» تحصد جائزة منصور بن زايد للتميز الزراعي «الأفلاج».. شريان الاستدامة الزراعية

وضعت جامعة الإمارات، 4 أهداف استراتيجية للمركز الوطني لعلوم الفضاء، لتوجيه أنشطته والمساهمة في الأهداف الشاملة لرؤية الدولة الفضائية الوطنية، عبر دفع التقدم الملحوظ في المبادرات الفضائية، وضمان الاستدامة طويلة الأجل، والقدرة التنافسية العالمية في قطاع الفضاء.
وتشمل الأهداف أولاً: دفع المبادرات الفضائية الرئيسية التي تتماشى مع الأولويات الوطنية، وثانياً: سد الفجوات الصناعية عبر تسهيل التعاون السلس بين أصحاب المصلحة في الصناعة لتحقيق أهداف الابتكار طويلة الأجل، وثالثاً: المساهمة بشكل كبير في الأهداف الوطنية للابتكار وتطوير صناعة الفضاء بشكل عام، ورابعاً: تقديم مكونات مبتكرة تعزز تجربة وقدرات قطاع الفضاء بشكل عام.
ومن خلال تركيزه الاستراتيجي على سد الفجوات الصناعية والمساهمة في الابتكار الوطني وقيادة تجاري خدمات الفضاء وبيانات الأقمار الصناعية، لا يقتصر دور المركز على توجيه أنشطة المركز فحسب، بل يساهم بشكل كبير في الأهداف الشاملة لرؤية دولة الإمارات العربية المتحدة الفضائية، من خلال التأكيد على الشراكات الاستراتيجية والمشاركة المبتكرة، وتمكين رواد الأعمال في مجال تكنولوجيا الفضاء.
وعلى صعيد التدريب والتعليم، استقبل المركز 86 طالباً العام الماضي تحت إشراف خبراء، مع تقديم بحوثهم في مؤتمرات محلية ودولية، وتخرج 6 طلاب ماجستير، وأكمل 23 طالباً جامعياً دورات تدريبية، مع مشاركة بارزة لطلاب مركز محمد بن راشد للفضاء، وتضمنت المشاريع الطلابية تقدير الكتلة الحيوية لأشجار المانجروف وقياس الأعماق الساحلية باستخدام بيانات فضائية. تميز خريجو المركز بالمساهمة في مشاريع وطنية كالقمر الصناعي العربي 813، مما يرسخ دور المركز في دعم القدرات العلمية والوطنية. 
وخلال عام 2024، واصل المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء (NSSTC) تحقيق إنجازات بارزة في مجالي البحث والابتكار. قاد المركز مجموعة من الأبحاث الممولة، مع تعزيز الشراكات المحلية والدولية، بما في ذلك مشاركة علماء في مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ. من بين المشاريع البحثية الرئيسية، برز مشروع DROP لدراسة المياه الجوفية في أفريقيا تحت تأثير تغير المناخ، والذي استُعرضت مرحلته الأولى في قمة المناخ COP28 في دبي ونال تقديراً عالمياً. كما تضمنت الأبحاث علوم المريخ، وعلوم الكواكب الأرضية، ودراسة القمر والكويكبات.
وساهمت منشورات المركز بشكل فعّال في المجتمع العلمي، حيث نُشرت مقالتان في مجلات Q1 المرموقة، إحداهما تدعم أهداف التنمية المستدامة. حظيت هذه المنشورات باقتباسات متعددة، حيث وصل عددها إلى 27، منها 14 اقتباساً في الفترة من يناير 2023 إلى أكتوبر 2024. كما أسهمت مقالات علمية في تعزيز فهم العواصف الترابية على المريخ باستخدام بيانات كاميرا EMM-EXI.
وركّزت منشورات المركز على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تقنيات الاستشعار عن بُعد وتحليل البيانات الفضائية، ومن الأمثلة البارزة، دراسة عن تدريب شبكات الذكاء الاصطناعي على صور تم إنشاؤها باستخدام تقنيات محاكاة متقدمة، ما ساعد في تحسين دقة التصوير الفضائي.
 كما طُورت أنظمة التحكم البرمجية المعيارية لدعم مهام متعددة للأقمار الصناعية، مثل نظام البرمجة المعياري الخاص ب CubeSats، مما يعكس التزام المركز بالابتكار التقني لدعم المهمات الفضائية المستقبلية.
ويُجري المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء أبحاثاً مبتكرة في علوم الفضاء، تُغطي مجالات متنوعة تشمل علوم الكواكب ومراقبة الأرض. يعمل فريق علوم الكواكب على دراسة بيئات الكواكب والغلاف الجوي والسطح والباطن، مع التركيز على أجرام النظام الشمسي مثل المريخ، الأرض، والكويكبات. يستخدم الفريق نماذج مناخية رياضية وتقنيات استيعاب البيانات لتحليل المعلومات المستمدة من مهام فضائية عالمية مثل «مسبار الأمل» ومركبات مثل «بيرسيفيرنس» و«كيوريوسيتي»، مما يعزز الفهم العلمي ويطور الخبرة الوطنية في هذا المجال عبر إشراك طلاب الجامعة.
فريق مراقبة الأرض
أما فريق مراقبة الأرض، فيركز على المراقبة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لتحليل سطح الأرض وظواهره استجابة لتغير المناخ، وتشمل أبحاثهم علوم الأرض، مراقبة الأراضي الزراعية، البيئة، الهيدرولوجيا، التوسع العمراني، ومراقبة الكوارث،  ويقود الفريق مشروعات رائدة مثل تصنيف استخدامات الأراضي عالية الدقة في الإمارات، دراسة تغير المناخ، ومراقبة الكثبان الرملية. كما يقدم خدمات استشارية لمجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، ويدير مشاريع نوعية مثل معالجة صور الطائرات من دون طيار وتطوير خرائط طبوغرافية دقيقة. تعكس هذه الأبحاث الطموحة التزام المركز بالمساهمة في الفهم العالمي للفضاء والأرض.
Al Ain Sat-1
 من بين مشروعات المركز البارزة، تطوير القمر الصناعي، Al Ain Sat-1، بالتعاون مع جمعية IEEE، وهو CubeSat صغير يهدف إلى اختبار أحمال مفيدة لمراقبة الأرض وتقديم تقنيات متقدمة، مثل قياسات الراديو متر الميكروويف وتحليل الغطاء النباتي وتصنيف الصور. سيعمل هذا القمر في مدار أرضي منخفض (LEO) بحجم ثلاث وحدات مكعبة، ليعزز دور الإمارات في استكشاف الفضاء ودعم البحث العلمي.

مقالات مشابهة

  • البيئة: تعديل تعريفة تحويل المخلفات إلى طاقة ضرورة لجذب الاستثمارات
  • وزير المالية: دفع جهود الدولة الهادفة لجذب استثمارات أجنبية مباشرة لمصر
  • الزراعة تعتزم طرح 253 فرصة استثمارية أمام رجال الأعمال والشركات المختصة
  • شنايدر إلكتريك شريكا استراتيجيا لـ مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة”
  • «شنايدر إلكتريك» شريكاً لمبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية
  • طيران الإمارات تطلق 3 وجهات جديدة في آسيا
  • نواب البرلمان: التعاون الاقتصادي مع الإمارات يدعم التكامل العربي
  • جهاز الاستثمار.. محرك اقتصادي وداعم للنمو المستدام
  • الإمارات.. بيئة مثالية لازدهار الشركات الناشئة وريادة الأعمال
  • 4 أهداف استراتيجية لـ «علوم الفضاء» تضمن الاستدامة والريادة